لدي كلب بالمنزل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أنا متزوجة وليس لدي أطفال وقد أجبرني زوجي على اقتناء كلب بالمنزل، ومنزلي عبارة عن شقة وبها سطح. زوجي وضع الكلب في السطح ولكن أنا منزعجة جدا منه.
أولا: خوفي من عدم دخول الملائكة المنزل لأنني أصلي ولكن زوجي لا يصلي بالرغم من أنه مسلم.
ثانيا: خوف من دخول نجاسته للمنزل لأن زوجي خرج ويلعب معه ويدخل المنزل بنفس الحذاء
ثالثا: أشعر بأن كل شيء لمسه زوجي بعد دخوله المنزل نجس ولا أستطيع الإمساك به
رابعا: كل شيء يقع على الأرض هو بالنسبة لي نجس وكما ذكرت بسبب دخول زوجي للمنزل بنفس الحذاء
خامسا: هل أرض السطح نجسة لأنه نام عليها ولعب عليها الكلب وقد أخرج فضلاته عليها ولكن زوجي وضعها في كيس ورماها فهل الأرض نجسة؟
أتمنى بأني لم أطل بالحديث ولكني شديدة التعب النفسي وأجد صعوبة بالعيش في المنزل
* وتحت عنوان نجاسة الكلب أرسلت تقول:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أعتدر فقد أرسلت لكم استشارة قبل هذه ولكني لم أذكر نقطة مهمة، زوجي يقتني كلب على سطح المنزل وهو يلعب معه ويخرج ويدخل البيت بنفس الحذاء أعزكم الله، فهل أرض المنزل نجسة.
وهناك مشكلة لدي فأرض الحمام دائما مبتلة بالماء، وزوجي يدخل الحمام أعزكم الله بحذائه ويخرج به وهو مبلول فهل المياه اللي بأرض الحمام قد تنجست؟ وهل الماء المتساقط من الحذاء نجس؟
أفيدوني أكرمكم الله فقد بدأت أكره منزلي وكل شيء به
23/2/2016
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "ماسة"
أعانك الله تعالى وهدى زوجك
ما يصيبك من مشاعر طبيعي ولا يمكن الاعتماد عليه وحده للقول بوجود وسواس لديك أو لا، ذلك لما أتت به الشريعة من نجاسة الكلاب وتحريم اقتنائها إلا للصيد والحراسة، وعدم دخول الملائكة البيتَ التي توجد فيه...
من الطبيعي جدًا أن تشعري بهذا وثلاثة من المذاهب (الحنيفية والشافعية والمالكية) تقول بنجاسة الكلب، ومن الطبيعي أن تتضايقي واثنان من المذاهب (الشافعية والحنابلة) يشترطون التطهر، النجاسة الكلبية الغسل بالماء سبعًا مع وضع التراب في إحداهن.
لكن وقد أتاك هذا البلاء المتحرك إلى منزلك، فليس أمامك إلا تقليد مذهب المالكية، والمشقة تجلب التيسير.
الكلب عند المالكية طاهر، ولعابه طاهر، لكن لو أدخل رأسه في إناء ماء وحرك لسانه فيه فهنا قالوا بندب إراقة الماء الذي في الإناء وغسله سبعًا بدون استخدام التراب، وذلك من باب التعبد الذي لم تظهر حكمته لنا –هكذا قالوا-، وباعتبار الأمر مندوبًا فقط، فلا مشكلة في عدم الغسل سبعًا لأن زوجك لن يلتزم بهذا.
أما بالنسبة لروث الكلب وبوله، وباعتبار زوجك يزيل الفضلات ويرميها، فتطهيرها يكون كتطهير فضلات الآدمي، أعني بعد أن يتم إزالة النجاسة وأثرها (تنظيفها) يتم صب الماء على المكان فيطهر.
وبالنسبة لحذاء زوجك، والماء في الحمام، لو فرضنا أنه نجّس حذاءه بنجاسة ما وتيقّنت من هذا 100%، وحيث أنه لا يتورع عن شيء من النجاسات –كما هو ظاهر-، ولا يهمه هذا باعتباره لا يصلي –هداه الله- فاعملي بقول المالكية أيضًا أن الماء طاهر لا ينجسه شيء ما لم تغيّر النجاسةُ شيئًا من أوصافه أي الطعم أو الريح أو اللون.
ويحمل زوجك إثم اقتناء الكلب لغير الحراسة وحدَه دونك طالما تنكرين هذا ولو بقلبك، ولم يرخص أي من المذاهب حتى المالكية باقتناء الكلب لغير الصيد أو الحراسة لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: ((مَنِ اقْتَنَى كَلْبًا إِلاَّ كَلْبَ صَيْدٍ أَوْ مَاشِيَةٍ نَقَصَ مِنْ أَجْرِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطَانِ)). وكذلك اتفق العلماء على عدم دخول الملائكة بيتًا فيه كلب لقوله صلى الله عليه وسلم: ((لاَ تَدْخُلُ الْمَلاَئِكَةُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلاَ صُورَةٌ)) والحديث صحيح أيضًا. لكن ما دام الكلب على السطح فأرجو ألا يمنع ملائكة الرحمة من دخول البيت.
أعانك الله وهدى زوجك إلى سواء الصراط.
واقرأ أيضًا:
وسوسة من النجاسة: الكلب والشك والتكرار!
وسواس نجاسة الكلب
التعليق: لا شك أن زوجك على علم بعدم سعادتك من وجود الكلب في سطح الشقة. كذلك من من الصعب أن يوجد مبرر بالغ الأهمية لوجود الكلب للحراسة على سبيل المثال لزوجين يعيشان في شقة ويتم وضع الحيوان الأليف في السطح..
سلوك الزوج يمكن وضعه في إطار تصريح عدواني موجه نحوك ويبدو أن هناك مشكلة في التواصل بين الزوجين.
لا يوجد زوج يأتي بكلب إلى البيت بدون رضى زوجه إلا للتعبير عن مشاعر غير ودية بصورة مقنعة.
تحدثي معه بكل صراحة حول العلاقة الزوجية وما هو المختفي خلف الكلب.