خوف من الأمراض
السلام عليكم ورحمة الله أنا شاب أبلغ من العمر 21 سنة، طموح وأنعزل عن الآخرين نظرا لانشغالي بتطوير نفسي والمساهمة في نهضة الأمة الإسلامية، كانت حياتي طبيعية إلى أن أتتني حالة قلق بدون سبب وبعد ذلك تطور الأمر فأصبحت أتوهم أني قد أصبت بالسرطان عافانا الله وإياكم في رجلي لأني كنت أعرف فتاة قد أصيبت بهذا المرض في رجلها وماتت، وصار عندي خوف شديد لدرجة ضيق التنفس والصداع لكني طمأنت نفسي فاختفت هذه الأعراض. لكني لا زلت موسوسا بهذه الفكرة مما أدى إلى شبه توقف عن آداء الأعمال اليومية والتواصل مع الآخرين.
وبعد أسبوعين أصبحت أركز تفكيري برجلي فصرت أحس بآلام فيها مما زاد خوفي وأخاف أن أرحل عن هذه الدنيا بلا مجد يذكر، وهذه الآلام بسيطة وتأتي لحظات ثم تغيب، فصرت موسوسا بهذه الحالة وخائف من أن تكون تلك الآلام دليلا على مرض معين.
مع العلم أني لم أكن أشعر بها من قبل بل كنت في أحسن صحة وعافية وأمارس الرياضة بكثرة. أما شخصيتي فقد كنت أتبع نظاما غذائيا متوازنا ومهتما بصحتي ومتمركزا حول الذات ومهتما بتطويرها من كل الجوانب. ألتمس منكم التوجيه والإرشاد وجزاكم الله خير الجزاء.
29/12/2015
رد المستشار
الأخ الفاضل الكريم، أهلا ومرحبا بك على الموقع وأرجو أن نكون سببا في تخفيف آلامك.
ذكرت في رسالتك أنه لديك أفكار وسواسية تتعلق بالصحة (أتوهم أني قد أصبت بالسرطان) وذكرت العامل الذي أثار هذه الأفكار (أعرف فتاة قد أصيبت بهذا المرض في رجلها وماتت) دون أن تذكر هل لديك أي أفكار وسواسية أخرى أو أعراض قلق أو غيرها من الأعراض النفسية.
كما ذكرت أنك حاولت التعامل مع هذه الأفكار (طمأنت نفسي فاختفت هذه الأعراض) لكنها لم تنجح طويلا (لا زلت موسوسا بهذه الفكرة) وسببت خللا واضحا (شبه توقف عن آداء الأعمال اليومية والتواصل مع الآخرين) وانشغال (أصبحت أركز تفكيري برجلي)
كما ذكرت شيئا مهما (أنعزل عن الآخرين نظرا لانشغالي بتطوير نفسي والمساهمة في نهضة الأمة الإسلامية، ومتمركزا حول الذات ومهتما بتطويرها من كل الجوانب، وأخاف أن أرحل عن هذه الدنيا بلا مجد يذكر) أتصور أنه يحتاج إلى مزيد من الاهتمام فقد يكون عرضا طبيعيا لشاب يهتم بقضايا أمته وقد يكون إرهاصا لاضطراب في التفكير لا قدر الله لم تكتمل صورته المرضية بعد.
وبناءا على هذا أرى أن التشخيص يحتاج إلى معلومات أكثر وأعمق، فلدينا عرض سطحي واضح ربما يكون اضطراب وسواس قهري من نوع الانشغال بالصحة، أو اضطرابا هذائيا (وهاميا) Delusional Disorder من نوع الانشغال بالصحة أيضا. وربما تكون الصورة أعمق ويتغير التشخيص إلى اضطراب ذهاني لا قدر الله في حالة التأكد من وجود اضطراب التفكير أو السلوك.
لذا أنصحك بالتوجة للفحص النفسي وهو الأفضل لتأكيد التشخيص والتعامل مع الحالة مبكرا، أو استخدام مهارات التعامل مع الوسواس من خلال استخدام النصائح التالية:
1- التجاهل الكامل للأفكار والقهورات (التجاهل + عدم التفكير + عدم الإقناع).
والمراد بالتجاهل التام هو تجاهل جميع الأفكار الوسواسية صغيرها وكبيرها وعدم الالتفات لها نهائيا ويجب ألا تكتفي بعدم فعل السلوك الوسواسي بل يجب عدم التفكير به أيضا.
2- مارس أحد تمارين الاسترخاء لإزالة التوتر.
3- اقرأ هذا كثيرا:
س1 منذ متى وأنا أعاني من الوسواس؟
ج أعاني منذ سنة، سنتين، عشر سنوات (أذكر المدة).
س2هل أنا موسوس بالفطرة أم طرأ علي الوسواس ولماذا؟
ج لا . بل كنت صحيحا معافى أعيش كما يعيش الآخرون ولكنني تساهلت في بادئ الأمر فتطور معي شيئا فشيئا حتى وصلت للمرحلة التي أنا فيها الآن (وقد يكون هناك سبب آخر اذكره لنفسك).
س3 أيعقل أن يكون الناس كلهم على خطأ وأنا وقلة معي هم المصيبون؟
ج لا ، بل أنا مقتنع أن الناس على صواب بل وأتمنى أن أكون مثلهم.
س4 ما هو الدافع الأساسي للأفعال الوسواسية؟
ج لكي أرتاح من المعاناة النفسية.
س5 هل أحسست بالراحة بعد فعل السلوكيات الوسواسية؟ أم أن معاناتك تزيد يوما بعد يوم؟
ج لا . بل معاناتي في ازدياد كبير، وكل يوم أزداد هما وأزداد تعاسة!
س6 إذا ما الفائدة من فعل كل هذه السلوكيات الوسواسية؟!
ج لا أدري.
س7 هل تريد أن ترتاح من هذه المعاناة الطويلة؟
ج عليك بتنفيذ سياسة التجاهل التام
3. استخدم قاعدة ابدأ، استمر، أكمل.
ابدأ تجاهل الفكرة واستمر في هذا ولا تستسلم لأي أفكار تثنيك عن الرجوع في قرار العلاج ومواجهة الوساوس والقهورات.
وفقك الله، وننتظر متابعتك
واقرأ أيضًا:
طيف الوسواس OCDSD وسواس المرض Hypochondriasis