الطائر المذبوح: العاشقة م1
هروب!
مرحبا دكتورة أميرة! أتمنى أن تكوني تذكرت قصتي المؤلمة! الحقيقة يا دكتورة حالتي تستاء يوم بعد يوم، وأنا أعني ما أقول (أنا فقدت حياتي وسعادتي). أنا فتاة ضعيفة جداً وصغيرة عقل وخيالية وغير ناضجة، أعلم كل هذا ولكن لا يوجد حل!
لقد سمعت نصائحك وحاولت كثيراً الابتعاد عن عمار، ولكن كنت وما زلت أموت.
أشعر أن حياتي انتهت أما هو فلا.
لقد استمريت معه على نفس المنوال، أسبوعين مع بعض وعلاقتنا جميلة جداً وينتهي الأسبوعان ونتفارق شهرين إثر مشكلة صغيرة جداً، ويعود بعد الشهرين ويرسل ويرسل ويحاول إلى أن أعود وأضعف، المهم استمرينا هكذا إلى الآن.
لم أكن سعيدة بحياتي هكذا ولكن ما باليد حيلة فأنا استخدمت وسائل كثيرة لكي أنساه ولكن يصل بي الحال إلى انقطاع النوم تماماً وترك الدوام في جامعتي، تركت جامعتي بسبب الكآبة التي أعيشها وآخذ فاليوم كل ليلة باستمرار لكي أقف عن التفكير به وأنام، أصبحت مهملة لحياتي ولعائلتي وأنتظر عودة عمار وعطفه علي لكي تعود لي حياتي.
لقد تقدم لخطبتي شابان في هذه الفترة وكانا جيدين من الناحية الدراسية والأخلاقية! ولكن بدون تفكير أرفض الجميع وأكرههم جداً فأنا أملك أمل أن عمار يكون لي! وهناك شاب جديد في جامعتي يحبني جداً ويحاول التودد والتقرب مني وأنا أعلم جيدا أن نيته صادقة ولكن أنا لا أطيق الحديث معه ومع أي شاب. لا يوجد من يدخل عيني قبل قلبي فعمار أخذ كل شيء معه، عمار متغلغل في داخل أحشائي إلى الأبد، عمار مرض خبيث لا شفاء منه!
المهم بعد فراق دام مع عمار شهرين كالعادة، عاد عمار لإرسال الرسائل والسؤال عن حالي -أتجاهله ولكنه يعود-.
عدت له وعاتبته كان كالعادة تافها في تبريراته، طلبت منه العودة إلى العراق وأعطيته مهلة للتفكير ولكني شعرت ببرودة، فـعمار من المستحيل أن يعود إلى العراق، لذا قررت للتخلص من هذا العذاب بالسفر له، قرار صعب جداً وسوف أجلب العار لنفسي ولعائلتي المسكينة!
سوف أخسر سمعتي ومستقبلي ودراستي وعائلتي وأذهب إلى عمار فهل يا ترى سوف يقدر عمار هذه التضحية الكبيرة!
فكرت مراراً وتكراراً أن سماعي خبر خطوبة عمار وأنا في العراق سوف يدفعني للانتحار بلا ذرة شك، وبهذه الحالة سوف أجلب لعائلتي العار أيضاً، لذا جلب العار وأنا مع عمار أحسن من جلب العار وأنا متوفية!!
للعلم أيضاً أن علاقتي مع الله تغيرت جداً فأنا تركت صلاتي ولا أتكلم مع الله أبداً لأني أشعر أنه غير موجود فلو كان موجودا كان قد انتقم من عمار الذي بصق على القرآن تحديا لله أن يحوله إلى قرد! والله لم يحرك ساكنا وكذلك لو كان موجودا كان قد عاقب عمار نفسياً على الاقل كما أتعاقب أنا المؤمنة!!
المؤمن مبتلى! هه ترهات
المهم فقررت أن أتكلم مع عمار عن فكرة السفر، تكلمت معه ورحب بالفكرة وقال سوف أحميك من أهلك وسوف أقدر هذه التضحية ولكن لا يحتاج أن تأتي إلى ألمانيا لتثبتي لي حبك فأنا أعلم جيداً أنكِ تحبينني ولكن لو سألتني عن رأيي في السفر فأنا أشجعك على هذا القرار وسأكون معك خطوة بخطوة وسأبعث معك أناس يساعدونك في الوصول إلى هنا، وسوف نكون معاً وحتى لو حدث خلاف بيننا بالمستقبل فحقوقك محفوظة هناك والدولة توفر لك كل شيء، تكلم معي عن بقية التفاصيل وكيف أجلب الأموال فقلت له من عائلتي يعني سوف أسرق عائلتي لم يمانع هو ولم يقل أي شيء.
