السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
الأستاذ الدكتور وائل أبو هندي، أنا صاحب مشكلة الشعور بالذنب قد يكونُ مفيدًا
أشكرك على اهتمامك ، وأسأل :
إذن أنت تنصحني باستشارة الطبيب في المشكلة الأولى؟ ولكن ماذا أفعل في خجلي أنا لا أتصور أن أقول لأحد هذه الفضائح وكيف أرفع عيني في وجهه إن هذا لأمر شديد الصعوبة وخصوصا وأنا شديد الخجل لدرجة غير عادية هل هناك خطر علي إذا لم أقل له؟
بالمناسبة نسيت أن أقول أني في صغري كنت أحب ألعاب البنات وأحب اللعب بالحلي وارتداء الذهب هل هذا يصنع فرقا في حالتي؟ بمعنى أصح كانت لي تصرفات الفتيات وكنت أتمنى أن أكون بنتا، أنا في شدة الخجل منك ولكن للأسف هذه الحقيقة المرة.
أنا أتمنى إما أن أكون رجلا عاديا أو أن أكون فتاة تنعم بحيلتها بدلا من هذا الذي أنا فيه لأني أحب الأطفال والأسرة جدا ورغم انطوائي وخجلي فأنا لا أستطيع الحياة وحيدا وعندما أرى أي أسرة سعيدة و أطفال يملئون الدنيا بهجة يملأ الحزن قلبي لحرماني من ذلك، هل بعد ذلك هناك أمل؟ هل يمكن أن أعيش كباقي الناس؟
مع طول الآلام أصبحت أتصور أني راض بحالي ولا أريد تغيير الواقع، أود أن أعبر لك عن امتناني لطول صبرك واهتمامك بي رغم أنك لا تعرفني، جزاك الله خيرا.
23/8/2003
رد المستشار
الأخ السائل العزيز، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
نعم أنا أنصحك بزيارة الطبيب النفسي واستشارته في المشكلة الأولى، وعليك أن تقاوم ذلك الخجل الذي يمنعك من الحياة السعيدة التي تستحقها، وأنا أخاف إن لم تقل لطبيبك النفسي كل مشكلاتك، أي الميول الجنسية المثلية ثم الوساوس والاكتئاب،
أخشى أن يصف لك عقارًا لعلاج الوسواس والاكتئاب دون خطة علاجية معرفية سلوكية تضع الميل المثلي في اعتبارها، فتكونُ نتيجة ذلك أن ينخفض لديك الشعور بالذنب، ثم ترتكب المعصية التي تخشاها، لذلك يجبُ أن تعالج كل مشاكلك دفعةً واحدةً وفي إطار برنامج علاج نفسي معرفي إضافةً إلى عقار الماس أو الماسا الذي يعالج الوسواس والاكتئاب.
أما بالنسبة لما أشرت إليه في طفولتك عن اضطراب الهوية الجنسية لديك عندما كنت ترغب أن تكون بنتا، وكنت تحب أن تلعب ألعاب البنات وغير ذلك مما لم تقله، فهذه كلها إشارات إلى اضطراب الهوية الجنسية لديك Gender Identity Disorder وهذا الاضطراب يقصدُ به حدوثُ نوعٍ من عدم التناغم بين الجنس البيولوجي والدور الجنسي الاجتماعي، أي أنك رغم كونك ذكرًا مكتمل الرجولة بيولوجيا (حسب المرحلة العمرية)، إلا أن مشاعرك كانت مشاعر البنات، وهذا اضطرابٌ نفسي يحتاج إلى علاج كانَ من الأفضل أن يبدأ في وقته، وهناك كثيرون ممن يعانون من ذلك الاضطراب في طفولتهم ولا يدري بهم أحد يتجهون إلى الجنسية المثلية، وهو ما كاد يحدثُ في حالتك لولا أن عصمك الله.
يا أخي العزيز تحرك بأسرع ما تستطيع وإن شاء الله سيكون طبيبك موفقًا في علاجك رغم أن المشوار قد يكونُ طويلاً بعض الشيء.
وفي النهاية أتمنى لك التوفيق، وتابعني بأخبارك، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ويتبع>>>>>>>>> : الشعور يالذنب قد يكونُ مفيدًا م1