أعراض جسدية وشلل النوم ربما قلق واكتئاب
السلام عليكم؛
اسمي "عمر" من سوريا، نشأت في أسرة فقيرة غير متشددة دينيًا، وغير متحررة، وعرف عن عائلتنا الالتزام بالأدب والأخلاق والابتعاد عن المحرمات، منذ الصغر كنت قليل الكلام أحب الجلوس وحيدًا، متفوقًا جدًا في الدراسة، علاقتي طبيعية مع أفراد العائلة والأصدقاء.
كنت أتقدم في دراستي عامًا بعد عام محققًا المركز الأول في المراحل المدرسية الابتدائية الإعدادية الثانوية. حتى وفاة والدي منذ أربع خمس سنوات توقفت عامًا عن الدراسة. وعدت في العام التالي؛ لأنال الشهادة الثانوية بعلامات عالية جدًا وأدخل الجامعة.
في الحامعه كنت أعمل ليلا وأذهب بعد انتهاء العمل للجامعة غالبًا ما أنام أثناء المحاضرات لكن ذلك لم يؤثر على دراستي فنجحت في تسعة مواد من أصل 12 لأصبح في السنة الثانية. لكن في السنة الثانية لم أعد أحب الذهاب للجامعة؛ لعدة أسباب:
أولها: تدهور الأوضاع في سوريا وارتفاع وتيرة الحرب.
ثانيا: غياب كافة الأصدقاء في الجامعه وخارجها لأسباب مختلفة. بقيت عامين أعمل وأسجل في الجامعه فقط للحصول على وثيقة تأجيل خدمة العلم. خلال العامين لم أذهب للجامعة إلا نادرًا، ولم أجرب أن أدرس أو أقدم الامتحانات. تفرغت للعمل فقط. حتى توقفت عن العمل.
وفي شهر رمضان الماضي أصبت فجأة بحالة ضيق التنفس زرت أكثر من عشرة أطباء، وقمت بالعديد من التحاليل دون جدوى. إلا من طبيب أجرى صورة قلب. وأخبرني أنني أعاني ارتخاء بالصمام التاجي للقلب وأنه غالبًا المشكلة وأعطاني الدواء. استمررت على الدواء دون فائدة تذكر، توقفت بعدها عن زيارة الأطباء.
سافرت إلى المغرب للعمل وأنا في المغرب منذ ما يقارب 9 أشهر والمشكلة مستمرة. معاناة عند أخذ نفس طويل. معاناة عند التثاؤب. ومعاناة دائمة تعودت عليها مع مرور الوقت لكن أحيانا يزداد الوضع سوءًا وتصبح الحالة لا تحتمل. أحيانًا أخذ النفس العادي يسبب وجعًا رهيبًا على كامل الظهر تستمر الحالة لدقائق وتختفي. والأشد من ذلك صعوبة في التنفس وإرهاق تدوم ساعات طويلة.
وغالبًا ما أشعر أن الضيق يحدث في ثلاثة أماكن. الأول: الرقبة الجزء الأيمن مع الإحساس بوجود عقدة في الرقبة. الثاني: الصدر الجزء الأيمن كأن شوكة قابعة في الصدر تعيق التنفس. ثالثًا: شعور باحتراق في المعدة أو قربها لا أعلم بالضبط. وأحيانًا أشعر بالألم على شكل نخزات في الصدر الجزء الأيمن أو الأيسر. وعند السهر لساعات طويلة أشعر بوجع في الجزء الأيسر من الصدر.
ومعلومة لا أدري إن كانت مفيدة. منذ أكثر من 6 سنوات أعاني من شلل النوم أستيقظ لا أستطيع فعل شيء سوى النظر أشعر بوجود شيء غريب ولا أراه.
وأشعر بشيء يحفر في دماغي ودائما أقرأ ما أحفظ من القرءان وأغمض عيني ثم أستيقظ بعد ساعات بشكل طبيعي. هذا كل ما قد يفيدكم.
بانتظار ردكم الوافي
ولكم الشكر والاحترام.
20/07/2015
رد المستشار
الأخ الفاضل:
أهلا ومرحبًا بك على الموقع، وشفاك الله وعافاك، وأعاد لسوريا ولبلادنا العربية كلها الأمن والأمان والاستقرار.
بدأت حياتك بداية رائعة حتى وفاة الوالد، فتوقفت عن الدراسة لسبب مجهول ثم عدت لها مع العمل ثم توقفت لوجود الحرب ثم سافرت إلى المغرب، وخلال كل هذه المراحل لم تذكر أنك عانيت من أية اضطرابات نفسية.
في شهر رمضان أعتقد أنه قبل الماضي أصبت بنوبة هلع محدودة (أصبت فجأة بحالة ضيق التنفس زرت أكثر من عشرة أطباء) تم تفسيرها أنها بسبب (ارتخاء بالصمام التاجي للقلب) وهذا قد يكون صحيحًا فنسبة من مرضى الهلع يصاحبهم ارتخاء بالصمام المترالي للقلب.
لكن يبدو أنك لم تتحسن بل ازداد الأمر سوءاً (معاناة عند أخذ نفس طويل. معاناة عند التثاؤب، وجع رهيب على كامل الظهر تستمر الحالة لدقائق وتختفي، نخزات في الصدر في الجزءالأيمن أو الأيسر).
لم تذكر في رسالتك تعاطي أي أدوية نفسية ولا أعلم هل نسيت أم أنها لم توصف لك. عموما أنت تعاني من اضطراب الهلع، وهذا يحتاج منك التوجة إلى طبيب نفسي؛ للبدء في الخطة العلاجية التي غالبا ما تحمل شقين:
الأول: العلاج النفسي في صورة:
التدريب على مهارات الاسترخاء والتنفس.
مناقشة أفكارك الأتوماتيكية المرتبطة بالقلق، والتعرف على أفكارك المشوبة بالقلق.
التدريب على التعامل مع مشاعرك الشلبية.
ثانيًا: العلاج الدوائي وهو ما يمثل نسبة مهمة من العلاج تزاوجًا مع العلاج النفسي، حيث تحتاج إلى جرعة متوسطة أو عالية من مضادات الاكتئاب الحديثة لمدة من ستة أشهر لعام.
وفقك الله. تابعنا.