قلق أكثر من المحتمل
آه من حواء ! م
زوجي والحشيش: دخان البهجة المتاحة م1
العلاقة الحميمية لقاح لاكتئاب ما بعد الولادة م2
ما زلت.. وما زال
أطباء الموقع الرائعين؛ أنا سيدة متزوجة منذ ٣سنوات ولدي طفل عمره سنتان وأنا امرأة عاملة -الحمد لله-، حياتي طبيعية ومستقرة إلى حد كبير. مشكلتي مع زوجي أنه يدخن الحشيش، أعرف هذه المعلومة عنه منذ عرفته وكان ذلك قبل الزواج بـ ٣ سنوات.
تعرفت إليه عن طريق زوج أختي وأحببته جدا وما زلت. زوجي رجل حنون يحبني ويسعى لإرضائي، مجتهد في عمله ومستقر نفسيا ومحبوب جدا ويحب لعب كرة القدم ويعشق الحياة والسهر!
عندما تعارفنا أكد لي أنه توقف عن الحشيش وأنه عاد إنسانا جديدا وكره حياته السابقة. صدقته وأقنعت أخي الكبير بالموافقة عليه لأنني لم أشعر يوما بسعادة مماثلة كالتي شعرتها معه. بعد الزواج عاد زوجي تدريجيا لحياته وأصدقائه ولكل شيء وقد أحسست بأنه عاد يدخن الحشيش واجهته في بداية زواجنا وبكيت وقلت له أني نادمة أني وثقت به وأنني لا أستحق هذه الحياة.
حزن زوجي وحاول أن يبتعد عن شلته وعاد كل شيء من جديد. فقد ثقتي به، لم أعد أراه كالسابق برغم حبي له. أصبحت عصبية المزاج وأجرحه بالكلام. أرسلت مشكلتي عبر هذا الموقع فنصحتني الدكتورة بالتريث والحديث معه ومعرفة سبب لجوئه للحشيش.
هدأت غيرت أسلوبي ناقشته لكنه لا يحب الحديث وأعتقد أنه يحرج من الكلام معي في هذا الموضوع. زوجي غير مقتنع بحرمة الحشيش دينيا أو بأثره احتماعيا وهو يقول أن الناس لم تعتد عليه فقط!
تعبت جدا منه. أشعر أنه غير مسؤول، حاولت بكل الطرق وأشعر بأني فشلت. هذا الموضوع أثر علي داخليا وأخاف على مستقبلي ومستقبل أبنائي معه. أخاف أن يصيبه مكروه.
هل تدخل أخوته سيساعد؟ هل هجري يساعد؟
أرجوكم أخبروني ماذا أفعل معه! جزاكم الله عنا خير الجزاء
12/4/2016
رد المستشار
ما نزال على حيرتنا معك في شأن زوجك الذي ما يزال مصرا على تعاطي الحشيش!!
تأملت في فلسفة بناء، ونسيج المجتمع في الإسلام فوجدت أن سعي الإنسان لبهجة فردية منعزلة أو حتى مقتصرة على شلة أصدقاء هو مثل من يبيت شبعان، وجاره جائع، وكما يأثم كل أناني في المال أظن أنه يأثم من يبحث عن متعة أو بهجة منعزلة مصطنعة بحشيش يدخنه أو غيرة ظنا منه أنه لا يؤذي بذلك.
بهجة الناس بالناس واجتماعهم معا هو مقصد من مقاصد الدين تاه وضاع واندثر فيما تاه وضاع من معالم الدين حتى صرنا ننظر إلى الحشيش من زاوية أنه مخدر ضار نفسيا ودماغيا فقط، وليس من زاوية أنانية البهجة الاجتماعية وهذا حديث يطول، وربما يلفت نظر زوجك إذا تحدثت معه من هذا المدخل!!!
وسامحيني إذا كررت لك ما سبق وقلته في ردي على رسالة سابقة. أما رسالتك هذه فهي مثال للنموذج السائد للتفكير، والمعالجة!!
يسلك الشخص سلوكا لا يروق لمن حوله، أو لشريكته - في حالتنا - فتبدأ عملية التخبط، والارتباك، والتجريب لأساليب تتراوح بين الصبر المتبرم، ومحاولات التهديد أو العقاب الخائب، والانهيار النفسي والعصبي، والخوف المترافق مع العجز عن التصرف!!
نفس العمليات تجرى إذا صدر السلوك غير المرغوب عن طفل أو مراهق، والنتائج فشل ذريع متكرر، وبلا مراجعات سيظل الحال كما هو عليه!!
إذا كانت هذه الطريقة قد فشلت، وستفشل دائما فما هو المنوال الناجح.ّّ
يبدأ النهج الأكثر فاعلية بسؤال بسيط قرأت وبحثت في ثنايا سطور رسالتك عن إجابات له فلم أجد!!
تذكرت للتو عنوان كتاب أمريكي حديث نسبيا بعنوان: "إبدأ مع لماذا"
لماذا يا سيدتي يدخن زوجك الحشيش؟! هذا الرجل المجتهد في عمله، المحبوب اجتماعيا، والمستقر نفسيا، المحب، الحنون، الممارس للرياضة، العاشق للحياة!!
ولا يكفي أن يكون الدافع لتدخين الحشيش هو مجرد عدم الاقتناع بالأضرار الصحية، أو الحرمة الدينية!!
الحشيش يحقق متعة سهلة بلا عناء، ولا مجهود يبذله الباحثون عن متعة صحية سليمة في تأمل روحاني، أو نشاط جسماني، مجتمعي أو ممارسة فنية، أو السعي وراء بواعث البهجة التي يحتاجها الإنسان، ولا توفرها المجتمعات والأوضاع البائسة التي يعيشها أغلب العرب!
راجعي تفاصيل حياتكما بحثا عن حجم الضغوط من جهة، وعن توافر هذه السبل الصحية للحصول على الحق في تلبية الاحتياج الإنساني إلى البهجة، وأغلب العرب يجهلون أنه حق، ويجهلون أنه احتياج، ولا يوفرون سبله، ولا يحرصون عل تتبع أنشطته، حتى إذا أتيحت!!
أغلبية ساحقة من العرب تجهل أو تتجاهل البهجة، ولا تنظم خططا للحصول عليها بطرق سليمة وصحية، وهذه الملايين التي تقول وتكرر كلاما تافها ساذجا وسطحيا عن صعوبة حياتهم، وعن انعدام الفرصة لقضاء وقت مبهج، نفس الملايين هي التي تلتف من جهه أخرى
لتحصل على البهجة عبر المخدرات بأنواعها، ومن الجهل ما قتل!!!
ابدئي مع "لماذا"، ونواصل معا رحلة الفهم، لنحدد خطة العلاج في انتظار متابعتك!!
ولا بأس طبعا من مناقشة مع زوجك أرجو أن تبتعد عن اللوم، والتهديد، وكافة الأساليب الفاشلة التي ستجدين من حولك يكررونها رغم استمرار الفشل!!!
ويتبع >>>>> : زوجي والحشيش: اكتئاب اللاجدوى ! م4