بين الزواج والدراسة، بين القبول والرفض، سائل حائر ..!؟
أحب أولا أن أشكر القائمين على هذا الموقع الرائع على ما يبذلونه من جهد في سبيل خدمة الناس، وفقهم الله تعالى وأفاد بهم كل محتاج لنصيحة وكل سائل لمعونة. أما بعد فإنني أعاني من مشكلة قد تبدو للوهلة الأولى أنها بسيطة، ولكنها في الواقع تسبب لي أرقا وحيرة.
أنا شاب في الرابعة والعشرين من عمري في السنة النهائية بكلية الطب، نشأت نشأة يحسدني عليها الكثيرون، فأبي وأمي قاما بواجبهما نحوي على أكمل وجه، ومع أني لم أرزق بأخوة، لكن الله عوضني بأربعة أصدقاء أعتبرهم كإخوتي وأكثر. ومنذ عامين رأيت أخت أحدهم ولم أكن قد رأيتها من قبل، فأعجبني جمالها، ولكني لم أبالِ حينها، فلم أحادثها، لأن الموقف ساعتها لم يكن يسمح بذلك. وبما أنني وحيد أبي وأمي، فهما دائما ما يحثاني على الإسراع في الزواج، وللحق أقول فأنا أيضا أحب أن أتزوج مبكرا، فالزواج متمم للدين كما يقولون، وهو صيانة للشاب من الوقوع في المعاصي والآثام.
لم تكن تلك الفتاة هي الوحيدة التي أعجبتني، ولكن سبقتها أخريات، أحببت إحداهن وأحبتني، ولكن الظروف حالت بيننا فلم يتم ارتباط رسمي. وبدأت أفكر مليا في فكرة الارتباط بأخت صديقي هذه، فوجدت أنها مناسبة لي بشكل عام، فأنا أعرف أهلها معرفة جيدة بحكم كونها أخت صديقي، كما أنها فتاة متدينة، وتدرس في كلية الصيدلة، بالإضافة إلى ما سمعته عنها من أخيها فشجعني أكثر.
شجعتني كل هذه العوامل، بالإضافة إلى موافقة أبي وأمي بالطبع، أن أفاتح أخاها في الموضوع، لكنه رد حينها بأنه يرحب جدا بارتباطي بها يبد أن أمه ترفض أن ترتبط ابنتها بأحد قبل أن تنهي دراستها، تماما كما حدث مع أختها الكبرى.
مر عام منذ ذلك الحين، لم أيأس ولم أفقد الأمل خلاله في الحصول على الموافقة، أو حتى الحصول على فرصة للتعرف إليها عن قرب، فتعرفني وأعرفها أكثر، وحينها يتم التقارب. بدأت أتردد على كليتها أكثر من مرة، وأخذت أراقبها من بعيد، دون أن تشعر بي، ولكن لم تسعفني جرأتي على أن أحاول التحدث معها، ومفاتحتها في الموضوع، خوفا من أن يغضب أخوها أو أن تأخذ أمها على خاطرها مني وهي التي تعتبرني كابنها لدرجة أنها مرة وسطتني لأن أصالحها مع ابنها، فأكون كمن حاول الدخول من الشباك، وأنا أحاول أن أسلك الطريق الصحيح كي لا يلومني أحد.
أدركت أن هذه الطريقة لن تجدي نفعا، ففكرت أن أكلم أمها مباشرة على الهاتف، لكنني عدت ولم أفعل فليست لدي الشجاعة الكافية لذلك، ليس لضعف في شخصيتي، ولكني أخشى أن أرتبك ولا أحسن الكلام، فلا أستطيع إيصال ما أريد قوله.
ولكن في الآونة الأخيرة، حدث أن زرتهم في البيت، حيث أن صديقي كان يزوره أصدقاء له من بلد أجنبي، وكنا ذاهبين لإيصالهم إلى المطار، وهنا كان اللقاء الأول بيننا فسلمت عليها وسلمت علي، ومن حينها وبدأت نظرتي لها تتغير، فبعد أن كنت أعتبرها مجرد عروس اكتملت فيها صفات من أرغب فيها للزواج، إلى إعجاب جامح، لدرجة أنني أصبحت متيما بها، أحلم بها ليل نهار، فلا تفارق خيالي.
فاتحت صديقي مرة أخرى في الأمر، فكان الرد مختلفا قليلا، وهذه المرة كان أكثر صراحة، وأخبرني أنها هي التي ترفض الزواج في هذا الوقت ولا تفكر فيه، وتريد أن تركز أكثر في إتمام دراستها، لدرجة أنه سبق وأن تقدم لها آخرون، ولكن مصيرهم كان الرفض.
