السلام عليكم ورحمة وبركاته؛
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم من دكاترة ومستشارين على جهودكم وسعيكم لحل مشاكل الناس، سائلا الله أن يجعله في ميزان أعمالكم وأن يرفع به درجاتكم في الجنة.
قصتي مع الشذوذ الجنسي، بدأت في سن العاشرة، حيث أخذ ابن جيراني (وابن صفي في المدرسة) يحدثني عن أمور الجنس، وأن الرجل يخرج منه سائل أبيض لزج، ولم أكن أفهم شيئا، ومرة من المرات طلب مني أن أقف أمامه ويقف خلفي حيث كنا في غرفة السطح، فوافقت شريطة أن نتبادل الأدوار، ولكن لم أكن أحس بلذة، مجرد أني أريد أن لا يكون هو من يأخذ فقط ما يريد، وتكررت هذه الحادثة -ولم يكن والحمد لله اتصال مباشر فقط من فوق الملابس- عدة مرات، وكان يطلب مني أن أداعب ذكره، ومع مرور الزمن أصبحت أطلب هذا الشيء، مع العلم أنني كنت مؤدبا وخلوقا بين عائلتي، وكان لهذا الأمر تأثير كبير على شهوتي، فلم أحس بنفسي أبدا أنني أشتهي النساء.
وتعرضت أيضا للتحرش بالكلام من قبل صاحب بقالة لنا حيث طلب مني أن أداعب له ذكره فرفضت بشدة وأخبرت والدي فوبخه -أعتقد أن هذه الحادثة أقدم من حادثة ابن جيراني- وقام أحدهم في الشارع أيضا بالتحرش بي وملامستي وأنا واقف أشاهد افتتاح محل، كان يلاحقني أينما أذهب.
إلى جانب هذه الأمور، كنت متعلقا بشدة بوالدتي حتى أني كنت أبكي بحرقة عند ذهابي للمدرسة، فلم أكن أحب أن أفارقها، وكنت أمنعها إذا أرادت السفر، وأبكي طوال فترة سفرها.
لم يكن أبي يعطيني حنانا أبدا، لم يكن يهتم بي، وكنت أحس هذا من صغري، فأنا أخ لأخ أكبر مني وثلاث بنات أصغر مني، فكان أخي دائما معه بالمحل، وأنا أبقى مع أخواتي وأمي.
كانت حياة والديّ مليئة بالمشاكل، كان والدي يضرب أمي بقسوة، فكنا نبكي ونتعقد من هذا الأمر حتى أننا أصبحنا نكره والدنا من كثرة ما يغضبنا، وكانت والدتي هداها الله، تتكلم عليه وتذمه دائما أمامنا، مما جعلني أتعاطف معها كثيرا، وانتهت العلاق بين أبي وأمي بالطلاق البائن سنة 2010 ، ومع هذا لم تنته المشاكل والحمد لله، فأصبح والدي يلقي اللوم علينا -وعلي بالذات- فقد شعر بالندم وكان يرغب في الرجوع، ولكن الشرع لا يسمح ووالدتي لا تريده أصلا، فأصبح يحملني اللوم بأنني متشدد دينيا وأن هناك فتاوى نستطيع من خلالها التحايل على الشرع.
أما أخي فعلى العكس، فقد أخذ من مزاجية والدي، فكان مشاغبا ولم يكن يحبني ولم أكن أشعر بالأخوة بيننا، كان يهزأ بي أمام أصحابه، ويسخر مني لأني ألعب ألعاب البنات. وأذكر مرة أنني رأيت أخي يمارس ما كان يمارسه ابن جيراني بي، مع ابن صديقة أمي، فكأنه أخذ السلوك من والدي وتحول معه لشيء من الشذوذ، ولكنه الآن متزوج ولا أعتقد أنه أصبح شاذا، ربما علاقة عابرة -وعلاقتي بأخي الآن جيدة وقائمة على الاحترام-.
وكانت بعض أفراد العائلة عندنا يسخرون مني لأني ألدغ بحرف الراء والسين، ولكني والحمد لله جاهدت نفسي حتى أصبحت أتقنهما، فكفوا عن مضايقتي، وصاروا يحترمونني.
