أفكار وسواسية: العلاج الكامل!
أفكار تطورت وأصبحت لدي حقيقة
أرجو أن يتسع الوقت لديكم دكتور للإجابة عن مشكلتي الغريبة تلك والتي دمرتني دمارًا نفسيًا غريبًا وأنا الآن أتوكل على الله ثم عليكم في أن تعينوني للإجابة عنها. قبل 14 عامًا كنت مع شخص اعتبرته صديقًا وكنت معه في غرفته نتابع فيلمًا. وفي لحظة من اللحظات نهض من فراشه، وهو عارٍ ومنتصب الذكر. وجاء إلى فراشي. لقد كنت في تلك اللحظة على ملابسي (بنطلون رياضي) كنت متغطيًا بالبطانية وأنا أرقد على ظهري. بينما أرجلي مرتفعة ومفترقة عن بعضها مما يجعل ذكره في مقابل دبري.
على الرغم من أنني كنت على ملابسي. لكنّ ذكره كان في قبالة دبري، خاصة وأنه وضع جسمه تحت البطانية مما أدخلني في رعب غريب. لم أصادف موقفًا كهذا في حياتي ولم أمارس أي فعل له علاقة بلواط طوال عمري. المهم أنني كنت قبلها بقليل قبل أن يأتي إلى فراشي قد مارست العادة السرية على ملابسي للأسف وذلك لأننا كنا نشاهد فيلمًا إباحيًا مما يعني أنها كانت مبتلة ولا أدري إلى أي مدى وإلى أي مساحة وصل ذلك البلل.
من هنا بدأت تتسلل لي الوساوس الجنونية. أذكر أنه جاء إلى عقلي شعور بشيء يلامس مؤخرتي لكن لم أستطع أن أنظر هل كان ذلك ذكره أم شيء آخر؟ المهم خلال نصف ساعة تقريبًا. كنت أحرك جسمي كشعور بعدم الراحة من هذا الوضع، ثم مع مرور الزمن بدأت تأتيني وساوس: مثل إذا كان ما حول منطقة دبري مبتلة بسبب العادة السرية فمن الممكن أن يكون ذكره لامس ذلك الابتلال مما جعل ولوج دبري سهلا بسبب ذلك البلل. مع إنني لا أتذكر هل كنت أشعر ببلل أم لا حول مؤخرتي؟ صحيح أن هذه الأفكار كلها ضرب من الجنون.
والآن وبعد كل هذه الفترة بدأت تتسرب في رأسي مخاوف مثل ماذا لو كانت تلك التحركات الخفيفة في الفراش ربما دفعت مؤخرتي إلى الأمام خاصة وأن ذكره أصلا بافتراض أنه ملتصق بي فهذا قد يؤدي لحدوث ولوج. لقد وصلت إلى درجة أنني أجريت اختبارًا على نفسي. بأني بدأت أضع إصبعي في دبري مع وضع شيء سائل لكي أرى إن كان الإيلاج يمكن أن يحدث بدون أن أحس به. هل يمكن أن يكون ذلك قد حدث؟
إن ما أذكره والله بأنني لم أحس بأي شيء مؤلم لكي أؤكد حدوث الولوج لكن في نفس الوقت كيف أفسر هذه الأشياء في رأسي خاصة أنني وجدت أن إصبعي يمكن أن يلج في وأنا مبتل بسهولة ومن دون أن أحس؟ ومما يزيد الأمر تعقيدًا أنني كنت على ملابسي مما يجعل تحديد الولوج من عدمه صعبًا جدًا. والله أنا أموت في اليوم ألف مرة.
أريد تفسيرًا منطقيًا إن كان هناك أي ولوج أم لا. لماذا جاءتني كل هذه الوساوس القاتلة الآن مع إنها لم تأتني أبدًا بعد الحادثة مباشرة؟ لقد عشت حوالي سنتين أو ثلاثة قبل أن يبدأ أي شكل من أشكال الوساوس في رأسي ثم فجأة وبدون مقدمات بدأت تظهر هذه الأشياء واحدة تلو الأخرى إلى أن وصلت إلى هذه المرحلة من تجمع كل هذه الوساوس في رأسي، أضف إلى ذلك أنه في كل يوم وحتى وأنا أكتب هذه الرسالة تتجدد لدي فكرة وسواسية منطقية لتجعلني فعلا أتأكد أنه ربما حدث ذلك الولوج.
أرجوك يا دكتور أن تجيب علي بإجابة منطقية إما بأن هذا الشيء يمكن أن يكون قد حدث أو أنه لم يحدث وهذه مجرد وساوس. ولا أريد أن تقول لي أن هذه وساوس ولا ألتفت إليها لأنه إذا افترضت أنها فقط وساوس فهذا يعني أن هناك احتمالا أنه قد حدث الولوج وهذا سيعذبني أكثر ويقتلني.
