السلام عليكم
بداية جزاكم الله كل الخير على هذا الموقع الطيب وعلى مجهودكم الرائع، وأتمنى أن تتحملوني لأنني تائهة، منفعلة ومتوترة في هذه اللحظة التي أكتب بها استشارتي
نبذة عن نفسي:
فتاة أبلغ من العمر 29 عاما، أسرتي مكونة من أب وأخين علاقتنا جيده الحمد لله وعلاقتي بوالدي فوق الممتازة، والدتي توفيت وأنا بسن الـ 14. في فترة المراهقة التزمت جدا وكنت أسمع محاضرات دينية وأحفظ القرآن.
التحقت بالجامعة وتمت خطوبتي وأنا بالفرقة الثانية، "جواز صالونات"، ولكنه فشل لكثرة المشاكل ولعدم وجود عاطفة لأني لم أكن أحبه ولا أكرهه،
تخرجت من الجامعة وأنا لا زلت آنسة وكان علي أن التحق بالعمل وقد كان، الحمد لله اعمل بشركة جيدة ومتفوقة في عملي
المشكلة:
من 3 سنوات انتقل إلينا أحد المديرين إلى فرعنا، هذا الرجل أعجبت بشخصه من قبل أن آراه لأن به المواصفات التي أريدها، فالناس تتكلم عنه أنه شديد وملتحي "سلفي"، إلى أن جاء إلى الفرع ورأيته وأعجبني شكله وحسيت بميل قلبي ناحيته بالإضافة إلى أنه خفيف الظل وكثير المزاح، فأحببته أكتر، ومن أول هنا أنا ساتكلم بالعامية لأصف إحساسي بدقة، باختصار أنا سبت نفسي للإحساس ده يتملكني.
هذا الرجل يكبرني بـ 13 عام ومع ذلك لم أجد هذه مشكلة، حاولت أوضح له بطرق غير مباشرة إعجابي به ولكن لم أجد منه رد فعل وظللت على هذا الحال حتى انتقل بعد 3 أشهر إلى فرع آخر.
وطبيعي علاقتنا لم تنتهي كانت عادية كزمايل عمل وساعات نتكلم في أمور شخصية عن الجواز، كل هذا على برنامج الشات بتاع الشغل، مش برامج خارجية زي الواتس اب أو الفيس بوك، وهكذا لمدة سنتين أتكلم على أوقات بسيطة ومتفرقة، ممكن يكون كلام عادي مش تجاوزات ولا حاجة بس أنا بالنسبة لي كنت حزينة جدا أني أتكلم في أمور شخصية مع أحد ومع ده بالذات.
أنا لي زمايل كتير أولاد ورغم أني عارفة أني حرام أني أتكلم في غير الضرورة بس احنا بنتكلم عادي كزمايل في الشغل، لكن ده أنا حساسة تجاهه
المهم أني من سنة قررت ألا اتكلم معه أبدا نهائي وقفلت خالص ولله الحمد ولكن ما يعذبني الآن هو الآتي:
1- فاقدة الثقة بنفسي لعدم مبادلته لمشاعري، إحساس أنك ماتحبتش من الشخص الوحيد الذي أحببته، عذااااب
2- فاقدة احترامي لنفسي لأني تكلمت معه في أمور شخصية أو أنه أحس بضعفي (أنا بس كنت عايزة ألمح له أني معجبه بيه)، فبالتالي بقول أنه كأي رجل شرقي وكمان سلفي أنا بالنسبة له كده إنسانة سهلة ومش محترمة وهذا الشعور يعذبني.
3- لا أعرف كيف أتخلص من الشعور بالانجذاب ناحيته، هو الوحيد فيمن تعاملت معاهم أو تقدموا لي وهو الوحيد الذي شدني
4- أشعر بالضعف والهبل وقلة الحيلة
5- حزينة على تفريطي في جنب الله من الاختلاط، أنا مش بتكلم في حاجة حرام أو ماشية مع حد، بس أنا بالنسبة لي عمري ما كلمت أولاد في حياتي لحد ما تخرجت، فجأة لقيتني بتعامل مع ده وده وأهزر مع ده وده (هزار عادي محترم)، بس كل ده حرااااام، بحاول بجاهد أبطل، بس أنا مضغوطة مهزوزة
6- يها المستشارون الأفاضل، أنا عمري 29 سنة متى سأعيش الحب، أنا مسكت نفسي أيام الجامعة وأوائل الشغل والعمر يمضي، والفرصة بتيجي مرة في العمر
أشعر أن هذا الرجل كان فرصتي ولكنها ضاعت
أريد خطوات عملية أشتغل بيها على نفسي، تفكيري شوية مشوش ومضطرب وقناعاتي أحسها بدأت تتشوه وأفقد مبادئي
21/4/2016
رد المستشار
أيتها السائلة الكريمة نشكر لك لجوءك لنا ونأمل أن نفيدك ونهون عليك. أقول لك بداية لا تحزني. مازلت شابة وفرصتك لم تأت بعد.
