السلام عليكم؛
أود أن أشكركم على تأسيس هذا الموقع الرائع.. وأنا سعيدة أكثر لأن د.علاء مرسي أحد مستشاري هذا الموقع لأن أسلوبه مميز في الحوار وذو رأي وفكر بناء وأريد أن أسأل إن كان د.علاء يظهر في أي برنامج تلفازي لأننا متشوقون لكلامه الرائع بعد انقطاعه عن برنامج طاقات بلا حدود الذي كنا ننتظره بشوق كل أربعاء، عذرا على مقدمتي ولكن د.علاء مرسي يستحق كل التقدير، مشكلتي هي:
أنا فتاة مراهقة عمري 16 سنة وأنا فتاة عاقلة وجادة كما يصفني من حولي ودائما يلفت نظري الرجل ما فوق سن الأربعين (ليس حب ولكن مجرد لفت انتباه لأن في تلك المرحلة لا يوجد حب جاد وحقيقي ونهايته لن تكون سعيدة) على عكس الكثير من الفتيات وليس الكل يلفت انتباههم الشاب ابن ال20 وحتى الممثلين والمذيعين أعلق على أناقة أو وسامة من في الأربعينات منهم أو أكبر ودائما أسأل نفسي أسئلة مثل:
هل أنا أرى في رجال الأربعينات والخمسينات العقل والحكمة والوقار وهذا يلائم شخصيتي وعقليتي أم هي مجرد فترة مراهقة وستمضي ولن تستمر أم قد يكون نقص حنان ولكني أستبعد هذا الاحتمال لأن والدي يحيطاني بكل العطف والحنان .
أرجو إفادتي يا د.علاء ولك مني وإلى أ.د. وائل أبو هندي ولكل القائمين على هذا الموقع جزيل الشكر.
ابنتكم رنا
25/06/2004
رد المستشار
عزيزتي "رنا"؛ أشكرك على إطرائك وكلماتك الرقيقة وأرجو أن أكون دائما مفيدا.
في أغلب الأحيان تنجذب الفتاة إلى أبيها في سن صغيرة (حوالي الرابعة) وتريده أن يكون ملكها ثم تبدأ في تكوين اهتمامات أخرى وعلاقات أخرى مع أناس آخرين مع تقدم السن...
قد تعجبين بالرجال في سن الأربعين والخمسين لأنك منجذبة أو مبهورة بما تعتقدين أنه العقل والحكمة والوقار المصاحبين للسن والخبرة... وما يساعد على هذا هو رؤيتك للشباب من سنك والذين ترينهم غير ناضجين...
من الطبيعي والمعتاد أن الفتيات ينضجن قبل الفتيان و خصوصا في سنك... وبالتالي فأنت ترغبين فيمن يثير ويبهر عقلك ولا تجدين هذا في الشباب من سنك أو في أبناء العشرينات من عمرهم فتوجهين اهتمامك وانتباهك لمن تعتقدين أنهم يمتلكون الحكمة والخبرة والوقار... أقول تعتقدين لأنه ليس بالضرورة أن يتقدم الإنسان في المعرفة والحكمة والخبرة بمجرد تقدم السن...
ما هو مهم هو ماذا تعلم الشخص من خبراته في الحياة... وهل هو وقور وحكيم فعلا أم يبدو كذلك فقط...
لا سبيل إلى معرفة هذا بدون التعامل مع الشخص وقد يكون هذا غير متاح بسبب فارق السن بينك وبين هؤلاء الرجال في الأربعين أو الخمسين من عمرهم... فيبقى هؤلاء الرجال في مكان عالي المستوى ورومانسي في ذهنك.
أما من ناحية افتقاد الحنان فهذا أيضا احتمال قائم بما أنه من الجائز جدا أن يعطيك والداك الحنان ولكن ليس بالطريقة التي ترغبين فيها... وبالتالي فقد تفتقدين الحنان من والدك (بالطريقة التي تريدينها) وتريدين تعويض ذلك مع بدائله ممن يكبرونك سنا... من المهم جدا أن تعي أن جاذبية من يكبرونك بربع قرن أو أكثر قد تكمن في رغبتك لإثبات نضج عقلك وجديتك.. لكن يجب أن نعترف أن 16 سنة من الصعب تراكم الخبرات فيها للدرجة التي تحتم أو تؤكد أو تضمن النضج الحقيقي...
فكري معي... إنك تنامين 8 ساعات يوميا أو هذا هو المعتاد على الأقل.. هذا معناه أنك قضيت على الأقل 5 سنوات من 16 سنة في النوم... في سبات عميق... وقضيت خمس سنوات أخرى على الأقل في التعرف على نفسك وبيئتك والحياة... وبالتالي فمجموع خبرتك في الحياة قد يكون حوالي 6 سنوات...
إنك تعرفين بعض الأشياء عن الحياة وتفكيرك قد يسبق سنك مما يدل على ذكائك، ولكنك أيضا تحتاجين إلى الوقت والخبرة والتجربة العملية حتى تتبلور معلوماتك من المستوى النظري إلى المستوى المعرفي الحقيقي... الاحتمال الآخر الذي يمكنني التفكير فيه هو افتقاد الإحساس بالأمان بين الشباب من الجنسين..
فأنت والكثير ممن في سنك إما يؤمنون بالحب بطريقة رومانسية وغير ناضجة ويريدونه ويرغبون فيه ويصطنعونه مع أنفسهم و الآخرين بدون وعي منهم، أو أن يقولون مثلما قلت أنه "لا يوجد حب جاد و حقيقي وأن نهايته لن تكون سعيدة"...
الحب في هذا السن قد يكون حقيقيا وقد ينتهي بنهاية سعيدة (أنا أفضل أن نقول أنه يستمر استمرارا سعيدا بالزواج) إذا ما سمح الطرفان لنفسيهما بالوقت الكافي لإنماء الحب الحقيقي وليس فقط التعلق بآمال وأحلام بالحب ومحاولة الدخول في علاقة حب بأي ثمن...
إذا تأنى الطرفان وكونا الصداقة أولا ثم نميا أنفسهما وبعضهما البعض وساندا بعضهما البعض في النمو العقلي والنفسي والروحي والاجتماعي ونميا حبهما، فليس هناك ما يمنع وجود واستمرار الحب الحقيقي ابتداء من السن الصغيرة... إنه ممكن ولكنه نادر لأنه من النادر أن نجد من صغر سنه وفي نفس الوقت من واجه نفسه بالحقيقة المجردة وحرص على الصدق الكامل مع نفسه والآخرين.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب.