أنا أشعر أني لا أعيش في الواقع
السلام عليكم؛ أنا سأدخل في الموضوع مباشرة أنا طالبة في المدرسة الثانوية أنا مصرية ولكن أعيش في السعودية وفي الرياض تحديدا والرياض بالذات تتميز بالرقي والالتزام الديني وأغلب أهلها متدينين ولا تجد الناس يمشون في الشوارع كثيرا ولا تخرج من البيت إلا بالسيارة أنا أذكر هذه المعلومات بطني أنها مفيدة.
أعتقد أن أهم مشكلاتي أني لا أستطيع أن أحدد هدفي أنا لا أعرف ماذا أريد أن أكون وماذا أتمنى أن أحقق أشعر أني أعيش في عالم خيالي منذ أن كنت صغيرة ولا أذكر منذ متى أنا فقط أتذكر أني دائما كنت أعيش في عالم وهمي في البداية عندما كنت صغيرة كان محور هذا الخيال عني وعن مستقبلي لكنه كان طبيعيا إلى حد ما كان لا يستحوذ على تفكيري ولا يسيطر علي ولكن كبرت وكبر خيالي فأصبحت أقضي معظم وقتي وأنا أتخيل هذا العالم الوهمي القصص الوهمية.
في البداية كنت أتخيل حياتي وكنت أنا الشخصية الرئيسية فيها ولكن لم يكن أحد من عائلتي موجودا فيها ولا يظهرون إلا نادرا كنت أخفي عائلتي والآن أخفي نفسي أصبحت أتخيل حياة أناس آخرين ليسو أشخاص حقيقين ولا يشبهون حتى أناسا أعرفهم الأمر أحيانا يصبح خارج السيطرة فيستحوذ على تفكيري وحياتي بأكملها.
فأحيانا أعجز عن التوقف حرفيا وتظل الأحداث تدور في بالي بلا توقف أنا أتخيل حياتهم بالتفصيل ويتجاوز الأمر ذلك عندما أتخيل حياة أولادهم وأحفادهم أنها لا تتوقف بل يصل بي الاندماج إلى أن يكون صوتي مسموعا أحب أن أتخيل وأنا أتحرك أتمشى ولا أحب أن يراني أحد أو أن أفعل هذا بوجود أحد معي وإذا دخلت أختي الغرفة لا أستطيع التركيز وأود إبعادها بأسرع ما يمكن رغم أني أحب الجلوس مع عائلتي علاقتي لوالدي جيدة وأحب التحدث إلى أمي ولكن لا إصارحها بما يتعلق بالأمر.
مستواي المدرسي جيد لكن أنا أشعر أني كسولة ولا أملك همة رغم أن نسبي المدرسية هي 93 وحتى القدرات 93 إلا أني أشعر أني لم أستطع أن أدخل أي تخصص يعجبني أو يجعل عائلتي فخورة بي أنا أشعر أن سبب كسلي وعدم اهتمامي هو أني ليس لدي هدف أسعى إليه.
كنت أشعر أن الأمر عادي ولكن في الفترة الأخيرة أصبحت غير سعيدة ولا متفائلة رغم أني كنت عكس ذلك
أنا لست سعيدة رغم كل أسباب السعادة التي تتوفر حولي ولا أعرف السبب ربما لأن هناك تغيرات كثيرة على حياتي في الفترة الأخيرة.
18/4/2016
رد المستشار
أشكرك "مريم" على لجوئك لموقع الشبكة العربية للصحة النفسية الاجتماعية، وثقتك في القائمين عليه، فإن تزاحم الأفكار وكثرة الخيالات في مرحلة المراهقة وما بعدها هي ظاهرة نفسية معروفة، وتعتبر عابرة وتنتهي تلقائيًا، لكن في بعض الحالات قد يكون الإسراف في التفكير مطبقاً ومشوشاً للتركيز، وينتج عنه قلق، ويشعر الإنسان بأنه منزعج نفسيًا، وأعتقد هذا هو الذي حدث لك.
هذه الحالات تُعالج من خلال ما يُعرف بالتفريغ النفسي، والتفريغ النفسي له عدة طرق، منه ما يمكن أن يقوم به الإنسان لوحده، ومنه ما لا يمكن قيامه إلا من خلال مقابلة المختصين، وأعني بذلك الأخصائي النفسي أو الطبيب النفسي.
التفريغ النفسي الذاتي يكون من خلال أن يعبر الإنسان عن نفسه، وذلك يتم من خلال تجنب الكتمان، فالأمور التي لا ترضي الإنسان حتى وإن كانت بسيطة يجب أن يعبر عنها، ويكون تعبيره في حدود الذوق وحسب ما يتطلبه الموقف الاجتماعي، هذا أمر جيد ويساعد، وأرجو أن تلجئي إليه.
ثانيًا: التركيز على تمارين الاسترخاء هو أيضًا من الوسائل الجيدة جدًّا، فأرجو أن تتدربي على هذه التمارين، وذلك من خلال مقابلة أخصائية نفسية لتقوم بتدريبك عليها، أو يمكنك تصفح أحد المواقع على الإنترنت أو أن تتحصلي على كتيب أو شريط، حيث إن كل هذه الوسائط متوفرة وتوضح كيفية تطبيق هذه التمارين.
أيضاً يمكن الدخول في أنشطة ذهنية مغايرة وبديلة، فحين تأتيك فكرة حول شخصية خيالية أوقفيها وذلك من خلال الدخول في تفكير مخالف، فمثلاً بدلاً من التفكير في هذه الشخصية الخيالية: لماذا لا أفكر وأتدبر في آية من القرآن الكريم؟ وتأخذي المصحف وتطلعي على هذه الآية وعلى شرحها، هنا تكوني استبدلتِ النشاط الذهني بنشاط آخر مخالف ومفيد في نفس الوقت، وهكذا.
إذن الانخراط في أنشطة فكرية مخالفة ومغايرة وبديلة هي وسيلة طيبة جدًّا من وسائل العلاج.
يجب أن تأخذي أيضًا قسطًا من الراحة، وتجنبي تناول الشاي والقهوة بكميات كبيرة أيضًا يقلل من درجة ارتفاع اليقظة لدى الإنسان، وارتفاع اليقظة دائمًا يكون مرتبطًا بزيادة في الخيال وربما شعور بالقلق والتوتر.
توزيع الوقت بصورة جيدة دائمًا هو من الحلول الطيبة، فحددي جدول أسبقياتك: خصصي وقتًا لدراستك، وقتًا لقراءة غير أكاديمية، مشاهدة برامج تلفزيونية مفيدة، زيارة الأهل والأرحام، مشاركة الأسرة في الأعمال المنزلية.... هذه كلها بدائل وأنشطة حياتية مهمة جدًّا لا تعطي إن شاء الله مجالاً للتفكير والاسترسال في أحلام اليقظة وما شابهها.
في بعض الحالات قد تكون هنالك حاجة لاستعمال بعض الأدوية المضادة للقلق، ولكن في حالتك أعتقد أننا في هذه المرحلة على الأقل لا ننصح بالتسرع في تناول الأدوية، لكن إذا كانت هنالك إمكانية لمقابلة أخصائي نفسي هذا سوف يكون أمرًا جيدًا، لأن الأخصائي النفسي سوف يعطيك الفرصة للتعبير عن نفسك، ويكون هنالك حوار أكثر تفصيلاً، ويستطيع الأخصائي النفسي أن يحلل طبيعة هذه الأفكار ومحتواها، ومن خلال هذه الآلية وآليات نفسية أخرى إن شاء الله تعالى سوف تحسين بالراحة، بارك الله فيك، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.