أصابني الاكتئاب بسبب آراء الناس
السلام عليكم؛ أصابني الاكتئاب والهم بسبب آراء الناس وتعليقاتهم حول مقالات عن دودة الأذن الموسيقية التي تحدث للأشخاص الذين يسمعون الأغاني والموسيقى وتعلق في ذهنهم وتسبب الإحباط والإزعاج والضيق ومكتوب في المقالات عن آراء الناس وتعليقاتهم
واحد من الناس يشكو من حالته ويقول إنه دائما تعلق في ذهنه أغاني لم يسمعها منذ زمن بعيد وتظل عالقة في ذهنه لأيام ولا يلحق يرتاح منها إلا وطالعة له أغنية ثانية وهكذا... وشخص آخر عنده نفس الحالة، فأصابني القلق والضيق من هذه الآراء وصار عندي اكتئاب وحيرة فأصبحت أتجنب سماع أي لحن أو أنشودة أسمعها بالصدفة ومنعت بنتي من وضع الأناشيد طيور الجنة .
وصار عندي ضيق عند سماع الأغاني وذهبت إلى طبيب نفسي وأخذت دواء الوسواس القهري ولكن لم يكن هناك أي تحسن
أرجو الرد على رسالتي والمساعدة في حل المشكلة لأنها أثرت على حياتي كلها
22/12/2015
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أختنا الفاضلة؛
أهلًا بك وعافاك الله من معاناتك، باعتبارك ذهبت إلى الطبيب وأخبرك بأن ما معك عبارة عن وسواس قهري، فلن أتكلم في هذ الجانب، ولكن هل صَاحَب الدواء علاج معرفي سلوكي عند الطبيب؟ أظن لا لعدم ذكرك هذا.
من أجل علاج أفضل مثمر لابد من المواكبة بين العلاج الدوائي والعلاج السلوكي، وهو التعرض للمثير مع وقف الاستجابة، التعرض هو أن تتعمدي الاستماع إلى الأناشيد بدل تجنبها، ودعي ابنتك تفرح وتسمع أناشيدها المفضلة، وشاركيها السماع.
وعدم الاستجابة ألا تستجيبي للوسواس بالهروب من مكان الأغنية، أو بتجاهلها، اسمعي الأغنية لكن تجاهلي ما يعلق في أذنك.
ماذا في أن تعلق الأغنية في أذنك؟ دعيها تدندن لوحدها! لو أن سيارات في الشارع كانت تصدر ضجيجًا وأصوات أبواقها يعلو....، متى ينزعج الإنسان من هذا؟ عندما ينتبه إلى الصوت؟ أم عندما ينشغل بأعماله؟ طبعًا الحالة الأولى مزعجة أكثر بكثير من الثانية، مع أن صوت السيارات هو هو.
الموسوس يبقى منتبهًا وقلقًا، أما غيره فلا ينتبه ولا ينزعج. ألا ترين أنك مختلفة عن الآخرين؟ ألا ترين أن ندرة من الناس هم الذين يتضايقون مثلك؟ ألا تريدين أن تصبحي طبيعية؟ ابدئي من الآن سماع الأناشيد، شاركي ابنتك في فرحها ولعبها، ثم أكملي أعمالك اليومية.
سيكون هذا صعبًا في البداية جدًا، وسيزداد القلق ويرتفع، فإن تحملت وثابرت على التعرض مع عدم الاستجابة، سيبدأ بالانخفاض تدريجيًا إلى أن يزول، ليس المطلوب أن تتخلصي من الدودة التي تخافين منها، لأن الحياة مليئة بالألحان والأناشيد والغناء، وإنما المطلوب ألا تخافي ولا تقلقي وأن تعيشي حياتك براحة وهدوء.
استعيني بالله وجربي، ووافينا بالنتائج.
ويتبع >>>>>: وسواس الأغاني مالك إنت يا لينا ؟