أضاعوني وأي فتى أضاعوا
لا أعلم كيف أبدأ بطرح مشكلتي ولكن سوف أتبع الأسلوب البسيط لذلك.
أنا يا سيدي الفاضل من العراق وأدرس الدكتوراة في اليونان مشكلتي أنني يائس من الحياة ولا أعرف ماذا أفعل؟ أنهيت الماجستير في سن الرابعة والعشرين وكنت أحلم بالوظيفة والزواج ولكن أهلي -سامحهم الله_ لم يعطوني فرصة لإتمام هذا الحلم بحيث أنهم فقط أرادوا أن أتم الدكتوراة ولقد كانت الوظيفة والاستقرار هي حلم حياتي وأنني أيضًا لم أعد أحتمل الإغرءات الموجودة هنا في اليونان ولكن أهلي لا يهمهم هذا الأمر؛
وذهبت إلى الساقطات مرة أو مرتين حتى وصل بي الأمر للتفكير في الأطفال فقط على الإنترنت مع العلم أنني ملتزم جدًا وذو أخلاق ولكن لم أتحمل والآن جاءت لي الفرصة للهروب من هذا الواقع والحصول على وظيفة في دولة أخرى ولكن أهلي يرفضون هذا الأمر ولا أعلم ماذا أفعل؟ ولقد تبت إلى الله من الذهاب إلى الساقطات وكنت كلما أفكر في هذا الأمر أكوي نفسي بالنار ولكن والله العظيم لا أقدر والله أصبحت أكره طاعة الوالدين لأنها هي التي دمرتني ولا أعلم ماذا أفعل؟ وذات مرة تحرشت بزوجة أخي ولكن ستر الله ولم أكمل هذا الأمر ماذا أفعل؟
للعلم كل إخواني تزوجوا في عمر الرابعة والعشرين وذلك بمساعدة أهلي حيث وفروا لهم العمل والزوجة وأنا كلما تقدمت لواحدة قالوا لا نعطيك لأنك لا تعمل والعمل صعب في اليونان حتى كرهت الزواج. ماذا أفعل أجلكم الله؟ هل أبقى على الدكتوراة وأغضب الله أم أسافر وأغضب والدي؟ أجيبوني بالله عليكم.
18/9/2015
رد المستشار
حضرة الأخ "عباس" حفظك الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
للوهلة الأولى تبدو مشكلتك سهلة كأسلوبك السهل والمميز. وسوف نبدأ بنفس الطريقة:
إن الحياة كلها امتحانات. في الدراسة, في الحياة الاجتماعية والتواصل مع الآخرين, وعلى مستوى العلاقة مع الذات وهي الأهم. فقد تقوم بتصرفات لترضي غريزتك من ناحية, إلا إنك قد تقع في عذاب الضمير وتبقى معاديًا لنفسك لفترة قذ تنتهي عند البعض بالانتقام من الأنا السيء إلى حد الانتحار أو بالمسامحة التي قد تكون مؤلمة أحيانًا.
إذًا إرضاء الذات الذي قد تعتبره حلًا مرحليًا قد يكون مشكلة فيما بعد أكبر من المشكلة الأساس.
والله سبحانه وتعالى يقول: (وبشر الصابرين) ويقول أيضًا سبحانه: بسم الله الرحمن الرحيم: (أيحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا ءامنا وهم لا يفتنون)
إذًا فرضية الابتلاء موجودة أكانت بالصبر على العطش الجنسي أو الحاجة المادية أو على الدراسة. وصدقنا يا أخ "عباس" إنك كلما فكرت بأنك في نهاية هذه المشكلة سوف تكون قد وصلت إلى السعادة فقد تقع بعدها في مشكلة أكبر ومن نوع آخر.
لقد وضع البارئ عز وجل لنا في نفس الوقت حدودًا لا يجب أن نتخطاها. أهمها حدود الوالدين: ولا تقل لهما أفٍ.
إذًا غذا كنت تفكر في أي حل يجب مناقشته بكل صراحة ووضوح مع الوالدين, كما وأنه بإمكانك أن تتزوج وتتابع تحصيلك العلمي أي أن تأتي زوجتك معك إلى الاغتراب. يجب مناقشة كل هذه التفاصيل معهم ولا تتركهم في معزل عن آلامك العاطفية والنفسية التي تتخبط بها.
لقد أعجبتنا فكرة أن تضع يدك على النار كلما فكرت بمعصية البارئ سبحانه.
فلا تقوم بأي عمل قد يؤدي بك إلى النار مع العلم بأن رحمة ربك واسعة وهو يحبك أكثر مما تحب نفسك وأكثر من والديك. فهو الحب الحقيقي وهو الغاية الحقيقية وكل ما في هذه الحياة هو وسيلة للوصول إليه سبحانه. اغفر لنفسك وستجد أن الله سبحانه أرحم الراحمين. كما ويجب أن تطلب منه بصدق وحرارة كل ما تريد فهو أقرب إليك من حبل الوريد.
أخبرنا يا "عباس" لاحقًا عن مدى تجاوب والديك معك خاصة بعد إعلامهم بآلامك الناجمة عن العطش الجنسي
ألف تحية وسلام لك.
واشملنا وسائر المؤمنين بدعائك.
واقرأ أيضًا:
بني آدم + كبت جنسي = خلل نفسي
البحث عن الذات
بعد الذنب التوبة، هل بعد التوبة ذنب؟
دواء لمنع الاستمناء! يرحمك الله مشاركتان
تدين والتزام في مناخ التعهير العام!
وحدي في المنزل: وساوس وتخيلات جنسية
الحوار حول الجنس... متى ستمارسون؟!