لا أجد لمشكلتي عنوانا مناسبا بكل أسف.
عزيزي الدكتور علاء مرسي تحية طيبة وبعد؛
لا أدري كيف أبدأ بسرد مشكلتي، فسأبدأ أولا بتعريف نفسي أنا فتاة فلسطينية مقيمة في القاهرة كتب الله علي أن أبقى على سفر طوال حياتي منذ ولادتي في الكويت وحتى استقر المقام بنا في مصر وكان والدي غائبا عنا طوال تلك الفترة لظروف عمله في الخارج ثم أفضت الظروف ويحدث انفصال والدي وأنا لازلت في سن صغيرة حوالي الـ11 عشرة.
وعشت بعدها والشعور بعدم الأمان وافتقاد الحب يغمرني مع أن أمي لم تبخل علي بهما وكان والدي حريصا على زيارتي حتى لا أشعر أنني بعيدة عنه لكن ما حدث الآن أن الفجوة بيني وبينه بدأت في الاتساع تدريجيا حتى صرت أكلمه في الهاتف ولا أدري ماذا أقول من ما آثار حزني وهمي ولا أدري كيف أتصرف، في نفس الوقت نشأت بيني وبين أختي الكبرى التي تكبرني ب9 سنوات وقد ازدادت عندما سافرت أختي للعمل والإقامة برفقة والدي فصرت أشعر بالغربة كلما تحدثت إليهما...
على صعيد آخر نشأت عندي مشكلة أخرى... أنا عضوة في أحد المنتديات المقامة على الانترنت منذ فترة طويلة تكاد تقرب للعامين وهذا المنتدى يختلف كثيرا عن المنتديات الأخرى وكل الأعضاء فيه أشبه عائلة واحدة ونعرف بعضنا بعضا، المهم أنني ذات يوم تعرف علي شاب سعودي منه وكدت أزيله من قائمة الماسنجر خاصتي لولا أنني وجدت فيه شابا محترما خلوقا ولم يتجاوز حدوده معي فأبقيته في قائمتي ودامت معرفتي به لما ما يقرب من عام...
مع الوقت توطدت علاقتي بهذا الشاب فصار يحكي لي عن كل مشاكله وهمومه ويشاركني فرحه وسروره وعرفت عنه كل شيء وعرف هو عني كل شيء وبدأت العلاقة تتوطد أكثر فأكثر حتى جاء اليوم الذي صارحني فيه بحبه لي وبرغبته بالزواج بي برغم كل العقبات التي تحول دون ذلك...
وفرحت حقا أيما فرح وحضر هو إلى القاهرة وقابلني ووالدتي كلمها وشرح لها التفاصيل والعقبات التي قد تقف في طريقنا لأن أمه غير موافقة على فكرة الزواج من غير سعودية وقال أنه سيحاول معها بكل الطرق حتى يقنعها وقال أن أمه تحبه ولن ترفض له شيئا كهذا ورآني وقال لأمي أمامي أنه ازداد تعلقا بي عندما رآني لما وجده فيَّ من براءة ونقاء لم يجده في إنسانة غيري واستأذن والدتي في أن يكلمني هاتفيا ليطمئن علي من حين لآخر...
كان كل ذلك جميلا للغاية وظننت أنني أخيرا حظيت بفارس أحلامي الذي تحلم به أي فتاة، وبدأت أحلم وإياه بالبيت الذي سيجمعنا ومر أسبوعين وكنت خائفة من عدم رضا والدته بي وكان يطمئنني إلى أنه مستعد لانتظاري أربع سنوات لحين إنهاء دراستي وأن أهله وإن لم يوافقوا علي سيظل ينتظر ليعلموا مدى تعلقه بي، وبعد انقضاء الأسبوعين حادثني بصوت مختنق وهو يقول لي أن كل شيء انتهى وإن أمه ظلت تبكي وحلفت عليه أغلظ الإيمان أنه إن تزوجني لن يكون لها ابنا ولن تعرفه بعد ذلك وطلب مني أن نعود لنكون إخوة من جديد واعتذر لأمي لكل ما سببه لي ولها من إزعاج...
