من الوسواس إلى الرهاب إلى العرات: ربما؟؟.
كيف أتخلص من الابتسامة 2؟
السلام عليكم؛ أنا صاحب مشكلة كيف أتخلص من الابتسامة والتي هي بعنوان من الوسواس إلى الرهاب إلى العرات: ربما؟؟. نعم يا دكتور وائل أعتقد أني مصاب بهذا الاضطراب (العرات) الذي ذكرته فبمجرد ردك على مشكلتي بدأت أبحث فيما يتعلق بهذا المرض وقرأت الكثير واتضح لي أني مصاب بهذا الاضطراب وهو مقتصر فقط على الابتسامة المزعجة.
وبعد قراءة نصائحك التي قدمتها لي فأنا الحمد لله بدأت أرفض الوساوس القهرية بحيث أني لا أكررها ولا أعيد فعلها والحمد لله نجحت في ذلك وأصبحت أتحكم فيها ولم يمضِ سوى يومان على ذلك وبالنسبة للعلاج الدوائي لم أبدأ به حتى الآن. لكن ما يزعجني ويكدر علي حياتي هي هذه الابتسامة وهي ترافقني كظلي هذه الابتسامة لا تظهر إلا عندما أرى أشخاص يطيلون النظر فيَّ أو عندما أحدث أحداً فلا أستطيع النظر في عينيه.
تخيل يا دكتور وائل أني عندما أذهب إلى سوق أو أي مكان آخر يتواجد به أشخاص أغطي وجهي بيدي محاولا إخفاء الابتسامة كأن في وجهي عيب أو تشوه لأنها تظهر رغما عني ومهما حاولت منعها لا أستطيع وإن استطعت فهي ثواني فقط.
وكما ذكرت أنت في ردك هو الخوف من فشل المقاومة، وكما ذكرت أيضا أحس بالآم في عضلات وجهي وهذه كانت تحدث عندما كنت أدرس في الجامعة لأن مدة البقاء تطول فيها وأكون محاطا بأشخاص فتبقى الابتسامة ظاهرة. وأحيانا من شدة التعب النفسي الذي أعانيه بسبب هذه الابتسامة أضغط بكلتا يدي على وجهي وكأن شخصا يتحكم في ظهور هذه الابتسامة وأنا أمنعه. وأيضا أنا لدي رهبة من الجنس الآخر وأتمنى أن تنشق الأرض، وتبلعني ولا أجد امرأة في المكان الذي أتواجد فيه لأن الابتسامة تظهر بشكل أكثر أمام الجنس الآخر.
ولقد تغيرت حياتي فأصبحت لا أخرج من المنزل إلا ليلا ولا أخرج نهارا مهما كان وحتى عند ذهابي إلى أي سوق فلا أذهب إلا عند الأماكن المظلمة التي لا يكون بها أنوار وإضاءات كثيرة لأني أحاول أن أخفي الابتسامة. ولكن ما يحيرني أنها لا تظهر أبدا عندما أكون بمفردي حتى لو بقيت أيام عديدة وأنا منفرد بنفسي وهي لا تظهر إلا عند وجود أشخاص حولي حتى لو كانوا من أفراد أسرتي كحال الرهاب الاجتماعي. أريد أن أعلم منك ماذا أفعل وكيف أتخلص من هذا المرض وأعود كما كنت طبيعيا؟ ولا أعلم من أين أتت هذه الابتسامة وكيف أبدأ رحلة العلاج؟
والأطباء الذين عرضت نفسي عليهم لم يعرفوا أساس المشكلة. وأذكرك بأنه لا يوجد أي فرد من أفراد عائلتي مصاب باضطراب العرات
أرجو منك يا دكتور وائل أن لا تهمل رسالتي فأنا بأمس الحاجة إليك لمساعدتي على التخلص من هذا المرض.
25/06/2004
رد المستشار
الأخ العزيز؛
أهلا وسهلا بك مرةً أخرى على مجانين ، وشكرا جزيلا على ثقتك وإطرائك النبيل، أسعدني ردك لكنه أخافني في نفس الوقت من ثقل المسئولية التي تضعها على كاهلي وأنا أعرف أنني لست على قدرها أبدًا طالما ظل التواصل بيننا من خلال الإنترنت، فأنا غير متأكدٍ من تشخيص اضطراب العرات Tic Disorder لديك حتى ولو قلت أنت أنه تشخيص صحيح، أنت تعيش في الخليج وأنا في مصر وما تصفه وما أقوله في الرد عليك كله قد ينقلبُ رأسا على عقبٍ بعد مقابلةٍ مباشرة وسماع للأعراض ورؤية لتلك الابتسامة التي تزعجك وتغص عليك حياتك عافاك الله منها يا أخي، لكنني يجبُ أن أضع نفسي في مكانها وقدرتي على المساعدة في نصابها وحدودها.
فعلى سبيل المثال أرى أن خصائص الابتسامة التي ذكرتها في هذه المتابعة، والملابسات التي ذكرت أنها تحدثُ فيها تجعلني مرةً أخرى أستشعر الرهاب في خلفية معاناتك النفسية، في نفس الوقت الذي يحيرني فيه وصفك لما تشعرُ به على المستوى الحسي الجسدي وليس المعرفي فقط وهو ما نسميه ظواهر حِسِّيـَّةٌ جسديةٌ "Somatosensory Phenomena"، توجد في مرضى الوسواس القهري المصحوب باضطراب العرات Tic Disorder، وهيَ مشاعرُ جسديةٌ بالضيق تسبقُ فعل العرة وتحُثُّ وتدفعُ الشخص إلى تكرارها وهذه مختلفةٌ عن الأفكار التسلطية المعرفية وعن القلق المستقلي (أي المرتبط بالجهاز العصبي المستقل أو الأوتونومي) الذي يسبقُ الأفعال القهرية في مرضى الوسواس القهري.
ولكنني لا أستطيع القطع بشيء يا أخي العزيز، وأنصحك أن تسارع بعرض نفسك على أقرب طبيب نفساني، وتكلم معه بصدق في أمر استشارتك لنا وردنا عليك، وكل الاحتمالات التشخيصية التي تطرقنا إليها، ولكنني أرفض أن تستمرَّ قاعدا على النت تنتظرُ العلاج، إذن استخر ربك وانشد العلاج عن من ينعم الله عليه بالتوفيق لمساعدتك، وتابعني بالتطورات.
ويتبع>>>>>>>> : من الوسواس إلى الرهاب إلى العرات: ربما ؟ م1