معاناة اسمها (نقص السيروتونين) هذه مشكلتي بالتفصيل.
السلام عليكم .. أعاني من عدة أعراض نفسية لعل أبرزها وأكثرها إزعاجا الاكتئاب وقلة التركيز والتشتت الذهني والشعور بالقلق والخوف المبالغ فيه والزائد بما في ذلك الخوف الاجتماعي (الرهاب الاجتماعي) وزرت أطباء كُثر وتناولت عدة أنواع من الأدوية وهي حسب التسلسل الزمني كالآتي :
1- حبوب زيروكسات وكانت الجرعة تدريجية في اليوم نصف حبة (10 مغ) ثم حبة واحدة (20 مغ) حتى حبة ونصف (30 مغ) لمدة 6 أشهر تقريبا والاستفادة منه تكاد لا تُذكر.
2- دكتور آخر وصف لي حبوب الأنافرانيل (50 مغ) يوميا مع Risperdal 2 مغ لمدة شهر واحد فقط مع سيبراليكس وكانت الجرعة بشكل تدريجي من (5 مغ) حتى وصلت إلى (20 مغ) لمدة سنتين ونصف مع استبدال الأنافرانيل بحبوب الفلوزاك كبسولة واحدة لمدة مايقارب 8 أشهر والنتيجة قليل من التحسن بحالتي الخوف والقلق أي أن الاستفادة محدودة .
3- أحد الأطباء وصف لي حبوب Abilify مع السيبراليكس ولكن لم آخذه .
ولجأت مؤخراً أيضا لأحد الأطباء ووصف لي حبوب السيرترالين (زولفت، سولوتك، لوسترال) وبدأت بأقل جرعة (50 مغ) وكل أسبوعين زيادة الجرعة بمقدار (50 مغ) وكانت النتيجة تحسن ملحوظ بالحالة المزاجية والتركيز والرهاب والقلق وبقية الأعراض وآخر زيارة لي للدكتور وصلت معه لجرعة (150 مغ) والتحسن ملحوظ بكل الأعراض التي كنت أعاني منها بشكل تدريجي وإن كانت الحالة عموما غير مستقرة بمعنى تحسن وأحيانا عودة الأعراض بشكل متذبذب
(ولكن باعتقادي هذا الدواء هو أكثر من ناسبني وارتحت عليه مقارنة مع من سبقوه من الأدوية) ،، كذلك وصف لي إندرال (10 مغ) حبة واحدة يوميا واستمريت عليه شهر واحد ثم نفذ لدينا من جميع الصيدليات وتوقفت عن أخذه ،، ولأسباب كثيرة (منها أوقات فتح العيادة وموقعها وارتفاع رسوم الدخول)، توقفت عن زيارة الدكتور إذ كنت أزوره بمعدل كل أسبوعين مرة،، حتى رفعت الجرعة من نفسي لأن الدكتور سبق وأخبرني بالبداية سنرفع الجرعة كل أسبوعين حتى نصل إلى (200 مغ ) ونثبت عليها حتى تستقر الحالة
ومع رفع الجرعة ل (200 مغ) بدأت بالظهور أعراض جانبية أبرزها الصداع وألم بالرأس وشعور غريب فيه وحتى مع أخذ حبوب البنادول لا يزول، وكذلك الشعور بالتعب قليلا وقلة بالتركيز للأسف، فبدأت بتخفيض الجرعة إلى (100 مغ) واستمر الصداع فأصبحت أتناول حبة (100 مغ) يوم وترك وخف ألم الرأس لكن ما زال موجود والآن ثبتت على جرعة حبة ونص (150 مغ) والصداع خف قليلا لكن ما زال يأتي على شكل نوبات
وأكثر الأعراض النفسية رجعت لي وإن كانت أخف حدة ولكن أشعر بأنني رجعت للمربع الأول، والمشكلة أني لا أريد أن أخسر فوائد تناول هذا الحبوب لأني استفدت منه بشكل ملحوظ بخلاف الحبوب السابقة كالسبراليكس والأنافرانيل والبروزاك والسيروكسات، التي كانت فائدتها محدودة وأعراضها الجانبية كثيرة منها البرود الجنسي والزيادة الكبيرة بالوزن أما السيرترالين كان رائعا عموماً ولم يؤثر على القدرة الجنسية أو الوزن ولله الحمد،
فما الحل أرجو مساعدتي وحتى تتضح المشكلة ونفهمها أكثر لدي عدة أسئلة أرجو التكرم بالإجابة :
1- لدي شكوك حول أسباب الصداع الذي أصبت به، هل بسبب رفع جرعة السيرترالين أم بسبب عضوي آخر؟ هل لجهاز المكيف علاقة؟ لأن تزامن رفع الجرعة بانتهاء موسم الشتاء وبدء استخدام المكيف لدخول الصيف، أم بسبب حبة الإندرال والانقطاع عنها؟.