وافقت على طلبه حتى لا أكون قد خسرته كأخ وصديق وأنا أعرف أنني لازلت أحبه، ظللت بعدها أحادثه عبر الماسنجر بشكل طبيعي مرت فترة بسيطة ربما أسبوع كنت أكلمه خلالها وأكتم مشاعري بكل ما أوتيت من قوة وكان هو خلالها يحدثني عن أن أمه خطبت له وتم رفضه وأنها تحاول أن تخطب له أخرى من جديد بعدها أتاني ذات يوم وقال لي أنه لم يعد يتحمل كتمان مشاعره وأنه لا زال يحبني وقال لي أنني سأظل حبيبته إلى أن يتزوج وقال لي"أنت أخت جسدي وحبيبة روحي".
في البداية صمت لأنني لم أكن أدري حقا ماذا أفعل ولم أجب لكنني وجدت نفسي بعدها أنفجر عندما أسمعني ذات العبارة من جديد وقلت له إما أن أكون أختك وعندها لا تسمعني أنك تحبني وما إلى هذا وإما أن أكون حبيبتك فتدافع عن حبك لي، لن أكون اثنتين في آن واحد فهذا لا يجوز البتة وكانت صدمتي عندما قال لي بأنه راحل للأبد عندها لم أتمالك أعصابي وجدت نفسي أنهار في نوبة بكاء وأتصل بصديقة لنا اسمها س اعتبرها أختي لأطلب منها أن تدخل وتحادثه..
لا أدري ماذا حدث لكن حين انفعلت بشدة وهي تكلمه وأخبرته أنه وغد بلا إحساس أو مشاعر وطلبت منه الابتعاد عني وأن يقطع كل صلة له بي وأكمل هو واعتذر منها وأخبرها أنه شطب رقم هاتفي وألغى إيميلاتي كلها وأنه لن يتصل بي ثانية وتأسف لأنه كان وغدا بلا مشاعر كل هذا حدث في محادثة منفصلة وأنا أنتظر سين لأعرف ماذا فعلت لأجدها تتصل بي وتقول لي بصوت حازم أن كل شيء انتهى وأن هذا ما كان يفترض حدوثه منذ أن أنهى هو كل شيء برفض والدته..
أصبت بانهيار ظللت أبكي لأيام متوالية وأنا غير مصدقة أفيق من نوبة بكاء لأغرق في أخرى انقطعت خلالها عن الصلاة وكنت مواظبة عليها إلى أن عنفتني أمي ونهرتني وجعلتني أعاود الصلاة من جديد وبدأت شيئا فشيئا أشعر بارتياح ورضا لما قضاه لي الله لكنني لا ألبث إلا أن أذكره وأذكر اللحظات السعيدة التي قضيتها برفقته وأشعر بالرغبة في البكاء من جديد...
أشعر وكأن جزءا ناقصا قد ضاع مني، شعوري بعدم الأمان بدأ يتزايد أكثر وافتقادي واشتياقي له يزداد يوما بعد يوم قاربنا أن نتم شهرا من دون أن أعرف عنه شيئا إلا أنه أرسل إلي ذات يوم سلاما مع أحد رفاقنا واتضح لي أنه يسأل سين عني عند دخوله...
الأدهى أن صديقتي سين بدأت تتجنبني حتى لا أسأل عنه مع أنني أكلمها بشكل طبيعي ولا أبغي سؤالها عنه مما زاد من ألمي، لا أدري حقا ما العمل أشعر وكأنني تائهة فهل لك أن ترشدني إلى الصواب، شيء آخر هل أنا مريضة نفسية وأنا لا أدرك هذا؟
رجاءا هل لي أن أطالب بعدم نشر مشكلتي لأنني أخشى أن يتعرف علي أحد من خلال سردي لها وتسلل الأحداث وسأكون شاكرة لك هذا....
11/6/2004
رد المستشار
صديقتي؛
أعتقد أن إحساسك بالفجوة بينك وبين أبيك وبينك وبين أختك بسبب المسافة هو في الحقيقة من صنعك.. فأنت قادرة على إقامة علاقة عبر المسافات على الإنترنت مع شخص لا تعرفينه إلا من خلال كلمات على شاشة الكمبيوتر..
من الممكن إكمال علاقة حقيقية أو المحافظة على استمراريتها من خلال الهاتف أو الإنترنت ولكن من الصعب جدا بل ويمكن أن يكون من المستحيل إقامة علاقة من بدايتها على الإنترنت أو الهاتف.. الكلمات وحدها تزن 7% من المعنى و 38% من المعنى يكمن في نبرة الصوت ولحن الخطاب وسرعة الكلام.. 55% من التواصل يكمن في لغة الجسد وتعبيرات الوجه وإشارات اليدين والعينين...
