السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
جزاك الله خير على ما تحدثت عنه بسناب ونفعه.
أنا أعاني من الوسواس من 13 سنة نعم لقد أصابتني عين في عمر 20 سنة أصبحت أخاف من الموت بعدها وأخاف من السفر والأماكن المغلقة مثل السيارة وغيرها غصب عني شعور يأتي فجأة وأنا صابرة لا أشتكي لأحد بعدها أصبت بوسواس الطهارة من الحيض أشعر وكأن شيئا ضرب على رأسي لا أعرف الصواب من الخطأ لم أعد أميز الطهر من غيره تعبت.
بعدها جائني وسواس الاحتلام وأفكار مزعجة تهجم علي بدون أن أبحث عنها أو أسير معها تعبت جدا في مجاهدتها..... أنا لم أكرر الوضوء أو الصلاة وتأتيني شكوك ولكن لا أهتم لها، جاءني وسواس الاستنجاء ومشكلة تقاطر البول أكرمك الله وأهملته حتى ذهب.
الوسواس ألم يأتي يضغط على مقدمة الرأس ومن الخلف يجعلك لا تميز أحيانا ويضغط على آخر الرأس ويأتيك شعور بضيق بالصدر لا تعرف تميز. أنا مرضي الآن من 10 سنوات خصصت ملابس لي للصلاة أتعلم لماذا؟
لأني تعبت جدا لقد سكنت في بيت وتعرف لدينا أطفال فهناك من أهل البيت من يرى طهارة البيت ومنهم من يرى نجاسته لأن الأطفال قد لا يهتمون بطهارتهم أو ربما لا يعتنون بلبس النعال في الحمام وهذا الحمام فيه غسالة الملابس وربما ينزل ماء من الغسيل وقد لا يكون طاهرا فهذا الماء ربما يمشي عليه الأطفال ولا يغسلون أقدامهم ويخرجون يمشون على فرش البيت فأصبحت أرى بنجاسته.
أصبحت أرى أهل البيت الذين يرون بطهارته هم على خطأ وغير طاهرين فملابسهم غير طاهرة لماذا لأنهم يجلسون على هذا الفرش وملابسهم بها شيء من الرطوبة وعندما يغسلون ملابسهم ويخرجونها من النشاف فيحملونها بأيديهم وتلامس ملابسهم فبالتالي انتقلت النجاسة من الفرش إلى ملابسهم فنجست ملابسهم التي خرجوها من المنشف وربما تكون لمست هذا الفرش الذي ترى طهارته فنجست هذه الملابس والآن تنجس حبل الغسيل وإذا جاءت تكوي أرى انتقال النجاسة إلى المكواة رأيت هذه السلسلة.
والله أحيانا أرى أطفالا عند أقاربي يخرجون من الحمام وأقدامهم بها رذاذ من بولهم ولا يهتمون بالغسل الأطفال قد لا يسمعون كلام وتوجيهات الكبار.
والله لي حكايات مع الوسواس لا يوجد نجاسة صريحة إنما هي مخلوطة بماء أو تنتقل من جسم لجسم ومن فرش لفرش والعرق أيضا أتعبني لم أجلس على مكان نجس يقول تنجست ملابسك من العرق، أرهقني أصبحت لا أهتم بطهارة ثوب الصلاة تعبت من ضغطه يضغط على عقلي حتى يجعلني لا أسمع إلا صوته تعبت، وصلت لمرحلة يقنعني أني سببت ونقلت النجاسات لما حولي.
مرة كان مفتاح الغاز مبللا من يدي لما فتحته ولبست ثوبي الذي أرى طبعا عدم طهارته بتقول ليش مو طاهر لأنَي أصبحت لا أهتم وأغير ثوبي للصلاة، مثلا أتيت أغير الحفائظ لطفلتي أعزكم الله ولمست عورتها وفيها بلل من البول ولمست شعرها ماذا أصنع أجلس أغسل البنت وأروشها مع كل تغيرة صعب فأصبح أتضايق أن تنام في حضني والله معاناة.
يأتي لي بأفكار يقنعني بها، مثلا جئت بصينية مبللة ووضعتها على فرش البيت النجس هنا مصيبة أقول لو غسلت الأواني سوف تنتقل النجاسة من الفرش للصينية لملابسي أخواتي لا تأتيهم أفكار مثلي والله ابنها يكون هناك بلل خارج من الحفائظ على ملابسه ويجلس على كنب البيت لا تهتم تغير ملابس فقط لا ترى بتنجس الموكيت من جلوس ابنها.
