هل أنا السبب وماذا أعمل؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا طالب عمري 22 سنة، الحمد لله ملتزم بكل الصلوات في المسجد، لي بنت عم عمرها 15سنة، عندما كنت صغيرا قبل فترة البلوغ كنت كثيرا ألاعبها وأمرح معها وكنت شديد التقبيل لها، وكنت أجلسها كثيرا على حضني، وعندما بلغت أصبحت أتحرش بها جنسيا أقبلها وألاعبها وهي صغيرة وهي كانت ترضى بذلك ولكن لم تصل إلى مرحلة خلع الثياب ولكنها وصلت أنني فتحت قدميها فهل هذا يعتبر تحرشا جنسيا، وما هي شروط التوبة من هذا الفعل؟
ولكن عندما أصبح عمري 16 سنة وأصبحت ملتزما، ابتعدت عنها وبدأت أبتعد عن ملاعبتها وتقبيلها، ولكن كانت تراودني نفسي من حين إلى آخر، ولكن كنت أمازحها بالكلام فقط.
في الفترة الأخيرة، وبعد أن أصبح عمر ابنة عمي 14 سنة، أصبحت تراسل الشباب على الهاتف، وتعمل علاقات معهم، وعرفت عنها أن هناك من الشباب بسهولة من يقبلها بسهولة أي باللغة العامية "تتاكل بسرعة"
فهل السبب في أن بنت عمي وصلت لهذا الحد هو لأنني كنت أتحرش بها جنسيا وهي صغيرة وأنا كان عندي هذا العمل ليس حراما لأنها بنت صغيرة. وأنا الآن نادم أشد الندم .
في الفترة الأخيرة، ذهبت إليها وقمت بنصيحتها، وقمت بإهدائها أشرطة إسلامية وتقبلت ذلك الأمر، ولكنني أعلمت والدتها بهذا الأمر، فقامت والدتها بتأنيبها وقام عمي وابن عمي بضربها، وأنا والله لم أقصد أن تصل المرحلة إلى ذلك، فأصبح عند بنت عمي ردة فعل عكسية، وقد أخبرني من أثق بها أنها مازالت تراسل الشباب على الهاتف.
ولكن بعد هذا الأمر ازداد تعلقي ببنت عمي، وأصبحت أغار عليها، ووقع في قلبي حب شديد لها، حيث إنني دائم التفكير بها لأنني أظن أنني السبب في كل شيء وأنا نادم أشد الندم، ولكن المشكلة أنني أريد الفتاة التي أتزوجها أن تكون ملتزمة وصاحبة دين وأخلاق، وبنت عمي ليست كذلك، وأنا الآن ليس بمقدوري الزواج أو الارتباط بأي فتاة، هل يجوز بأن أخبر بنت عمي بأنني أحبها وأنها إذا التزمت بدين الله عز وجل، وأصبح بإمكاني الزواج بأنني سوف أتقدم لخطبتها، وأنها إذا لم تكن ملتزمة فإنني سوف أبحث عن فتاة أخرى غيرها؟
وهل أخبر والدتي بهذا الموضوع؟
وهل أخبر والدة بنت عمي بهذا الموضوع؟
وهل يمكنني أن أطلعها على الرسالة التي بعثتها إليكم والجواب الذي سوف تقدمونه لي؟
وجزاكم الله خيرا.
11/06/2004
رد المستشار
الأخ العزيز، أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا جزيلا على ثقتك، جميل أن يشعر الإنسان المسلم بالذنب تجاه أخطائه التي وقع فيها في بادئ حياته، وجميل أن يكونَ ذلك دافعا له للاستغفار والابتعاد عن كل ما يغضب ربه، وأما أن يفرِطَ المسلمُ في الشعور بالذنب بأي صورةٍ من صور الإفراط فهذا خطأ وغفلة.
كانت حياتك حتى سن السادسة عشر كما يفهم من رسالتك حياةً بعيدةً عن الالتزام، تقودك فيها نفسك إلى كل ما تشتهيه وكنت كطفل تمارس التحرش الجنسي بابنة عمك التي تصغرك بسنوات ثمانية واستمر ذلك الفعل منك حتى بعد أن بلغت أنت وهي لم تكن كاملة الفهم والإدراك بالطبع،
وبدأت في السادسة عشرة من عمرك تلتزم وهذا شيء طيب، إلا أنك بدأت ترى في سلوكها ما يشعرك بالذنب، وهنا لابد أن نتوقف قليلاً لنتأمل المشكلة وما يفترضُ أنه من عواقبها.
