أنقذوني فلقد تحطمت شخصيتي.
مرحبًا أنا من الخليج وأبي هجرنا منذ أن كان عمري 4 سنوات وأصبحت أمي هي المسؤولة عني. أعيش في منزل جدتي مع أمي وخالتي وأنا أبلغ من العمر 18 سنة. أمي امرأة متسلطة متمردة تتحكم في كامل تصرفاتي وعلاقاتي وأسلوب حياتي وتفتخر أمام الجميع بأنها تسيطر علي سيطرة تامة وتحب أن تظهر ذلك أمام الكل؛ لأنها تعتقد أن ذلك من حسن التربية. فهي لا تقبل إلا أن أطيعها طاعة تامة وأن أخضع لها في جميع أمور حياتي ولا تعترف بخصوصياتي. حتى إني أصبحت بلا شخصية وانكسرت ثقتي في نفسي بسبب تعاملها معي.
على سبيل المثال:-
1- تدخل علي في الحمام وأنا أقضي حاجتي بدون استئذان وتتحدث معي أو تسألني أسئلة غير ضرورية.
2- تعاقبني أمام خالتي وصديقاتها حتى تحرجني وتثبت قوة شخصيتها أمامهن لأنها تتباهى بذلك.
3- تنام معي في نفس السرير وتخرج الريح بدون خجل.
4- عندما تتحدث بالهاتف أو عندنا تقابل شخصًا ما تخبره بطريقة عقابها لي.
عندما كنت في العاشرة من عمري كنت ألعب وكسرت مزهرية ثمينة فأتت أمي مسرعة وأمسكت بأذني وذهبت بي إلى غرفة المعيشة وخلعت الجزء السفلي من ملابسي وقامت باستخدام العصا للضرب على مؤخرتي أمام خالتي وصديقتها.
والآن أنا 18 سنة ولا زالت تعاقبني أمام خالتي وصديقاتها بهذه الطريقة. وعندما قررت أن أخبرها بأن تتوقف عن ذلك قامت بتهزيئي وقالت لي إنها تفعل ما تراه في مصلحتي.
أرجوكم أفيدوني فأنا مهزوز ومكسور وفاقد للشيء الكثير ولا أعلم ماذا أفعل؟
10/08/2015
رد المستشار
أشكرك يا "معتز" على ثقتك بالقائمين على موقع الشبكة العربية للصحة النفسية الاجتماعية من خلال لجوئك للمستشارين على الموقع؛ ليشاركوك مشكلتك ويساعدوك في تخطيها، بإذن الله....
مجرد شعورك بوجود مشكلة وتسعى للتغيير من خلال تواصلك مع موقعنا فهذا يدل على إيجابية منك وأنك تسعى للتوصل لحل من خلال مساعدة مختصين، إلا أنه يجب أن أذكرك أن الحل ليس عندنا فقط، فالمسئولية تقع على عاتقك في التغيير وحتى تقوم بهذه المسئولية فلابد أن يكون لديك الإرادة والرغبة في التغيير، فعليك أن تبحث عن نقطة الانطلاقة بداخلك للتغيير، فهل ستبدأ بنفسك وتغير وتطور من نفسك ومن علاقتك بأمك؟؟؟ هل ستضع لحياتك هدفًا وتسعى لتحقيقه مع الآخرين؟؟؟ هل تريد أن تضع حدودًا للآخرين للحفاظ على خصوصيتك ولا يتعدونها؛ لأنك تعتبر أن هذا التعدي بمثابة انتهاك لحريتك وخصوصيتك؟؟؟
أنت وحدك من يستطيع الإجابة عن هذه الأسئلة وفق قدراتك وإمكانياتك وما هو متاح لك، وإجابتك على هذه الأسئلة بشكل عملي وواقعي وإيجابي ستزيد من ثقتك بنفسك كلما خطوت خطوة باتجاه إنجاز أهدافك في الحياة، إن الثقة تكتسب وتتطور ولم تولد الثقة مع إنسان حين ولد، فهؤلاء الأشخاص الذين تعرفهم أنت أنهم مشحونون بالثقة ويسيطرون على قلقهم، ولا يجدون صعوبات في التعامل والتأقلم في أي زمان أو مكان هم أناس اكتسبوا ثقتهم بأنفسهم، اكتسبوا كل ذرة فيها.