أعلم أنكم تقرؤون رسالتي وتقولون هذا جنون نعم هو جنون أفكار تزعجني لا تأتي لغيري، إحدى المرات رأيت إحدى قريباتي تغير حفائظ ابنها وتمس عورته بالمنايل المبللة وبعد ذلك تلمس ملابسها وشعرها لو أنا قلت انتقلت النجاسة عن طريق المناديل إلى يدي.
في السابق كنت لا أحد ولا أدقق ولا تأتيني هذه الأفكار أصلا ولله الحمد كنت أغسل الحمام ولا أهتم وأغسل ملابسي ولا أهتم بما يتناثر علي من الماء الذي ينزل منها بالعكس أرى بطهارته كنت أستغرب لما أرى موسوسا، جميع الوساويس التي تأتيني استطعت أتغلب عليها إلا رؤيتي لعدم طهارة من يسكن معي بالبيت تعبت جدا لم أجد حلا دائما أرى نجاسة ملابس أخواتي أريد حلا لقد تعبت.
14/1/2016
رد المستشار
الأخت الفاضلة "أحلام" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على الثقة، تبدئين إفادتك بقولك (في عمر 20 سنة أصبحت أخاف من الموت بعدها وأخاف من السفر والأماكن المغلقة مثل السيارة وغيرها غصب عني شعور يأتي فجأة وأنا صابرة لا أشتكي لأحد).... إلا أنك لم توضحي ما إذا كانت هذه الأعراض مستمرة معك أم لا؟ ولعلك تبينين هذا في المتابعة.
أما جوهر ما تعانين منه وتصفينه في إفادتك فهو في الواقع وصف دقيق للوسوسة اتباعا لأحد قوانين التفكير الخرافي أو السحري وهو قانون الانتشار السحري اللامحدود للتلوث أو للنجاسة law of contagion ويظهر هذا الشكل من أشكال التفكير الخرافي في القناعة بأن الصلة بين شيئين أو فردين أو فرد وشيء تستمر حتى بعد انفصالهما ماديا وإلى الأبد ما دام قد حدث بينهما التصاق أو اتصال ولو لمرة واحدة، وبالتالي فإن أي كيانين حدث تلامس بينهما تبقى بينهما رابطة ما –أبدية ولا مادية- وقد تكون تلك الرابطة قوية وقد تكون ضعيفة حسب مدة وشدة التلامس إلا أنها تستمر وتبقى مؤثرة!
فنرى مريض الوسواس مثلا يصر على حدوث تلوّثِ أو تنجيس أو عدوى لشيء أو لفرد من شيء أو فرد وانتقال ذلك التلوث أو التنجيس إلى ما لا نهاية أو على الأقل إلى ما يفوق حدود المعقول فقد تصل سلسلة الأشياء أو الأفراد التي تصيبها القذارة أو النجاسة إلى أكثر من عشرين هدف متتالٍ وكلها بدأت من مصدر واحد فقط وانتقلت عبر سلسلة تفترض استمرار الانتقال بلا انتهاء أو حتى دون أن تكون هناك وصلة مقبولة أو معقولة بين أصلِ القذارة أو النجاسة أو العدوى والشيء أو الشخص الذي يراه المريض وقد أصابته القذارة أو النجاسة أو العدوى....
تقولين في إفادتك (أنا لم أكرر الوضوء أو الصلاة وتأتيني شكوك ولكن لا أهتم لها، جاءني وسواس الاستنجاء ومشكلة تقاطر البول أكرمك الله وأهملته حتى ذهب) وما دمت نجحت في ذلك فقد كان حريا بك أن تفلحي في إهمال وساوس الانتشار السحري للنجاسة لولا أنك على أغلب الظن تعتقدين أن حكمك بنجاسة الشيء يلزمك بتحاشيه، والحقيقة أن الحكم بنجاسة شيء له شروط أهمها أن يتيقن الإنسان من النجاسة بوجود علامة لا تقبل الشك، وليس الأمر برأيك أو رؤيتك أنت يا "أحلام" وأدعوك هنا إلى تأمل ما ورد عن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه حين قال: (لو كان الدين بالرأي لكان أسفل الخف أولى بالمسح من أعلاه، وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح على ظاهر خفيه) أخرجه : أبو داود بإسناد حسن.....