لم أكن مدركا لخطورة ما أنا عليه، إلا في سن الخامسة عشرة، كنت أمارس الاستمناء، وأحب الرجل صاحب الكرش، حيث أني وللأسف أصبحت أشتهي والدي وأراقبه، مع أني لم أكن أحبه عاطفيا، فلم يكن يشعرني بالحنان، كنت أستمتع عند لمسي لبطنه، لا أعرف لماذا ربما كنت أريد حنانه، سامحه الله.
الحمد لله لم تكن لي علاقات مع أي أحد ولم أمارس الشذوذ في حياتي، ولم أدخل بحياتي مواقع الشواذ، ولم أكن أحبهم أصلا، كنت أحتقر الشذوذ مع أن ميولي شاذة، كنت أخاف من الزواج ولا أدري ماذا سأفعل حين أكبر، وكنت أعتقد أن لا علاج له.
كنت وللأسف أفرغ شهوتي عند الحلاقين، نعم، مرة كنت عند حلاق ولامس ذكره يدي وأنا جالس على كرسي الحلاقة فقذفقت حينها من دون شعور، فأصبحت أقصد الحلاقين. ولكني والحمد لله عاهدت الله أن أترك هذه العادة السيئة -وأرجو أن لا تعرضوها حتى لا يتعلمها أحد- فتركتها طويلا ثم عدت إليها، ثم تركتها بعد ذهابي للحج، حيث وفقني الله بكرمه بالحج ثلاث مرات، وكنت قد أستقمت على الدين وأطلقت اللحية بعد تخرجي من الجامعة، حيث التزمت مع شيخ جليل كان سببا في تعليمي أمور ديني، وبابا لطلبي للعلم الشرعي.
كنت ولغاية أكثر من سنة أترصد أجساد الرجال الأقوياء، وأشتهيهم، ولكني والحمد لله سأتكلم لكم عن وضعي الحالي:
بعد رجوعي من آخر موسم حج العام الماضي - وكنت قد سألت الله في عرفة أن يزوجني وأن أترك هذه الميول-، فتركت من كنت أحلق عنده لكي لا أشتهيه، وعاهدت الله أن لا أعود لهذا أبدا وبالفعل، كان هذا المنفس الوحيد لي للشهوة وقد أغلقته، حيث أني تركت العادة السرية من سنوات إلا في حالات الضعف البشري غفر الله لنا.
ثم أصبحت أحاول أن أتعرى وأنا على الفراش وأغلق الباب-اعذروني إن كان هناك سوء أدب-، وأعانق المخدة وأتخيل نفسي مع امرأة، وكأني أجامعها وأكلمها، وشعرت براحة كبيرة -ولم أكن أطلب نزول المني، مجرد اختبار لقدرتي ورغبتي في الجماع، حتى أنه لم تكن صورة امرأة معينة في مخيلتي، وبقيت هكذا لمدة شهرين تقريبا لا أفكر بالمثلية أبدا، ولا أشتهي أي رجل أين ما كان، أصبحت أقاوم شهوتي المثلية، فأغلقت جميع المنافذ التي تنمي المثلية فيّ، إلى أن تعرفت على ذلك الشاب.
شاب يصغرني بثمانية أعوام ولكن جسمه جسم رياضي، كان يتردد إلى محلي حيث أعمل ليسلم على صاحبه عندي لم أكن أشعر بشيء تجاهه، كان شابا طائشا، كل سيره الفتيات والشات وغيره. أصبحت أنصحه بترك المعاصي والمحافظة على الصلاة، إلى أن قام شريكي في المحل بتشغيله معنا، فكان يعمل معي كل صباح، وبدأ يلتزم ويترك المحرمات حتى أنه أحبني كأخيه الكبير، ويوما بعد يوم أصبح يتعلق بي، حتى أني وقفت بجانبه عندما قام بعملية له بعينه، فكنت أساعده كثيرا، حتى أني كنت أزروه يوميا في بيته، فأصبح يظهر لي مقدار حبه وتقديره لي، ولم يعد يفارقني ويسأل عني دائما، ويحب الجلوس معي، مما جعل للشيطان مدخلا، فأصبحت أميل له ّفي مخيلتي-، ولم يحصل شيء والحمد لله مجرد مشاعر.
فانتبهت لنفسي وقلت لها: أين أنت ذاهبة بهذه المشاعر؟ فهي تؤجج مشاعر المثلية وتعيدها، وتمنيت لو أنه يترك العمل من عندنا، ولكن ليس هناك مبرر لأطرده، فوالده صديقي ولم أكن أعرف ما الحل، أصابتني حالات اكتئاب كلما رأيت والتقيت به، فكنت أفزع لسماع القرآن وآخذ بالبكاء والشكوى إلى الله.
