السرحان؛
أنا أعاني من السرحان بطريقة وحشة وبدأت المشكلة من يوم ما بدأت اسمع أغاني مدة طويلة كل يوم الصبح لما كان عندي 11 سنة فكنت بتخيل مواقف وحاجات وبعدين وأنا عندي 12 سنة أسرح مدد طويلة وأثر على مذاكرتي وأنا عندي 13 سنة الحالة زادت وبعد اسرح وعندما أسرح بعمل حركات مش حاسة بها.
وأنا في أولى ثانوى 14 سنة وأنا أتمشى مع أصحابي بأوم فجأة ناطة وبكون في الوقت ده سر حانة وأنا مبحسش بكده أصحابي هما اللي يقولون لي وطبعا سرحان لمدد طويلة ويعطل مذاكرتي ويأخذ من وقتي والسرحان ده يحصل غصبا عنى مبعرفش أتحكم فيه.
وأنا عندي 15 سنة الحالة بقت فظيعة وبقيت أفضل أتنطط وأكون قاعدة فأجد نفسي فجأة وقفت وأصحابي يضحكوا عليّ وأجري في البيت واعد اخبط في الحيطة ومبقدرش امنع نفسي من الحركات دية، وبكون لما أعمل كده سرحانة وساعات أبقى سرحانة لدرجة أني مبشوفش واعد اخبط في الحيطة وبعور نفسي ومرة خبطت رأسي خبطة جامدة.
وفى سن 16 لم أكن أحب أن أذاكر عشان السرحان لان مذاكرتي مش هيكون منها نفع وأنسى كثيرا مما أذاكر، والحمد لله ربنا ستر وجبت مجموع معقول ودخلت آداب ومش عارفة إذا كنت راضية عليها ولا لأ مع أنها رغبتي ومحدش ضغط عليا وأنا جبت مجموع تجارة وحقوق وتربية جايز عشان الكليات كلها في مكان واحد ماعدا آداب بعيدة عنهم، وأنا عندي 17 سنة ولسه هدخل الجامعة.
ومرة وأنا في ثانية ثانوي وأنا أسلم على قريبي بست ابن عمتي وهو أصغر مني بسنة ومفأتش من السرحان غير لما لقيت خدي على خده وهو مش طيأنى لحد دوقتي ولم يزرنا من ساعتها مع العلم أن بابا مبيتكلمش معانا غير نادرا ويضربنا لو غضب يضربني من وأنا عندي 4 سنين كان يذاكر معي وكان يضربني بالشبشب على دماغي عشان مكنتش بفهم بسرعة غير ألفاظه الوحشة وكل ما ماما تكلمه يضربها ويشتمها.
ودوقتي أخواتي الاثنين البنات وحدة راضية بالى هو بيعمله والثانية تقف في وشه ويقعدوا بابا وهى يضربوا بعض وهى بتف فى وشة وتشتمة وتقعد تدعى علية عشان يموت وماما وأنا صغيرة مكنتش باسمع الكلام كانت بتناديلي بابا عشان يضربني بابا دلوقتي عنده 53 وهو دكتور فاشل ماما الى بتصرف على البيت من ميراث أبيها وهي مهندسة ولا تعمل عندها 50 سنة
أخواتي الاثنين واحدة في صيدلة عندها 20 والثانية في تربية عندها 19 سنة وماما وبابا بيحبوا يسرفوا على نفسهم وميدوناش حاجة لدرجة انهم يقولوا لنا نفسهم نركب ميكروباص عشان يوفروا ثمن المواصلات لكن ده بعدهم.
وأنا بحس إني مش هعيش عيشة كويسة بالحركات اللي بعملها دى ومش هعرف أنجح ولا اطلع معيدة زى ما أنا عايزة لأني بدأت أيأس،
أرجو الرد بسرعة أنا عندىإايه والمفروض أعمل إيه.
16/8/2003
.