هذه الفتاة تعرضت للتحرش الجنسي الخفيف والمتكرر منك، ولا ندري إن كانت قد تحرش بها آخرون أم لا؟ ولا بد هنا أن تعرف أن مآلات التعرض للتحرش الجنسي أو نسميه الضرار الجنسي مختلفة ومتباينة فالضرار الجنسي ليس دائما ضرارا!، إلا أن هناك بعض النظريات التي ترى أن بعض من يتعرضن من الإناث للتحرش الجنسي في الطفولة إنما يعشن حياة يتقلبن فيها بعد ذلك من متحرش إلى آخر، وكأنهن يعشن نفس الصراع النفسي القديم الذي تثبت فيه الأنثى لنفسها أن من يفترض فيه أن يقوم بحمايتها هو أول من يوقع بها الأذى، إلا أن الأمر لا يبدو كذلك في تخميني في حالتك مع ابنة عمك، بل حالكما يبدو وكأنه لعبٌ لذيذ من النوع الجنسي كنت غير مسؤولٍ عنه مسؤولية كاملة حتى بلغت وكانت هي غالبا طفلة معظم المدة، ولا أظنه كان مرفوضا من جانبها لا على المستوى الشعوري ولا غير الشعوري،
ولكننا لا ندري إن كان هناك متحرشون آخرون ربما كانت تحرشاتهم أكثر إيلاما لها على المستوى النفسي. صحيح أن هناك من النظريات ونتائج بعض الدراسات ما يشير إلى علاقة محتملة بين التعرض للتحرش الجنسي في الطفولة وبين نشوء اضطراب في الشخصية هو اضطراب الشخصية البينية (الحدية)، قد يكونُ سببا في ما تتسم به سلوكيات ابنة عمك المراهقة،
إلا أن ذلك لا يمكنُ أن يكونَ هو السبب الوحيد لنشوء سمات الاندفاعية والطيش والتهور والانفلات في السلوكيات الشهوية بوجه عام، مثلما قد يستنتج من وصفك لسلوكياتها الحالية، والتي يمكنُ أيضًا ويمكنُ جدا أن تكونَ مجرد تعبير عابر عن هوش المراهقة Adolescent Turmoil، فهي تتعرف على كثيرٍ من الشباب ولا تلتزم بما يجب الالتزام به من آداب العلاقة السليمة بين الشاب والفتاة في مجتمع مسلم.
المهم أنني سأحاول فيما تبقى من إجابتي على استشارتك أن أركز على ما فعلته أنت في الفترة الأخيرة، فقد كان جميلا بالطبع أن تهدي ابنة عمك بعض الأشرطة الإسلامية، لكنك في نفس الوقت فضحتها دون حساب للعواقب، وكان ذلك تصرفا تستحق اللوم عليه ربما أكثر من كل ما سبق، خاصة وأن رد فعلها كان عكسيا كما قلت، أما بالنسبة لما قمت به من تحرش قديم بها فإننا نقول لك ما قلناه للأخ صاحب مشكلة : التائب من الذنب كمن لا ذنب له، برغم الاختلاف الظاهري لمآل الفتاة في الحالتين، ولكننا أولاً نرى أنك إن كنت مسؤولاً فلن تكونَ المسؤول الوحيد عن ما أصبح عليه حالها، وثانيا لأننا نحسنُ الظن بالله ونتوقع أن تكونَ الأعراض السلوكية الانفلاتية التي تمرُّ بها البنت ليست أكثر من مرحلةٍ عابرة، مثلما هي في كثيرٍ من الأحيان في شبابنا.