2- السؤال المهم هل استخدام هذه الأدوية التي تعمل على السيروتونين تستخدم لمدى الحياة ؟ لأني وصلت لهذه القناعة أن هذه الأدوية يجب أن يكون استخدامها أبديا فسبق لي استخدام السيبراليكس لمدة سنتين ونصف وعند تركها تدريجيا رجعت أسوأ مما كنت عليه قبل استخدامه وأحد الدكاترة صارحني بذلك وأخبرني قد يكون استخدامها لمدى الحياة كالإنسولين لمريض السكري .
3- بعد ثباتي على جرعة (150 مغ) من السيرترالين ولكن التحسن ليس كأول استخدامي له حيث رجعت لي بعض الأعراض المزعجة وهي الشعور بالقلق والخوف بلا سبب أو بأسباب تافهة، ومن هم حولي لاحظوا بكثرة احمرار وجهي وأذني في أبسط المواقف الاجتماعية.
4- هل أستمر على حبوب السيرترالين أم يجب تغييره ؟ لأن وضعي الوظيفي والاجتماعي يتطلب وبقوة استقرار الحالة النفسية والتخلص من هذه الأعراض كالرهاب الاجتماعي والخجل والشعور بالقلق والخوف ورجفة اليدين والتوتر وصعوبة الكلام عند مقابلة أي مسؤول وقلة التركيز، علما أني سليم عضويا من أي مرض ولله الحمد.
5- من سمات شخصيتي أني حساس جداً وسريع التأثر وعاطفي حتى باتت العاطفة لدي وهيجانها مشكلة متعبة بمعنى تعلقي بالأشخاص والأماكن والأزمنة والذكريات بشكل عاطفي وبعملية استذكار أي منها أشعر بضيق شديد مؤثر ولا أعلم ما السبيل لحل ذلك وهل الأدوية تقلل منها لأني فعلا أشعر بحاجة لترشيدها إن صح التعبير ؟
ومزيدا من التفصيل أيضاً للحالة على النحو الآتي :
- البلد حاليا، محافظتك حاليا.... جنسك، الديانة، عمرك، وزنك، طولك.... وظيفتك، مدى كفاية الدخل المادي.. نومك، أكلك وشهيتك ؟
البحرين، ذكر عمري 29 وغير متزوج، مسلم وزني 66 طولي 159، أعمل بأحد الوزارات, والدخل المادي جيد جدا.
- أفكار غريبة: كالشك في بعض الناس؟ (بالتفصيل).... أو أفكار غير منطقية؟...... أو الشعور بالعظمة؟....... أو الشعور بالاضطهاد؟ أو أفكار غريبة عن الدين ؟
لا يوجد مما ذكر .
- تهيؤات، أو هلاوس سمعية أو بصرية؟ (بالتفصيل)
لا يوجد مما ذكر .
- سلوكيات غريبة؟ كالإهمال في نظافتك وملبسك؟ أو جمعك لأشياء تافهة لا قيمة لها كالعلب الفارغة؟ سلوك جنسي شاذ أو غريب ؟
لا يوجد مما ذكر .
-عائلتك (بالتفصيل): العلاقة مع الوالد، الوالدة، الأخوة، الأخوات ؟
العلاقة جيدة ولا يشوبها أي مشاكل بشكل عام .
- أي أحداث صادمة وفاجعة في حياتك كمحاولات اعتداء (بالتفصيل) أو حوادث طرق، وفاة عزيز عليك ؟
حالات قليلة من الشجار والمواجهات التي تحدث بسنوات المدرسة بكل مراحلها فقط .
- أي اضطراب نفسي سابق؟ أي مرض نفسي لشخص ما في العائلة؟ (بالتفصيل)، وما العلاج الذي تناوله؟، وما مدى تحسنه ؟
توجد عند أخواني حالات شبيهة مما أعاني منه ولكن بنسب متفاوتة ووالدتي أيضا ولكن لم يخضعوا لأي علاج وأحد أخواني يعاني من الصرع ويتعالج بحبوب ديباكين.
- أي مرض عضوي كالصرع أو مرض بالقلب أو ربو أو سكر؟
لا أبد
- منذ متى وأنت مريض ؟
أظن على مدى سنوات.