من الواضح أنك لم تعرفي الشاب السعودي جيدا قبل أن تقولي أنك تحبينه.. لم تعرفي عنه أن عائلته لن تسمح بالارتباط بغير سعودية... لم تعرفي أنه أضعف من أن يعارض أمه... ربما مشاعره لم تكن قوية بالقدر الكافي وربما لم يكن قويا بالقدر الكافي.. في كلتا الحالتين من المؤكد أنك لم تعرفيه جيدا... كيف تسمين هذا حبا؟؟؟؟؟؟
لقد وقف هو موقفا جيدا عندما أتى لمقابلتك أنت ووالدتك ولكنه موقف قاصر مما لا شك فيه.. لا يمكن أن يكون قد أعلم أهله بسبب ذهابه إلى القاهرة... لماذا؟؟ وإذا كان يعلم عن أهله أنهم لن يرضون بغير سعودية، لماذا بدأ معك العلاقة على الإنترنت؟؟
إن أكثر ما يمكن الحصول عليه في علاقة تنشأ على الإنترنت هو الإعجاب أو الانبهار... الباقي من صنع الخيال... تخيلت أنك تعرفينه وتحبينه لرغبتك في الحب وفعل هو مثل ذلك.... والآن يبلبل أفكارك بقوله أنك أخت وفي نفس الوقت يخاطبك بكلمات الحب والغرام..
وكان موقفك في تخييره ما بين الحالتين صحيحا ولكنك لم تكوني جادة أو صادقة مع نفسك بما فيه الكفاية... لقد أوهمت نفسك بأمل آخر أنه سوف يختارك كحبيبة ويجتاز الصعاب من أجلك.. لكن ألا ترين أن هذا صعب جدا في ضوء أن الحب الحقيقي لم ينمو بينكما؟؟؟؟
لماذا تعطين هذه العلاقة أكبر من حجمها وحقها وتسمينها حبا؟؟
ماذا تعرفين عن هواياته واهتماماته وكيف يقضي يومه... أتعرفين حقا أم تعرفين فقط ما قاله لك؟؟؟
ماذا تعرفين حقيقة عن علاقاته بالآخرين وعن تعاملاته معهم وأسلوبه في الحياة؟؟؟
ماذا رأيت من أفعاله وردود أفعاله؟؟؟ ماذا تعرفين حقا عن نشأته وأحلامه؟؟؟
أعتقد أنه من الأفضل أن تراجعي قوانينك الشخصية في العلاقات الأسرية والشخصية... قربي أكثر من أبيك وأختك.. قربي أكثر من نفسك وأعط نفسك الإحساس بالحب والأمان... ما الذي تقدرين أنت عليه والذي سوف يعطيك الأمان والاعتزاز بالنفس؟؟؟
إذا انتظرت أن يعطيك الآخرين ما يجب أن تعطيه لنفسك أولا (ثم تشركين الآخرين فيه بعد ذلك) فإنك تحكمين على نفسك بالتعاسة واليأس وقلة الحيلة وعدم الأمان...
أحبي نفسك وقدري نفسك جيدا بدلا من أن تنتظري الإذن من الآخرين عن طريق أن يحبوك هم أولا وأن يعطوك الإحساس بالأمان... كيف يمكن أن يعطيك أي إنسان الإحساس بالأمان الحقيقي؟؟؟...
أي إنسان سوف يموت أو قد يضطر إلى مغادرتك لسبب أو لآخر... أين هو الأمان في هذا؟؟؟
إن الشخص الوحيد الذي يمكن أن تضمني عدم تركه لك مهما كانت الظروف هي أنت ولا أحد غيرك.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الابنة العزيزة أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين نقطة كوم وشكرا على ثقتك، ليست لدي إضافةٌ بعد ما تفضل به الأستاذ علاء مرسي، لكنني فقط أحيلك إلى عددٍ من الردود السابقة على استشارات مجانين والتي ستفيدك إن شاء الله قراءتها فانقري العناوين التالية:
الكيس الأحمر ، والكذب على النت
هل يوجد حب عن طريق النت ؟ م
هل يوجد حب عن طريق النت ؟ م مشاركة1
لا حب عن طريق النت : فقه الإنترنت
حب سابق التجهيز : من النت إلى الجوال ! مشاركة
عذراء المشاعر وتود الرحيل : م
عذراء المشاعر وتودُّ الرحيل: مشاركة
أحبها ولكنها خليجية !
وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين، فتابعينا بأخبارك.
ويتبع >>>>>>>: حب على الشات: حذارِ يا بنات! مشاركة