وأما أنك تحبها فهذا ما لا نستطيع لا نحنُ ولا أنت الآن أن نتأكد منه ولا أحد يستطيع أن يتأكد إلا بعد أن تتخلص أنت من كل شعورٍ بالذنب، تجاهها، وأما أنك تغار عليها فهذا أمرٌ يدعو للقلق لأنك قد تتصرف بشكل يؤدي إلى حدوث مشكلات أكبر مما حدث، وهذا ما نسأل الله أن يقصيك عنه،
وأما أنك تود الزواج منها فأمر يبدو من خلاله لنا أن كل المفاهيم مختلطة لديك، ولذا نرى من غير المناسب أن تفكرَ في أمر الارتباط الآن، لأنه أمرٌ سابق لأوانه ولأن لاختيار الزوجة قواعد يحسن بك أن تطبقها في وقتها المناسب، وننصحك بقراءة الردود السابقة لمختلف مستشارينا على استشارات مجانين لتعرف منها ما أقصده باختلاط المفاهيم لديك:
اختيار شريك الحياة: هل من ضابط ؟
على مائدة الاختيار: العقل والعاطفة.
مدافع عن حقوق المكتئبين
الحب هو الأهم دائما يا عزيزي
عناصر الحب الناجح: إهدار فرصة الخطوبة ، متابعة
إن كان هذا هو الحب ، فماذا أفعل ؟ !
حسابات الحب والزواج: أهم من الفقر والغني
لعبة الحب: خلط وارتباك مفاهيم
العاطفة والعقل معا في سماء الحب
لتائب من الذنب كمن لا ذنب له مشاركة
حساب النفس: هل هي النفس اللوامة؟
وتكلمنا بعد ذلك عن نموذج للفتاة التي تريدها زوجةً يخالف ظاهريا سلوك من تقول أنك تحب، ثم تسأل بعد ذلك إن كان من الممكن أن تخبرها بأنها إن كانت تريدك (ويبدو أنك مكسبٌ كبير) فإن عليها أن تتحول من مستهترة لا مبالية إلى ملتزمة ومهتمةٍ بالقيم، والبقية تأتي تباعا........
وأنا هنا أهنئك على الرجل الشرقي الذي اكتمل داخلك، فأنت تنصبُ فخا لابنة عمك بهذا الشكل حتى وإن كنت لا تدري، فخلطة الحب والشعور بالذنب والشك في الآخر، وهو صنو الغيرة التي تشتكي منها هذه الخلطة المعرفية الشعورية لديك كرجل شرقي تعني أنك تنصب للمسكينة فخا، فهي إن وقعت في هذا الفخ (وإن كان هذا مستبعدا) فإنك ستطلب منها التزاما بعد التزام حتى تمل هيَ من قيودك ولا ندري ماذا ستكونُ العواقب، إلا إن كنت ستصل مرتبة عالية من التغير والتطور والنمو الفكري والسمو فوق مفاهيم ما أنزل الله بها من سلطان (تفرق في المسؤولية عن الذنب المشترك بين الرجل والمرأة فتظلم المرأة كثيرا) وتنغص الحياة في بيوت كثير من المسلمين مع الأسف، وتلك مرتبةٌ من السمو الإسلامي الروحي نسأل الله أن تنالها. المهم أننا نرى ألا تخبرَ أحدا لا هي ولا أمك ولا أمها بأكثر مما أخبرت، وأما أن تقرأ لها نص مشكلتك وردنا عليها فإننا نظن من الأفضل أن تعرفها موقعنا مجانين نقطة كوم، أولا، وربما أعطيتها في وقت مناسب عناوين بعض الاستشارات على استشارات مجانين لعل الله يكتب لها الفائدة منها مثل:
الحب على طريقة التيك أواى
كيف أتعامل مع مراهقتي؟
من الهاتف إلى الخطوبة، هل نتزوج؟
العلاقة عبر الهاتف ليست صداقة
(باد جيرل)...لست سيئة ونحن معك
مشاركات على مشكلة باد جيرل
ودعها تكتشف بالصدفة إذا كان مقدرا لها أن تكتشف هذه المشكلة التي أرسلتها أنت، واعذرني إن كنت قاسيا عليك في بعض الإجابة فقسوتي إنما تنبع من حرصي على العصف بمفاهيمك المرتبكة (حاليا) علك تنجح في التغير والتطور، وأما ما كان منك معها فأراك احتملت من العذاب بسببه ما أظنه يشفع عند الله لك فيغفر لك ذنبك وهو الغفور الرحيم، ولا مجال للقسوة من جانبنا ولا من جانب أحد فلا أحد بلا خطيئة.
إذن تابعنا بالتطورات وأهلا بك دائما على مجانين ، ولا تكن عجولا في المرات القادمة.