أجاب هذه الاستشارة من قبل أ.د سداد جواد التميمي تحت عنوان: الحشيش وسنينه والاكتئاب وتوطينه !
حياتي بعد الحشيش
السلام عليكم ورحمة الله إخواني أولا أرسل تحياتي لكل من له علاقة بهذا الموقع وجزاكم الله خيرًا على ما تبذلونه من أجل مساعدة الآخرين أنا أرسلت مشكلتي من قبل لكن لم يتم الرد عليها ولكن أتفهم ذلك فربما كانت الاستشارات كثيرة وثقيلة عليكم موضوعي طويل شويه أرجو أن تقبلوه بصدر رحب.
بداية مشكلتي كانت قبل 3 شهور تعرفت على أصدقاء سوء أتمنى لو لم أقابلهم من قبل أبدًا لقد قلبوا حياتي إلى جحيم وصرت أتحسر على معرفتهم. بداية القصة كانت عندما كنت أجلس معهم وقاموا بإشعال سيجارة حشيش تعجبت كثيرًا منهم وقاموا بعرض السيجارة علي لتدخينها ولكنني في بادئ الأمر رفضت رفضًا قاطعًا ولكن في آخر الأمر أقنعوني بتدخينها فدخنت معهم وكانت هذه أول مرة في حياتي أدخن فيها الحشيش أحسست فيها بنشوة وشعور غريب جدًا استمرت معي هذه النشوة لمدة 3 ساعات ثم عدت إلى طبيعتي.
توالت الأيام وجلست معهم في نفس المجلس ودخنت معهم السيجارة الثانية في حياتي وكانت النشوة هذه المرة أقوى قليلا لأنني زدت في الجرعة وصرت أتصرف تصرفات غير طبيعية وكنت آنذاك في سفر مع والدي في إحدى ولايات بلدي دخلت على والدي في غرفته وقد كنت منتشيًا تماما وكنت أحاول أن أمنع نفسي بعدم الدخول إليه ولكن لم أستطع وصرت أضحك وأبتسم في وجهه حتى كاد أن يكتشف أمري ولكن الحمد لله لم يحدث ذلك.
توالت الأيام وأتى ذلك اليوم المشؤوم حين جلست مع أصدقائي وكنت أنا من بادرت بإشعال الحشيشة هذه المرة وعندما دخنت وبدأ مفعول الحشيشة بالعمل أحسست بإحساس غريب جدًا يا الله ما هذا الشعور؟ ضربات قلبي صارت صاروخية وإحساس بالدوخة وعدم الإحساس بالواقع وصار العالم غريبًا جدًا أحسست وكأنني شخصان شعور لا يوصف لقد خفت كثيرًا من هذا الشعور وعدت إلى المنزل وكانت الدنيا ليلا حوالي الساعة العاشرة مساء حاولت النوم إلا أنني لم أستطع، أرق شديد وتعرق غير طبيعي وسرعة ضربات القلب الصاروخية وعدم الإحساس بالواقع بقيت مستيقظًا هكذا حتى الصباح وعندما بدأ آذان الصبح يؤذن أحسست بضيق شديد وصرت أغطي رأسي بالوسادة حتى لا أسمع صوت الآذان الذي بدا لي مزعجًا.
في الصباح ذهبت مع أبي لمقابلة الطبيب وكان أخصائي باطنة وأجريت فحوصات كاملة وخرجت كلها سليمة علمًا بأنني لم أخبر الطبيب وأبي بقصتي مع الحشيش قام الطبيب بصرف أدوية مهدئة وارتحت قليلا لعدة أيام ولكن بعد مرور أسبوع كامل عادت إلي نفس الأعراض السابقة بل وأقوى ظننت أنني سوف أموت ذهبت مرة أخرى إلى طبيب باطنة آخر وكان ذلك في رمضان فصرف لي دوائين لمدة شهر كامل inderalو deanxit وكنت أستخدمها بمقدار حبة بعد السحور وحبة بعد إفطار رمضان وارتحت منهم قليلا بنسبة 30% بس بعض الأعراض لم تختفِ مثل اختلال الآنية الذي يزادد ليلا وفي الأماكن المزدحمة وأيضًا كسل وخمول واكتئاب.
رجعت للطبيب مرة أخرى بعد مرور الشهر وحكيت له قصتي مع الدواء الذي أعطاني إياه قام بتغيير الدواء وأعطاني cipralex10 m. g بمقدار حبة يوميًا قبل النوم لمدة شهر. فرحت كثيرًا وقلت هذا هو الدواء الذي راح يعالجني بعد الله لأنني سمعت أنه هذا الدواء يفيد كثيرًا في مثل حالتي.