رد المستشار
أختي العزيزة السائلة أهلا بك على صفحة استشارات مجانين، وشكرًا على ثقتك في موقعنا، جو الأسرة كما عبرت عنه يبدو شديد القتامة، وقد يكون هو كذلك فعلا أوقد يكون إحساسك به جعله يبدو كذلك،
المهم أنك عشت طفولة تعسة عانيت فيها من قسوة والدك الذي يبدو أنك لا تحملين له أي احترام أو تقدير (للأسف الشديد) فأنت ترينه طبيبا فاشلا وأبا قاسيا وزوجا اعتماديا متطفلا يعيش على ميراث زوجته،
والأم أيضا صورتها باهتة وسلبية فهي لا تعمل هي الأخرى وتعيش عالة على ميراث أبيها، والعلاقة بين أحد أختيك وبين والدها مليئة بمعاني الاحتقار الذي يصل إلى درجة البصق عليه أو تمنى ذلك.
هذا الجو الأسرى المليء بالمشاعر السلبية جعلك تحتاجين للهروب منه فبدأت تتعلقين بسماع الأغاني لعلها تنقلك إلى عالم آخر أكثر راحة، ولكن هذا الحل لم يكن كافيا أو ناجحا فبدأ المخ يفصل أوقاتا طويلة وهو ما عبرت عنه بالسرحان حيث أن المخ والجهاز النفسي لا يحتمل هذه التعاسة فيلجأ إلى حيلة الهروب بالانفصال عن الواقع، وأثناء هذه الفترات تضعف قوى السيطرة والتحكم في الجهاز النفسي فيسهل بذلك انشقاق جزء أو أجزاء منه الجهاز ليعمل منفصلا عن السياق العام، وهذا ما يظهر في صورة حركات غريبة لا تعرفين لها معنى أو تفسير،
وأثناء هذه النوبات الانشقاقية يحقق الجهاز النفسي بعض رغباته المحرمة أو المرفوضة في الواقع (وذلك ما حدث حين قبلت ابن عمتك)، وحين تعودين لوعيك الطبيعي تستغربين وتستنكرين ما حدث.
حصيلة كل هذا أنك أصبحت تشعرين أن حياتك وأفعالك لم تعد تحت السيطرة، فأنت تتصرفين تصرفات غريبة ولا إرادية ربما تجعلك في موضع حرج أو انتقاد، بالإضافة إلى أنك تعانين أيضا اضطرابا في الهوية فأنت لست متأكدة من أهدافك ولا من مستقبلك ولا من إمكانياتك ولا من خياراتك، وهذا يجعلك في حالة حيرة واضطراب.
* لقد بلغت سن الرشد أو اقتربت منه، وهذا يجعلك قادرة على الاستقلال بمشاعرك وخياراتك وتفكيرك بعيدا عن سلبيات الأسرة التي ذكرتها، ويساعدك على ذلك أن تكفى عن لوم وتحقير والديك وان تفكري أكثر فيما يجب أن تفعليه أنت شخصيا.
سوف يساعدك أن تقتربي أكثر من أختك الراضية فأنت في حاجة إلى جرعات من الرضى الإيجابي الذي يتقبل الواقع وفى نفس الوقت يحاول تغيير ما يمكن تغييره إلى الأفضل، فبدلا من أن تحملي كل هذه المشاعر السلبية (خاصة نحو والدك) ابدئي أنت بفعل أشياء بسيطة تضيف إلى الحياة ما عجز الوالدان عن إضافته وان ترضى بإنجازاتك البسيطة وتدعينها تتراكم في هدوء وصبر، وهنا سوف ترضين عن نفسك وعن الحياة وتكفى عن إسقاط عجزك وفشلك على والديك (وهو ما ينم عن عدوان شديد خاصة نحو الأب)، وعندئذ لن ينفصل المخ عن الواقع بالسرحان ولن تنشق بعض الوظائف النفسية عن الإطار العام فتضعك في حيرة وحرج.
استعيني بالله ووظفي ما تملكين من طاقة ومن ملكات لزرع الخير في الأرض، وسامحي والديك أو التمسي لهما عذرا في التقصير ولا تفعلي أنت ما تلومينهم على فعله، وأدعو الله أن يوفقك لما فيه الخير، وتابعينا بأخبارك.