أنا أبحث عن شخص يحل لي مشكلتي لأن عندي مشكلة أسرية...
أنا متزوجة من 18 سنة من قريب لي وأنجبت خلال هذه الفترة ولدين وبنت.. ولد في الثانوية العامة، ولد عنده 3سنين وبنت في الإعدادية، أما المشكلة فهي بين أخي وزوجي.. فقد حدثت مشكلة بينهم من 12 سنة لدرجة أنهما تشاجرا شجارا عنيفا جدا.. فبعد هذه المشاجرة ظللنا (متخاصمين) سنة ونصف وتصالحنا بعدها..
المهم.. بعد حوالي 6 سنوات (1996تقربيا) وقعت له حادثة بسيارته ومن خلال هذه الحادثة فقد بصره وكانت علاقتنا هذه الفترة كويسة جدا، فوجئت سنة 1998 أنه يقول أن زوجي هو السبب في الحادثة وحدث انقلاب مفاجئ في العائلة مع أنهما (وزوجي وأخي) أقارب، زوجي ابن عمته وكانوا أكثر من الأخوات، ولكن في النهاية الشيطان قاد أخي إلى أفكار ليست لها أي دلائل.. وفضلنا نكلم بعض ومقلتش لزوجي إن أخويا يقول كده لغاية سنة 2002 تشاجرت أنا وأخي وأكد عليّ نفس الموضوع ثانية من غير أي دليل وصارحت زوجي بالموضوع.. بعد شهر زوجي أخذ أخاه وبعض الأقارب وذهب إليه لكي يعرف السبب.. ما الذي يدفعه ليقول هذا الكلام؟ المهم مقالوش.
المهم دلوقتي هو يقول إن زوجي لابد أن "يحلف على مصحف" على فكره أنا وأخي متخاصمين بقالنا أكثر من سنتين، صالحني فيهم شهرا وكان زوجي مسافرا ورجع خاصمني ثانية قبل مجيء زوجي وزوجي يعلم أنه صالحني وزوجي غير معارض على الصلح وأنا بكلم أخواتي الاثنين وهما بنتين وأمي وأبي متوفي وبيننا كل مودة ورحمة ولكن هما غير قادرين على إقناعه لأنه مسيطر عليهم..
أنا بجد حيرانة وأتمني من اللـه تعالى أن يودد بين أسر المسلمين..
وشكري لكل أسرة الموقع ..
6/6/2004
رد المستشار
الأخت العزيزة؛ أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، من الواضح حسب إفادتك أن الطبيب النفسي، الذي سيكونُ رضا أخيك إن رضي بالعرض عليه نعمةً على الجميع، سيشخصُ حالة أخيك على أنها ذهانٌ أحادي الوهام أو أحاديُّ الفكرة الضلالية Monodelusional Psychosis.
فباختصارٍ شديدٍ عندما يعتقدُ شخصٌ ما اعتقادًا جازما (لا يتغير بالإقناع) بفكرةٍ لا تطابق الواقع المعاش، دونَ أن يكونَ لديه هو شخصيا دليلٌ منطقي عليها (وليست مشاعر الشخص أو أحلامه دليلاً منطقيا بالتأكيد)، ودون أن يشاركه فيها الأشخاص من نفس بيئته وثقافته، فإن هذه الفكرة تسمى فكرةً وهامية Delusional Idea أو وِهاماً (أو ضلالا) Delusion، وهناك اضطراب نفسي يسمى اضطراب الوهام Delusional Disorder، غالبا ما يظهر في نفس السن والظروف والملابسات فيما يتعلق بأخيك وحكاية الشجار العنيف القديم بينه وبين زوجك، مشكلةُ أخيك ومشكلة كل من يعانون بهذا النوع من الاضطراب النفسي هيَ أن المريض يكونُ كامل القوى العقلية والنفسية في كل مناحي حياته إلا فيما يتعلق بهذه الفكرة وما يترتبُ عليها، وبالتالي فإن فكرةَ اللجوء إلى طبيب نفسي لا تظهرُ إلا متأخراً وعند الآخرين لا عند المريض نفسه، اللهم إلا تحت ضغط شديد من الآخرين ذوي الدلالة في عائلته وفقط من أجل إرضائهم.
ومن أشهر صور الاضطراب الوهامي وهام الغيرة على الزوجة أو الزوج، والذي كثيرا ما يأخذُ أبعادًا دراميةً وإن كانت المرأة في مجتمعاتنا غالبا ما تتحمل وتتحملُ ولا يصل الطبيب النفسي إلا قليلٌ من أصحاب المعاناة، وأحيلك هنا إلى ما ظهر على صفحتنا ويناقش معنى الفكرة الوهامية:
وهام الخيانة الزوجية : وسواس أو وهام الغيرة !
وسواس أن المقصود أنا : وهام أم فكرةٌ مبالغٌ فيها ؟
وأما أن يتعرضَ زوجك لحلف اليمين على المصحف الشريف فأمرٌ قد يهدئ قليلاً من حدةِ المشاعر المصاحبة للفكرة الوهامية عند أخيك، لكنه لن يزيل الفكرة نفسها، وإن كنت لا أستطيع التكهن بما لا أعرف (يقينا) أكثر مما فعلت معك حتى الآن، والحقيقة أنني شعرتُ بصدقِ رغبتك في الخلاص وبألمك الشديد وكذلك شعرتُ باحترام لزوجك الحريص على علاقتك بأخيك، وشعرتُ أيضًا بالاحترام لعلاقتك الزوجية بارك الله لكما وفيكما وفي ذريتكما.
باختصار إذن فالمطلوب هو أن نطلب من أخيك عرض نفسه على طبيب نفسي مقابل أن يقوم زوجك الفاضل بطمأنته حالفاً بالله أنه لا علاقة له بأمر الحادثة وأسأل الله أن يوفق ذلك الزميل في إقناع أخيك بتناول العقار المناسب من مضادات الذهان.
وأهلا بك دائما على موقعنا مجانين نقطة كوم فتابعيني بالتطورات.