عوارض اكتئاب
السلام عليكم الأساتذة المحترمين؛ أنا متزوجة من سنة ونصف تقريبا. وصلت لمرحلة بدأت أعاني من الاكتئاب. كنت قبل الزواج في غاية السعادة ليس عندي أية مشاكل. كنت أحلم بزواج سعيد. التقيت برجل في عمر 54 أحسست أني أحببته جدا. هو طلبني من أهلي بسرعة. وافقت مع أن أهلي كانوا رافضين الفكرة. قالوا لي هذا مطلق وعنده أولاد راح تتعبي معه. قلت لا هو إنسان جيد مش راح يؤذيني.
وفعلا ابتدينا نخطط لزواجنا. لكن من أولها كنت ألاحظ أنه كان يحكي لي عن طليقته في كل فرصة. لحد تطور وصار يقارنني بها. كنت أعمل أشياء من غير ما أحس طبيعتي يعني. يطلب مني ما أعمل هكذا لأنها هي كانت تعمل نفس الشيء. مقارنات في كل شيء مع أنه كان مطلق من سبع سنوات بعدما كان متزوج لمدة 15 سنة.
لكن أنا ما كنت أتضايق ولا أفكر في الموضوع. لحد ما وصلنا لكتب كتابنا لاحظت أنه يغلط بأسامي الآخرين ويناديهم باسمها هي. تضايقت كثير تلك الأيام. وحسيت ساعتها أن حياتي ما راح تكون سهلة. وكان الأمر كذلك. صار يحاكيني عن جمالها وسعادته معها أول سنتين من حياتهم. هي خانته. وتركته. لكن هو رغم هذا الشيء ركض وراها لأكثر من أربع سنوات حتى يرجعها لكنها تزوجت وتركته نهائيا.
كذب علي وقالي أنه مطلق بالأوراق لكن ما كانت الأوراق خلصت وأنا أعتبر طلاقه معها أطول طلاق. أعتقد بسببه هو. لأنه كان يريد يرجع لها. هي متزوجة الآن. أحس أن زوجي يغار كثيرا من زوجها في مرة قارن نفسه به. أنه هو وسيم والثاني لا. زوجي الآن فرح لما سمع أنها انقهرت لما تزوج. وقالي حضري نفسك للمواجهة. أنا سألته مواجهة إيه؟ سكت. اكتشفت أنه مرة على مرة يتصل بها بحجة الأولاد. فيه مرة شفت مسج منها. قلت له قولها أنه مش محتاجين مسجات منها. بعت لها رسالة مع ابنه أنه قول لأمك لا تتصل في مرة تانية.
قالها ابنها. رجعت اتصلت بزوجي حتى تعرف السبب. هو خرج من البيت يكلمها في نص الليل حتى يقولها أنه أنا متضايقة من رسائلها. ساعتها أنا زعلت جدا. رجعت أفكر في كل الشريط من الأول. مقارنات وكلام من ورايا. حكى عن الماضي. حاسة نفسي تعبانة جدا. طلبت منه الطلاق. لكن قالي يفضل أنه يقتلني ولا يطلقني. زوجي حاليا يعمل كل شيء حتى يرضيني. ويحلف طول الوقت أنه يحبني. لكن أنا فقدت الثقة فيه.
ابتديت أحس بحزن كبير ونوبات بكاء لوقت طويل. ماعاد أي شيء يسعدني. حسيت إني اتهنت كثير. وتقلل من احترامي كثير. أنا ماعندي مشاكل مع أولاده ولا حتى هي تحكيه عن الأولاد لكن حسيت بخيانة. زوجي كذب علي في أشياء كثيرة. مش قادرة أستحمل فكرة أني متزوجة برجل يحب امرأة أخرى. تعبت. هو الرجل لماذا لا ينسى طليقته؟!!
23/12/2015
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك "هاجر" في موقعك الشبكة العربية للصحة النفسية الاجتماعية من خلال لجوئك للمستشارين على الموقع ليشاركوك مشكلتك ويساعدوك في تخطيها، بإذن الله....، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت, وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يعافيك من هذه الغيرة، وأن يجمع بينك وبين زوجك على خير، وأن يشرح صدرك للعدول عن طلب الانفصال؛ لأنه ليس فيه من خير, كما نسأله تبارك وتعالى أن يشرح صدر زوجك لإعطاء حقوقك كاملة.
وبخصوص ما ورد برسالتك من أنك تحبين زوجك بشدة, وتغارين عليه غيرة شديدة, خاصة من زوجته الأولى، مع العلم أنك الزوجة الثانية, ويعيش معك ومنفصل عنها؛ مما ترتب عليه أنك دخلت في مرحلة اكتئاب شديد جدًّا، وانعزلت عن العالم بأكمله، وتعانين من نوبات بكاء لوقت طويل.
أقول لك إن طلب الطلاق هذا الحل ليس صحيحًا, وليس صائبًا، والذي تعانين منه إنما هو غيرة تُعرف بالغيرة المرضية، وهذه الغيرة المرضية يترتب عليها الدخول في حالات الاكتئاب الشديدة كما حدث لك، وكذلك أيضًا الرغبة في العزلة, وعدم الخروج من المنزل, وعدم مواجهة أحد، فأنت الآن في حالة مرضية، وهذه الحالة المرضية تحتاج إلى نوع من العلاج النفسي، ولذلك أنصحك بعرض نفسك على أخصائي نفسي ليُخرجك من هذه الحالة المرضية التي تعانين منها.
