من التحرش إلى الشذوذ غير المنسجم مع الأنا
مشكلة في التوجه الجنسي
تحية تقدير واحترام. لا أعرف كيف سأبدأ رسالتي أو من أين ستكون البداية. سأعرف بنفسي أولا فأنا شاب من ليبيا أبلغ من العمر 38عام، ولدي مشكلة هي معي منذ الطفولة. لا أعرف بالضبط هل أنا جنيت على نفسي؟ أم المحيط الذي أعيش فيه؟ أم هو القدر وإرادة الله ونعم بالله. تحاصرني الأسئلة وعلامات الاستفهام تلاحقني والسؤال الأكبر: كيف سيكون مستقبلي؟؟!!
هذه المشكلة تؤرقني... تتقاذفني الأفكار ولم أجد أحدا أستأمنه على أسراري وأبوح، فأحسست أنكم بارقة الأمل أو الضوء الخافت في نفق حياتي المظلم، فقررت أن أكتب لكم وأتمنى أن تكونوا المرشد والمنقذ من ما أعانيه. لن أطيل أكثر. فأنا ولدت سنة 1977 كآخر مولود في عائلتنا. طفل يضج برأة وحيوية يجبر من حوله على حبه، إلى أن وقع المحذور (اعتداءات جنسية متتالية حوالي الأربع أو الخمس) من أقارب أو يجب تسميتهم بوحوش فالإنسانية والآدمية بريئة منهم وهكذا لا أحد من عائلتي لاحظ شيء.
وأنا لم أكمل بعد الست سنوات ربيت خلال هذه الفترة بحنان مفرط من الأم وقسوة أو شيء من التعنيف من الأب، فأصبحت ملتسق بأمي بشكل كبير وعندما وصل عمري التسع أو العشر سنوات، أصبحت أمارس العادة السرية بكثرة إلى درجة الإدمان. ووجدت أن ميولي أنثوية ((أي أتمنى ممارسة الجنس مع رجل)) وليس أي رجل بل من يحمل صفات ذكورية وواضحة وخاصة، فأصبحت أتخيل ذلك بعقلي الباطن وأختزن.
واستمرت هذه الحالة بيني وبين نفسي أرغب في ممارسة الجنس مع نوع معين من الرجال، ولكن على أرض الواقع أنا في منتهى التهذيب والرقي وأخجل من أي تصرف قد يفضحني أو يجلب لي أو لعائاتي سمعة سيئة، ولكن أحد أبناء عمي من الذين اعتدوا علي في طفولتي أخذ يجرني ويحاول إقناعي ولكني لم أمارس جنس كامل معه بل مجرد (قبل ومداعبات فقط) وبدون علم أي أحد فكلانا كان حريص على السمعة وكلام الناس، وكنت بعد أي لقاء بيني وبينه أشعر بالندم وعدم الرضا على الذات المهم أني لم أمارس أي جنس كامل مع أي أحد.
الحالة السابقة التي ذكرتها استمرت لسنوات، حتى أنهيت الجامعة بعدها هو تزوج وأنا طويت هذه الصفحة المؤلمة.
أنا شخص متفوق في دراستي محبوب ممن حولي
المهم كما أشرت سابقا أصبح عمري 38 سنة والضغوط من العائلة تزداد لماذا لا تتزوج؟
تعرفت مؤخرا على إنسانة من خلال موقع مودة للزواج أعطيتها فكرة بسيطة عن حالتي لم تمانع ونحن الآن مخطوبان والارتباط في الصيف إن شاء الله ولكني متخوف من الخطوة ولا أعرف هل سأنجح في إقامة علاقة جنسية بصراحة أعيش صراع من جهة أنا لم أخدعها وحكيت لها بشكل مقتضب عن مشكلتي لكن لها هي فقط وإرث المثلية بداخلي كبير لكني وفي المدة الأخيرة أصبحت أدرب نفسي على زيادة الرغبة في النساء وتدريب المخيلة على اشتهاء جسد المرأة.
الأسئلة وعلامات الاستفهام تتوالى، أحاول أن أقوي إيماني أدعو وأبكي وأقول يارب.... لا أفوت أي صيام تطوع أحاول تهذيب نفسي. عندما أحضن أحد أحفاد العائلة تفيض عيني بالدمع وأسأل نفسي هل سيأتي يوم وأحمل طفل من صلبي، فأقول لو خيرت بين عمري كاملا وبين لحظة أحمل فيها طفلي لاخترت حمل طفلي ثم فليأتي الموت لا يهم.
أتمنى أن لا أكون قد أطلت عليكم.
أخيرا هناك من سيشاركني في هذا الحمل الذي أنوي حمله بهذه المشكلة التي تؤرقني، أتمنى منكم وأنا أعتبركم أخوة أتمنى أن تنظروا إلى مشكلتي بكل اهتمام فأنا باختصار أحس نفسي كتائه في بحر لجي متلاطم الأمواج
أتمنى أن أجد عندكم بر الأمان،
والله ولي التوفيق.
25/11/2015
رد المستشار
شكراً على رسالتك وعلى صراحتك.
عانيت من طفولة قاسية واعتداء جنسي ولكن توجهك الجنسي مثلي. رجعت مرة أخرى وسمحت للرجل الذي اعتدى عليك إقامة علاقة مثلية معك. هذا السلوك ليس بغير المعروف في ضحايا الاعتداء الجنسي ولكنه لا يكفي لوحده لتسير توجهك الجنسي المثلي.
قرارك بالزواج لا يخلو من مشاكل وغير مقنع:
1 - تشير في الرسالة إلى ضغوط عائلية.
2 - تشير أيضاً إلى طموحك في طفل من صلبك.
3 - تناقض ومعاناة بين توجهك المثلي وعقيدتك الدينية.
ولكن الاختيار في النهاية هو اختيارك.
الأهم من ذلك هو أنك صارحت من تتزوج بميولك المثلية ولكن بشكل مقتضب وأعطيتها فكرة بسيطة عن حالتك. لا أحد يعلم ما الذي صرحت به لها ولكنها أيضاً تتحمل المسؤولية في الدخول بعلاقة زوجية وجنسية مع رجل ميوله مثلية. كما هو اختيارك بالزواج لسبب أو آخر فهو أيضاً اختيارها القبول بك.
ما يثير قلق أي استشاري في رسالتك هو عدم إشارتك فيها لمشاعر حب أو صداقة أو إعجاب نحو خطيبتك وربما حان الوقت أن تتكلم معها وتقابلها وتكتشف إن كانت لديك عاطفة تجاهها. ولادة العاطفة والحب قد تساعدك على وضع ميولك المثلية جانيا وتجنب أي إغراء مثلي في المستقبل على أرض الواقع وفي عالم الخيال.
لا أنكر عليك بأن طريقك صعب ولكنك اتخذت القرار بالدخول في علاقة غيرية. لم تنجح في إقامة علاقة مثلية على أرض الواقع ولا أظن أن لديك الطاقة بقبول التوجه المثلي. لم تجد الحب في علاقة مثلية والجاذبية الجنسية لوحدها لا تكفي. ولكن ربما ستجد الحب في علاقة غيرية ومن بعد الحب تتولد ميول غيرية لامرأة تحبها والله أعلم.
فكر بالدخول في علاج كلامي للحديث عن أزماتك وماضيك وربما سيساعدك ذلك على اتخاذ القرار.
وفقك الله.