توضيح للاستشارة السابقة
قراءة الاستشارات: تعرض علاجي وتحاشيها مرضي م
السلام عليكم بارك لله فيك وجزاك لله كل خير الموضوع أريد توضيح عن بعض الأمور في الاسشارة السابقة، وهذا بعض من الاستشارة السابقة (ولكن حديثك الاستهلالي عن الإعتراض على تلك الوساوس يقلقني يا "سمير" لأنك إن كنت سترفض حدوث تلك الوساوس لك (أي تعترض عليها وتكون حاجزا أمامها كما تقول)... فاعلم أنك إن هدفت إلى إيقاف أو منع حدوثها أو إلى إثبات خطئها كل مرة تأتيك... فأنت موسوس نشط.)))
أول شيء لم أفهم (موسوس نشط) أنا بس لدي وساوس وأريد أن أوضح لك يا دكتور أنا أصبت بوساس كثير وطرحتها على مشايخ وأخصائين في موقع إسلام ويب وردوا عليه بِأَن الدواء الشافي للوسواس هو الإعراض عنه وعدم الاسترسال معه واستدلوا على حديث للنبي ففي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يأتي الشيطان أحدكم فيقول من خلق كذا؟ من خلق كذا. حتى يقول من خلق ربك؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته واستدلال ولينته يعني ما يفكر في الوسواس ولا يسترسل معه لهذا أنا أخبرتك أني أعمل بمبدأ التجاهل في كل الوسواس ليس بس في وسواس الدين وهذا ليس من عندي فهذا من مشايخ وكثير من الاستشارات النفسية تقول نفس الشيء لهذا اتبعت هذا الأسلوب وأريد أن أقتبس عليك بعض من الأقوال من الاستشارات النفسية عن الوسواس القهري وهذا بعض قوله
((واستمع لهذه النصيحة الذهبية، فقد سئل ابن حجر الهيتمي عن داء الوسوسة، هل له دواء؟ فأجاب بقوله: له دواء نافع، وهو الإعراض عنها جملة كافية، وإن كان في النفس من التردد ما كان؛ فإنه متى لم يلتفت لذلك لم يثبت بل يذهب بعد زمن قليل كما جرب ذلك الموفقون، وأما من أصغى إليها وعمل بقضيتها فإنها لا تزال تزداد به حتى تخرجه إلى حيز المجانين، بل وأقبح منهم كما شاهدناه في كثيرين ممن ابتلوا بها وأصغوا إليها وإلى شيطانها... فتأمل هذا الدواء النافع الذي علمه من لا ينطق عن الهوى لأمته، واعلم أن من حرمه فقد حرم الخير كله؛ لأن الوسوسة من الشيطان اتفاقا، واللعين لا غاية لمراده إلا إيقاع المؤمن في وهذه الضلالة والحيرة ونكد العيش وظلمة النفس وضجرها إلى أن يخرجه من الإسلام وهو لا يشعر (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا)... وذكر العز بن عبد السلام وغيره نحو ما قدمته فقالوا: دواء الوسوسة أن يعتقد أن ذلك خاطر شيطاني وأن إبليس هو الذي أورده عليه وأنه يقاتله فيكون له ثواب المجاهد لأنه يحارب عدو الله، فإذا استشعر ذلك فرعنه. انتهى.))
لهذا يا شيخي أنا أخبرتك في الاستشارة السابقة أنا أعمل بهذا المبدأ وأنا معك وفهمتك يجب أن تكون لك خبرة في محاربة الوساوس كيفما يقول الشعر "من لم يشرب من بحر التجربة" يمت عطشان في صحراء الحياة فالحياة مدرسة أستاذها الزمان "ودروسها التجارب" لكن أريد توضيح شيء أنت تقول لي عندما تأتيك فكرة أو صورة وسواسية في عقلي أخليها تدخل عقلي وأفكر فها؟؟؟ مثل أفكار متعلقة بالدين والمفروض أن نقطع الفكرة وعدم الاسترسال معها أريد توضيح كلمة موسوس نشط يا دكتور صارت تدور في ذهني.
وأشكرك وبارك الله فيك في هذا العمل الإنساني
جزاك الله خير، وكتب الله أجرك، ونفع بك.
7/1/2016
رد المستشار
السلام عليكم؛
مرحبا بك يا "سمير" .... موسوس نشط يعني موسوس في حالة وسوسة.....
والجملة قبلها تشرح كيف فقد قلت لك (فاعلم أنك إن هدفت إلى إيقاف أو منع حدوثها أو إلى إثبات خطئها كل مرة تأتيك... فأنت موسوس نشط.) يعني إذا ظننت أن التحسن أو الشفاء من الوسوسة يعني ألا يعاودك الوسواس فأنت إذن ستبذل الجهد لتحاشي ورود الوسواس على خاطرك وهذا يوقعك في فخ العملية العقلية الساخرة إذ يزيد ورود المحظور على الفكر بمجرد النجاح في حظره..... يعني إذا لم يقترن الإهمال بتفهم وتقبل أن الفكرة الوسواسية ستأتي وتلح فإن العقل سيقع في فخ الوسوسة...
وأما ما نقلته لي عن ابن حجر الهيتمي فهو نص رائع يلخص فيه الفقيه نظرية التعرض ومنع الاستجابة إذ يقول (الإعراض عنها جملة كافية، وإن كان في النفس من التردد ما كان؛ فإنه متى لم يلتفت لذلك لم يثبت بل يذهب بعد زمن قليل كما جرب ذلك الموفقون).
ويتبع ......: قراءة الاستشارات: تعرض علاجي وتحاشيها مرضي م2