مشكلتي طفولتي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أنا مشكلتي بسبب طفولتي. أنا للأسف قمت بتقبيل ابن الجيران من فمه فقط والذي كان في مثل عمري 8 سنوات تقريبا، وذلك تقليدا لفيلم أجنبي كان فيه مشهد قبلة، وقمنا بذلك في ثلاث مرات فقط ولم تتكرر مرة أخرى ولم أهتم للموضوع في ذلك الوقت ولكن عندما كبرت تفهمت وأدركت المصيبة التي فعلتها وأنا الآن في أشد ندمي وحزني وأتمنى أن أرجع للماضي لأصلح الأمر وفي بعض الأحيان أشعر أو أخدع نفسي أن ذلك مجرد وهم ولم يحدث ذلك, حتى أنني قرأت عن التنويم بالإيحاء لأنسى ذنبي والأمر لم يستمر كثيرا وأرجع لما كنت عليه لأني أخدع نفسي.
فأنا على دين وعلى خلق والحمد الله ولا أسمح أن يكون في ذاكرتي ذنب مثل هذا فأنا أشعر أنني مكسورة وقليلة وسط أصدقائي بسبب ما حدث أنا أعلم أنني كنت طفلة وأن الله لن يحاسبني ولكن المشكلة في أنا. أرجو منكم المساعدة
30/3/2016
ثم تحت عنوان ندم أرسلت في اليوم التالي تقول:
السلام عليكم؛
يا ليت تردوا على رسالتي, أنا محتاجة حد يتكلم معايا في مشكلتي ويساعدني في حلها وأنا بعت الرسالة وللأسف محدش رد علي.
أنا مشكلتي إني عملت ذنب في طفولتي وأنا مش عاوزة أصدق اللي عملته أنا متضايقة من اللي عملته جدا ونفسي أرجع بالزمن علشان معملش كده وتكون حياتي سعيدة وواثقة من نفسي أكتر وأفكر في مستقبلي وأنا حابة نفسي من غير ألم نفسي.
مشكلتي لما قلدت مشهد بوسة في فيلم أجنبي مع ابن الجيران اللي كان في نفس عمري 8 سنين تقريبا. أنا مش فاكرة العمر بالضبط بس كان قبل البلوغ، وحصل كده في ثلاث مرات ثلاث مواقف, وكنت مش مهتمة ولا عارفة أنه حرام بس مجرد تقليد، وأنا عارفة إن ربنا مش هيحاسبني علشان كنت طفلة, بس المشكلة في أنا علشان عملت كده مش البنت الطاهرة الشريفة، زي بقية صحابي وأهلي أرجو أنكم تكونوا فاهمني وتساعدوني.
31/3/2016
رد المستشار
ابنتي الفاضلة "مريم" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على الثقة وعلى استعمالك خدمة الاستشارات.
قليلات من يحملن هذا الضمير الحي النقي في أيامنا هذه.... لكن المشكلة أن ما تعدينه ذنبا عظيما لا علاقة له أصلا بالذنوب بما يجعل قولك (تفهمت وأدركت المصيبة التي فعلتها وأنا الآن في أشد ندمي وحزني وأتمنى أن أرجع للماضي لأصلح الأمر) قولا فاجأني شخصيا وأنا أقرأ!! لا أقول لك أن ما دار بينكما سلوك سليم ولكن الأهم من السلوك يا "مريم" هو من يقوم بهذا السلوك؟
لم تجزمي بمعلومة أن عمرك وعمره في ذلك الوقت كان حوالي 8 سنوات ولا فرق تقريبا، لكنك ذكرت أهم معلومة وهي أنه كان قبل البلوغ... وبالتالي دون سن التكليف فهل هناك ذنوب يفعلها بنو آدم أو أي بني آدم قبل سن التكليف؟؟ تحاسبين نفسك يا صغيرتي فيم لا يحاسبك الله تعالى فيه -وأنت تعرفينن ذلك- فهل هي جديرة نفسك في رأيك بكل هذه القسوة منك؟ نفسك الطاهرة الشريفة! كما تأكدت وتأكد كل قراء هذه الاستشارة.
ربما يكون مذنبا من تركك تشاهدين مشاهد القبل في الفيلم الأجنبي باعتبار ذلك نوعا من التحرش البصري وإن كنت لا أثق أن أستطيع منع ابني الصغير بعمر 3-4 سنوات من التعرض لمثله!... لكن المهم يا حضرة النفس النقية والضمير الحي هو كيف يكون مآل من تعرض أو من قلد شيئا جنسيا من الأطفال؟ واقرئي عن: اللعب الجنسي في الطفولة Child Sex Play
ماذا تفهمين من أنك لم تستمري في مثل تلك السلوكيات مع الذكور رغم أنك قد تشاهدين مشاهد أكثر إثارة؟ -أرجو ألا تكوني ممتنعة عن مشاهدة الأفلام القيمة- ما معنى ذلك؟؟ ألست الآن منضبطة بما تطيق قدراتك البشرية؟ وتصفين نفسك بقولك (أنا على دين وعلى خلق والحمد الله) الحمد لله فعلا ... حتى قلت (ولا أسمح أن يكون في ذاكرتي ذنب مثل هذا).
هذه سقطة في الكمالية والتعمق أحسبها من علامات الشخصية القسرية... وهو ما يعني حاجتك إلى دعم معالج نفساني سلوكي معرفي ولك روابط مهمة على مجانين:
طيف الوسواس OCDSD شخصية قسرية وسواسية
الوسواس القهري والشخصية القسرية
مخاطر السعي لبلوغ الكمال
الكماليةُ ( فرطُ الإتقان ) وعدمُ الاكتمال
ثم تقولين (.... فأنا أشعر أنني مكسورة وقليلة وسط أصدقائي)..... وهنا أجد لدي سؤالا مهما لك: كم واحدة من صديقاتك قصصت عليها أنت ما حدث بينك وبين ابن الجيران؟... كم من الناس يا "مريم" عرف بما حدث بينك وبين جارك الصغير؟... أعرف أن الإجابة لا أحد إلا جارك نفسه! فأنت لم تخبري أحدا إذن لماذا تتوقعين أن تخبرك كل واحدة من صديقاتك بما دار بينها وبين ابن العم أو الخال أو ابن الجيران أو الزميل في الدراسة؟؟... كل الأطفال يقومون بسلوكيات يعرفون في الكبر أنها خطأ فلا يكررونها وليس أكثر من ذلك أما أن يريد الواحد منهم ألا يكون في ذاكرته شيء من عبث الطفولة فليس هذا من طباع البشر ولا هو هدف حسن من الأساس... أرجو أن تقرئي جيدا ما أحلتك إليه، وتابعينا بالتطورات.