من أولى ثانوي: كرب مبكر جدا ! م2
مرحلة هامة
السلام عليكم ورحمة الله، لكم جزيل الشكر للرد على استشاراتي السابقة. ومع تبقي 3 أشهر فقط لاختبارات الثانوية العامة. أما ردي على استفسارات حضراتكم فإنني قد أرسلت من قبل وسردت التفاصيل كاملة وكان د. وائل مشكور يتابع معي، ومع ذلك أسرد لحضرتك التفاصيل سريعا المشكلة بدأت من سنة أو أكتر تقريبا، كنت في السنة السابقة أنام ما يقارب ال5 أو 4 ساعات فقط يوميا وساعة بعد الظهر تقريبا.
أعترف أنني ظلمت جسدي ولم أكن أدري وأنام ما قبل الفجر وأستيقظ الساعة السابعة. مرت الأجازة وقد بدأت ملاحظة تلك المشكلة وهي رعشة في الأعصاب وضعف ذاكرة وسمع حتى، وزادت الأعراض حدة مع دخول الدراسة أذاكر وأنسى كثيرا في الأول حاولت أن أقتنع أن هذا طبيعي رغم أن هذا يختلف تماما مع الماضي فقد كنت أحفظ جيدا جدا ومع كلام الدكتور وائل اقتنعت أكثر، ولكن المشاكل استمرت وتعبت نفسيتى في الدراسة ولجأت إلى حقن نيورتورن فيتامين ب مركب وذلك اتباعا لنصيحة أحد الأقارب ومعه كيفاجين (لاحقا علمت الاستخدام الأساسي له ولم أكن أعرف في بداية الأمر).
الوضع الآن أنني قد أخذت ما يقارب العلبتين من الحقن على فترات بالطبع ومع ذلك لا أشعر بتحسن فماذا أفعل الآن. قد تكرم د/وائل سابقا وبين أنني أعاني من التوتر والاضطراب ولكنني لا أجد ذلك.
هل أستمر هل الحقن مفيدة هل هناك حل آخر مع العلم أنني قد قمت بزيارة لطبيب مخ وأعصاب سابقا وكتب لي أدوية قد ذكرتها في استشارات لاحقا.
والسلام ختام
3/3/2016
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع
أحال استشارتك زميلي الأستاذ وائل أبو هندي للإجابة عليها.
بعثت أول استشارة للموقع في أغسطس 2013 وكان عمرك 17 عاماً. كانت هناك أعراض قلق وهي شائعة في أعوام المراهقة وفيها وصف لحالة نسميها شلل النوم وهي أيضاً كثيرة الملاحظة ولا تتطلب فحوصا طبية أو علاجا عقاريا إلا في الأقلية.
ثم راسلت الموقع صيف 2014 وهناك وصف لأعراض حصارية (وسواسية) أثناء الطقوس الدينية وقلق وسقوط الشعر. يمكن جمع هذا الأعراض جميعا تحت عنوان القلق.
في يناير 2015 بدأت تشكو من صعوبات معرفية وعدم الثقة بالنفس وتدهور في الأداء التعليمي. وبعد 6 أشهر في يوليو 2015 أشرت إلى أعراض جسمانية متعددة وشعور بالتعب واستمرت الصعوبات المعرفية. راجعت طبيبا في سبتمبر 2015 وتم وصفك عقارين لك. الأول هو بيراسيتام Piracetam أو نوتروبل Nootropil وعقار توفيسوبام Tofisopam أو نودبريين No Deprin. والآن تشير إلى استمرار هذه الصعوبات المعرفية وقلق متزايد ووصفة عقاقير جديدة.
كيف يمكن صياغتك حالتك؟
تكتب بوضوح وبأسلوب يعكس شابا متوازنا يعاني من القلق. يواجه المراهق في هذا العمر وفي جميع أنحاء العالم تحديات عديدة بسبب الاختبارات المدرسية ويتم تضييق الحصار عليه من جميع الجهات بضرورة الحصول على درجات عالية وإلا انتهى مستقبله مبكراً.
بسبب هذه الضغوط ينتهي مستقبل الطالب قبل وليس بعد الامتحان. من جراء هذه الضغوط يزداد القلق وتظهر أعراض حصارية (وسواسية) يلتجأ إليها الإنسان للسيطرة على عواطفه. يضاف إلى ذلك أن هناك تغيرات بيولوجية واجتماعية وعائلية تصاحب هذه المرحلة وتضاعف من آلام المراهق.
يتم تحويل القلق العاطفي إلى أعراض جسمانية بصورة لا إرادية مهمتها إعلام العائلة بمعاناة الابن والرحمة به واستعدادا لتبرير احتمال عدم النجاح الباهر في المستقبل.
هل هناك دور للعقاقير؟
نعم ولكن ليس ما تم وصفه لك. لا يوجد أي مبرر لوصفة البيرا سيتام ونودبرين ولا حتى هذه الحقن الجديدة. إذا كانت أعراض القلق أو الحصار المعرفي شديدة فجرعة بسيطة من عقار مضاد للاكتئاب ثلاثي الحلقة كافية جدا. لكن عليك بالتشاور مع طبيبك حولها.
وماذا يمكن أن يفعله الطالب؟
الجميع ينصح بممارسة اليقظة الواعية Mindfulness تركز على الحاضر ولا تفكر في المستقبل ولا الماضي. تنظم جدول دراستك وتلتزم به يوميا. تخرج للمشي بنشاط لمدة نصف ساعة يوميا وتنظم ساعات النوم والدراسة. تنام 7 ساعات ليلا وربما من الأفضل عدم النوم أثناء النهار. تمارس الرياضة بصورة منتظمة ثلاث مرات في الأسبوع لمدة ساعة إلى ساعتين.
وفي نهاية الأمر هناك أكثر من امتحان في المستقبل وربما سيأتي اليوم الذي تدرك فيه أن امتحانات الثانوية أسهلها.
توكل على الله واستعن به وتذكر بأن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها.
وفقك الله
ويتبع>>>>: من أولى ثانوي: كرب مبكر جدا ! م4