زوجتي وما توصلت إليه
السلام عليكم؛
تعرفت على فتاة منذ عام ونصف وبعدها قررنا الزواج وهي كانت متزوجة سابقا وانتهى زواجها بخيانة زوجها السابق لها.
منذ الأيام الأولى لبداية الزواج اتضح أن لديها شكا مبالغا فيه في تصرفاتي العفوية واليومية فهي تؤول كل شيء على أنه مردهة خيانة أو علاقات مع نساء أخريات وتبحث في جوالي وحاسوبي وملابسي عن أدلة وهمية لترضي الوسواس الذي بدأ يكبر لديها إلى درجة أنها أهملت البيت وأهملت نفسها ولم تعد تقوم بأدنى الواجبات الزوجية منعزلة دائما ومنغمسة في التفكير.
شكوكها لم تكن حولي فقط ولكن أي شخص ضمن دائرة حياتنا حتى أمها وأبيها وليس لديها أصدقاء مطلقا، وصلت الحال بها أنها بدأت تصدق حدوث مواقف وهمية ليس لها وجود وأنا من جانبي أزرع الأمان في نفسها وضعت جوالي وحاسوبي أمامها دائما وأخبرتها أن لها حرية التصرف والاطلاع ولكنها بقيت تتهمني وتضخم أبسط الأمور إلى تهديد ونظريات بأني وأهلها نحاول النيل منها ومن كبريائها حتى أنها توقظني من نومي في أواخر الليل وتقول مع من كنت تتواصل بالجوال؟ والجوال ليس قربي أصلا أو ترى أحلاما فتتهمني على أساسها.
إلى أن حصلت مشكلة كبيرة تركت على إثرها المنزل منذ شهرين وهي لا تزال تتهمني وتتبعني وتراقبني حتى في مدينة أخرى بحثا عن دليل لخيانة غير موجودة أصلا. هل تعتبر حالتها وسواس شك قسري أم وسواس شك ظلالي؟ وكيف السبيل لإقناعها بمراجعة طبيب إن كانت لا تثق بكلام أحد وترى نفسها أنها على حق وأن الجميع على باطل؟
أعينوني أعانكم الله احترت وأنا في بلاد الغربة ولا أعلم ما العمل بعد الآن.
13/10/2015
رد المستشار
أيها السائل الكريم شكرا لك على ثقتك بنا، ونرجو أن يرد الله غربتك سالما غانما. أعانك الله على ظروفك وأرشدك الصواب. لا يوجد ما يسمى بوسواس الشك الظلالي. لعلك تقصد وسواس الشك الضلالي نسبة للضلالات. والضلالة هي اعتقاد خاطئ راسخ لا يمكن قبوله من الناس المحيطين والذين يمثلون نفس المستوى الاجتماعي والثقافي. يجب الاعتراف بأنه من الصعب جدا في بعض الأحيان التفرقة بين الوساوس والضلالات وخصوصا بدون فحص المريض وجها لوجه.
المعلومات الناقصة:
عمر زوجتك، وظروفها العائلية، التاريخ المرضي العائلي. تاريخها الطبي.
وجود هلاوس سمعية أو بصرية أو غيرها. هل رأيت زوجتك تهمس لنفسها أو تحدث نفسها؟
مناقشة الأعراض:
تتبدى الأعراض الذهانية لدى زوجتك فهناك ضلالات اضطهادية تجاهك وتجاه أهلها كما ذكرت، ضلالات خيانة الشريك أو ما يعرف بالغيرة المرضية. نرى أيضا العزلة الاجتماعية فيما ذكرت مع إهمال نفسها ونظافتها الشخصية. كما يتضح العديد من المظاهر الدالة على اختلال اختبار الواقع وهي القدرة على تمييز العالم الخارجي وأحداثه بموضوعية وفصله عن تجارب الذات الداخلية (أنها بدأت تصدق حدوث مواقف وهمية ليس لها وجود).
التشخيص: في ضوء المعلومات المتاحة أظن أن زوجتك تعاني من أعراض ذهانية/ اضطراب الوهام.
نصائح المستشار:
1. ما من شك بأن زوجتك بحاجة للعون العاجل من قبل طبيب نفسي، وبحاجة للفحص وجها لوجه. في مثل هذا النوع من الاضطرابات النفسية تتأثر القدرة على الاستبصار والحكم على الأمور سلبيا، ولذلك فإن الكثيرين لا يرون في أنفسهم مرضا يستدعي العلاج أو حتى طلب العون من الآخرين بمن فيهم الأطباء.
2. ضلالات الاضطهاد وعدم إخلاص الشريك قد تنطوي على شيء من الخطورة على حياة المحيطين إذا تطور المرض، لذلك فإنه لا تهاون في مواجهة حقيقة مرض زوجتك.
3. عليك أن تجلس مع زوجتك وتخبرها بهدوء بأنها في حاجة لعون طبيب، وأود أن ألفت انتباهك إلى أنك من الممكن أن تلجأ لطبيب في ألمانيا ليرشدك للتصرف السليم الذي لا يتنافى مع حقوق المرضى وقوانين الصحة النفسية في البلد الأوروبي الذي تعيش فيه حاليا.
لمزيد من التفاصيل: الفصام والوهام Schizophrenias & delusions