مشكلة عائلية
منذ أن كنت صغيرا وأمي تقوم بالاهتمام بي من ناحية الملبس والاستحمام، حتى أن بلغت وبدأت أخجل أن أخلع ملابسي أمامها ولكنها دائما تصر على أن تقوم هي بالإشراف على استحمامي وملبسي وحجتها بأنها أمي وقد رأتني عاريا وذلك لا بأس به، وكانت تضع كرسيا لها بالحمام وترشدني إلى المواضع التي يجب تنظيفها والتركيز عليها.
وفي بداية الأمر كانت تدخل معي الحمام وتساعدني هي بنفسها وبعد الانتهاء من الاستحمام تضع على جسدي بعض الكريم وذلك للترطيب وبعدها تجلعني أقف عاريا حتى يمتص جسدي للكريم. فكنت أشعر بالخجل الشديد وأنا أنتظرها تسمح لي بأن أرتدي ملابسي. فقلت لها ذات مرة بأنني أستطيع الاستحمام لوحدي ولا داعي من وجودها معي. فقالت لي بأن ابن صديقتها الذي يكبرني بعامين ما زال يستحم مع والدته ويجب أن أكون مثله.
وبعد فترة أصبحت تتركني أستحم بنفسي ولكن تدخل علي فجأة وتنظر إلى طريقتي في الاستحمام إذا ما كانت صحيح أو خاطئة. وأنا كنت مستاء من تصرفها ولكن هي لا تريد أحدا أن يجادلها في أمر تراه صحيحا.
ليس فقط ذلك ما يزعجني. بل عندما تريد قضاء حاجتها وأنا أستحم كانت تقول لي قم الآن بتفريش أسنانك بما أن المغسلة أمام الكابنيه فكنت ألقيها ظهري عند التفريش حتى تتمكن من قضاء حاجتها وأنا على المغسلة أقوم بتفريش أسناني وأنا أسمع أصواتا تخرج منها وكنت أعلم بأنها تقوم بقضاء حاجتها ولكن أتصرف وكأنني لا أعلم. وهي بالعادة لا تبالي من إخراج الغازات أمامي وفي أي وقت حتى ونحن على مائدة الطعام.
ومرة من المرات وهي تقضي حاجتها وأنا أفرش أسناني تبين لها أنه لا يوجد مناديل في الحمام، عندها قامت بمناداة الخادمة وطلبت منها إحضار بعض المناديل. ودخلت الخادمة لتقدم لها المناديل ورأتني عاريا وكنت محرجا جدا من تصرف أمي.
أفيدوني
14/4/2016
رد المستشار
ما تصفه من سلوك الوالدة الكريمة قد يكون شيئا عابرا لا يستدعي أي قلق، وقد يكون غير ذلك!!
على قدر ما تفضلت به من معلومات بدت لي الوالدة شخصية بسيطة لا ترى في التعري، ما يدعو لكل هذا الخجل، وبخاصة حين يتعرى الابن أمام الأم، وبالمقابل فإنها لا ترى ما يدعو للخجل حين تكون على طبيعتها في خروج الريح منها في وجوده، بصوت أو بدون صوت!!
ورسالتك فرصة لتناول مسألة الخجل من التعري، وهي إعاقة أصابت أمتنا من سوء فهم وتفسير الدين!!!
الملايين منا لا يستحون ولا يشعرون بأدنى خجل، وهم يكذبون ويظلمون، ويمررون الكذب والفساد الإداري والسياسي، والظلم وجبروت الاستبداد، ويسكتون أو يتخارسون وهم يرون الباطل بكل صوره منتشرا، والحق متواريا، أو مطاردا!!
ولا يرون في هذا ما يدعو للخجل، بينما تستحي المرأة عندنا أن ينكشف لها خد، أو كف، أو ظفر، ونتداول نحن هذا الخجل بوصفه "الحياء"، ونمتدح صاحبته!! وأنا هنا لا أنتقد الستر والاحتشام، ولكن أعترض على أن يصبح المعيار الأهم، وأحيانا الأوحد للحياء!!
