عاقبة الجهل: معاناة سرية، وشعور بالذنب
مشكلة مدمراني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا مفكرتش قبل كده أكتب مشكلتي بس بصراحة مش لاقية حلا لها ولا هينفع أتكلم عنها مع حد يعرفني أنا عندي مشكلة نفسية حادة وهذا ينعكس دائمًا على حالتي الصحية طبعًا مفيش دكتور بشري بروحله عارف سبب اللي ببقى تعبانة منه فيقول لي مشكلتك نفسية وبما أن الأهل يرفضون الفكرة دي فخلاص.
أنا بسبب الإضراب دا وجت عليّ فتره بعدت عن صلاتي لجأت لحاجات مش كويسة بس أنا رجعت لصلاتي مرة ثانية وقراءة القرآن بس برضو دائمًا عندي إحساس الهياج الجنسي (عذراً) وعملت كل الطرق علشان أبعد عن الحالة دي اللي بحاول أتحكم فيها لأقصى درجه لكن هناك أوقاتٍ أضعف وينتج فعل غلط أنا بصلي وبقرأ قرآن وبلعب رياضة ومش بقعد لوحدي كثيرًا فمش عارفة أعمل إيه؟ ومش هينفع أروح لدكتور واللي مزود اكتئابي شعوري دائمًا أن ربنا غضبان عليّ بسبب اللي بعمله في بعض الأحيان أنا مش عارفة أعمل إيه؟ وتعبت ويئست من حياتي أرجو المساعدة وكمان الحكم الشرعي لو أمكن ياريت.
شكرًا وآسفة على الإطالة.
15/9/2015
رد المستشار
كيف يستطيع أحدنا كبح جماح دهشته حين يرى قلة الحيلة، واستمرار الغموض والجهل رغم توافر المعلومات، والسماوات المفتوحة؟ وهل سنظل نتلقى نفس الأسئلة رغم مرور أكثر من عقد ونصف بعد بدء تطرفنا لهذه الموضوعات عبر إسلام أونلاين ثم مجانين؟!
لا بأس... أهلا بك طالما لم تصلك الكلمة والمعلومة والمشورة التي تريحك، وتنير طريقك، راجيا أن تعتبري كلماتي التالية مجرد بداية لتتعرفي أكثر على جسدك ونفسك، وعلى العالم، والحياة بشكل علمي سليم فلا شيء أسوا من الجهل الشائع، واستسلامك له هو ما يدمرك، وليس ما تعتقدين أنه "مشكلة نفسية حادة"!!!
بالنسبة لفتاة في مثل سنك ستكون الرغبة الجنسية في أوج عنفوانها، فهي الرغبة التي أودعها الله فينا جسدا وروحا وإحساسا لتدفعنا بقوة الحياة، وطلب الإمتاع والاستمتاع إلى التوافق مع شريك، ومعالجة ما قد يظهر من اختلافات في الرأي أو الطباع بحيث يستطيب الإنسان الاجتماع برفقة مؤنسة على الاستسلام لدواعي العزلة والوحدة المريحة من تكاليف العلاقات، والمواجهة في آن واحد!!
وحتى يقضي الله أمرا، وحتى تحصلين على من يشاركك المشاعر، والرغبة، والممارسة الجنسية سيكون عليك معالجة هذا الأمر وحدك.
من الطبيعي أن تتحرك نفسك وشهوتك وخيالاتك، والابتعاد عن تصعيد هذه الحركة بما يحصل من استهلاك للمثيرات المرئية سيفيدك أيضا، واستثمار الطاقة الشعورية الهائلة المصاحبة للعواطف والخيالات والرغبات الجنسية في أشكال التحريك والتعبير والإبداع الإنساني هو مما يصب في تشغيل الطاقة لا شغلها كما يحلو لعامة الجهال منا أن يرددوا، فالرغبة الجنسية طاقة إعمار، ولا تتحول إلى الدمار إلا بجهل، أو سوء غرض، أو بالكبت والإنكار والتجاهل مع التأثيم، والكلام المختلط الشائع عنها مما يردده الحمقى بلا أساس من علم أو فقه، وهذا كله يحيط بنا، ولذلك يلزم الحذر منه،
والرغبة الجنسية، والطاقة الهائلة المصاحبة لها بالتالي ليست إثما حتى نتوب منه، وليثس مشكلة حتى نبحث لها عن حل، وحتى دفع بتسميتها "هياجا"، وبالتالي ذم صاحبها بوصفه هائجا، أو صاحبتها بوصفها "هائجة" هذا كله كلام يستهلكه عوام الناس بجهل، وعيب أن تقول به جامعية متعلمة، وفتاة حساسة ناشطة وموهوبة مثلك.
توقفي عن احتكار رغباتك الجنسية، واجتهدي في استثمار هذه الطاقة الحيوية في دروب التعلم والتدرب على أنواع المعارف والفنون والآداب، وهي كثيرة.
ومع ابتعادك عن استهلاك المثيرات (ما أمكن)، ومع سعيك الجاد لاستثمار طتقتك فيما يمتعك وينضجك ستبقى حركة شهوتك الداخلية الطبيعية التي قد يسعك الصبر عليها مرات، وقد تغلبك مرات أخرى، وعندئذ ستكون المتعة الذاتية، أو ما يسمى بالعادة السرية هي طريقتك للتعامل معها، ويمكنك الاطلاع على معلومات صحيحة حولها، وتوقيتات، وكيفية ممارستها بما لا يضر!!
المشكل ليس في هذه الممارسة بجد ذاتها، ولكن في أنها تظل هي النشاط الجنسي الأكثر شيوعا بين الرجال والنساء في مجتمعاتنا التي صار فيها الفطري والإنساني صعب المنال، والحكم للجهل والتجاهل، وتدمير إنسانية الإنسان وعقله، وروحه باسم المحافظة على الأخلاق والقيم قيودا بلهاء، ويبحث الناس كيف يفلتون منها، أو يتحايلون عليها فيتشوه الفرد أكثر، وتتشوه سمعة الأخلاق نفسها!!!