السلام عليكم دكتور؛
كنت عاوزة آخد رأي معاليك في حالة ابنتي. ابنتي في الثانوية العامة، هي بنت متفوقة محبوبة من صديقاتها ومعلميها وتعمل متطوعة في صناع الحياة وحافظة لكتاب الله ولله الحمد، ولكن بعد أن بدأت دروس في أغسطس بشهر تقريبا بدأ يجيلها دوخة وقيء ومغص وغثيان وخاصة وهي في الدرس وكان بيجيلها شبه إغماء وصاحباتها يجبوها البيت وبدأنا نطرق أبواب أطباء الباطنة، والقلب، وأشعات وتحاليل، وبفضل الله كل التحاليل كانت سليمة واجتمع الأطباء على أنه لا يوجد أي مرض عضوي ولكن كان القيء مستمر أخدت بعض أدوية القيء وكانت تتحسن وترجع تاني.
ابن خالتها مدرس في كلية الطب اقترح أننا نوديها لطبيب نفسي ولكنها رفضت رفضا باتا المهم بعد عناء ومحايلة وافقت فذهبنا بها إلى دكتور..... وكتب لها زولام نص قرص عند اللزوم ودوجماتيل ونص قرص مودابيكس٥٠ لمدة ثلاثة أيام ثم قرص لمدة ثلاثة أسابيع، كانت بتنام كتير فكلمت الدكتور وقال لي أوقفي الزولام واستمري على الدوجماتيل والمودابيكس، وفي الزيارة الثانية وصف لها دوجماتيل أقراص ٢٠٠ نصف قرص مساء بالإضافة إلى قرص ونص مودابيكس.
كانت الدوره بتيجي أكتر من مرة في الشهر وبدأ ينزل لبن في صدرها فكلمت الدكتور فقال لي أوقفي الدوجماتيل واستمري على المودابيكس، وهذا الكلام من أسبوعين فاتو وحاليا هي بتأخد قرصين مودابيكس من ١/١/٢٠١٦، ولكنها بقالها كام يوم متضايقة وبتعيط ومابتذاكرش، وحالتها النفسية سيئة، طبعا خلال الشهور اللي فاتت ماكنتش منضبطة في الدروس، وفقدت ثقتها في نفسها وبتقول أناعاوزة أأجل برغم أنها دايما بتطلع من التلاتة الأوائل.
ياريت حضرتك تفيدني برأيك وخبرتك وجزاك الله خيرا
برجاء الاهتمام بالرسالة ولسيادتكم جزيل الشكر
3/١/٢٠١٦
رد المستشار
شكراً على رسالتك.
في بداية الأمر لابد من الإشارة بأن رأي الاستشاري الذي كشف عليها لا يعلى عليه. والملاحظ هو ما يلي:
1- وصفه ثلاثة عقاقير أولها منوم وتم توقيفه والثاني مضاد للذهان وتم رفع جرعته ثم توقيفه بسبب تأثيره على هورمون الرضاعة ومضاد للاكتئاب وبجرعة طفيفة تم رفعها مؤخراً.
2- ما هو التشخيص الأولي الذي أعلمك به الطبيب؟ لابد من طلب هذه المعلومة منه للتشاور حول العوامل الاجتماعية والتعليمية والشخصية التي لعبت دورها وقد تتدخل في العلاج. كان تركيز الطبيب على وصف مضاد للذهان في البداية ورغم أن هذا العقار يستعمل أحياناً كموازن للمزاج ولكن من الصعب القول بأن ذلك في غاية الضرورة في شابة تعني من أعراض وجدانية اكتئابية.
أما وصف الأعراض المشار إليها في الرسالة فهو يطرح النقاط التالية:
1- هناك أعراض قلق واكتئاب واضحة ظهرت كأعراض جسمانية أولاً وهذا ليس بغير المألوف في جميع اضطرابات القلق التي تبدأ في هذا العمر أو غالبا في بداية العقد الثالث.
2- في هذا العمر يظهر الاكتئاب لأول مرة وأعراضه لا تختلف عن الأعراض المشار إليها.
3- ما يثير القلق في رسالتك هو القيء المستمر والصراحة من الصعب تبرير ذلك بالقلق فقط أو حتى الاكتئاب ولا أظن أن هناك طبيبا لا يشك بوجود اضطراب الأكل Eating Disorders. في هذا العمر تبدأ أعراض هذا المرض ونادرا ما تكون الفتاة صريحة مع أهلها أو طبيبها حول أعراضها النفسية الحقيقية ولفترة طويلة.
ما هي التوصيات:
1- تحدثي أنت ووالدها بهدوء وصراحة حول مشاكلها النفسية ولا تتردي في السؤال عن القهم العصبي والأفكار الانتحارية وبالطبع الأعراض الذهانية مثل سماع أصوات أو تآمر الآخرين عليها وتسلط أفكار غريبة عليها. عليك الاستفسار عن ظروفها في المدرسة وما حدث وإن كانت هناك مشاكل عاطفية وغير ذلك.
2- ثم عليك بسؤال الطبيب عن التشخيص وشرح صياغته للحالة.
3- هي في حاجة إلى علاج كلامي وعلاج بالعقاقير اعتمادا على التشخيص الدقيق.
4- تذكري أن الاكتئاب الجسيم في هذا العمر يتحسن بسرعة ولا يطول أكثر من ثلاثة أشهر في معظم الحالات. أما القهم العصبي واضطرابات ذهانية فأمرها شديد.
5- إذا كانت حالة اكتئاب وقلق فقط فربما من الأفضل استعمال عقار مضاد للاكتئاب من الصنف القديم بدلا من الحديث بجرعة بسيطة في البداية. يمكن مثلا أن تستعمل أميتربتالين Amitriptyline وبجرعة 10 مغم ليلا لبضعة أيام ثم رفعها إلى 25 مغم وهكذا تحت إشرافك وإشراف الطبيب ولا تتركي العقار في حوزتها.
وفقك الله.
واقرأ أيضًا:
عندها ثانوية عامة... عندها حق تضرب!؟؟
متلازمة الإنهاك أو الاحتراق : الثانوية وسنينها !
كابوس اسمه ثانوية عامة
الثانوية العامة: عنق الزجاجة