ذاكرتي ضائعة
أولا: أحب أقول لكم أنا مش عارف أنا عندي مشكلة ولا لا فلو حسيت إني أهبل قولي أروح مثلا لدكتور أو أروح لمصحة وقولي عنوانها من غير ما تمل قراءة عشان أنا ما أحرجش :D
ثانيا: أحب أشكركم على ترتيبكم للكلام اللي مفروض أسألكم عليه تمام
ثالثا: مش هقول بالترتيب عشان ما أتوهمش أني عندي مشكلة في حاجة دي
أنا عايز أعيش حياة طبيعية أنا في ثانوية عامة سنة 3 تمام أبويا وأمي مطلقين وفي داهية أنا عايز أجيب مجموع بس أنا أصلا مش بحب المذاكرة أوي تقدر تقول علي من موقعك أنا فاشل بس أنا عايز أجيب مجموع في الثانوية والموضوع صعب جدا مع وجود أبويا بشخصيته دي في حياتي وأمي نفس الكلام.
ماما متزوجة وأبويا مقدم على ذلك بابا تقريبا بأمانة كل كلامه أنا عايز مصلحتك أنت مش شايف ولاد عمتك ويقعد يشتم في ولاد خلاتي وخالي هو كداب هو عايز بس يتفشخر عشان هو أصلا طول حياته متبهدل بسبب تيتا ربته غلط أنا ما أعرفش تيتا ليه بقت كدة بس جوزها اللي هو جدو مات وبابا في ستة ابتدائي ومتجوزتش بعده تمام بابا بيقعد كان بيقعد يشتم في كتير لما بعصبه لكنه بيأخد حقه بيقولي أنت فاشل ومش عارف إيه بس دلوقتي بطلته الطريقة دي هو جبان وأنا زيه بس بص اختصارا لكل اللي هقوله عشان أنا اتخنقت بقالي كتير بحاول أكتب أنا عايز أشوف ربنا أنا مش مؤمن بربنا اللي في الإسلام بس مؤمن إن في ربنا أو يمكن يكون ربنا تبع الإسلام أنا بص لو تعرف فيلم عروسة البحر أنا زي البنت البطلة بس أنا المشكلة إني مش واثق أفكاري أصلا غلط ولا صح
بص أنا كنت شفت ناس في معرض الكتاب السنة اللي فاتت بيتكلموا عن مستشفى متخصصة للمشاكل النفسية أنا وقفت وخدت ورقة عنهم بس ضاعت
قولي على مكان مستشفى أو حاجة كفاية.
21/1/2016
رد المستشار
أهلا بك يا ولدي وسهلا، في البداية أطمئنك بصدق أنك لا تحتاج لدخول مستشفى، أو مصحة نفسية للعلاج، رغم عدم ارتياحك ومعاناتك في حياتك مع والدك وجدك، وسأحدثك كرجل بلغ السابعة عشر من عمره صار مهما أن يعي معاناته ويقدم لنفسه المساعدة؛ فحقيقة ما ينغص عليك حياتك هو أنك لم تأخذ حقك الطبيعي من والدتك، ووالدك؛ فلقد كنت محتاجا لحياة مستقرة، فيها الأم والأب يعطيانك الإحساس بالأمان، وبأنك ابن مرحب به بينهما، كنت تحتاج لشعورك بأنك تستحق الاهتمام، والحب دون أن تكون أنت "كبش الفداء" لهذه العلاقة التي فشلت بينهما، وحين يكبر الابن وقد فقد معنى الأمان، واستحقاق الحب، والرعاية يقع في الكثير من مشاعر التيه، والغضب، والرغبة في إيذاء نفسه دون أن يشعر أنه يؤذي نفسه، أو يؤذي من حوله؛ لأنه يصدق من داخله أن وجوده في الحياة هو الذنب نفسه!، وأن وجوده في الحياة ليس له قيمة؛
فلتقف وقفة جادة حقيقية من كل هذا لتختار ماذا ستكون عليه من بعد الآن، فلقد رأيت الكثير، والكثير من في مثل ظروفك، بل وأسوأ، ولكن كان اختيار كل واحد منهم هو ما غير مصيره؛ فرأيت من فهم حقيقة ما يعانيه وظل في حالة انتقام من نفسه، وممن حوله فتعطل في حياته، ودراسته، وعلاقاته، ورفض أن يبذل الجهد في أن يمد لنفسه يد العون، ووجدت من رأى معاناته واختار أن يظل كما هو بلا تغيير، بلا فعل، وارتاح في أن يظل في مربع الضياع والمعاناة؛ لأنه ببساطة تعود عليه ويخاف من التغيير والنجاح والوجود!،
