علاقات قديمة
السلام عليكم ورحمة الله..
أشكر جميع القائمين لهذا الموقع..
أنا فتاة متعثرة بهذه الحياة شخصية اتكالية جدا لا أقوم بأي شيء يذكر
منذ الصغر اعتدت على وجود من يدعمني ويثني علي ويفعل ما أريد بالطريقة التي أريدها.. حساسة جدا ومتهورة لكني طيبة القلب ولا أنسى معروف أي شخص..
أحب شخصيتي باستثناء أني خجولة وأبالغ بخجلي لدرجة خجلي من أقرب الأقربين لي ولا أعلم ما السبب، أكره أيضا التعامل مع البائعين أو أيا كان.. أحب أن أرى من حولي سعداء ولوكان بيدي لأهديتهم سعادتي. فأنا أهتم بالآخرين كثيرا
حاولت أن أذكر بعض صفاتي.. ألاحظ مع مرور الأيام بسوء حالي يوما بعد يوم، حالتي الاجتماعية والدينية والدراسية
فأصبحت كسولة جدا ولا أهتم لنظافتي الشخصية ولا أهتم لحياتي الاجتماعية إذا لم أجد طعاما أتكاسل لأحضر أبسط الطعام فأضطر لأكل الخبز والماء.
أتكاسل لأشاهد فيلما أو أيا كان.
مررت بظروف قاهرة جعلتني أستسلم وأسلم نفسي للقدر...
جراء هذه الأمور لم يشجعني أحد لأقف على قدميَّ بل جعلو من حالتي تسوء أكثر فأكثر
فكانوا ينتقدوا شكلي ومظهري وشخصيتي وينتقدوا اهتمامي وتخصصي بأنه للفاشلين وأن مستقبلي سيضيع باختياري لكني لم أبالي واخترته برغم معرفتي بأن ما ذكروه لي سيصبح حقيقة بسبب قلة الوظايف بهذا التخصص وقلة مثابرتي بدراستي فأنا مهملة جدا ولا أهتم بكافة أمور حياتي..
في مثل هذه الظروف التي أمر بها هناك فتاة أحببتها بشدة كانت علاقتي بها إلكترونية.. لدي صديقات بالواقع لكن لا أهتم بهم كثيرا عموما تلك الفتاة أحببتها كثيرا -كصديقة- كنت أشعر بأن قلبي أعيد للحياة فكان يزهر عندما أتحدث معها.. ولكن أؤكد بأني لم أكن أشعر بالنقص عاطفيا ولكن كانت شخصيتها جميلة جدا.. قررت أنا وجميع من تعرفت عليهم إلكترونيا أن نتقابل كما نفعل بالعادة.. فكنت متحمسة جدا لأراها لأول مرة.. وأتى ذلك اليوم وهي تفاجأت جدا بمظهري الخارجي لا أعلم ربما كنت عكس توقعاتها.. ولكن حاولت عدم إظهار ذلك لكن لدي القدرة لقراءة تصرفات الآخرين.. انشغلت مع الأخريات وابتعدت عنها وهي أيضا حاولت التحجج بأعذار وذهبت رغم حماسي وفرحتي لرؤيتها.. وقالت أنها تفاجأت بمظهري وتأكدت من توقعاتي.. وحزنت لنفسي كثيرا عندما رأيتها سعيدة جدا برؤية الآخرين ولم تهتم بوجودي كثيرا.
ابتعدت عنها لفترة طويلة جدا بل عن الجميع دون وجود مبرر فقد شعرت بإحباط.. مررت من قبلها بموقف جعلني أفقد الثقة والرغبة بالتعرف على الآخرين وهاهو يتكرر الموقف لدي..
