المذاكرة
هااي أنا في 3 ثانوي وأنا من وأنا صغيرة شاطرة جداااااااااااااااااا أو يعني مش بليدة بجيب علطول فوق 95 في المائة وفي سنة 2 ثانوي جبت 94المهم إني لما طلعت 3 مش بقيت أذاكر خالص أو تقريبا نهائي مش عارفة من إيه، وأنا بطبعتي مش بحكي لحد على أي حاجة حتى لو ماما وبابا يعني مثلا لو فيه حاجة بتضيقني أو كده مش بحكي لحد.
المهم ماما وبابا حسوا إني مش بذاكر وودوني عند دكتور نفسي قعد معايا شوية بس مش قدرت أحكي له حاجة، المهم روحت من عند الدكتور ولا كأني رحت له أصلا يعنى مش فادني في حاجة قعد يقول لي المفروض تحطي مستقبلك قدامك وتذاكري. بس أنا تقريبا بقى عندي تبلد يعني مش بقيت خايفة حتى أسقط وأعيد السنة مش عارفة ليه أنا بقيت كده، وأنا حاولت كتير أوي إني أذاكر بس مش بقدر لما أفتكر إني هذاكر أروح أنام مثلا أو أسمع أغاني أو أي حاجة المهم مش أذاكر وخلاص والموضوع ده من أول ما ابتدت السنة ومش عارفة أعمل إيه علشان أذاكر وحتى قولت لما آخر السنة هتيجي هذاكر وكده لكن فاضل 6 أيام على امتحاني وأنا زي ما أنا مش قاردة أذاكر ويممكن مش عوزة أزاكر.
مع العلم إني طول عمري كنت بتمنى أدخل طب أو أطلع الأولى على الجمهورية أو حتى المنطقة يعني طول عمري طموحة وعندي هدف بس مش عارفة إيه اللي حصلي في 3
2/6/2004
ومن نفس البريد الإليكتروني وبنفس الاسم وفي نفس اليوم وصلتنا الرسالة التالية:
حب النت
هاي أنا عندي مشكلة وعاوزة حل ليها، أنا عرفت واحد من النت وهو يحبني وأنا بحبه أو ممكن إعجاب هو عنده 20 سنة كلية هندسة وإحنا بقلنا بنتكلم على النت تقريبا 8 شهور، المشكلة إنه عاوزني أكلمه في التليفون وأنا عمري ما كلمت ولاد في التليفون لأن ماما وبابا بيقولوا لي كده غلط بس هو مصمم إني أكلمه علشان بيقولي مستحيل هحب واحدة أو أرتبط بيها وأنا مش شفتها ولا كلمتها، بس أنا مش كنت موافقة خالص أكلمه وبعد كده بعتله إيميل قولتله خلينا أصدقاء أحسن على النت بس لأني مستحيل إني أقدر أكلمك في الموبايل، بس هو قالي أنا متمسك بكيي ومستحيل أسيبك كده علشان شكليات يقصد يعني الموبايل وإني أقابله.
وأنا دلوقتي محتارة إني أكلمه في الموبايل ولا أطنشه وخلاص. هي يمكن المشكلة تكون عبيطة شوية، بس أنا خايفة أسيبه يبقى كسرت قلبه وظلمته.
2/6/2004
رد المستشار
الابنة العزيزة؛
أهلا وسهلا بك، غير ممكنةٍ هذه البراءةُ التي تكتبين بها إلينا، هل من بناتنا من تدخل الإنترنت من ثمانية أشهر على الأقل، وتبقى بهذه البراءة؟؟؟؟
الحمد لله، ولكن كيف تبقى بهذه البراءة من ناحية المفاهيم والمشاعر هذا هو السؤال؟
بنتنا كانت تدخل الإنترنت –على أغلب الظن- فقط لتجري محادثاتٍ على الإنترنت، ولتفتح بريدها الإليكتروني، ربما ما بين حصص الدروس الخصوصية من أيٍّ من مقاهي الإنترنت وربما تدخل من بيتها، لكنها ببراءةٍ شديدةٍ كتبت لنا مشكلتين متتاليتين من طريق غير الطريق الصحيح لإرسال المشكلات، أي من خلال بريد المشاركات، ولأن السطور الإليكترونية لكلا المشكلتين تفيض صدقا وبراءةً، ولأن فصلهما عن بعضهما يبدو غريبا جدا، فتفسير لا مبالاتها وعجزها الصامت عن ملاحقة طموحها، واضح لكل من يقرأ المشكلتين، فقد رأينا دمجهما معا في رد واحد نسأل الله أن يوفقنا فيه، وأن يصلح لها حالها برحمته وغوثه سبحانه.