ولكني والحمد لله استفدت منه شيئين:
كان دائما يسألني ويطلب مني أن أتزوج ويلح علي، يريد أن يفرح بي، مما شجعني بالفعل على التفكير بالزواج مع أني أعلم أنه ليست لي شهوة بالنساء، ولكني كنت أشعر أنني مثل أي رجل، يريد أن يتزوج ويكون أسرة.
الأمر الآخر، هو أنني عندما رأيت جسده، قررت أن أرجع لرياضة الحديد التي كنت قد تركتها قديما، فقد أصبح جسمي نحيلا، مما كان يشعرني بالنقص والضعف.
فأحضرت الأثقال عندي في البيت -مخيفة أن أفتن بأجسام الرجال في النادي- والحمد لله استفدت كثيرا وكبر عضلي حتى أنه صار يحسدني على جسمي، مما جعلني أثق بنفسي أكثر، ويقلل من مقدار انجذابي له وكأنني أبحث كمال رجولتي فيه.
أما بالنسبة لموضوع خطبتي، فللآن والله لا أدري كيف حصل الأمر؟،قامت أختي بعرض صورة لصاحبة ابنت عمتي في الخارج -من نفس جنسيتي- ومدحت فيها عمتي وابنتها كثيرا، فنظرت لها، وقلت لها: لا بأس بشكلها مع أني لم أتوقع أن تتطور الأمور أبدا.
أخبرت والدتي أهلها أننا موافقون مبدئيا، وأخذوا بالسؤال عني، ما يقارب الثلاثة أشهر! وأنا أعيش على نار، لا أدري هل أنفع للزواج أم لا؟ وكنت أستخير الله وأدعوه إذا كان في زواجي لهذه الفتاة ظلم لها، أن تتعسر الزيجة على أهون سبب، وأن يبعث لهذا الفتاة أحسن رجل يناسبها ويدخل السرور لقلبها، ودخل شهر رمضان وأتت النوافقة بنعم وأخيرا، حينها كلمت الفتاة لأول مرة على النت بمحادثة مرئية، بعد رمضان تم عقد القران ولم أكن مصدقا ما يحدث، حتى أني كنت أدعو الله قبيل تلفظي بالقبول بالزواج منها، وسبحان الله الذي يسر هذا الأمر فلعل فيه خيرا لي ولها.
وها أنا اليوم وقد مضى علي أكثر من شهرين على عقدي عليها وموعد الزفاف بعد شهرين تقريبا، وكنت قد طالعت قبل رمضان ولغاية الآن استشارات ومقالات في منتداكم الطيب ومنتدى زياد عزام، حيث طالع فيه المئات من المشاركات فقد استفدت منه كثيرا من خبرات بعض من عافاهم الله وقاموا بالزواج ويسر الله أمرهم.
وجربت بعض التمارين من تنويم إيحائي وتخيلات وبعض تمارين برمجة العقل، ولكن للأسف كنت في أغلب أوقاتي أنام إذا فعلت تمارين الاسترخاء!
قبل أسبوع استلقيت على السرير وكنت قد طالعت مواضيع عن طرق المعاشرة الزوجية ووضعياتها، فأصبحت أتخيل زوجتي، وفرحت كثيرا عندما أصبح عندي انتصاب، فلعل هذه بادرة خير.
أطلت كثيرا اعذروني، ولكن ملخص حالتي الآن:
لا أفكر في الجنس نهائيا ولا يخطر على بالي، سواء بالمثلية أو الغيرية -إلا عند التمارين- حتى أني وخلال أربعة أشهر لم أحتلم إلا مرتين! ومن دون رؤيا فقط أستيقظ مبللا.
أتكلم مع زوجتي وأحاول أن أغازلها وأن أتودد إليها وأنا مرتاح لها ولشخصيتها وشكلها ودينها وأدبها، لكن وللأسف لا أشتهيها جنسيا، ولكني سمعت أن الشهوة مع المخطوبة لا تأتي إلا بعد الدخول حتى عند بعض الغيرين.
