أريدُ نفسي!
السلام عليكم
منذ كنت صغيرة أشعر بالوحدة أو الرغبة في العزلة عن الناس, لا أشعر بالانتماء لما حولى لا المكان ولا الناس برغم حبي الشديد لعائلتي وأصدقائي ولكني دوما ما كنت خجولة وقليلة الكلام
زاد شعوري بالوحدة حين سافر أخي منذ 5 سنوات للعمل خارج البلاد وتزوج وعاش بعيدا عنا, حجم افتقادي له لا أستطيع أن أصفه فهو يعني لي الكثير ولم يكن لي غيره
أقاربي ليسو قريبين مني برغم من كونهم شباب في سني فلم يملأ مكانه أحد ولم يحاول أحد أن يكن بجانبي, أشعر وكأنني غير مرئية للناس من حولي
كما أنني لم أرتبط أبدا في حياتي ابتعادا عما يغضب الله ليس لسبب آخر والآن أشعر وكأنني أنتظر شيئا غير موجود لدرجة أنني لم أعد أتمنى ذلك من الأساس توقفت عن الحلم
أما بين أصدقائي منذ فترة قريبة كنت فتاة حالمة ومتفائلة وتعطي الجميع أسبابا ليجدوا الأمل في أي شيء يسألها الكل عن رأيها ويأخذوا بنصيحتها وإلخ.. لكن منذ حوالي 8 أشهر ينتابني شعور غريب, أشعر بتغير في شخصيتي وانطفاء لمعة عينيّ, منذ أن تخرجت من الجامعة وبدأت الحياة العملية
بدأت العمل فلم أشعر بذاتي به بل كرهت نفسي, شعرت بضعف وعدم قدرة على إثبات ذاتي وأني أريد أن أفعل شيئا آخر يشعرني بالسعادة لكني لم أجد ولا يمكنني ترك عملي لأني أحتاج المال وقد ارتبطت بعقد.. وكل هذه التفاصيل التي تجعل الحياة مملة. ابتعد عني أصدقائي وابتعدت عنهم, لم أرى أخي منذ عام كامل.. ولم يدخل في حياتي أي شخص حتى الآن
أرغب في السفر والبعد عن كل شيء والذهاب للعيش مع أخي ولكني لا أستطيع ترك أمي وأبي..
وقع أبي في ضائقة مالية وأثر هذا بي كثيرا لأني لم أره هكذا من قبل, أشعر بالعجز تماما أمام هذا وأشعر بالتقييد أكتر لأنني لابد وأن أظل في هذا العمل الذي لا أجد نفسي فيه لأني أحتاج المال.. العائلة لا أحد يشعر بنا ولا أحد يساندنا ولا أول مرة أشعر أننا ليس لدينا أهل بمعنى الكلمة..
منذ ذلك الحين وأنا أشعر بكسرة داخلي كلما رأيت أبي وشعرت بالحزن في عينيه وكلما ضايق أحدهم أمي بكلمة أو شيء يجرحها.. شعرت بالعجز كثيرا لكل من ضايقوها ولم أستطع أن أفعل شيئا حيال الأمر
وددت لو كان هناك شخصا يساندني في هذا الوقت ولكن لا يوجد أحد.. لا حبيب ولا أخ ولا صديق.. لم يشعر بي أحد, ولم يهتم أحد.. تعبت كثيرا من مواجهة كل شيء بمفردي
لم يعد لدي طاقة لتحمل الأمور.. فكرت في الانتحار ولكني لم ولن أفعل شيئا لأني أخشى الله.. أعلم أن مشكلتي ليست معقدة وأنها تبدو للكثيرون أنها عادية ولكني لم أعد أعرف ماذا أفعل كما أشعر بتغير كبير بداخلي يجعلني أرى كل ما حولي باهتا وبلا معنى, أصلي وأقرأ القرآن والذكر ولكني لم أعد أشعر بتلك الروحانيات التي كنت أشعر بها من قبل.. لم يعد هناك شيئا يريحني..