وزاد الطين بلة، المبالغة في اختصار الاحترام والعفة والتقوى في تغطية الجسد أن أصبحت ثقافتنا رهينة لعصاب التغطية، والتعرية فالمرأة المغطاة هي المحترمة الفاضلة مطلقا وبتعميم مضلل، وغير المغطاة هي أقل احتراما، وأكثر انفلاتا، وسهل منالا!!!
ولا يبتعد عن هذا... العمل بعكس المفهوم عند البعض حين تصبح المرأة سافرة الوجه هي المتحررة العصرية، والمرأة المغطاة هي المتخلفة التي تسربلت بحجاب العقل!!
وهذا كله اختزال وابتذال يسلمنا مع غيره إلى التسطيح، والشكلانية، وفساد المنطق، والذوق!!
نحن يا ولدي لا نغطي عوراتنا لأننا نخجل من كشفها، أو نستحي من أجسادنا العرية، ولكن لأن الله قد شرع هذا ضمن آداب اجتماعية، وتدابير تتعلق بتنظيم حياة الناس. وأنت لم تذكر في رسالتك أن والدتك تتعرى أمامك، أو أنها تتلصص لترى الخادمة عارية - مثلا، أو غير الخادمة بحيث نقول أنها تعاني من أعراض داء حب التعري، أو إدمان التلصص، لكن لا يمنع كل ما تقدم من أن تواصل إبداء رغبتك في رعاية نفسك، ونظافتك الشخصية بنفسك، وإصرارك بلطف على هذا من شأنه أن يرتب موقف الوالدة بشكل مختلف دون الدخول في مقارنات مع حالات أخرى!!
الحقيقة أن حاسة الباحث قد تحركت في عقلي ووجداني لأستطلع جذور هذا السلوك الذي يبدو أنه غير مقتصر على والدتك، إذا صح ما تقوله عن صديقتها!!
ما هو الأساس النفسي، والاجتماعي؟! وما هو المصدر الذي ينبع منه هذا السلوك وإلى أي مدى هو منتشر؟! وفي أية أوساط؟!
أقول هذا لأتبين لا لأستنكر، ولأفهم خلفية هذا التوجه الذي يبدو مخالفا للتوقعات، وإن كانت التوقعات لا تلزم بشيء!!
ويفتحنا هذا على تساؤلات عن مصادر ثقافة الوالدة وصديقتها هل هي مصادر تقليدية متوارثة، أم هناك انفتاح على ثقافات أخرى عبر الإنترنت مثلا؟!
هل أطمع في أن نبحث معا هذه "الظاهرة" وبخاصة إذا كانت أوسع من مجرد حالتين!!
معرفة خلفيات وأسباب السلوك هي المدخل السليم للتعامل معه!!
كما لم تذكر لنا شيئا عن بقية الأسرة، ولا عن عمر الوالدة، ولا عن سلوكيات أخرى مرتبطة بما ذكرت، لعلها تكشف، أو تفسر!! وفي انتظار متابعتك. دمت بخير.
التعليق: عمر الوالدة هو 44 سنة وأبي يعمل في الخارج منذ 7 سنين ولا يتواصل معنا باستمرار.
سلوكيات أمي تسبب لي الإحراج خصوصا عندما تتحدث إلى صديقاتها عن تعاملها معي. وعندما أعصي كلامها تجردني من ملابسي وتقوم بضربي بالشبشب على مؤخرتي أمام أختي الكبيرة والخادمة.
أما مع بقية الأسرة فهي تتعامل مع أختي بالمثل ولكن ليس أمامنا. أما بالنسبة لي فهي لا تبالي بوجود الغير وخصوصا صديقتها المقربة حيث أنها تعاقبني أمامها وصديقتها تشجعها على ذلك من باب الطاعة والخضوع لها.
وعندما أتحدث مع أمي وأقول لها ذلك تقول لي لي أنني مهما كبرت في العمر أبقى صغيرا أمامها. وأن صديقتها تعاقب ابنها أمامها ولا داعي للخجل بل إن هذا النوع من العقاب يجدي نفعا ويضبط التصرفات.
وأنا في حالة يرثى لها