وأخبرني صديقي أيضا أنه حاول أن يناقشها كثيرا ليثنيها عن موقفها، وباءت محاولته بالفشل، مع العلم أنه لم يخبرها أحد حتى الآن أنني أريد أن أتقدم لها، خوفا من أن تتخذ إزائ نفس الموقف فترفضني حتى دون أن تتعرف إلي.
أشعر أنه لم يعد بوسعي شيء لأفعله، فالطرق كلها مسدودة أمامي، أنا على استعداد أن أنتظر إلى أن تنهي دراستها بعد ثلاث سنوات، ولكن ما الذي يضمن لي أنها بعد هذه المدة سوف توافق علي.
عرضت علىَ أمي أن تتوسط لي وأن تحادث أمها وتتقرب إليهم أكثر، عل وعسى، وأمي تتميز بأنها فصيحة اللسان، قوية الحجة، ولكني أخشى أن أسبب لها حرجا. لا أدري ماذا أفعل الآن بعد أن استنفذت كل الطرق ولم يبق أمامي شيء إلا الدعاء إلى الله، ومشورتكم التي أثق أنها سوف تجد لي حلا إن شاء الله.
25/06/2004
رد المستشار
أخي الكريم؛
لماذا تسد الطرق التي يمكن من خلالها السير إلى فتاتك ثم تقول كل الطرق مسدودة!!!!
فهل التعايش مع وضع فقد التوازن وعدم الاستقرار أهون لديك من رفضك!!
ولكن علينا أن نخطط لذلك جيدا، فأولا أحب أن أقول لك أن شعورك بالإعجاب الجامح وعدم مفارقتها لخيالك يرجع بنسبة كبيرة منه لشعورك باتزانها وعدم تهورها في اتخاذ قرار الارتباط قبل الدراسة فعليك أن تختبر قوة هذا الشعور بصدق.
مبتدأ الخطة كالآتي:
محاولة ظهورك في حياتها بشكل حيادي مشروع وألا تحاول أن تدخل من الشباك أبدا. ولكن يمكن عن طريق استغلال المناسبات الطبيعية كأن تعلم مثلا بعيد ميلادها فتهدي لها كتابا شيقا مفيدا أو شريط كاسيت والمناسبات العامة كعيد الأم مثلا تهدي والدتها هدية وأكيد ستعلم بها مناسبة نجاح لها وهكذا... وبذلك ستصل الرسالة ولكن بشكل قوي مشروع ليس فيه حرج.
ولا تحاول أن تقنعني كما تقول بأنك لست شجاعا أو لا تحسن الكلام فكيف يكون ذلك وقد حادثت صديقك فكم من قصص حب انتهت لعدم قدرة المحب على مواجهة صديقه بأنه يحب أخته أو على الأقل يستخدم وسيطا وكذلك عندما حدثت مشكلة بين الأم وابنها واختارتك أنت لتتحدث معه لتصلح بينهما أليس كذلك فانفض عنك حديث الارتباك هذا وبعد ذلك بفترة عليك أن تسير بالتوازي في طريقين:
الأول أن تتحدث أنت مباشرة مع والدتها فسيكونُ الكلام بينكما أفضل لما تتمتع به أنت من قبول لدى والدة فتاتك.
والثاني هو طريق محادثة والدتك لوالدتها لما تتمتع به من سحر البيان وحلو الكلام فلو كان رفض الشاب أو الفتاة يجعلهم في حالة من عدم الإقبال على من أحبوا لما تزوج من تزوج ولما انتظر من انتظر
وأخيرا أود أن أقول لك ماذا لو حدث الرفض؟!
هل ستنتهي الحياة هل ستنتهي علاقتك بصديقك؟!!
هل سينتهي ودك لأمه..
أبدا يا أخي؛ فستكون أخذت بالأسباب أولها الدعاء لله سبحانه وتعالى ليقدر الخير لك وثانيها محاولة الوصول لفتاتك بما يرضي ربك ويرضي أيضا أهلها ولكن ستكون قد ارتحت فأحيانا عندما تستقر على كلمة لا يكون أفضل بكثير من كم التساؤلات السخيف المزعج وأسأل الله أن يوفقك للخير وتابعني بأخبارك إذا جد جديد.
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، الابن السائل العزيز أهلا وسهلا بك على مجانين نقطة كوم، وشكرا على ثقتك، ليست لدي إضافةٌ بعد ما تفضلت به مجيبتك أ.أميرة بدران، غير إحالتك إلى بعض الروابط التي ستفيدك جدا إن شاء الله فانقر ما يلي من عناوين:
أحبها ولكن .....
شكل الحب وحقيقة الحب:
الحب من بين اختيارين
اختيار شريك الحياة : هل من ضابط ؟
على مائدة الاختيار : العقل والعاطفة.
طالبنا وحيرته في أمر الزواج
وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين نقطة نت، فتابعنا بالتطورات الطيبة.