- أريد وصفاً أكثر تفصيلا للاكتئاب (بالتفصيل) أو القلق... بدايته، زيادته، ما يقلله أو يزيده، مدته، شدته..... كثرة لوم النفس وتأنيب الضمير؟... طبيعة نومك؟ هل لديك قلق وتوتر وخوف من المستقبل؟ رهاب اجتماعي؟
نعم الاكتئاب وتعكر المزاج يزداد بقلة التفاعل والنشاط الاجتماعي مع ميولي في أكثر الأحيان للانعزال لأني أميل للهدوء بعيدا عن الإزعاج أو الأماكن العامة التي فيها شيء من الصخب والإزعاج
والقلق يراودني أحيانا بشكل مفاجىء بلا مقدمات أو أسباب أو تكون هناك أسباب ولكن أسباب لا تستدعي هكذا درجة من القلق ولكن عقلي يصورها بأنها أمور مهولة وكبيرة
ونعم يوجد لدي شعور بلوم النفس وتأنيب الضمير بكثرة ونومي بشكل عام طبيعي ولكن دائما أميل للنوم النهاري بشكل يومي ولدي رهاب وقلق وتوتر وخوف .
- أو الرغبة في الموت أو الانتحار (بالتفصيل) ؟
لا نهائيا .
- هل تتعاطى أي نوع من المخدرات: حشيش، بانجو، هيروين ، أفيون حبوب مهلوسة، أو منومة أو منشطة أو أدوية كحة، أو المواد الطيارة كشم الكلة أو الإيثير.... أو.... أو...؟ ولو مرة واحدة أو مرات قليلة ؟ أريد التفاصيل؟
لا أبدا .
- هل لديك نوبات هوس: انبساط زائد ومرضي وغير طبيعي مع قلة نوم، وزيادة في الرغبة الجنسية، ونقد للآخرين، وعدم أكل، وشعورك أنك فوق كل الناس وأعظم منهم، وأنك مضطهدة وشكاكة في كل من حولك ؟
نعم تراودني أحيانا نوبات من الانبساط والانشراح الزائد ولكن لا تستمر طويلا ثواني أو دقائق، والرغبة الجنسية أحيانا تزيد وأحيانا أخرى تقل والأكل طبيعي ولكن أحيانا بشراهة خصوصا بالليل، وليس لدي شعور بالعظمة أو شكاك.
- هل لديك وساوس؟ ما هي؟ منذ متى؟ وكم من الوقت تقضيه في الأفكار الوسواسية؟ وكم من الوقت تقضيه في الأفعال القهرية؟ وهل تلك الوساوس أو الأفعال القهرية تؤثر على عملك أو دراستك أو علاقاتك الاجتماعية مع الناس؟؟، وإلى أي مدى تؤثر على حياتك؟
لدي وساوس ولكن لا أظن بأنها كبيرة أو تشكل مشكلة وغالبا ما تكون حول التأكد إذا ما أغلقت الأبواب أو حنفية المياه.
- هل لديك نوبات هلع؟ توهم مرضي؟
نوبات من الخوف ما بين البسيط والمتوسط نعم تترافق مع تسارع دقات القلب والشعور بالحاجة للذهاب للحمام ولكن هذه النوبات تقل مع أخذ الأدوية ولكن لا تزول.
- ما هو تصورك لنوعية المساعدة التي يمكنني أن أقدمها لك ؟
إيجاد نصائح وأجوبة لفهم الحالة أكثر وإيجاد الحل المناسب لإنهاء هذه المعاناة
- هل ترغب في وصفي علاجا دوائيا لحالتك؟
بكل تأكيد.
أنتظر ردكم
وشكرا لكم
18/4/2016
رد المستشار
شكرا على استعمالك الموقع وتمنياتي لك بالشفاء.
طرحت موضوعا في غاية الأهمية حول طول مدة العلاج مع استعمال العقاقير المضادة للاكتئاب وخاصة مثبطات استرداد السيروتنين الانتقائية (م.ا.س.ا أو SSRI ).
هذه العقاقير تستعمل أحيانا لعلاج القلق أو الاكتئاب أو وجود أعراض الاضطرابين معا. لا يمكن التعليق على التشخيص الذي وصل إليه طبيبك المعالج وإن كانت أعراض القلق المتعمم في غاية الوضوح في رسالتك. هذه العقاقير يستعملها الملايين ويمكن تصنيفهم إلى:
1- مرضى يستجيبون للعلاج كليا مع هذه العقاقير.