لديك قلة تجربة مع الجنس الآخر بسبب التربية التي تحرم الاختلاط أيا كان شكله أو هدفه والتعامل المتحفظ مع الأولاد أو الشباب أو الرجال طوال عمرك وسنواتك التسعة وعشرين..
الحب من أعمق المشاعر الإنسانية لدى البشر ولذلك هو معقد وصعب الشرح والتفسير. له أنواع كثيرة لكن معظم الناس يبحثون عنه في علاقة رومانسية مع شريك متناغم، ولذا فإن حب الرجل/المرأة قد يكون جوهر معنى الوجود الإنساني بالنسبة لبعض الناس فيرون فيه اطمئنان قلوبهم واكتمال ذواتهم ولا نستطيع أبدا إنكار هذا على أحد لكنه أي الحب يتطلب نوعا من الكيمياء أو التبادلية التي لم تجديها في حالتك وأصدقك القول بأنها غير مفهومة ولذلك فغياب الكيمياء لست مسئولة عنه حتى تفقدي ثقتك بنفسك.غيابها لا يعني أن بك نقصا أو عيبا وإنما يعني ببساطة بأنها غير موجودة وليس ذنب أحد.
يجب أن تخرجي بعقلك من ثنائية الممنوع/ المرغوب (أريد الحب ولكن الاختلاط حرام). أنت تتعاملين مع هذا وذاك في عملك باحترام وانضباط لكنك تجزمين بأن كل هذا حرااااام! فهل تسألين فعلا متى سأعيش الحب أم تقصدين متى سأتزوج ولنترك الحب لما بعد الزواج طالما تعتبرين أي احتكاك مع الجنس الآخر حرام. أنا أطلب منك مراجعة قناعاتك فهي السبب وراء تشوشك وشعورك بالذنب.
يقولون الحب في عقولنا وليس في أحبتنا، وهذا ما انطبق على حالتك أنت تحبين الرجل في عقلك. لا علاقة حب حقيقية بينكما من حسن حظك. ونحن نعجب بالعديد من الأشخاص في حياتنا لكن تجربة الحياة الواسعة تعلمنا كيف نضع مشاعر الإعجاب في مكانها الصحيح.
كل ما حدث أن الرجل بادلك لطفا بلطف، ولم يحدث واقعيا بينكما شيء ولم تقري بأي شيء غير الإعجاب وهو شعور قد يكون طبيعيا إذا كان هذا الرجل لديه ما يستحق الإعجاب بالإضافة لكونه مديرك، فلا داعي لتحميل المواقف أكثر مما تحتمل لأن حبك له فكرة في عقلك أنت لن يحاسبك الله عليها طالما لم تفض إلى معصية أو ضرروأنت محظوظة بتحفظك الذي منعك من المبادرة أو الإعلان عن مشاعر غضة يشوبها الكثير من قلة الخبرة.
طوري مهاراتك وابحثي عن عمل تطوعيّ يستوعب طاقتك ومشاعر الحب والعطاء لديك. اخرجي للحياة وتعاملي باحترام وانضباط مع الرجال والنساء فذلك كفيل بتكسير الأصنام التي نكونها في عقولنا عن الرجال والعلاقات بين الجنسين ويساعدنا هذا على وضع الأمور في أحجامها الصحيحة.
إن القدرة على امتلاك علاقات حب صحية ليست فطرية رغم كونها تنشأ منذ الطفولة والخبرات الأولى للطفل مع الأم أو مقدم الرعاية الذي يمنح الرعاية والحماية والحب والغذاء والمهارات والاتصال الاجتماعي وغيرها من الحاجات الأساسية. إن كل هذه العلاقات بشكلها الأقرب للمثالية ليست قدرية بمعنى أنها تحتاج مجهودا واعيا لإنجازها والحفاظ عليها، كما أن العديد من الظروف يجب أن تواتيها كي تنمو وتترعرع وتنجح، ففشل علاقات الحب سبب رئيسي لكثير من أزمات الإنسان النفسية.
لكن الغريب هو قدرة الإنسان على الحب أو على اجتراحه من وسط كل ما يحيط بنا من كراهية وقبح وحمق وإحباط. بادلي كل الناس حبا بحب. أحبي عملك وأسرتك وبيتك ووطنك حبا لن تخجلي من إعلانه أبدا وأجزلي لهؤلاء العطاء حتى يأتيك رجل رائع يعرف كم أنت خيرة ومعطاءة. تعاملي كإنسانة مع كل من حولك وليس كامرأة باحثة عن الحب.
ويتبع >>>>>>>>: الجمال أم الثقة ؟ أهم حاجة للبنت