ما مشكلتي .....؟
الطبيب الفاضل : عمري 33 سنة عزباء لدي طفل من زيجة سابقة, معاناة الاكتئاب بدأت منذ سنين, أم عزباء وحيدة وطفل صغير وحياة صعبة, مشكلتي بنوبات الكآبة التي توصلني للحضيض بمعنى عندما تحدث دون سبب معين أفقد طاقتي حيويتي وإن خانني التعبير إيماني في تلك اللحظات... هناك في الحضيض الموت فكرة صائبة وحل لتراكم الألم وضياع الحياة.... التخطيط لتفاصيل الموت المرعبة... المكان الزمان خلطة الموت.. تمر الساعات الثقال... لا أعلم كم أدعو أن أخرج من تلك الموجة.... تضمحل تذهب بعيدا وأبدأ يوماً جديداً.... يوم أمارس به حياتي الطبيعية كأن شيئاً لم يكن... ولا أعلم هل هذا يصنف ضمن الأمراض النفسية أم العقلية؟
ما أخشاه لحظة ضعف أفقد بها حياتي وبيدي أسجل مماتي.... لكني لم أِترك نفسي دون رعاية ذهبت لطبيب أول وثاني وثالث المشكلة ليست في الطبيب وإنما فيما يصفه الطبيب.... نعم أعقد العزم على أخذ الدواء أشتري دوائي أتناوله يوم يومان ألقي به من النافذة.... حيث تبدأ الوساوس القهرية بأن هذا الدواء سيعبث بدماغي وييغير من محتوى رأسي... أعتصم بعيدا وتعود الحالة من جديد.....
لا أحكم على دواء معين لأني لم أجتهد بأخذ أي دواء ليشفي ما يحل بي.... ولالا أحكم على طبيب معين فلم ألتزم بما يقوله الطبيب....
آخر طبيب كان صارماً جدا معي...أخبرته عما أفعله, كتب لي نظام من الأدوية, لم يسمح لي بمناقشته حتى, طلبت منه حقن لكنه رفض رفضا قاطعا, وأخبرني إن لم ألتزم بالدواء فالأفضل أن لا أصرفه.....
طبعا قمت بالتحري وتكثيف قراءتي هنا وهناك وأصبت بهلع من هذه الأدوية.... فماذا أفعل سئمت حالتي النفسية المنعزلة, عصبيتي المفرطة, انقطاعي عن التواصل البشري فعملي مخبري حيث لا أحادث إلا خيالي.... وقررت أن لا أزور أي طبيب آخر, لا تخطيط دماغ آخر ولا تخطيط قلب آخر ولا شيء من هذا القبيل..... أعاني من نوبات الفزع ومن القلق.... قلق لدرجة يؤثر على جسمي ويسبب رجفة ليديّ..
الأدوية التي صرفها لي الطبيب هي :
solix 60 mg صباحا ً
neurotop 600 مساءاً
quzal 25 مساءاً
فكيف أعمل؟ هل أطمئن لطبيبي هذا؟
هل أتناول هذا الدواء؟ أخاف من آثاره الجانبية؟ من فضلك أجبني .
29/3/2016
رد المستشار
للسائلة الكريمة نقول:
إن ما تصفينه هو من الأعراض الواضحة لاضطراب الاكتئاب الجسيم، وهو مرض نفسي يصيب الإنسان عند وجود استعداد لديه (بمعنى الحساسية الزائدة لضغوط الحياة) مع اقتران هذه الحساسية بظروف تضغط على أعصابه فيفقد دافعيته للحياة واستمتاعه بها ورغبته في استكمالها وقد يضطرب نومه وتفكيره إلى الدرجة التي قد تدفعه لا قدر الله للانتحار.
وليس هناك شك من الناحية العلمية الآن أن الاكتئاب مرض يصيب ملايين البشر وأنه مرتبط باختلافات وتغيرات كيميائية في خلايا المخ وليس فقط بظروف الحياة، فقد نجد الكثير ممن يتعرضون مثلا لمثل ظروفك ثم يتحملون ما يقع عليهم من ضغوط دون أن يعانوا من نفس الأعراض.
ولما كان الأمر كذلك اتضحت أهمية التداوي من هذا المرض ومحاولة مكافحته بشتى السبل التي يعتمدها أهل التخصص في المسألة، وتشمل العلاج الدوائي للاكتئاب والعلاج النفسي خاصة المعرفي أو السلوكي،
ويجب ألا تستسلم المريضة للخرافات والمبالغات المرتبطة بالدواء النفسي في أذهان الناس، فليس كل الدواء النفسي مسببا للإدمان، وليس حقيقيا أن أعراضه الجانبية وأضراره أكبر من منافعه، ولو كان كذلك لما تم اعتماده كدواء نافع في كل أنحاء العالم، فعلى المريضة أن تثق بطبيبها وتعلم جيدا أن الدواء الموصوف يحمل لها من منافع الشفاء والتعافي بإذن الله تعالى ما هو أكبر بكثير من أي أعراض جانبية قد يسببها.
ولا ينصح لها بقراءة النشرة الخاصة بالدواء ولا بالقراءة عنه على شبكة الإنترنت لأن العين المتشائمة المكتئبة قد تركز على السلبيات أكثر من الإيجابيات، وكافة الأدوية -النفسية منها وغير النفسية- قد تسبب آثارا جانبية بسيطة يمكن تحملها وتزول مع الوقت، أما الآثار الخطيرة فاحتمالات حدوثها بعيدة جدا، فننصح المريضة بالمداومة على أخذ العلاج الدوائي الموصوف لها وطلب أساليب العلاج الأخرى مثل العلاج المعرفي والسلوكي ولا نعلق على اختيار الزميل الفاضل للأدوية لأنه أدرى بمريضته منا
ونسأل الله - عز وجل - أن ييسر لها من أسباب الشفاء ما يخرجها من دائرة الاكتئاب والله المستعان
واقرئي أيضًا:
اضطرابات وجدانية: اكتئاب Major Depression
علاج الاكتئاب بالعقاقير بين العلم والفن
العلاج المعرفي للاكتئاب(1)
العلاج المعرفي للاكتئاب (17)
الاضطرابات النفسية: ظواهر مرضية أم أعراض شيطانية؟؟
هل الأدوية النفسية تؤدي إلى الإدمان ؟!!
ويتبع>>>>>: لأجل أميري أزمة منتصف العمر ربما ؟! م5
التعليق: وصفة العقاقير أعلاه تثير علامة استفهام.
عقار Neurotop هو على ما أظن الكارباميزابين Carbamezapine وهو عقار مضاد للصرع.
ليس هناك مبرر لوصفه بهذه الجرعة لمريض مصاب بالاكتئاب. تأثيره على تركيز بقية العقاقير لا يخفى على أحد وحتى العقار الثالث وبهذه الجرعة لا معنى له.
ربما مراجعة وصفة العقاقير قد تساعد المستشير في تجاوز محنته.