أستطيع أن ألخص لك الشرط المطلوب توفره ليحكم المسلم بنجاسة شيء إنه رؤيته لعلامة النجاسة واضحة وضوح اليقين.... ولا يسن التفتيش عن النجاسة في الثوب ونحوه بل هي تفرض نفسها بعلامتها رؤية أو ملمسا أو رائحة، وفي حالة الموسوس عليه الحركة في حياته بقاعدة أن الأصل في الأشياء هو الطهارة وتبقى طاهرة ما لم تتأكد نجاستها بعلامة لا يفتش عنها وإنما تفرض نفسها فرضا.
كذلك يفيدك قول عند الشافعية مفاده أن غسالة النجاسة طاهرة ما لم تتغير، وطبيعي أننا ندرك نسبة ما نضع من ماء مقابل ما نود إزالته من النجاسة أي أن الرذاذ المتطاير أثنا غسل ملابس الطفل مثلا لا يحكم بنجاسته لأننا لا نستطيع التأكد من تغيره... حتى لو تتبعنا الرذاذ... عودي إذن كما كنت (في السابق كنت لا أحد ولا أدقق ولا تأتيني هذه الأفكار أصلا ولله الحمد كنت أغسل الحمام ولا أهتم وأغسل ملابسي ولا أهتم بما يتناثر علي من الماء الذي ينزل منها بالعكس أرى بطهارته).... هو بالفعل طاهر خاصة للموسوسين.
وأزيدك يا "أحلام" أنك تستطيعين إهمال موضوع النجاسة التي تصيب جسدك أو ثيابك أو حتى مكان صلاتك تماما وذلك استنادا إلى قول مشهور في الفقه المالكي وهو أن الطهارة من النجاسة بالنسبة للموسوس سنة فقط!!!! يعني لا بأس أن يصلي مع النجاسة وهو متذكر قادر على التطهير!!! ولا يعيد الصلاة على أية حال وهي صحيحة! ويتعين على الموسوس الأخذ بهذه الرخصة للشفاء من مرضه وهذا ما تقول به كل المذاهب (أي وجوب أخذ الموسوس بالرخص)....
معنى ما سبق هو أنك تستطيعين إهمال شعورك بتنجس الشيء أو المكان وعليك أن تتوضئي وتصلي برغم ذلك، وصلاتك صحيحة لا ينبغي أن تعاد، وعليك أن تتصرفي مع طفلك وحاجياتك بنفس طريقة من ترين من أخواتك وقريباتك ولا تلقي بالا لفكرة أن كذا أو كذا قد تنجس، وعليك كذلك أن تصلي في أي من ثيابك لأن تخصيص ثوب معين للصلاة يعتبر تعمقا يعزز الوسوسة ويزيد سطوتها عليك.
وأخيرا أظنك تستطيعين تخمين ردي على وسواسك الوحيد الذي لم تغلبيه وهو (طهارة من يسكن معي بالبيت تعبت جدا لم أجد حلا دائما أرى نجاسة ملابس أخواتي) أرد قائلا (لا شك في طهارة من يسكن معي بالبيت، لا داعي للتعب لا توجد مشكلة ملابس أخواتي طاهرة)..... وفوق كل هذا قولي لنفسك (أنا أجاهد مرض الوسواس القهري ولي رخصة المريض وضرورة التزامها في كل المذاهب والله معي وحليفي سبحانه حتى أنتصر على مرضي)....... جربي يا "أحلام" وتابعينا.
واقرئي أيضًا:
وسواس انتقال النجاسة ..قاعدة الانتشار السحري! م
وسواس الطهارة وسوسة النجاسة والانتشار الخيالي
وسواس الاستنجاء وسواس النجاسة : التطنيش+عدم التفتيش م2
رشاش البول ومقدار ماء الوضوء
التعليق: شكرًا لكم دكتور وائل، على إجابتكم وطريقة إفهامكم البديعة، فبعض العبارات أجدها رائعة في إيصال فكرة فقهية ما، لا أجد من نفسي القدرة على بيانها وتبسيطها هكذا. أعجبتني كلمة تفرض نفسها فرضًا... سأستخدمها بإذن الله في شرحي للمسألة مستقبلًا...
لكن بالنسبة للاستشهاد بحكم غسالة النجاسة عند الشافعية هنا، هناك ما هو أيسر منه، فللشافعية في هذا تفصيلات ليس فيها حلّ لمشكلة الموسوسين، فلنبقَ على مذهب المالكية الذي يقولون بطهارة الماء قليلًا كان أو كثيرًا، ما لم تغيّره النجاسة...
فالماء الذي على أرض الحمام طاهر، ودعي الأطفال يسيرون عليه براحتهم.