التردد وحدود الذات وما زاد شيء عما فات م9
هذه الاستشاره ليست الأولى -ربما الحادية عشر- بالاضافه لعشرات الاستشارات التي أقرأها -وذهبت للأطباء كثيرا جدا- حقيقة أنا مقتنع بالعلاج النفسي ولكن للأسف لم يستطع أحد أن يدخل قراره نفسي وإن صادف هذا فربما يكون أنني أتعلق بأوهام.
--آسف على هذه المقدمة لكنها ضرورية لما بعد ذلك--بدأت المشكلة في عمر17 عام وأنا الآن أكتب عنها وعمري23 --المشكلة الأكبر التي كانت تواجهني ليست المعاناة والآلام ولكنها تصنيف هذه المعاناة--أنا لم أكن أعرف بالضبط ما الذي بي--أو أي معلومات حوله حتى--كل ما كنت أعرفه هو أن البرازولام كان يذهبه--ومعلوماتي عن المهدئات أنها علاج لجميع الحالات وقتها—
وحينما تناولت أحد الأدوية المضادة للذهان على أساس أنها مدعمة لعلاج مضاد للقلق--ترجمت بديهيا أنني مصاب بالقلق والقلق يعني التوتر وأنا حقيقة أكون متوترا بشكل يشبه الخجل من أي شخص لكنني لم أكن أشعر بالخجل إذا فهو مرض القلق--ثم إذا علمت أنه قلق فما فائدة الدواء--على أن أخبر نفسي بأنه قلق--وبذلك فأنا أحاصره وأعلمه قبل أن يأتيني--
ولكن المشكلة الحالية التي أكتب بشأنها هي معرفتي أنني مصاب بالقلق--التركيز والانتباه المفرط بشأنه فأنا لا أريد العودة إلى ما كنت عليه--في كل علاقاتي وحواراتي مع أصدقائي أو أي شخص مهما كان--لم يكن يهمني الحوار ولا متعة الحوار ولا فائدة الحوار سوى هل سأخرج من هذا الحوار وأنا لم أكن خجلان بشكل فعلا مثير للشخص الآخر بأن يشعر أنني لست طبيعيا وقد يجعله يتركني دون أن يكمل حواره--لأنه يشعر فعلا أنني لست طبيعيا ولا أستطيع النظر في وجهه--وبالمناسبة لم تكن المواجهة تزيدني إلا حزنا وزيادة المرض—
المهم أنني أريد أن أضع في عقل من سيرد بأنني ظللت فترة كبيرة مراقبا وفقط لكلامي—لا أعيشه ولكن أراقبه----وأخيرا--ذهب القلق دون أن أحتاج حتى لأن أراقب كلامي--وكيف ذهب--بالرقية الشرعية المقروءة على ماء--
أرجوك لاتخبرني بأنني أذهب عني قلقي لأن هذا شعور نفسي أو مجرد اعتقاد--فإن كان هذا صحيحا فأعتقد أنني كان يمكن أن أخف قبل ذلك بسنوات--وأعتقد أيضا أنني فيما بعد وبسبب أني لا أنام (فعلا لا أشعر بالنعاس أبدا) كان يمكن أن يعود الى القلق مرة أخرى ---ما أفهمه أنا هو أنني أعاني حاليا--ولاأعرف التفسير لذلك ولكني أعرف ما أعانيه وهو--فرط الانتباه والانغماس في التفسيرات والنشوة المفرطة أيضا بالحوارات التي أقودها بنجاح الآن--وإن أردت أن تقول أنني خائف من عودة القلق مرة أخرى فيمكن أن يكون قليلا-لأنني ببساطة أقول لنفسي أنه لو عاد إلي مرة أخرى فإنني ببساطة سأستعمل إحدى طرقي أو أنني سألجأ للدواء الناجح أو على أسوأ التوقعات سأعود للألبرازولام--
ربما أقول أن مايقلقني حقا هو--ماذا لو أنني اندمجت في حوار من تلك الحوارات --وخاصة أنني حين أحاور شخصا -فإن الحوار هذا لا يكون سطحيا وإنما يطول ويتعمق ويأخذ شكل كوميدي أكثر--ماذا لو أنني في وسط ضحكي وابتسام وجهي--فاجئني القلق هنا مرة واحدة--هذا حقا ما يمكن أن يقلقني ولكن ليس بالشكل الذي يجعلني لاأنام----
أنا أريد تفسيرا لا أريد تعليقا أرجوكم--تفسير لفرط الانتباه هذا-----وإن كان لا يمكن أن يعطى تفسير لمثل هذا من قراءة واحدة فلدي سؤال آخر---أنا لا أشعر بالنعاس أبدا إلا إذا أخذت دواء يسمى تربتيزول--وحين أأخذ تربتيزول هذا--أشعر بأنني لا أستطيع التركيز بشكله السابق--التركيز اللي ديما ملازمني وأنا بتحاور وأنا بذاكر--تقريبا بسبب الخوف من القلق ده مرة تانية أنه يرجع--أو بسبب التعود عليه أو مدته الطويلة--التركيز المفرط والمفرط جدا--
السؤال هو --ما أسباب عدم الشعور بالنعاس إطلاقا أو ثقل الرأس إطلاقا؟؟؟
سؤال آخر—ما الآلية التي يقوم بها تربتيزول ليجعلني أنام أو أشعر بالنعاس--وهل عدم التركيز هذا الذي لا أشعر به إلا حينما أستدعي التركيز (بمعني أنني إذا لم أكن منتبها ولست في موقف أحتاج فيه للتأكد من تركيزي—فلا أشعر بشيء أبدا) له علاقة بعلاج التركيز المفرط هذا؟؟
أنتظر الرد بفارغ الصبر
ولكم الشكر على تحملي
14/1/2016
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع.
احتراماً لرغبتك فسأجيب على أسئلتك فقط دون تعليق.
فرط الانتباه يقع على بعد درجة اليقظة للإنسان. بمعنى آخر حين يشعر الإنسان بأنه في حالة انتباه عالية فهو في حالة يقظة عالية. هناك عدة أسباب لارتفاع درجة اليقظة ويمكن تصنيفها إلى نفسية وعضوية وطبيعية.
الطبيعية منها تكون وقتية وناتجة عن استلام الإنسان لمحفزات بصرية وحسية وسمعية.
العضوية منها ناتجة عن أمراض عضوية ترفع من إفراز بعض الهرمونات في الجسم ولكن هذه اليقظة نادراً ما يصفها الإنسان بفرط الانتباه.
أما النفسية فأسبابها وجود حالة نفسية مرضية مثل الذهان والقلق والإدمان على العقاقير المهدئة، ولكن البعض منها يمكن إيعازه لبعد عصبي تطوري هو التوحد Autism.
أما أسباب عدم الشعور بالنعاس فهي مطابقة لأسباب ارتفاع درجة اليقظة.
أما التربتيزول فهو عقار مضاد للاكتئاب وله فعل مهدئ ويساعد على النوم.
أما نهاية رسالتك فهي تعكس أن ارتفاع درجة اليقظة مصدرها عملية نفسية مزمنة تتطلب العلاج بالعقاقير.
وفقك الله.
ويتبع>>>>>>>: التردد وحدود الذات وما زاد شيء عما فات م11