بعد فترة من الزمن تحدثت معها وكانت متفاجئة وسألتني عن عدم تواصلي معها وحادثتها بطريقة باردة فابتعدت عني ولم أحادثها أبدا.. بين الحين والآخر أراها عندما أقابل صديقاتي.. أحزن كثيرا على نفسي فأنا لازلت أحبها كثيرا وهي تخطتني وتخطت علاقتنا وكأنها لم تكن. لازلت أحبها وهذه هي المشكلة بحد ذاتها.. ثقتي بنفسي أصبحت مهزوزة جدا وألوم نفسي كثيرا أرى نفسي قبيحة جدا ولا أصدق أي شخص تعجبه شخصيتي أو مظهري أو أيا كان..
حاليا لا يوجد لدي أي علاقات جيدة أصبحت أتهرب من الجميع تخليت عن جميع من أعرفهم وتخليت عن فكرة الاهتمام بنفسي
برغم من أني شخص بارد جدا ولا أتأثر بالظروف مهما كانت صعوبتها لكن تلك الأمور العاطفية المتعلقة بالصداقة أضعف أمامها كثيرا
لا أعلم ماذا أفعل فقدت الثقة بحياتي وبالآخرين وبنفسي وجميع من حولي.
23/1/2016
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الشكر موصول لك أختي الفاضلة ولجميع متابعينا على موقع مجانين، أولا مجرد شعورك أن لديك مشكلة وتسعين لحلها فهي خطوة جريئة وصائبة وتشير أن لديك رغبة صادقة في التغيير والبحث عن حلول، أولا بدأت مشكلتك بأنك اتكالية وخجولة وكسولة ولا تهتمي بنظافتك الشخصية وتعاني من عدم ثقة بنفسك، أولا أذكرك بقول الله تعالى: "...إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم..." ( الرعد: 11)، فالمسؤولية تقع على عاتقك في التغيير وحتى تقوم بهذه المسؤولية فلابد أن يكون لديك الإرادة والرغبة في التغيير، فعليك أن تبحثي عن نقطة الانطلاقة بداخلك للتغيير، فهل ستبدئين بنفسك وتغيرين وتطورين منها؟
أنت وحدك من يستطيع الإجابة عن هذا السؤال وفق قدراتك وإمكانياتك وما هو متاح لك، وإجابتك بشكل عملي وواقعي وإيجابي ستضعك إن شاء الله على بداية الطريق لتخرجي من الدائرة المفرغة التي تعيشين فيها، وتزيد من ثقتك بنفسك كلما خطوت خطوة باتجاه إنجاز أهدافك في الحياة واتساع دائرة علاقاتك مع الآخرين.
إن الثقة تكتسب وتتطور ولم تولد الثقة مع إنسان حين ولد، فهؤلاء الأشخاص الذين تعرفهم أنت أنهم مشحونون بالثقة ويسيطرون على قلقهم، ولا يجدون صعوبات في التعامل والتأقلم في أي زمان أو مكان هم أناس اكتسبوا ثقتهم بأنفسهم.. اكتسبوا كل ذرة فيها، فعدم الثقة بالنفس سلسلة مرتبطة ببعضها البعض تبدأ:
أولا: بانعدام الثقة بالنفس.
ثانياً : الاعتقاد بأن الآخرين يرون ضعفك وسلبياتك.
ثالثاً : القلق بفعل هذا الإحساس والتفاعل معه.. بأن يصدر عنك سلوك وتصرف سيء أو ضعيف، وفي العادة لا يمت إلى شخصيتك وأسلوبك.
رابعاً: الإحساس بـالخجل من نفسك.. وهذا الإحساس يقودك مرة أخرى إلى نقطة البداية.. وهي انعدام الثقة بالنفس وهكذا تدمرين حياتك بفعل هذا الإحساس السلبي اتجاه نفسك وقدراتك..