أنت يا ابنتي تقفين على شفا حفرةٍ من الوقوع في سلوكيات في أغلب الأحوال ستندمين عليها، وأول ما ستندمين عليه هو مستواك الدراسيُّ وأداؤك في تكوين ذاتك وشخصيتك، وفي وقت يفترضُ أنك تضعين فيه لبناتٍ تعدُّ الأهم في حياتك في مجتمعاتنا وهي المرحلة التوجيهية في الثانوية العامة أليسَ كذلك؟ هل تستطيعين الفصل بين المشكلتين أنت لكي فصل أنا بينهما؟
لقد شغلت بعلاقتك بهذا الولد الإليكترونيِّ بكل صراعاتها وتساؤلاتها ومقضتياتها وأدخلك معه في محاولاتٍ متكررةٍ للحصول من تعلقه بك على المزيد لعل عطاءه يروق لك فتعطين المزيد، ونحمد الله أنك كنت صلبة قوية رافضة للتمادي، ولكن ذلك لم يكن سهلا عليك ولم يكن بلا ثمن من جهدك ومن طاقتك النفسية والذهنية فساء مزاجك وأصبت بحالة من اللامبالاة في غير وقتها.
أن لا تكون هناك مساحة للحوار بينك وبين من في المنزل فهذا يجعلك أضعف نفسيا، وإذا كانت طبيعتك هي أن لا تتكلمي مع أحد في مشكلاتك فإن عليك العمل جديا على تغيير ذلك لأن الإنسان القوي هو الإنسان الذي يستطيع التعبير بحرية عن مشاعره وأرائه، ولم تشتكِ أنت لنا من والديك ولكنك أرجعت صمتك وانغلاقك على نفسك ومشاعرك إلى أنها طبيعتك، وأنا أنصحك بالتفكير في تغيير أو على الأقل تقليل سمة الكتمان تلك، وأنصحك هنا بأن تقرئي ما تجدينه على الروابط التالية من على صفحتنا استشارات مجانين:
كيف تكون نفسك؟
عدم الثقة بالنفس: تأقلمٌ أم قلق واكتئاب؟
كيف تنمي ثقتك بنفسك؟
كيف تنمي ثقتك بنفسك، متابعة
فتور في المشاعر أم نقص في توكيد الذات؟
كيف تكون نفسك؟
مجتمعاتٌ ضد توكيد الذات.
وأما فيما يتعلق بخوفك أن تكسري قلبا أحبك فأنا أنبهك إلى أن هذا القلب ليس أكثر من قلب إليكتروني، والمشاعر ليست أكثر من مشاعر إليكترونية وثمن التأكد من صلاحية تلك المشاعر الإليكترونية للنزول إلى أرض الواقع أفدح يا ابنتي من أن تخاطري به، والعلاقات عبر الإنترنت هي أحد الملفات التي اهتممنا كثيرا بها على صفحتنا استشارات مجانين فانقري العناوين التالية:
هل يوجد حب عن طريق النت
هل يوجد حب عن طريق النت؟ متابعة
هل يوجد حب عن طريق النت؟ مشاركة
هل يوجد حب عن طريق النت؟ متابعة مشاركة
هل يوجد حب عن طريق النت؟ مشاركة ثانية
هل يوجد حب عن طريق النت؟ متابعة مشاركة ثانية
هل يوجد حب عن طريق النت؟ مشاركة ثالثة
لا حب عن طريق النت: فقه الإنترنت
في غياب العقل: من النت إلى التليفون
من النت إلى الجوال: عجائب الخليج العصري
حب سابق التجهيز: من النت إلى الجوال! مشاركة
الكيس الأحمر، والكذب على النت
فضفضة في الشتاء! وحب ضيعه اللقاء
عذراء المشاعر، وتود الرحيل عنه، وعن ذاكرته
عذراء المشاعر وتود الرحيل: متابعة
عذراء المشاعر وتودُّ الرحيل: مشاركة
العلاقة عبر الهاتف ليست صداقة
العلاقة عبر الهاتف ليست صداقة (شكرٌ) ومتابعة
العلاقة عبر الهاتف ليست صداقة: متابعة ثانية
أتمنى أن أكونَ بذلك قد وضحت لك ما يتوجب عليك فعله، وأنا أمتدح فيك وعيك وحرصك على عدم الوقوع في الخطأ، لكنني في نفس الوقت أرى أن ما تعانين منه من اللامبالاة وعدم القدرة على التركيز في المذاكرة قد يكونُ متعلقا بعسر المزاج، أو الاكتئاب، لذلك أنصحك بعرض نفسك على طبيب نفسي بشرط أن تكوني مستعدةً للحديث عن مشكلاتك والصعوبات الشعورية التي تعانينها، وأن تحسني اختيار الطبيب النفسي لأن: الطبيب النفسي الجيد = منصتٌ جيد، وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين فتابعينا بالتطورات.