2- مرضى يستجيبون جزئيا لهذه العقاقير.
3- مرضى لا يستجيبون لها.
يمكن القول بأن استجابتك لعقار السيترالين Sertraline كانت جزئية كما هو واضح في رسالتك.
المريض الذي يستجيب كليا للعقاقير هو أكثر ميلا من غيره إلى توقيف العقار بعد ستة أشهر أو عام من بداية العلاج.
استعمال عقاقير م.ا.س.ا في علاج القلق أكثر إثارة للجدل من استعمالها في علاج الاكتئاب ولسبب واحد فقط وهي عدم وجود دليل علمي قوي على أن فعاليتها على المدى البعيد والقصير يقترب الى مستوى فعاليتها في علاج الاكتئاب. على ضوء ذلك فإن العلاج النفسي هو العلاج المفضل.
ولكن هناك حقيقة لا يمكن إنكارها وهو أن هناك شريحة معينة من الناس من يستمرون على العلاج لسنوات عدة ويدخلون في طريق يصل بهم إلى حالة من عدم المبالاة وأعراض قلق طفيفة وبدانة وغير ذلك بسبب هذه العقاقير ويتحرج المريض والطبيب من سحب العقار. لم تصل بعد إلى هذه المرحلة.
الجرعة التي يستجيب لها المريض في عقار السيترالين تتراوح ما بين 50 – 200 مغم يوميا. لا توجد هناك علاقة مباشرة بين الجرعة وبين الاستجابة. ولكن هناك لكل مريض نافذة علاجية Therapeutic Window وخاصة في الصحة النفسية يدخلها المريض بفضل جرعة معينة ودونها لا يستجيب للعقار أو يعاني من أعراض جانبية إذا تم رفع الجرعة.
تطبيق قاعدة النافذة العلاجية أسهل بكثير مع وجود فحص لقياس تركيز العقار في اضطرابات الصرع مثلا ولكن لا يوجد مثل هذا الفحص مع معظم العقاقير في الصحة النفسية باستثناء الليثيوم ولا بد من الاعتماد على تجربة المريض الشخصية.
المشكلة الأخرى مع جرعة عقاقير م.ا.س.ا هي أنه بعد الخروج من النافذة العلاجية يصعب الدخول فيها مرة أخرى وهذا ما حدث معك وموضح في التخطيط أدناه.
الصداع مع عقار السيترالين حقيقة مرة لا يمكن إنكارها. واحد من كل خمسة مرضى يعانون من صداع دائم يشبه الشقيقة أحيانا. ما أنصح به دوما هو أن يحرص الطبيب على فحص المريض بعناية لأن نادرا يسبب فرط ضغط الدم الحميد داخل القحف Benign Intracranial Hypertension ولكن بعد أكثر من عام من العلاج في غالبية الحالات. لا أنكر أني شاهدت حالات معدودة جداً، لذلك لا يجوز أن تأخذ أي علاج للقلق والاكتئاب بدون مراقبة طبية منتظمة وهذه نصيحة لكل رواد المواقع.
ولكن كيف يمكن صياغة حالتك؟
لكل إنسان عتبته الخاصة به للشعور بالقلق والتعامل مع عواطف متعددة مع ظروفه البيئية. أنت إنسان تميل إلى السلم والتعلق العاطفي وتشعر بالتهديد النفسي خلال الأزمات أو مع مواقف معينة وبالتالي فإن عتبتك للشعور بالقلق منخفضة مقارنة بالآخرين.
العقاقير تساعد على رفع هذه العتبة ولكن لفترة محدودة قد تكن عدة أشهر أو ربما عدة سنين. العقاقير أيضا لها مشاكلها الخاصة بها ولا تساعد على اكتساب الثقة بالنفس التي أنت بحاجة ماسة إليها. لذلك الحل الأفضل لك هو:
1- مراجعة ظروفك البيئية واستحداث خطة للتعامل معها والسيطرة عليها.
2- العناية بصحتك العامة ووضع أهدافك لتطوير نفسك ثقافيا ومهنيا واجتماعيا.
3- هدفك أن تتخلص من العقاقير على المدى البعيد وليس تعاطيها طوال العمر.
4- إن كنت بحاجة إلى عقار فذلك تحت إشراف طبي.
5- ومع العقار ولأمد معين لابد من علاج كلامي.
وفقك الله.
واقرأ أيضًا:
أعراض سحب الم.ا.س.ا م
بعد سنة على الم.ا.س.ا هل أوقف العلاج؟
الصبر على الم.ا.س يمحو الوسواس م