لكن هل قررت التوقف عن جلد نفسك بتلك الأفكار السلبية، والتي تعتبر بمثابة موت بطيء لطاقاتك ودوافعك؟؟؟
إذا اتخذت ذلك القرار بالتوقف عن إيلام نفسك وتدميرها.. ابدئي بالخطوة الأولى:
تحديد مصدر المشكلة: أين يكمن مصدر هذا الإحساس؟؟
هل ذلك بسبب تعرضك لحادثة وأنت صغيرة كالإحراج أو الاستهزاء بقدراتك ومقارنتك بالآخرين؟
هل السبب أنك فشلت في آداء شيء ما كالدراسة مثلا؟ أو أن أحد المدرسين قد وجه لك انتقادا بشكل جارح أمام زملائك؟
هل للأقارب أو الأصدقاء دور في زيادة إحساسك بالألم؟
وهل مازال هذا التأثير قائم حتى الآن؟؟
أسئلة كثيرة حاولي أن تسألي نفسك وتتوصلي إلى الإجابة… كوني صريحة مع نفسك.. ولا تحاولي تحميل الآخرين أخطائك، وذلك لكي تصلي إلى الجذور الحقيقية للمشكلة لتستطيعي حلها، حاولي ترتيب أفكارك استخدمي ورقة وقلم واكتبي كل الأشياء التي تعتقدين أنها ساهمت في خلق مشكلة عدم الثقة لديك، تعرفي على الأسباب الرئيسية والفرعية التي أدت إلى تفاقم المشكلة.
البحث عن حل: بعد أن توصلتي إلى مصدر المشكلة، أبدئي في البحث عن حل.. بمجرد تحديدك للمشكلة تبدأ الحلول في الظهور… اجلسي في مكان هادئ وتحاوري مع نفسك، حاولي ترتيب أفكارك… ما الذي يجعلني أسيطر على مخاوفي وأستعيد ثقتي بنفسي؟ اقنعي نفسك ورددي:
• من حقي أن أحصل على ثقة عالية بنفسي وبقدراتي.
• من حقي أن أتخلص من هذا الجانب السلبي في حياتي.
• احرصي على أن لا تتفوهي بكلمات يمكن أن تدمر ثقتك بنفسك.. فالثقة بالنفس فكرة تولدها في دماغك وتتجاوب معها أي أنك تخلق الفكرة سلبية كانت أم إيجابية وتغيرها وتشكلها وتسيرها حسب اعتقاداتك عن نفسك… لذلك تبنى عبارات وأفكار تشحنك بالثقة وحاول زرعها في دماغك.
• انظري إلى نفسك كشخص ناجح وواثق واستمعي إلى حديث نفسك جيدا واحذفي الكلمات المحملة بالإحباط، إن ارتفاع روحك المعنوية مسؤوليتك وحدك لذلك حاولي دائما إسعاد نفسك.. اعتبري الماضي بكل إحباطاته قد انتهى.. ابتعدي كل البعد عن المقارنة أي لا تسمحي لنفسك ولو من قبيل الحديث فقط أن تقارني نفسك بالآخرين… حتى لا تكسري ثقتك بقدرتك وتذكري أنه لا يوجد إنسان عبقري في كل شيء.. فقط ركزي على إبداعاتك وعلى ما تعرفيه أبرزيه، وحاولي تطوير هواياتك الشخصية…
• اختاري مثل أعلى لك وادرسي حياته وأسلوبه في الحياة.
كما أن هناك اضطرابا يطلق عليه التعلق العاطفي بالآخرين، وهو المحبة المفرطة لفرد أو جماعة إلى درجة عدم القدرة على مفارقتهم، أو القبول لكل أقوالهم وأفكارهم، والتقرب منهم بشكل مبالغ فيه.
وهناك “المظاهر” العلامات الدالة على وجوده منها:
1. كثرة الثناء على الشخص الذي تتعلقين به بشكل مبالغ فيه.
2. الرد السريع بمجرد الكلام على الفرد المتعلق به.
3. التأثر الشديد المبالغ فيه في حالة مفارقتهم.
4. الحزن والتأثر الظاهر في حالة قسوة أحدهم عليه.