ووجدت من عرف حقيقة معاناته وكان شجاعا، وقرر أن يصدق الله تعالى أكثر مما يصدق أم، وأب غير مسؤولين، لم يتمكنوا من تجاوز مشكلاتهم؛ فكان الأبناء هم من يدفعون سبب عدم نضجهم، فصدق الله وعلم أنه خلقه لا ليعذبه، ولكن خلقه؛ لأن من المهم وجوده في هذه الحياة، وأن وجوده فارق مع الله تعالى من الأساس، وأن الله سبحانه لن يساعد أي إنسان يستطيع أن يقدم لنفسه المساعدة مهما دعاه وتبتل، ومهما اقترب منه مادام مقصرا في حق نفسه!، ولا يستخدم قدراته التي وهبها له؛ فالله سبحانه لن يساعد أباك على تغييره مادام أبوك نفسه لم يساعد نفسه في التغير، ولا والدتك، وهكذا أنت،
حتى إحساسك بأن الله غير موجود، أو قد يكون في دين آخر؛ هو في الحقيقة إحساس يتعلق بعلاقتك بأبيك وليس بالله تعالى!!، فالأب يا ولدي يمثل الكبير، ويمثل السلطة، ويمثل اليد المعينة؛ فحين لا يقوم الأب بتلك الأدوار نتوه في مشاعرنا، ولا يساعدنا إدراكنا أننا قفزنا خطأ لعلاقتنا بالله تعالى، والحقيقة أن مشكلتك هي علاقتك بأبيك وتتصور أنها مع الله سبحانه!، كما أتمنى أن تفهم ما قلته لك:، أتمنى أن تظل واعيا تماما بأنك تستطيع أن تختار؛ فنحن البشر نختار حتى مع أقدارنا!؛ فتجد شخص معوق حبس نفسه في إعاقته، وآخر معوق حسد كل سليم، وثالث حصل على ميدالية ذهبية نخجل نحن السالمون منه!؛ فلتختر أن تكون شجاعا قادرا على تخطي معاناتك، واستعن بالله، وقد يساعدك على ذلك عدة نقاط:
- نحن لا نختار أبوينا، ولكن نختار كيف سنتعامل معهما دون أن نؤذيهم، أو يؤذوننا؛ فلقد كانوا من جيل الجهل النفسي والتربوي؛ الذي لم يعلمه أحد كيف يختار شريك الحياة، ولا ما هو الزواج، ولا شيء أبدا، فلتتذكر أن من واجبك أن تحمي ذاتك نفسيا وتعذرهم لأنهم جاهلون.
- الانتقام من النفس بالتعطيل، والفشل، والانطوائية، أو الغضب، لم يفد أي أحد، بل أذى وأكثر من سيؤذيك هو أنت من نفسك أنت.
- الله سبحانه الذي تؤمن أنه موجود، ولكن يلتبس عليك في أي دين؛ المشكلة الحقيقية هنا كما ذكرت سابقا، وكذلك في أن العلاقة التي تكونت بيننا وبين الله؛ علاقة للأسف ترتبط بكيف شعرنا حين عرفنا من حولنا عن الله!؛ فمنهم من وصل لنا أن الله وكأنه هو المنتقم فقط، ومنهم من وصل لنا وكأنه الرحيم دوما، ومنهم من وصل لنا وكأن الله موجود ولا يفعل شيئا، ومنهم من وصل لنا وكأنه موجود ويفعل لنا كل شيء!، وكل هذا غير صحيح، وكل هذا يؤثر على مذاق العلاقة التي بيننا وبينه سبحانه، وشعورنا تجاهه، واقترابنا الحقيقي منه سبحانه، والحقيقه أنه رب كريم، يقبلنا نعم، ويساعدنا، ولكنه لن يفعل لنا شيئا نستطيع فعله لأنفسنا وإلا لماذا خلقنا من الأساس!؟، وأنه يمد يد العون بالفعل لمن يجتهد ويبذل الجهد في أي شيء؛ ليس الدراسة فقط، ولكن سيعينك حين يراك تجتهد في تطبيب نفسك من معاناتها، وحين تجتهد في تحسين علاقتك بنفسك، والحياة، وحين تتحرر من قيود علاقتك بالله تعالى الغير حقيقية وتقترب منه سبحانه كما هو دون وجهة نظر أي شخص ستجد قلبك مرتاحا، وتختلف حياتك وتصرفاتك كثيرا.
- يمكنك أن تستعين بمتخصص نفسي ليساعدك في تلك الرحلة فسيكون أفضل وأسرع في النتائج، وإن تعذر ذلك فلتراجع ما قلته لك ويوما بعد يوم ستفهم جديدا وستتطور، فلا تتعجل كما لن أتعجل أنا على فهمك لكل ما قلته.
وأخيرا.. نحن هنا من أجلك وكلما أردت التواصل فلن نتأخر عنك.. دمت طيبا راضيا
ويتبع >>>>>>: تحرر من سجن أبيك م