المهم بعد حديثنا بيوم واحد قلت له عمار سوف أبدأ بالجواز وقال لي جيد ولكن بدأ يتأخر في الرد أيضا كالعادة انزعجت أنا جدا لأنه متصل على النت ولا يفتح المسجات التي أبعثها له وأعطيته بلوك ثاني يوم وقام هو بإلغاء صداقتنا على الفيس بوك ومن بعدها بعثت له مسجات وأنا غاضبة وأنعته بالحيوان ولكن لم يرد على مسجاتي من ذلك اليوم وهو 6 أبريل إلى الآن...
حاليا أنا محطمة بالكامل ولا يحتاج أن أشرح ما أشعر به. ما أفكر به الآن هو السفر فأنا لا زلت أريد السفر هذا قرار مصيري وصعب وإن سافرت لا أستطيع الرجوع أبداً لأن عائلتي سوف تذبحني إلى حد الموت!!
ساعديني دكتورة بأي شيء!! ماذا أفعل مع عمار!
إن وصلت هناك هل يرحب بي! هل سوف ينبني حب جديد بيننا فنحن تعرفنا على الإنترنيت وما زلنا على النت ولم نلتقي أبداً فوجودي بقربه ممكن أن يخلق حب!
ما هي المساوئ التي سوف أعيشها هناك!
ساعديني فأنا منهارة تماماً.
17/4/2016
رد المستشار
هناك فرق كبير بين الحب والتعلق، فالحب رغم قوة مشاعره وأهميته عند من يحب إلا أنه يحتمل الفراق والنهاية!، وهناك فرق كبير بين رغبتك في تحقيق ما تتمنيه وبين التهور والاندفاعية، ولقد أرسلت مشكلتك عدة مرات بأسماء مختلفة، لتشرحي نفس المشكلة بطرق مختلفة وهذا له معنى، ويبدو أن المعنى السطحي لما يحدث معك من معاناة ليس هو لب المشكلة!
فقصتك ليست قصة حب ينتهي بالفراق بقدر ما هو يتعلق بطبيعة تكوينك النفسي الذي يسبب لك كل هذا الألم، وهو الأهم الآن إن كنت تريدين فعلا وبصدق أن ترتاحي، وألا تنهاري وتخسري الباقي من نفسك التي تهدرين طاقتها ومبادئها مقابل ما تتصورينه حبا يا ابنتي، وهو ما يحتاج لتدخل نفسي متخصص، فتعلقك الشديد جدا به، وقبولك لدور الضحية هذا بكل حذافيره، والخوف من فقده ولو على حساب سمعتك كفتاة وبطعن أهلك بخنجر مسموم والتفكير في سرقة أموالهم لا يمكن أن يكون متعلقا بقصة حب، ولكنه يتعلق باضطراب نفسي يحتاج لتشخيص من متخصص لتساعدي نفسك من الانهيار الحقيقي الذي يعطل البشر ويتركهم جثة هامدة في شكل بقايا إنسان للمرض!
ان كنت صادقة فعلا في لملمة نفسك والنجاة بها من أفكار الهروب والتهور والتعلق المرضي فلتتواصلي فورا مع متخصص نفسي ليحميك من معاناتك التي تزداد ولا تتناقص، فأنا هنا من أجلك، وأشعر بمعاناتك الموجعة، وهذا ما يجعلني صريحة جدا معك بطلب استشارة متخصص ليضع يده على حقيقة ارتباكك النفسي الذي يأخذ صورة قصة حب... هيا ابدئي واقبلي ما أحدثك عنه دون دفاع أو رفض لتبدئي لملمة شتاتك...
دمت بخير.
واقرئي أيضًا:
نفسي عاطفي: حب إليكتروني Electronic Love
نفسي عاطفي: علاقات إليكترونية Electronic Relations
نفسي عاطفي: مشكلات التعلق Attachment Problems
الفرق بين العشق والحب والإعجاب
مشكلات التعلق
حبٌّ أم تعلق : سؤال الماضي والحاضر
ويتبع>>>>>>>>> : الطائر المذبوح مشاركة