مصيدة الوساوس..
مشكلتي كما يلي؛
ولدت يتيم الأب, كان أخي الأكبر هو المسؤول عن البيت وكنت أتأثر وأمي تقص علينا معاناتها مع أبي لشدة الفقر فأحسست بالمسؤولية وأنا صغير لا أتكلم كثيرا أتأمل فقط, أحس بالنقص دائما عندما تأتي الأعياد والمناسبات لفقدان أبي واحتياج أمي, أصارحك أنني أقوم بأعمال مخلة أنا و قريبي وعمري لم يتعدى 5-6 سنوات مرات عديدة ثم انقطعنا.
دخلت المدرسة وكنت من الأوائل (أغار جدا وأحب الظهور وأنا صغير), في سني المراهقة ما رست العمل المخل بالحياء مع أخي الذي يكبرني 3 -4 مرات ثم أصبحت أميل إلى بني جنسي لكن أنقذني الله بدخولي المسجد, لا أخفيك يا دكتور كنت أمارس العادة السرية بشراهة ثم انقطعت (أشعر بالذنب وأستحضر الله وأنا على تلك الحال).
عملت وأنا صغير لأشتري لنفسي الملابس وحرمت نفسي من كل شيء حتى الذهاب إلى البحر مع أقراني وأقول لا بأس سوف أكبر وأمتع نفسي.
دخلت الجامعة وتركت الصلاة يا أسفي, كنت أحب الفتيات لكن خجلي يمنعني من ذلك نجحت إلى السنة الثانية رياضيات وهنا تبدأ المشكلة فقدت الثقة في نفسي فأصبحت أخاف وأضطرب عندما لا أفهم محاضرتي (أحس بثقل في معدتي) وأنجح كل عام لكن عدم ثقتي في نفسي أصبحت عادة وانتقلت معي الى مجالات الحياة الأخرى حيث كلما أبادر إلى عمل وأضطرب فأحس بألم شديد في جنبي الأيسر (القلب) ورأسي.
خرجت من الجامعة وعملت بحقل التعليم الثانوي ووقعت الكارثة فقدت النوم لخوفي من التعليم والتلاميذ فتركت المنصب والتحقت بالدراسات العليا الى أن نلت شهادة الماجستير رياضيات و عدم الثقة في النفس يلاحقني والألم الشديد في جنبي الأيسر ورأسي دائما حتى أحس أنه سيغمى علي, ذهبت الى الطبيب وقال لي مجرد إرهاق.
توظفت بصعوبة كأستاذ في الجامعة وكنت محبوبا لدى الطلبة وخاصة الطالبات لاتقاني عملي وتو صيل المفاهيم بسهولة حتى أصبح لي اسما في فترة وجيزة.
وضعت عيني على أستاذة معي وكنت أحس أنها قريبة مني, وأحسست بالأستقرار فخطبتها وكانت الصاعقة رفضت منها وأمها.
بعد فترة وجيزة تركت صلاتي بعدما كنت ملتزما وفتحت متجرا لأوسع رزقي فشغلت وقتي كله لا أنام الا قليلا وكنت محل أنظار الجميع لاتقاني لعملي ونجاحي في حياتي, لكن من حين إلى آخر أتفكر تلك الفتاة.
لا أخفيك كنت مدمنا على المواقع الأباحية وأستمنئ الا أن خطبت فتاة أخرى فقبلت لكن أهلي رفضوا لأنها نحيلة لكن أصررت حتى قبلوا وكانت فتاة طيبة متدينة خجولة جداً ورجعت الى صلاتي وتدحرجت تجارتي و خسرت ووقعت في مصيدة الوساوس كنت ارى نفسي مجنونا أجري في الشوارع, إنسان فاشل مع أنني حققت الكثير ذهبت إلى طبيب لكن لا تحسن, رقيت نفسي لكن لاشيئ ألم دائم في رأسي وساوس تسلطية الى أن أصبحت أشك في الفتاة التي عقدت عليها لأنها لا تكلمني من شدة الخجل.
أصبت بعقدة الموت والجنون وفقدت نوعا من جديتي فأصبحت لامبالي كسول, سئمت الدنيا لكن إرادتي كانت قوية وتزوجت تلك الفتاة, لكن بعد أسبوع من زواجي تملكني وسواس أنني أرى نفسي أقتل زوجتي التي أحب فأصبحت أخاف من الأشياء الحادة نوعا ما ومرة أرى أنني أخنقها حتى أحس بألم شديد في قلبي ورأسي.
مرات أختلق الأسباب لتذهب الى بيت أبيها ومرات لا أنام معها في السرير لكنني أحبها جدا وأنها حامل، أحس بالراحة عندما يكون عندنا ضيوف مثل أمي وأختي.