أنا أود أن أصل للإجابة الحاسمة.
أرجو يا دكتور أن تكون الإجابة متعلقة بصميم المشكلة وأنها هل حدثت أم لا وليس التخلي عن الأفكار وتجاهلها؟ لأنني لن أستطيع التجاهل وقد حاولت.
أنتظر ردكم
ولكم الشكر
29/8/2015
رد المستشار
أهلا ومرحبًا بك على موقعنا مجانين، على الرغم من أنك ترى أفكارك غريبة وعلى الرغم من معاناتك بسبب تلك الأسئلة إلا أنك تجد صعوبة في إيقافها أو أنك لا تحاول أو لا تريد إيقافها بالفعل، والأمر قد يكون له علاقة بتقديرك لذاتك. فهل تستحق أن تعيش ذلك التعب النفسي؟ إن الله سبحانه وتعالى غفور رحيم فلم لا نرحم نحن أنفسنا؟ نعم نرحمها وإن لم نستطع نطلب المساعدة.
بالنسبة للسؤال الذي يحيرك فإن أجبت عليك بأنه تم الولوج لن تتحسن نفسيتك، فكما تذكر أن ذلك سيزيد حالتك سوءاً، وإن أجبتك بأنه لم يحدث قد تصدقني لبعض الوقت ثم تعاود التفكير وإثبات حدوث ذلك الأمر، ولو كانت الإجابة سهلة لكنت أنت من حسمها.
أنا لا أعرف ما حدث معك وإن كنت أميل إلى أن ذلك لم يحدث، ولكن يتضح من خلال تحليل ما كتبته عن مشكلتك أنها بدأت منذ حوالي إحدى عشرة أو اثنتي عشرة سنة، وخلال تلك السنوات لم تجد الإجابة على سؤالك، وهذا يعني أن المشكلة ليست في البحث عن الإجابة! نعم المشكلة في السؤال نفسه والذي يلح عليك ويأخذ من وقتك وجهدك وطاقتك ويقلل من راحتك. المشكلة في حاجتك إلى التوقف عن السؤال وتهدئة ذاتك أو على الأقل الحد من تدخله في حياتك اليومية بهذه الطريقة.
لقد أرسلت لي من قبل في عام 2004 مشكلة نشرت على الموقع بعنوان: "أفكار وسواسية: العلاج الكامل!"، حيث أشرت إلى بدايات الوسواس وكيف أنك تجلس وقتًا طويلا جداً يصل إلى 4 ساعات؟ للتفكير في مواقف من المفترض أنه ليس لها معنى، وكان تفسيرك لبعض تصرفات الآخرين بشكل قد لا يكون منطقيًا! وفي ذلك الوقت ذكرت لي أنك في بلدٍ يصعب أن تجد فيه طبيبًا عربيًا، في المرة الأولى والآن لم "تجن" ولكن الوساوس أنهكتك.
ويبدو أنها لم تتوقف بل زادت وكثر إزعاجها لك. أتوقع أنك قد عدت إلى بلدك العربي، أو على الأقل جمعت معلوماتٍ عن وجود أطباء عرب -وما أكثرهم– في البلد التي كنت قد سافرت إليها للدراسة، لأنك بالفعل في حاجة إلى أن تأخذ خطوة جادة لزيارة الطبيب النفسي. آن الأوان أن توقف ما أسميته "الدمار النفسي الغريب"، آن الأوان أن تركز على أمور حياتك الأسرية والعملية وأن تهتم بمستقبلك وبحالتك النفسية وتستفيد من وقتك. الأمر لن يحل من خلال قراءة هذه السطور. إلا أن فيها الخيط الذي عليك أن تلتقطه لتكمل ما بدأته من البحث عن الحل من خلال المتخصصين عبر الموقع.
إن مقاومة الفكرة ليس أمراً سهلاً كما أنه غير مطلوب في الوقت الحالي، بل المطلوب مواجهة القلق وتهدئته، ويمكنك الاستفادة من بعض التكنيكات التي ذكرتها لك في إجابتي السابقة. سيبدأ الطبيب بتقييم حالتك ثم يساعدك على الحد من تدخل تلك الأفكار في حياتك اليومية سواء من خلال العلاج النفسي و/أو العلاج الدوائي، فكما يقول المثل "لكل داء دواء".
واقرأ أيضًا:
الوسواس القهري معنى تتفيه الفكرة
ويتبع >>>>: أفكار وسواسية : العلاج الكامل ! م1