أفكار وسواسية متعلقة بحادثة الشذوذ..!
أفكار وسواسية: العلاج الكامل! م
شكرًا د. "داليا" على ردك السابق لمشكلتي والتي أدعو الله أن يثبتني وتمر تلك المرحلة. فيما يتعلق بإجابتك بعدم درايتك لما حدث معي في ذلك اليوم على الرغم من أنني اطمأننت بعض الشيء بقولك إنكِ تميلين إلى أنه لم يحدث شيء. فأنا أود القول أنني نفسي لم أستطع معرفة ذلك. على الرغم من أن كل تلك الوساوس لم تأتني لعدة سنوات بعد الحادثة.
وأزيدك من الشعر بيتًا أنه ربما إذا سألت ذلك الشخص فأعتقد أنه لن يعرف الإجابة عما إذا حدث شيء أم لا؟ إن ما يحيرني أنه إذا كنت أنا نفسي لا أعرف وهو لا يعرف. فهل من المعقول أن تكون الإجابة معقدة إلى هذه الدرجة؟ في رأيي أنني فقط كنت أبحث عن شخص يحلل لي الموضوع بصورة أكثر واقعية لأنني والله أحس بأن الإجابة سهلة وإلا كيف يعرف كل هؤلاء الناس في العالم إذا كان هو قد اغتصب أو فقط تم التحرش به؟
فكثيرًا ما قرأت في الإنترنت من يحكي عن قصة لحادثة مثلي لكنه يعرف تمامًا في النهاية إذا كانت قد انتهت باغتصاب له أي حدث ولوج ويكون هو متيقن. أو أن يقول فقط إن شخصًا تحرش به وفقط كان هنالك احتكاك من الخارج. وهذا أيضًا عرف تمامًا ماذا حدث معه؟ فلماذا دققت والله كثيرًا وكثيرًا جدًا. وعدت بعقلي لمحاولة معرفة كل لحظة كان فيها هذا الشخص المريض بقربي؟ وكل لحظة تحركتها أنا في الفراش وهل هذه الحركة قد سببت ضغطًا علي مؤخرتي أو سببت أي نوع ولو ضئيلًا جدًا من ولوج؟ هل كان لمسه خفيفًا من الخارج ولم يحدث أي شيء أبدًا؟ وأن كل ما أفكر فيه هو خزعبلات خلقتها رأسي؟ فأثناء فترتي في الفراش لا أذكر أبدًا ضغطًا قويًا كان علي من الخلف.
وكذلك ما سمعته من قصص الإنترنت للذين اغتصبوا أن هذا الشيء إذا ولج سيسبب ألمًا. ثم أتيت وقلت ماذا لو حدث ضغط سريع وخاطف؟ حيث إنني حاولت وبسرعة عالية ملامسة إصبعي لمؤخرتي. فوجدت إمكانية حدوث نوع من الولوج السريع قد تشعر وكأنها وخزة خفيفة. ألا ترين معي يا دكتورة أنني أقتل نفسي بأفكار غريبة جدًا؟
أنا متأكد أن الشخص الطبيعي لا يمكنه أن يصل لهذه المرحلة، أنا آسف يا دكتورة أن أقول أن علي الإصرار للوصول إلي إجابة وذلك لأنني أعرف أنني إذا ذهبت لطبيب فيجب أن يناقشني في تحليل منطقي للوصول إلي نفس الإجابة. وهو ما أتمنى أن أصل إليه من خلال صفحتكم، فأنا ما زلت أعيش هنا في أوربا. ولا أستطيع أن أذهب وأناقش شخصًا في مسألة حساسة وغريبة كهذه.
لقد سعيت أن أسرد قصتي هذه بأغلب تفاصيلها لكي أصل بإذن الله إلى شيء يريحني.
وفي نهاية الأمر أرجو أن أسأل سؤالًا مهمًا وهو إذا حدث لي ولو شيئًا ضئييلًا جدًا جدًا وأعني جدًا من الولوج. هل سأعرف هذا الشيء مباشرة أم أن هنالك أجزاء من الثانية يختلط على الشخص ما حدث معه بالضبط؟
18/9/2015
رد المستشار
أهلًا ومرحبًا بك من جديد على موقعنا مجانين. الحقيقة أن دوري هنا على الموقع هو تقديم الاستشارات النفسية، وليس تحليل الأفكار الوسواسية والدخول في دوامة تلك الأفكار ومتاهة الأسئلة، حتى إن وجدت إجابة على السؤال فإن هذا لا يعني أن مشكلتك قد انتهت، فالمشكلة ليست الإجابة عن السؤال، وإنما إلحاح ذلك السؤال وذلك الموقف على ذهنك مراراً وتكراراً لدرجة أثرت على حياتك.
ومن ثمّ تحاول البحث عن طرق تساعد في التقليل من التفكير في السؤال وفي الموقف وفي غيره من الأفكار الوسواسية. وبما لا تكون المشكلة وسواسًا بل أمرًا آخر، وهذا ما لا يمكن تشخيصه من خلال إيميلاتك. إن أي مرض جسماني أو إصابة بدنية تتطلب زيارة الطبيب لتحديد المشكلة، ولا أتوقع أن تجد طبيبًا يصف لك دواء دقيقًا ومناسبًا من خلال سؤال على النت.
العلاج لن يكون من خلال قراءة إجابة من أحد المستشارين على الإنترنت، العلاج يكون بالعيادة النفسية حتى يتمكن المعالج أولًا من التقييم أي عمل مقابلة إكلينيكية معك ومعرفة تاريخك المرضي وربما تطبيق بعض الاختبارات النفسية ومن ثم تحديد العلاج المناسب، قد يكون علاجًا دوائيًا. والذي يؤتي بنتائج ممتازة، وقد يحتاج الأمر إلى بعض الجلسات النفسية وربما ينصحك المعالج بممارسة أنشطة رياضية أو غيرها، ومن ثم تكون أنت أكثر اطمئنانًا وهدوءاً ورضا، وتقل تلك الأفكار، وحينما تأتيك لا تزعجك كما يحدث لك الآن. أذكر أن آخر حالة حضرت لي منذ أيام موضحة كيف تحسنت كثيرًا مع انتظام أخذ الدواء، وكيف قلت أفكارها المزعجة حتى أوقف لها الطبيب الدواء تدريجيًا بعد فترة علاج مناسبة؟ وهي الآن تمارس حياتها اليومية باطمئنان وثقة وإنجاز.
نحن كمعالجين نعتاد على هذه الأفكار وغيرها، فكل إنسان له تركيبته الفريدة ويأتي للعيادة بأفكاره التي من حقه أن يجد معالجًا يسمع ويتفهم ويعالج، وإلا ما هو دور المعالج؟! فإن فرضنا أن هناك أمورًا معيبة لا يمكن التحدث عنها أمام الطبيب لما كان هناك تخصصات طبية مثل تخصص الأمراض التناسلية مثلًا. عليك أن تساعد نفسك بالتوكل على الله وزيارة المعالج فما أكثر الأطباء العرب من حولك!
ويمكنك الاطلاع على هذه الحلقة حول الوسواس القهري من خلال الفيديو أعلاه.
ويتبع>>>>: أفكار وسواسية: العلاج الكامل! م2