العادة السرية عند الموسوسين
الذهان + الوسواس القهري + الاكتئاب
مرحبا أخي العزيز وأشكركم بداية على استماعكم لي.
ولدت سنة 1993 وإلى سنة 2008 عشت صحيا ونفسيا سعيد ومنطلق في الحياة بشكل دائم. ولكن كان لدي أمنية كنت أحب أن أحققها بشكل قوي كنت أحبها وكانت الأمنية (زيادة الوزن) كنت ضعيف بعض الشيء وكان عقلي صغير كنت أبحث عن أي وسيلة يزيد وزني من خلالها لأني كنت أحس بضعف في شخصيتي ويجب أن يزيد وزني لكي تكون شخصيتي أقوى بين الناس. فلم أجد وسيلة سوى أن يوم من الأيام أحد الأصدقاء قال لي وكان عمري 15 سنة، قال كم مرة تمارس العادة السرية في اليوم؟
قلت له مع من؟!! وبصراحة كنت أمارسها منذ 7 سنوات كل يوم دون أن أعرف أن الناس تمارسها أيضا، ولكن لأول مرة شخص يسألني عن هذا الشيء وقلت له نعم كل يوم. قال هذا كثير يؤثر عليك ويظهر حب الشباب على وجهك ويضعفك. قلت له وأنت كم مرة؟ قال لي أنا في الأسبوع مرة واحدة.... فحينها قلت لنفسي هذه فرصتي. لقد عرفت لماذا لا يزداد وزني مثل الناس. ربما لأنني أمارس العادة السرية كثيرا. فأخذت هذا الحبل وتمسكت به سنة 2008 من أجل أن أحصل على أمنيتي ويزيد وزني ويتغير طبعي.
فبدأت آكل كثيرا وأمنع نفسي عن العادة السرية وأمارس الرياضة الحديدية. ومع مرور الوقت ازداد وزني بعض الشيء بسبب الرياضة تلك ولكن في عقلي الباطن كنت أعتبر كل التغيرات التي حصلت لي في سنة 2008 كانت بسبب امتناعي عن العادة السرية. لم أكن أعلم ما سوف تخفيه الأيام لي فيما بعد. فكلما كنت أمارس العادة السرية كنت أصاب بحالة انتكاسة في شخصيتي وحياتي وأدخل في الاكتئاب لمدة يوم ثم أعود.
بعد ما وصلت لسنة 2009 ازداد الوسواس في ممارستي للجنس وكنت أغتسل كثيرا لكي لا تضيع أمنياتي وأبتعد عن الجنس مرة أخرى وأندم وأقهر حينما كنت أمارسها. فهكذا أصبحت هذه الطقوس قاعدة مرتبطة بحياتي بل جزء من شخصيتي وتوتري. حتى أصبت سنة 2009 بالانفصام الشخصي ثم سنة 2010 حاولت أن أكسر طقوس العادة السرية وأرجع لطبيعة حياتي قبل 2008 حينما كنت لا أعتبر الجنس حاجزا لشخصيتي وأتخلص من هذا الوهم في حياتي، ولكن مع الأسف أصبت بعد هذه المحاولة بالوسواس القهري سنة 2012 ومن ثم أصبت بعده باكتئاب شديد.
كنت بعد ممارسة العادة السرية الانتكاسة كانت تطول لمدة أسابيع حتى وصل إلى شهور إلى أن أوقف كل حياتي الشخصية. إلى اليوم هذا وأنا في 2016. ولا حول ولا قوة إلا بالله. جميع محاولاتي الاسترخائية والعنف وطلبات الفكرة وتجاهل الفكرة كلها لم ترجعني إلى طبيعتي مع الحياة. زرت أطباء وأخذت حبوب كثيرة لاسترجاع السيروتونين مثل البروزاك ولم هذا الدواء لم يغير أي شيء فيني حتى لم يساعدني.
رغم أنني أعلم بسخافة تلك الطقوس وكذبها الذي صنعتها سنة 2008 وندمت عليها سنة 2014 بعد أن عرفت أنني في طريق خاطئ للحياة وتلك كانت طقوس وهمية داخل حياتي ولازم أمحيها.
بارك الله فيكم أفيدوني،
وشكرا جزيلا
7/1/2016
رد المستشار
صديقي؛
لست أدري كيف ومن قام بتشخيص حالتك ولكن من الصعب جدا أن يجتمع كل ما قلت في سنوات متعاقبة: وسواس واكتئاب وأوهام تعي بزيفها وانفصام شخصي (ليس هناك مرض بهذا الاسم) ثم وسواس.
الأرجح أنك تشغل نفسك كثيرا بما هو ليس من المهم على الإطلاق، ما العلاقة بين زيادة الوزن وقوة الشخصية؟؟ من الممكن لرجل نحيف أو مراهق نحيف أن يروض فيلا ضخما على سبيل المثال، القوة العضلية وحجم الجسم لا علاقة لهما بقوة الشخصية أو بالذكاء أو القدرة على قيادة الأمم والجيوش والشركات وإدارة الأعمال وكسب الأصدقاء والتأثير في الناس.
قوة الشخصية تعني أنك تقدر على التعامل مع التحديات التي نواجهها في الحياة عامة بدون أن تؤثر فينا سلبا بشكل كبير أو لوقت طويل، قوة الشخصية تعني تخطي المصاعب والتعلم من الخبرات والتفكير المنطقي وتحصيل المعلومات وتنمية الحكمة والمهارات التواصلية والإقناعية.
لماذا أقلعت عن ممارسة الرياضة؟ وما الذي يمنعك من العودة إليها (بالرغم من العادة السرية وطقوسها التي لم تحددها في رسالتك) بما أنها زادت من وزنك ومن رضاك عن شكل جسمك في الماضي؟
مهما كان بدنك ضعيفا فالعادة السرية أو الاستنماء لا يسبب ضعفا أو حبوبا أو اكتئابا، إن ما يسبب هذه الأشياء هو الضغط النفسي الناتج عن أن حياتك فارغة من المعنى وربما يكون هناك غضب نحو الأهل لا يسهل الاعتراف به أو التعامل معه إلا بالهروب في الوسواس والعادة السرية والانشغال بهما.
أنصحك بمراجعة معالج نفسي لاستكشاف ما يمكن أن يكون وراء الوسواس من مخاوف أو أزمات.
من ناحية أخرى، أنصحك بأن تنتبه لما هو أكبر وأعمق من معان في الحياة، ماذا تريد لنفسك؟ كيف تريد أن تعيش؟ كيف تريد أن تكون؟ ماذا تريد أن تترك خلفك في هذه الدنيا قبل أن تذهب للآخرة (لا أعني هنا مجرد الالتزام الديني أو العبادات وإنما أعني الأعمال الصالحة في نفسك وفي الآخرين)؟
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب