بعد سنوات من الوسواس، قلق من العلاج والمستقبل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أنا الولد الأكبر بين عدة أخوات يصغرنني بسنوات، لوالدين محافظين، رسالتهما في الحياة الدعوة والإرشاد، ومستوانا المادي متوسط، متزوج منذ ثلاث سنوات ولدي ابنة واحدة ولله الحمد.
تزوجت بطريقة تقليدية، زوجتي على قدر كبير من الجمال، وبيننا تناغم نفسي كبير مع بعض الاختلافات التي لا تؤثر على حياتنا بشكل عام، مشكلتي الأساسية مع الوسواس القهري، وإن كانت لدي مشاكل أخرى قديمة.
عائلتي محافظة كما أسلفت، أبي قوي الشخصية في البيت وخارجه، وكان يستخدم الطريقة التقليدية معي في التربية بالعقاب البدني، وإن كان تغير للطرق الأحدث مع مجيء أخواتي. بعد كبري عرفت أن والدي يعاني من الوسواس أيضًا وإن لم يؤثر على حياته كثيرًا، وأخواتي تعرضن لنوبات وسواس واضحة على خلفية شخصية قسرية خصوصًا وسطاهن، ولم يتعالج منهن أحد عند طبيب نفسي.
علاقاتي الاجتماعية كانت جيدة في الطفولة وبداية المراهقة، لكن آخر سنوات المراهقة ودخول الجامعة ضعفت ووجدت صعوبة في مجاراة العلاقات مع الأصدقاء رغم تقربهم مني فاكتفيت بالزمالة في الجامعة وبالكمبيوتر والإنترنت في البيت.
في نهاية المرحلة المتوسطة انتقلت عائلتي لمنطقة أخرى، بعدها عدت للإقامة مع بعض أقاربي مدة عام قبل أن يعود أهلي لمنطقتنا. مع المرحلة الثانوية مع اجتماع أفضل الطلبة انحدر مستواي الدراسي، فبعد أن كنت الأول دائمًا لم أعد كذلك وإن لم أخرج من بين المتميزين.
بدأ الوسواس القهري في الأمور الدينية في فترة الثانوية - لكنني أذكر أنني كنت أطلب من والدتي الذهاب بي لطبيب نفسي وأنا في الابتدائية أو المتوسطة ولا أذكر السبب، وكانت تجيبني بأنه سيجعلني أجن بسبب أسئلته! تعذبت مع الوسواس الذي كان يبقيني في الحمام ساعات للطهارة، وساعات للصلاة، والاكتئاب الذي وصل لمرحلة التفكير في الانتحار لولا خوفي على والدتي. ساعدني أحد أقاربي وهو من أهل العلم بأن علمني بعض أحكام الوسواس القهري، وتحسنت حالتي كثيرًا، غير أنني لم أتخلص تمامًا وبقيت بين مد وجزر.
دخلت أحد أفضل التخصصات، وتعثرت دراسيًا ولكنني أكملت بأقل ما يمكن، وحصلت على وظيفة جيدة براتب جيد. بعد أكثر من عشر سنوات من الوسواس تشجعت لزيارة طبيب نفسي في مدينة بعيدة -حفاظًا على سمعتي- وبدأ معي العلاج الدوائي (أنافرانيل 25 ملغ + سيبراليكس 10 ملغ) وفعلًا بدأت أتحسن فصرت أهمل الوساوس بسهولة أكبر غير أنني احتجت لمساعدة قريبي السابق لتعليمي بعض الأحكام، كما زادت جرأتي في التعامل مع الناس، فأكمل طبيبي العلاج بنفس الجرعة على أمل أن أتحسن تدريجيًا.
وبعد شهرين أو ثلاثة رجعت الأفكار الحصارية تشوش تفكيري، فراجعت الطبيب الذي رفع جرعة العلاج (أنافرانيل 50 ملغ + سيبراليكس 15 ملغ).
حاليًا أنا مشوش بخصوص علاجي ومآلي المرضي.
1- هل تكفي هذه الجرعات؟ وهل أتوقع تحسنًا معها؟
2- هل هناك ما يمكن أن يمنعني من الشك من الأساس؟
3- مع العلاج المزمن، هل يجب علي الحذر من مضاعفات معينة من بين القائمة الطويلة للأنافرانيل والسيبراليكس؟
4- أواجه صعوبة في مناقشة مشاكلي الجنسية مع الطبيب المعالج، وهي تتلخص بأنني أعاني من مختلف الشذوذات الجنسية بدرجات متفاوتة، مما يجعلني أنظر للحياة ولعلاقات الناس من هذا المنظور! الأسوأ هو أنني لا أكتفي من زوجتي التي لا تقصر معي، وأمارس معها العلاقة بشكل طبيعي، لذا تفكيري كثيرًا ما يشطح بي لمن حولي في العائلة والشارع، أو الإنترنت الذي ألجأ له في أوقات التوتر الشديد، ربما مرة كل شهر أو أكثر، على أنني أقرف من كثير مما أراه بل تلذذي هو بكسر الحواجز والمغامرة، والحمد لله أنني لم تسنح لي مغامرة واقعية خارج الزواج بسبب طبيعة المجتمع المحافظ.
مع بداية العلاج الدوائي لاحظت أنني صرت أستطيع التعامل بشكل طبيعي مع الجنس الآخر دون أفكار جنسية، لكن الأفكار عادت لي، وربما تكون هي السبب الذي لم أفصح عنه وراء طلبي من طبيبي زيادة جرعة الدواء. كما أنني أستعين بالتقرب لزوجتي أكثر، وبالصبر عن النظر للمواقع المخلة، وأشغل نفسي بأي شيء.