فيما يخص شخصيتي فأنا مرح على الدوام كثير الكلام لي أصدقاء كثيرون لكن في نفسي مغتاط, مواظب على الصلاة والدعاء أحس أنني غريب على هدا المجتمع أبكي للفقير والمحتاج. اتصلت بطبيب للأمراض العصبية والنفسية وصف لي الدواء التالي DEROXAT وطبيب نفسي عملت معه جلستين.
أخي الأكبر مصاب بالأرق مند الصغر وابنته مصابة بوسواس قهري (تغتسل كلما تأتي من المدرسة ومنطوية), أختي الكبرى أصيبت بمرض نفسي وسحر لكن استرجعت عافيتها لكن مدمنة على الدواء.
أملي في الله كبير ودائم, أطلب منك سيدي تحليل حالتي هاته ووصف دواء لي في أقرب وقت.
رد المستشار
الأخ الكريم: أهلا وسهلا بك على موقعنا وشكرًا على ثقتك في صفحتنا استشارات مجانين، نحن نشعر بمعاناتك الطويلة وكل ما تصفه من آلام نفسية وجسمانية هو المتعارف عليه في مثل حالتك، وتضم رسالتك أشياءً ليست مرضيةً تختلط بأعراض مرضية واضحة، كما أن لديك تاريخا عائليا إيجابيا بمعنى أن لديك عاملاً وراثيا واضحا يدخل ضمن أسباب الأعراض التي تنغص عليك حياتك،
وأنت يا أخي الكريم تحتاج إلى الانتظام والاستمرار في تعاطي الدواء لفترةٍ دون انقطاع ثم تحتاج إلى علاج معرفي سلوكي على جلسات، وإذا كانت لديك موانع من أن تحصل على هذا العلاج في بلدك، فيمكنك زيارتنا في مصر لفترةٍ نبدأ فيها العلاج ثم نتابعك من خلال الإنترنت، والزيارات على فتراتٍ متباعدةٍ بعد ذلك،
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، ما حدثَ منك وأنت في عمر الخامسة أو السادسة ليس أكثر من لعبٍ جنسي يحدثُ بين الأطفال في طول الدنيا وعرضها، والغيرة التي أتعبتك طويلاً ليست إلا واحدةً من اضطرابات نطاق الوسواس القهري التي ما تزال غير مفهومةٍ بالكامل في الطب النفسي وإن كانت هناك دراساتٌ تفيد إلى تحسنها بالعلاج الدوائي والسلوكي المعرفي كما أشار أخي وزميلي الدكتور أحمد عبد الله.
وأما الميول الجنسية المثلية التي مررت بها في فترة المراهقة فلم تكن أكثر من تعبير عن التشوش العابر في التوجه الجنسي الذي يحدث لكثير من المراهقين، وأما الفعل الذي حدث مرةً مع أخيك الأكبر فهو ما نسميه أيضًا بالفعل الجنسي المثلي العابر الذي حدثَ بسبب الكبت الجنسي والجهل الجنسي الذي تعيشه مجتمعاتنا ولا يشير إلى خلل في نفسك بقدر ما يشير إلى خلل في المجتمع الذي يفصل فصلاً غبيا بين الجنسين دون أن يكونَ ذلك من الإسلام الحق، وأما الاستمناء وكل ما ذكرت أنك مررت به أثناء مراهقتك وشبابك المبكر فلا نرى فيه من ناحية الطب النفسي ما يشير إلى مرض، ومن الناحية الدينية ليس مطلوبًا منك سوى أن تستغفر الله وأنا أعرف أنك فعلت، فأنت من الأشخاص الميالين بطبعهم إلى الشعور بالذنب، والشعور المتضخم بالمسئولية، وهذه السمات المعرفية هيَ بعض سمات الأشخاص الميالين للوسوسة بوجه عام.
مررت بعد ذلك بفترةٍ من اهتزاز ثقتك في نفسك، ولكنك لم تقع فريسةً لكل ذلك واستطعت مواجهته ومقاومته إلى أن أصبحت أستاذًا بالجامعة كما ذكرت في إفادتك، وأنعم الله عليك بالزواج من فتاةٍ طيبة وخجولة، ومررت بعد ذلك بفترات اكتئاب وهاجمتك أفكار تسلطية، واهتزت علاقتك بالله مرارا، واضطربت علاقتك بزوجتك أيضًا لكنك والحمد لله نجحت ونجوت إلى حد كبير، ورغم معاناتك فإن من الواضح أن لديك شخصية قوية وعقلية ناضجة وهو ما يجعلنا ننصحك بمواصلة العلاج النفسي والدوائي والصبر عليهما للوصول إلى النتائج الطيبة إن شاء الله وتابعنا بأخبارك.
وأهلا بك دائمًا، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.