أشعر أنني لا أحب نفسي ولا جسدي ولا أستطيع أن أرى نفسي جميلة حتى وإن قال لى أحدا ما هذا,, كما أني لا أثق في قدراتي العملية وأخشى التجارب الجديدة, أجلس بمفردي الآن أكثر من المعتاد.. لا أهتم بنفسي مطلقا.. فأشعر بالتعب والإجهاد ولا أهتم كما أن القولون العصبي يتعبني كثيرا بسبب تقلباتي المزاجية.. حين أتحدث مع القريبن مني لا أشعر بالراحة أبدا.. لا أشعر بشيء
وحين يحاول أحد أن يفعل شيئا ليجعلني أفضل لا أشعر بالسعادة, فقد أحضرت لي صديقتي زهوري المفضلة منذ يومين وكان رد فعلي بارد جدا لدرجة أنها تضايقت وأنتها بي الأمر أن أترجى منها أن تسامحني وأنا لم أقصد بالفعل أن أظهر هكذا.. لكني لست سعيدة وليس لدي طاقة لأظهر عكس ذلك. اليوم ذهبت لدكتورة نفسية فقالت أن ليس بي شيئا وأنني فقط بحاجة لتجديد علاقتي بالناس ولفعل نشاطات جديدة والخروج للعالم مرة أخرى.. أعلم أني بحاجة لذلك ولكني بحاجة لنفسي أولا..
لا أعلم كيف أعود لنفسي مرة أخرى.. أود وأن أبتسم من قلبي مجددا أود أن أشعر بكل الأشياء التي كنت أشعر بها من قبل.. لا أعلم ماذا أفعل.. أريد نفسي!
14/3/2016
رد المستشار
أشكر لك أيتها السائلة الكريمة لجوءك للموقع وأتمنى أن أفيدك وأخفف عنك قليلا.
التشخيص:
الاكتئاب الجسيم
معلومات ناقصة:
1. طبيعة النوم وأي تغييرات طرأت عليه مؤخرا
2. تغير في الشهية للطعام
3. محاولات انتحارية سابقة
4. الكيفية التي يتوزع بها المزاج السيء على اليوم (صباحا أو مساء؟)
5. اضطرابات في الإدراك أو التفكير. شعور مبالغ فيه بالذنب
6. تاريخ عائلي موجب لأي مرض نفسي (وجود أشخاص آخرين في العائلة يعانون من مرض نفسي)
7. أي أمراض عضوية بما فيها الاضطرابات في هرمونات الغدة الدرقية
مناقشة الأعراض:
1. الشعور بالكآبة أو بفقدان السعادة والاهتمام بتفاصيل الحياة اليومية سواء على المستوى الاجتماعي أو الشخصي أو المهني.
2. فقدان التأثر والاستجابة للأشياء والمواقف التي تفرحك عادة (زهور صديقتك- العبادات والروحانيات). العزلة الاجتماعية وعدم الاهتمام بالنفس.
3. قلة الثقة بالنفس والشعور بالعجز
4. التعب الجسماني وفقدان الطاقة للمثابرة والمواصلة في الحياة
5. الأفكار الانتحارية.
التوصيات:
1. ضرورة التوجه للطبيب النفسي وعدم أخذ الأفكار الانتحارية بخفة.
2. إعادة تقييم اعتماديتك العاطفية على علاقتك بأخيك.
3. قد تحتاجين إلى علاج معرفي وهذا قرار يناقش مع طبيبك المعالج في المستقبل إن شاء الله.
للمزيد:
اضطرابات وجدانية: اكتئاب Major Depression
بالتوفيق لك وتابعينا بأخبارك.
التعليق: أنا لست مستشارة نفسية ولا متخصصة ولكن لدي تعلق على رد المتخصص أتمنى أن يصلني إذا أخطأت فية أنا أشعر أن ردك بارد جدا وأنه إذا طلب منك أحد الاستشارة ووضعت أرقام ونقلت يجعله بارد أليس من الأفضل أن تستعمل الحوار الحنون بدلا من الأرقام الجامدة