ما زالت تنتابني مشاعر تجاه ذلك الشاب مع أنها بدأت تتقلص كلما ازددت قوة وتفوقت عليه،
أحب أن اظهر بالمنظر القوي، ولا أستعمل الوسائل غير المشروعة للشفاء، كالنظر إلى النساء في الشارع والاستمناء بالتخيل الغيري، مع أني قرأت لبعضهم أنه تحسن كثيرا بهاتين الطريقتين.
أشعر بالحزن والحرقة لعدم اشتهائي للنساء ولكني أرجو الله ان يعينني، وينتابني شعور بالاكتئاب الذي سرعان ما أجتهد بالخروج منه بذكر الله وتوكلي عليه وأنه لن يتركني أبدا.
أتوقع من نفسي أني سأستطيع ممارسة الجنس مع زوجتي بإذن الله، لا أعلم لماذا؟ ولكن عندي أمل كبير بأن الله سيعينني، وكنت قد وضعت عدة تخيلات في عقلي عن علاقتي مع زوجتي لعله يستحضرها وقت الجماع.
وأطلب منكم أن ترشدوني لما يعينني على رفع معنوياتي ويزيدني ثقة برجولتي فقد وقع الأمر والزواج لا هروبا منه، فأرجو أن لا يلومني أحد ويشعرني بالندم لأني نفسي لا أعلم، كيف تيسرت الأمور وتطورت (ليقضي الله أمرا كان مفعولا)؟
ويا حبذا لو أرسلتم لي استشارات تتكلم عن زواج بعض المبتلين بهذا المرض؟ وكيف نجحوا بعد زواجهم؟
وجزاكم الله خيرا وبارك فيكم.
12/10/2015
رد المستشار
للسائل الكريم نحب أن نبين بعض الأشياء: أولا: إن الإنسان لا يحاسب على مشاعره القلبية ولا أفكاره العقلية إلا إذا تحولت إلى أفعال وسلوكيات، وذلك لأن الإنسان لا تحكم له أصلا فيما يعن له من أفكار أو ما يشعر به من مشاعر، ولكنه يستطيع أن يمنع هذه المشاعر أو الأفكار من التحول إلى سلوكيات بأن يجاهد نفسه وهو ما يفعله السائل ، وبالتالي فلا داعي للشعور بالذنب من جراء أفكار ومشاعر تسير في اتجاه خاطئ، ما دام الله عز وجل قد يسر له التحكم في هذه المشاعر بحيث لا تتحول إلى سلوك، ونحن نرى أن السائل قد نجح في معظم الأحيان في الإقلاع عن السلوكيات غير السوية.
ثانيا: أن المشاعر التي يشعر بها الإنسان تجاه الآخر، ذكرا كان أم أنثى هي متشابهة في إجمالها، وكثيرا ما تختلط مشاعر الحب والمودة بالمشاعر الجنسية عند بعض الأصدقاء المقريبن من الجنس نفسه، خصوصا في حالة مرور الإنسان ببعض التجارب في الطفولة والتي قد توجه هذه المشاعر إلى الجنس المماثل وتقوم ببرمجة العقل على ذلك.
وهذه الميول لا تعتبر شذوذا جنسيا ما لم تتعد حدودها إلى ممارسات جنسية فعلية، وكل المطلوب هو إعادة برمجة العقل على اشتهاء الجنس الآخر، وهو ما يحاول السائل فعله عن طريق التمارين، ومن أهم ما يعين على ذلك أيضا وجود المشاعر القلبية من الحب والمودة - والتي تقترن بالمشاعر الجنسية كما أسلفنا- تجاه المخطوبة أو الزوجة، فإذا كانت هذه المشاعر موجودة مع غلق الباب أمام الميول الجنسية المثلية فأغلب الظن أن الشهوة الجنسية سوف تتحرك بشكل طبيعي عند الدخول على الزوجة والاطلاع على المكنون من مظاهر الجمال الجسدي فيها. وهو ما يحدث كثيرا في الأحوال المشابهة والتي تعد نسبة النجاح والشفاء فيها مرتقعة جدا خصوصا تلك التي لم يحدث فيها ممارسة جنسية مثلية كاملة بشكل متكرر ومعتاد قبل الزواج ومنها حالة السائل فالله المستعان.
واقرأ أيضًا على موقعنا مجانين:
تحول التوجه الجنسي Transformation of Sexual Orientation
المثلية أو الشذوذ الجنسي علاج الآسف للشذوذ: ع.م.س2
الخروج من سجن المثلية: ما ظهر وما بطن!
يا عزيزي ..... كلنا مجانين