فهل أتوقع من العلاج الدوائي مساعدتي؟
شاكرًا ومقدرًا.
2/10/2015
رد المستشار
المتصفح الفاضل د. "-" أو د. "شرطة" كما سميت نفسك أهلًا وسهلًا بك على مجانين الذي توحي سطورك بأنك قارئ متابع لاسشاراته وربما لمقالاته كما تبينت من جملتك (وأخواتي تعرضن لنوبات وسواس واضحة على خلفية شخصية قسرية) ثم من وصفك للأفكار الوسواسية بالأفكار الحصارية حين قلت (رجعت الأفكار الحصارية تشوش تفكيري) فأنت أيضًا متابع لد. "سداد" أهلا بك ضخمة بقدر ما قرأت 100 مرة. يا حضرة الدكتور الجميل "شرطة".
أرد على أسئلتك كما يوفقني الله:
1- هل تكفي هذه الجرعات؟ وهل أتوقع تحسنًا معها؟
إذا كان العلاج عقاريًا فقط فقد لا تكفي هذه الجرعات. لكن لا ننصحك بزيادتها إلا بالتفاهم مع طبيبك المعالج الذي يبدو حاذقًا في اختيار العقاقير العلاجية، وأما توقع التحسن فيستوجب أن تعرف معنى التحسن جيدًا، التحسن يعني عدم الانتكاس ومعنى عدم الانتكاس أنك تكون جاهزًا لممارسة ما تعلمته خلال العلاج المعرفي السلوكي من تقنيات التعامل مع الأفكار أو الظواهر الوسواسية أو الحصارية. وهو ما يعني أن عليك التعود على أن تراودك الوساوس لفترة وربما طريقة تفكيرك هي التي تحدد مدتها وكونها مرحلية حتى تستطيع النسيان أو تراودك مع تكرار الضغوط في حياتك وعليك أن تتعلم أيضًا كيف تتعامل معها إذا كانت لا تهاجمك إلا في أوقات الضغوط، توقع أن تتحسن في قدرتك على تتفيه وإهمال تلك الأفكار ما دمت على عقاقيرك وعليك استغلال هذه الفترة في التعلم، ليكون احتمال انتكاسك أو إحساسك بفقد الدواء قيمته في جرعة معينة أقل حدوثا.
2- هل هناك ما يمكن أن يمنعني من الشك من الأساس؟
يستطيع العلاج المعرفي أو ماوراء المعرفي أن يعلمك كيف تتعامل مع الشك، وليس أن يمنعه عنك، أن يصبح شكك كعدمه خاصة في موضوع وسواسك أو مواقف الكرب أو المسؤولية.
3- مع العلاج المزمن، هل يجب علي الحذر من مضاعفات معينة من بين القائمة الطويلة للأنافرانيل والسيبراليكس؟
بالتأكيد يوجد، ولكن لا يشترط أن يوجد بالنسبة لك يا "د. شرطة"، عليك أن تكون واعيًا بجسدك وعاداتك وتفاعلاتك مع الناس، وليس أن تكون واعيًا وباحثًا مهتمًا بوسوسة بآثار العقاقير الجانبية. التي مع العلاج المزمن نادرًا ما تزيد عن زيادة الوزن في بعض الناس أو ربما التأثيرات الجانبية الجنسية أو الأثر السلبي على الانفعالات خاصة مع الاستخدام الطويل، الذي لا نظن طبيبًا نجيبًا ناجحًا مثلك يحتاج إليه.
4- أواجه صعوبة في مناقشة مشاكلي الجنسية مع الطبيب المعالج، هذا في حد ذاته وضع علاجي مؤسف يا "دكتور شرطة" ولكن دعنا نشرح هذه الفقرة جزءًا جزءًا، (تتلخص بأنني أعاني من مختلف الشذوذات الجنسية بدرجات متفاوتة، مما يجعلني أنظر للحياة ولعلاقات الناس من هذا المنظور!) هذه فقرة لا تعني إلا فرط حساسية للأفكار من جانب مخ سيادتكم! كل الناس يمكن أن يمر بهذا -أفكار أو صور-، ويستطيع تجاهلها فيقصر عمرها، أما أنت فلا! إنما ترفضها بشدة أو ترفض نفسك أن يرضى بها، هي في الأصل أمر عادي خاصة لدى مرتادي المواقع الإباحية وربما لدى أي إنسان طبيعي بنسب غير معروفة.
وباختصار لم يكن معنى رجوعها شيئًا يستدعي طلب زيادة الجرعة. وأما الجزء الأخير (لا أكتفي من زوجتي التي لا تقصر معي، وأمارس معها العلاقة بشكل طبيعي، لذا تفكيري.................... بسبب طبيعة المجتمع المحافظ) فشكرا أولًا للمجتمع المحافظ –حفظك الله من كل سوء- وثانيًا هذه السلوكيات على اختلافها هي مجرد انفلات جنسي يعبر عن الوجه الآخر للوسوسة بالالتزام الجنسي! وربما بضرورة بنقاء الفكر وطهارته! أنت مسؤول عنه وليس علامة مرضية بالضرورة، عليك أن تتفاهم أكثر مع زوجتك وأن تستعين بها أكثر.
يمكنك أن تتوقع تحسنًا من العقاقير التي تعالج الوسواس القهري لكنه غالبًا تحسن مرهون بالاستمرار على العقار أو العقاقير ويفضل استخدامه عاملًا مساعدًا للعلاج المعرفي السلوكي، أهلًا بك وتابعنا بالأخبار الطيبة.
واقرأ على مجانين:
علاج الوسواس بالعقار فقط لا يكفي
الصبر على الم.ا.س يمحو الوسواس م
ويتبع >>>>: عن العلاج العقاري للوسواس القهري م