5. تلبية حاجات المتعلق به، حتى في حالة انشغالاتك.
6. النظرة غير التفاؤلية للدنيا في حالة جفاء أحدهم عليه.
7. الغياب عن الأنشطة الطيبة.
8. تحليله لمواقف حياته أو مواقف الآخرين معه بطريقة عاطفية أكثر منها بطريقة منطقية.
وهناك العديد من الآثار (النتائج) المترتبة على ذلك منها:
1. انحصار الفكر فيما يوجهه إليه المتعلق به فقط.
2. قد يؤدي التعلق بالفرد إلى أمور غير مقبولة “كالرسائل العاطفية الكثيرة، والقرب الشديد غير المقبول منه، واللواط…”
3. انحصار اهتماماته.
4. اضطراب أولوياته.
5. ضعف العبادة عنده.
6. نشوء بعض الأمراض النفسية كـ( الاكتئاب، العزلة، عدم القدرة على الطعام…)
وقد يكون ذلك نتيجة العديد من الأسباب منها:
1. وجود بيئة يتفشى فيها جو التعلق العاطفي بالآخرين.
2. الانبهار بطرح الطرف المتعلق به، (العلمي، الخطابي، الفني…)
3. ميلان قلبي شديد لا يعرف سببه.
4. ضعف التعلق بالله تعالى، ومعرفة صفاته جل جلاله.
5. الأزمة النفسية التي يمر بها أحياناً.
6. الحرمان من العاطفة في بيته أو مجتمعه المحيط به.
7. تركيبته النفسية العاطفية، بسبب نشأته المدللة منذ الصغر.
8. تبادل المشاعر من قبل الطرف المتعلق به كذلك.
9. خدمته بالمال أو الوجاهة أو غير ذلك من قبل الإنسان أو الجماعة المتعلق بها.
10. وجود صفات في المتعلق به “الجمال، الصوت الجميل، نفسيته الحلوة، محبوب من الآخرين…”.
11. خوفه من إخبار أحد بالمشكلة، حتى لا يْظن ظن السوء، مما يطور من المشكلة.
12. عدم وجود تحفيز على أعماله.
13. قد يكون المتعلق به قريناً في نفس سنه، أو قريناً في المجال المبدع فيه.
14. ثناء الناس على أحد أقرانه في عمل ما يقوم هو بمزاولته كالتدريب، أو الرسم، أو قيادة مسؤولية، أو الكتابة، أو الخطابة، أو البرمجة، أو غير ذلك مما يسبب قلقاً وحسداً، ورغبة في أن يكون أحد بقربه في كل لحظة حتى يتعلق به.
وأقترح لعلاج هذا النوع من الاضطراب:
1. توزيع الحب عملياً وقولياً “للوالدين، الإخوة في البيت، الأقارب، الجيران، بعض الأصحاب…”
2. السير مع أشخاص جادين في الحياة، وفيهم صفات البطولة والقوة.
3. الضغط على النفس بترك الجلوس مع الفرد المتعلق به.
4. تعليمه أن كل إنسان ومجموعة يكون فيها الخطأ والصواب.
5. معالجة المشكلة منذ بدايتها سواء لمن رآه عليها، أو من خلال الشخص المتعلق نفسه.
6. الانشغال بأعمال مفيدة.
7. إشباع عاطفته بشكل معتدل من العبارات والرسائل اللطيفة.
8. الدعاء الدائم لله سبحانه وتعالى أن يحميه الله من البلاء، خاصة في أوقات ومواطن الإجابة.
9. التحذير من مزالق ومخاطر التعلق بالآخرين، عن طريق القصص الواقعية.
والله الموفق تابعينا دوما بأخبارك فنحن نعتز بك صديقة دائمة على موقعنا.
واقرئي أيضًا:
التعلق Attachment
نفسي عاطفي: مشكلات التعلق Attachment Problems