كيف أغير طريقة تفكيري لأنسى
السلام عليكم, ترددت كثيرا قبل إرسال استشارتي ففي كل مرة أقول قد تجاوزت الأمر ليتضح لي أنني لم أتجاوزه بعد.. قصتي طويلة سأحاول اختصارها قدر الإمكان.
أنا سيدة متزوجة منذ 3 سنوات ولدي طفلة رضيعة سعيدة جدا بزواجي ومتفاهمة مع زوجي لأبعد حد والحمدلله إجمالا لا مشكلة لدي بحياتي حاليا ولكنها مشكلة قديمة تطل برأسها بين حين وآخر.
قبل زواجي هذا كنت متزوجة زواجا تقليديا سريعا لم يدم أكثر من 4 أشهر، كان فيه زوجي (طليقي حاليا) غير مثقف جنسيا أبدا وهذا أصابني بإحباط شديد فهو شاب غارق في الدراسة وفي رضا والديه لدرجة تهميشي تماما وعدم أخذ زواجنا على محمل الجد وكنت أستغرب كيف لشاب بعمره لا يصيبه فضول الشباب للإطلاع والمشاهدة فهو شيء شائع ولا أنكر حرمته ولكن مجرد استغراب وهذا اتضح لي من علاقة والديه وإخوته بزوجاتهم فهم لا يعطون المرأة قيمتها وموجودة دائماً في ذيل أولوياتهم.
علاقتنا الخاصة المضطربة والمرتبكة جعلته يطالع الأمور الخاصة عن طريق الإنترنت واكتشفت ذلك من المواقع التي يتصفحها رغم ضيقي من ذلك, ولكن حدث شيء عجيب فقد أصبح ذلك الشاب الخجول الجاهل جريئا جدا ويطلب أشياء لا توجد إلا بالأفلام الساقطة لم يتوقف الأمر هنا فبدأ يطالبني بجسد مثالي كالذي يراه بتفاصيل أخجل من ذكرها. إلى أن وصل به الأمر أن يهجرني بسبب بعض الشعر على ساعدي وصغر حجم ثديي وتبرمه أنه غير قادر على ظلم نفسه أكثر فطلقني!! نعم طلقني لهذه الأسباب وأخبر أهله أنني "معيوبة" خَلقيا ولا يريد الإفصاح أكثر!!! ليقتنع أهله ويتم الطلاق!!
لا أريد أن أخبرك عن الألم النفسي والثقة التي اهتزت وصدمتي وغضبي وقهري وحقدي عليه.
مر عامٌ ورزقني الله فيه بزوجي الحالي رجل رائع وزوج مثالي وأب حنون عوضني عن كل ما عشته مع طليقي، يحبني لروحي قبل جسدي يتغزل بجمالي ويعزز ثقتي بجسدي لا مشكلة أبدا معه بعلاقتنا وحميميتنا. أعيش معه بسعادة إلى أن وصلني خبر زواج طليقي فشعرت بالغيظ لا أتمنى له السعادة أبدا أشعر نحوه بكره فظيع خصوصا حين رأيت زوجته على صفحتها بالفيسبوك فهي غير جميلة أبدا ولا أدري لما هو سعيد معها؟!! كنت أتمنى له زواجا فاشلا وزوجة تتعسه ولكن يظهر لي العكس.
تمنيت أن ينتقم الله لي منه ولكن أجده قد أكمل حياته بشكل عادي جدا أين هو العدل إذن؟!
تعبت من شعوري بالحقد عليه والدعاء عليه أريد أن أعيش بسعادة لا مشكلة في حياتي إلا كرهي له وذكرياتي البشعة معه أتمنى له السوء دوما, فأقل التفاصيل تذكرني بما جرى. عندما أدخل حوض الاستحمام أتذكر، عندما أبدل ثيابي أتذكر حتى عندما كنت أرضع صغيرتي كنت أتذكر.
مع أنني حظرته وزوجته من الفيس بوك ولا أتتبع أخباره أبدا ولا أنبش وراءه ولكن طال بي هذا الشعور منذ قرابة العام وهذه الذكريات تلاحقني مع العلم أنني كنت نسيته تماما ولكن خبر زواجه هو الذي أثار عاصفة الذكريات هذه. ما نصيحتكم؟!
30/3/2016
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله أختي العزيزة شكرا لإرسال رسالتك وثقتك بنا.
عزيزتي للأسف لدينا معتقدات خاطئة عن الحياة والتدين والعدل تجعلنا نعيش حياة صعبة. فما ترينه ينتشر بوسائل التواصل الاجتماعي من رسال وقصص بأن شخص عمل تصرف سيء وفي الفور لقي نتيجته. وشخص عمل إحسان بسيط في حياته ووجد نتيجته الجيدة أضعاف أضعاف ذلك هي أغلبها قصص لا تتحقق في الواقع, بالإضافة إلى أن ما نتوقعه من جزاء العمل هو ليس الجزاء الحقيقي للشخص، فربما الشخص يدفع ثمن أخطائه أو ظلمه بطريقة لا نشعر بها ونظن أنه نجى وهناك الكثير من الظالمين أمثال هتلر وغيره ممكن لم يروا نتيجة ظلمهم.
إذاً هذا الموضوع الفلسفي الديني النفسي أكثر تعقيداً بكثير مما نظنه عنه بسذاجة.
يبقى هل أنت المعاقبة في قصتك أم هو؟
ربما هو تاب من ذنبه واستغفر ودعا أن يعوضك الله عن حرمانه فرزقك الله بزوج صالح طيب ورزقه بزوجة يحبها, لكن ما أراه هو أنك المعاقبة في هذه القصة والعقاب يتم بيدك. أنت التي تعاقبين نفسك يومياً سواء بحقدك عليه, أو بضعف ثقتك بنفسك.
توقفي عن هذه التصرفات الإيذائية لذاتك ولهذا الحقد الذي تحملينه لمدة أعوام على ظهرك وبدل الدعاء عليه ادعي يومياً أن يشفي الله غليلك منه ويرزقك لذة مسامحته وسوف ترين بعد فترة قصيرة كم خفت الهموم من صدرك وانتهيت من هذا الحقد الحاضر يومياً.
أتمنى لك التوفيق