عن أحلام الموسوسين بين التجاهل والتعايش م1
وسواس المرض والخوف من الموت
هذه ليست أول استشارة لي في موقعكم فلقد أرسلت لكم من قبل وكل استشاراتي تحمل نفس المشكلة... مشكلتي ومعاناتي لها سنين وتتغير في مواضيع كثيرة ولكنها كلها ترجع لوسواسي القهري، زرت أطباء واستخدمت أدوية وترجع المعاناة إلى الأبد.
هذه المرة بلغت في شدتها مبلغ الجنون والشلل العاطفي والحياتي. سأحاول أشرح آخر وساوسي ولا أستطيع أن أسرد كل مشاكلي لأنها لن تكفي في رسالة واحدة بل لن يستوعبها حتى كتاب. أخاف من الأحلام وأؤمن بقوتها وتحققها ولكن هذا الخوف مرتبط فقط في الأحلام التي تعني الموت، وليس فقط الأحلام ولكن العلامات.
تقرب زوجي مني وحبه لي أحس أن له معنى سيء فقد صدف ذلك مع حلم حلمت به أفزعني وفسرته بموتي صرت لا أطيق كلماته أو تصرفاته وأحاول أقنع نفسي أنها ليس لها علاقة بما يدور في عقلي إلى أن صار هو يذكر كلمات تخيفني كأن يقول لا أستطيع أن أخسرك أو أعيش بدونك هذه الكلمات من الممكن أن تجعل أي امرأة تطير من الفرحة لكن كانت تقتلني وتخيفني وذكر لي مرة وهو في أشد الحزن كأنه كان ينعيني أن حياته ليس لها معنى بدوني. حاولت أتجاهل هذه الأفكار وأقنع نفسي أنها وساوس وكنت في صراع نفسي ومخاوف لا يعلم بها إلا الله.
في نفس الفترة مررت بوعكة صحية واضطربت عندي الدورة الشهرية وأصبت بصداع ودوخة شديدة راجعت طبيب الأسرة وعملت تحليل دم وكل النتائج كانت سليمة واقترحت الطبيبة أنها مجرد قلق ولم تتوقف الأعراض في التزايد من ذلك اليوم تقريبا من شهرين حسيت بألم في الصدر وإرهاق شديد ذهبت المرة الثانية وطلبت مني تخطيط قلب وعمل أشعة للقلب مع أنها مقتنعة أنها كلها أعراض القلق وحولتني لطبيب نفسي.
ذهبت وكنت رافضة لأي دواء لأني أخذت البروزاك لمدة سنة وتوقفت من فترة وكانت الأعراض الجانبية مزعجة. أعراضي الجسدية لم تتوقف ألم في عظام القفص الصدري وعملت أشعة للصدر وكانت سليمة مر أسبوع وأحد حتى تتبعت مصدر الألم واكتشفت كتلة مؤلمة في الثدي وكتلة أخرى تحت الإبط. بدأت أقرأ وجن جنوني أنها أعراض ما كنت أخشاه وأفكر فيه.
ذهبت مسرعة في نفس اليوم للطبيبة فحصتني وطلبت عمل أشعة ماموجرام لكن الموعد لن يكون قبل شهر كان من سابع المستحيلات أنتظر في هذا الجحيم شهرا كاملا ذهبت لمستشفى آخر وعملت أشعة فوق صوتية للثدي وكانت أيضا النتيجة سلبية لم تجد للطبيبة أي نسيج شاذ أو أي كتلة مما زاد جنوني جنون كيف لم ترى أي كتلة وأنا أحسها وتؤلمني.
دخلت في حالة من الخوف والبكاء وكانت هذه الأحداث لمدة ثلاثة أيام ابتعد عني فيها زوجي وكان في قمة الصمت وأنا في قمة الغضب والخوف وبعد النتيجة كأنه هو انهار وكأن المرض الذي أخاف منه وقع وكان حقيقة. لم يأكل ولم ينام ولم يتكلم وصرح لي بمخاوفه التي يا ليته لم يفصح عنها قال لي أنه يخاف أن يفقدني قال الذي كنت أخاف منه كأني لقنته مخاوفي وهذا أبدا ليس من صفاته الشخصية ولا من طباعة.
كل الذي كنت أخافه سيتحقق سأمرض مرضا مميتا ولست أنا وحدي من يفكر ويخاف بل زوجي أيضا مما جعلني أؤمن أن مخاوفي ليست مخاوف بل حقيقة. انعدم التواصل بيننا صرت أخاف أسمعه ويخاف يتكلم معي. أنا في صراع وألم وخوف وقلق واكتئاب الله يعلم بحالي أولادي وبيتي أهملتهم أتجنب الناس والأهل. هل من الممكن أن يكون إحساس حقيقي. هل الوساوس تنتقل والخوف معدي.
ذهبت للطبيب النفسي ووصف لي بعض الأدوية للقلق وقررت أتناولها على مضض فما لي أي خيار آخر، وقررت الذهاب لطبيبة أخرى لفحص آخر للثدي وموضع الألم لا أثق في النتائج ولا في الأطباء، حتى زوجي صرح لي أنه لا يثق في النتيجة مما زادني هلعا واكتئابا. أرجوكم الرد فأنا لا أعيش وأخاف من الموت.
30/11/2015
رد المستشار
الأخت الفاضلة "أم محمد" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على الثقة، صدقت في توصيفك للحالة بأنها حالة وسواس قهري يتخذ أشكالا مختلفة... كل مرة شكلا ولكن الجوهر دائما هو الخوف من الموت أو المرض، وتقولين أنك استخدمت أكثر من دواء للعلاج ولكن تبقى المعاناة....
كذلك تشتكين من الآثار الجانبية لعقار الفلوكستين وهو أحد عقاقير الم.ا.س.ا ولم توضحي هل تقصدين الآثار الجانبية في بداية العلاج أم تلك التي تحدث على المدى الطويل؟؟ كما لم توضحي ما إذا كان العقار الذي استخدمته لمدة سنة أعطاك نتيجة أثناء تناوله أم لا؟ فمن الممكن جدا أن يحدث لحالتك تحسن بالاستمرار على العقار بجرعة مناسبة.... لكن استمرار التحسن يبقى مرهونا بالاستمرار على العقار كما في كل اضطرابات الطيف الوسواسي، ما لم يجري صاحبه العلاج المعرفي السلوكي.
راجعت استشاراتك السابقة يا "أم محمد" فلم أجد في رسالتك الأخيرة هذه إلا تنويعا على نفس المسار الواحد المزمن للوسواس القهري وهذا المتوقع ما دمت لم تحصلي على ما يلزمك من علاج معرفي سلوكي إلا إذا كنت من الذين يتحسنون بالعقاقير دون تأثيرات جانبية فيستمرون بها ما استطاعوا من حياتهم لأنها تحميهم من مشاعر القلق والخوف التي تحدثها وساوسهم... ليس لدي أفضل مما نصحتك به سابقا... أسأل الله أن يهديك طريق الشفاء وأن يعينك على إتمامه.... وتابعينا بالتطورات الطيبة.
ويتبع >>>>>: عن أحلام الموسوسين بين التجاهل والتعايش م3