فعليك إن كان لديك الرغبة الصادقة للتغيير أن تبدأ بخطوات عملية للمحافظة على حريتك وعدم انتهاك خصوصيتك فمثلا اقترح أن تضع ترباسًا (قفل) داخلي لباب الحمام، وتحرص على إغلاقه عند قضاء حاجتك، فهي رسالة مباشرة موجهة لوالدتك أن تلك حدودك وخصوصيتك ولا ترغب بأحد ينتهكها.
عليك أن تبدأ بالانفصال عنها في النوم وتنام بمفردك ولو افترشت الأرض مؤقتا إلى أن تدخر من مصروفك لتشتري مرتبة، أو تنام بالصالة إذا كان بها مجلس أو أنتريه مهيأ للنوم وهي رسالة أخرى لها أن من حقي ولي حرية أن أنام منفصلا عنك لأنني كبرت بالشكل الذي يسمح لي بالفطام النفسي عنكِ.
عليك أن تبدأ بالتحاور معها على انفراد بأسلوب هادئ ومهذب وتتفق معها على أسلوب تعاملها معك أمام الآخرين وتضع شروطًا إن لم تلتزم بها ستضطر إلى........ وتبدأ تملي عليها شروطك وفق ما هو متاح لك أن تنفذه معها.
تعال نتفق سويا أننا لسنا موجودين في فراغ بل موجودين مع آخرين محيطين بنا نؤثر فيهم ونتأثر بهم ونراعي مشاعرهم ونلتزم بالقوانين الاجتماعية والأصول الاجتماعية والشرائع الدينية التي تحكم سلوكنا، فلا ينبغي أن نهتم بأنفسنا فقط ونغير أنفسنا بعيدًا عن الآخرين.
خلاصة القول أننا لابد أن نبدأ بتغيير أنفسنا في ظل مراعاة المحيطين بنا، فحين تدخل في منافسة مع آخر، قل: أنا كفء لأكون الأفضل، ولا تقل لست مؤهلا، اجعل فكرة (سأنجح) هي الفكرة الرئيسية السائدة في عملية تفكيرك.
يهيئ التفكير بالنجاح عقلك ليعد خططًا تنتج النجاح، وينتج التفكير بالفشل فهو يهيئ عقلك لوضع خطط تنتج الفشل.
لذلك احرص على إيداع الأفكار الإيجابية فقط في بنك ذاكرتك، واحرص على أن تسحب من أفكارك إيجابية ولا تسمح لأفكارك السلبية أن تتخذ مكانا في بنك ذاكرتك.
وهناك عوامل تزيد ثقتك بنفسك منها:
1. عندما نضع أهدافًا وننفذها يزيد ثقتنا بنفسنا مهما كانت هذه الأهداف، مهما كانت صغيرة تلك الأهداف.
2. اقبل تحمل المسؤولية، فهي تشعرك بأهميتك، تقدم ولا تخاف، اقهر الخوف في كل مرة يظهر فيها، كون إنسانًا نشيطًا، اشغل نفسك بأشياء مختلفة، استخدم العمل لمعالجة خوفك، تكتسب ثقة أكبر.
3. حدث نفسك حديثًا إيجابيًا في صباح كل يوم وابدأ يومك بتفاؤل وابتسامة جميلة، واسأل نفسك ما الذي يمكنني عمله اليوم لأكون أكثر قيمة؟ تكلم، فالكلام فيتامين بناء الثقة، ولكن تمرن على الكلام أولا.
4. حاول المشاركة بالمناقشات واهتم بتثقيف نفسك من خلال القراءة في كل المجالات، كلما شاركت في النقاش تضيف إلى ثقتك كلما تحدثت أكثر، يسهل عليك التحدث في المرة التالية ولكن لا تنسى مراعاة أساليب الحوار الهادئ والمثمر.
5. اهتم في مظهرك ولا تهمله، ويظل المظهر هو أول ما يقع عليه نظر الآخرين.
والله الموفق تابعنا دوما بأخبارك، فنحن نعتز بك صديقًا دائمًا على موقعنا.
اقرأ على موقعنا:
استغاثة وحيد
أحمد عايش وحيد متابعة3
عايش وحيد: تعال لمجانين- م. مستشار
للتخلص من القلق أحب نفسك
عن الصداقة والدراسة والمراهقة مشاركة
أرشيف عن تأكيد الذات