هذه الحالة -بهذا الوصف الذي ورد في رسالتك- حالة حرجة، ومن الممكن أن تؤدي إلى ما هو أبعد من ذلك، حيث أنك من الممكن أن تفقدي شهيتك، وأن تفقدي ثقتك في نفسك, وفي المجتمع من حولك، وأن تفقدي رغبتك في الحياة.
وجود الغيرة بين الشريكين هي دليلٌ قاطعٌ على وجود الحب الحقيقي بينهما، والغيرة تعني رفض أي طرف مشاركة شريكه من قبل أي شخص آخر أو انزعاجه من بعض السلوكيات كاهتمامه بشخص آخر أو محاولة طرف ثالث تعكير صفو العلاقة، لكن في بعض الأحيان تتحول الغيرة الطبيعية التي تحيي المشاعر إلى غيرة مرضية أو غيرة زائدة (تعرف على مظاهر الغيرة الزائدة هنا) ومزعجة تنعكس سلباً على علاقة الشريكين ببعضهما البعض وقد تتحول من الغيرة الزائدة إلى الشك.
أضع بين يديك أهم النصائح التي تضع الغيرة في مكانها المفترض:
1- على الطرف الذي يتملكه الشعور بالغيرة العمل على تنمية الثقة بالنفس بأي طريقة من الطرق، فكثيراً ما تكون الغيرة دليلاً على انعدام الثقة بالنفس وبالآخر أيضاً.
2- ممارسة الرياضة بشكل دائم وتمضية الوقت بأشياء مناسبة وعدم تركها للفراغ.
3- أن تأخذ دور المراقب والحامي للطرف الآخر،لأنه يجب أن تكون هناك ثقة به بأنه يملك القدرة على حماية نفسه جيداً.
4- يجب التحلي بالقدرة على السيطرة على النفس.
5- ينصح بعدم توجيه الاتهامات أو الادعاءات، بل النظر إلى الواقع والحقيقة كما هي.
6- يجب الوصول إلى قناعة أن الغيرة الزائدة هدّامة، ويمكن أن تؤدي في مرحلة متطورة إلى خسارة الشريك.
7- على الشريكين الوصول إلى قناعة بأنهما يعيشان معاً، ولا يمتلكان بعض، فهامش الحرية ضروري جداً، فأي علاقة لا تعني الالتصاق ولا الذوبان في شخصية الآخر.
8- التخلص من الشعور بالغيرة المرضية، هو بالوصول إلى مرحلة نمنع فيها أنفسنا من مقارنتنا بالغير، والوصول إلى قناعة بأن لكل امرأة جمالها، ولكل رجل قدراته...
إذا لم تجدِ الحلول السابقة في التخفيف من الغيرة الزائدة عندك فهنا تكون قد وصلت إلى غيرة مرضية وبالتالي أصبح الأمر يستدعي مراجعة طبيب مختص أو استشاري أسري وعلاقات للتدخل.
وأما فيما يتعلق بمسألة أن زوجك لا يعتبرك زوجة كاملة كزوجته الأولى، فأرى أن هذه مسألة وقت, وأنها ليست مسألة قوية تقتضي منك طلب الانفصال عنه، خاصة وأنك تحبينه حبًّا شديدًا، وهل من تحب زوجها تطلب منه أن يطلقها أو تفترق عنه؟! إنما عليها أن تحاول الاقتراب منه, وأن تجذبه إليها، وأرى أنها فرصة حتى تصححي أوضاعك، وهذا لن يكون بكثرة الإلحاح والإزعاج، وإنما هذا يكون بكثرة المودة, والمحبة, ومحاولة احتوائه، حتى يشعر بأنه يتعذر عليه الاستغناء عنك، وبالتالي سوف يحقق لك ما تريدين دون أدنى مشقة, أو دون أدنى إلحاح.
فأنا أرى بأن تغفلي هذا الجانب -جانب الانفصال والطلاق- خاصة وأنه يعاملك معاملة طيبة، ويظل فأرجو أن لا تعكري الصفو، فما دمت أنت -الحمد لله- الآن زوجة على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم, فأرى أن لا تقفي طويلاً أمام هذه المسألة، ما دامت تسبب إزعاجًا, وما دام زوجك يصر على عدم مناقشة هذا الأمر، أرى أن تتركي هذا الأمر, وأن تنحيه جانبًا حتى تظلي على علاقة حسنة مع زوجك، وحتى تتمكنين بمساعدته من اتخاذ القرار المناسب.
وكل امرأة فيما أظن تغار على زوجها، حتى أن نساء النبي – صلى الله عليه وسلم - كن يغرن عليه من بعضهنَّ البعض، فأرجو أن تصرفي النظر عن هذه المشكلة فيما يتعلق بالسؤال الثاني، مع الالتزام ببقية الأمور التي أشرت عليك بها.
أسأل الله أن يشرح صدرك لكل خير، وأن يوفقك لكل خير، وأن يصرف عنك كيد شياطين الإنس والجن، وأن يعافيك من كل سوء، وأن يصرف عنك كل بلاء، هذا وبالله التوفيق.
اقرئي على موقعنا:
للتخلص من القلق أحب نفسك
نفس اجتماعي: الثقة بالنفس والتوكيدية Self Assertion
العلاج المعرفي للاكتئاب (17)
الرجال والاكتئاب
موجة اكتئابية 3
موجة اكتئابية مشاركة من أجل الصمود