بدأت أستخدم هذا الدواء بالمقدار الذي وصفه لي الطبيب حبة 10m.g ليلا قبل النوم ومن أول جرعة أحسست بشعور قاتل جدًا حرارة وحمى وأرق طول الليل وضيق في التنفس ودوخه أحسست أنني راح أموت لقد أتعبني هذا الدواء كثيرًا وصار قلبي غير منتظم في ضرباته وأصبح ينبض نبضًا صاروخيًا وبعد الجرعة الثالثة أصبح قلبي ينبض ببطء شديد لدرجة مخيفة جدًا وأحيانًا أخاف أن يتوقف وتأتيني أزمة قلبية _لا سمح الله_ وصرت أتحسسه كل مرة بيدي لأتاكد من أنه مازال ينبض علمًا بأن بطء نبضات القلب صارت تأتيني عندما أريد أن أنام أو عندما أكون مستلقيًا في السرير وأيضًا أحس بألم ورجف في القلب.
رجعت للطبيب مرة أخرى وأخبرته بالذي حدث معي مع الدواء فقال لي لا تخف هذا شيء طبيعي ولكنني لم أقتنع بكلامه ولم أزره بعد ذلك وأوقفت استخدم cipralex هذا الدواء الشيطان الذي زادني مرضًا على مرضي.
وأنا الآن ليس لدي أي أمل في الشفاء وأحس بأنني سأموت قريبًا وأرجو من الله أن يغفر لي، آسف على الإطاله أيها الإخوة، ولكنني سأعرض عليكم ملحوظة أخيرة فربما تساعد ملحوظة: أنا كنت طالبًا امتحنت امتحانات الثانوية العامة لأنتقل إلى المرحلة الجامعية ولكنني فشلت ورسبت في الامتحانات مرتين وكنت أتلقى الشتم والكلام الجارح من أهلي وصاروا يحبطونني ويقولون لي يا فاشل.... يا فاشل لن تنجح في حياتك أبدًا وستصير من أرازل المجتمع آه.. آه إنها كلمات مؤلمة وغرست في قلبي كالسهام لقد كنت أتألم كثيرًا ولم أجد الدعم النفسي أبدًا.
عندما دخنت تلك الحشيشة اللعينة كنت في الإجازة بعدما امتحنت الثانوية العامة وكنت أنتظر نتائج حصادي والحمد لله شيء لا يصدق لقد نجحت أخيرا وكنت السادس على مستوى مدرستي ولكنني لم أفرح كثيرًا بسبب مرضٍ وتم قبولي بكلية التخدير بإحدى أفضل الجامعات الطبية في بلدي ولكنني أيضًا لم أفرح.
28/8/2015
رد المستشار
صديقي:
من الواضح أن طبيعة جسدك تتأثر كثيرًا بالعقاقير والأدوية وتظهر الأعراض الجانبية لها بشكل كبير.
بما أنك خضعت للكشوفات الطبية التي بينت أنك سليم فليس هناك داع لأن تخاف على نفسك لهذه الدرجة، كلام الطبيب الذي لم تقتنع به صحيح لأن العقاقير الطبية المضادة للاكتئاب والأدوية النفسية عمومًا غالبًا ما تتسبب في أعراض جانبية سيئة أو غير مرغوب فيها لمدة أسبوعين في المتوسط ثم عندما يعتاد عليها الجسم، تبدأ الأعراض في الانحسار.
تهانينا القلبية على نجاحك بتفوق، إنك الآن على استعداد لبداية مرحلة جديدة في حياتك، مرحلة النجاح والثقة بالنفس والاعتزاز بها. هذه المرحلة تبدأ وتستمر عن طريق استكشاف هواياتك وتحصيل مهارات متعددة في عدة مجالات طبقًا لرغباتك، العقاقير والمخدرات لن تعطيك أكثر من نشوة مؤقتة وألم مستمر كما اكتشفت أنت من خبرتك الشخصية.
جالس أصدقاء آخرين، اكتشف جوانب أخرى من الحياة بدلا من محاولة الهروب منها في جلسات المخدرات. خبرتك قد تكون ذات فائدة جمة في مجال عملك ودراستك الجديد بكلية التخدير... معرفتك باختلافات ردة الفعل للعقاقير قد تنقذ حياة أحدهم يومًا ما أو قد تعلمها لمن سوف ينقذ حياة أحدهم.
كلمات الأهل الجارحة قد تحمل نية جيدة وهي الرغبة في حثك على العمل والإنجاز والتفوق. إنها طريقة غبية في معظم الأحيان ولكن في الغالب ما يكونون قد تلقوا نفس الكلمات ونفس المعاملة من أهلهم.
أنصحك بمراجعة معالج نفساني لمناقشة هذه الأمور إن كانت تؤثر عليك سلبًا بقدر كبير يعطلك عن الإحساس بالأمل والرغبة في الإنجاز والنجاح. تذكر أنهم مجرد بشر معرضين للصواب والخطأ فيما يفعلون.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب.