السلام عليكم
يا دكتور إني أعاني من بعض النجاسات في البيت، يعني كنت قبل فترة أمشي في الطرق وبعد ذلك دست نجاسة وذهبت بها البيت وانتشرت في ملابسي وحذائي وذهبت أستحم لكن قبل أن أستحم ذهبت لألمس الجوال وأنا بي نجاسة فما العمل؟
وأيضا ألمس بهذا المنشفة وأيضا عندما مرة واحدة أني شعرت بشهوة وبعد ذلك أحسست بخروج المذي وسقط في فخذي عند الركبة وبعد ذلك ذهبت وأيضا لمست بذلك تلفوني والمنشفة؟؟
وأيضا في البيت ولد صغير بال على السجاد وبعد ذلك ذهبت أمي لكي تغسله لكنها لم تغسله جيدا وأنا الآن أدوسه ولمست به المنشفة فما الحكم؟
وبعد ذلك استمريت ولم أغسل شيء وكنت أستعمل المنشفة وألمس الجوال وبعد ذلك أذهب للمسجد وأمسك المصحف بالنجاسة. وأيضا هناك نفس الشيء كانت نجاسة في الطريق وعرضت لي مرتين وكانت تنتشر وأنا ألمس بها مقابض الباب للحمام والمنشفة والجوال، وبعد ذلك كنت أعتقد اعتقادا جازما أني نجست المنشفة ومقبض الباب والجوال وفي الأولى لم أغسل شيئا ولكني ذهبت وغسلت مقبض الباب للحمام وبدلت المنشفة والجوال لم أغسله فماذا أفعل به لأني مشطته وظللت هكذا وكنت يعني متهاون بالنجاسة حتى أني أمس النجاسة في مقابض الباب والصنبور والجوال والمنشفة أعتقد أنها تنجست أنتم ستقولون لا عبرة بالشك لكنه ليس شكا بل هو حقيقة أعتقد اعتقادا تاما.
وأيضا إحدى المرات أحد بال على الكرسي بالسيارة وكنت الآن جالسا به وكان متنجسا قبل سنة وأنا الآن لا أعلم هل طهر أم لا؟ وماذا يطهره وبعد ذلك شممت بمكان الجلوس رائحة بول وكنت أمسكته بيدي ويدي مبتلة والثوب مبتل وبذلك تنقل النجاسة وأنا أمسك بها المقابض والجوال وغيرها.
وأيضا بعد غسل الغائط يبقي في الأظافر نجاسة وأنها بعد ذلك لم تذهب وأنها تنتقل في المقابض والثياب وهكذا بهذ الأشياء كنت أذهب أمسك المصحف وأصلي هل يعد كفرا لأني أمسكت المصحف بالنجاسة وأمسكت كثيرا من الأشياء. وإذا أنا أمسكت النجاسة بالطاولة والكرسي للمدرسة والكتب والأقلام فما الحكم وما حكم الجوال لأني أعتقد أنه متنجس فما الحكم؟؟
ويعني أيضا أمس بدلت الثوب الذي أصلي به لأنه متنجس والمنشفة أيضًا وكنت قبل ذلك ألمسهما هل يعني أنها انتقلت النجاسة لأني أمسها بشيء رطب ومبتل وأيضا يا شيخ كان هناك منشفة مغسولة وأنا لمستها بشيء نجس والآن أنا أستعملها وأيضا الثوب جديد لمسته بشيء نجس وأنا الآن أستعمله وأيضا عندما ألمس أذني كنت من قبل لمستها بشيء نجس وكذا تنتقل النجاسة فماذا علي عمله الآن؟؟
وجزاكم الله خيرا وكثيرا أيضا لكني لم أشرح بالتفصيل وربما هذا الشرح خاطئ ويعني كلما أخرج من الحمام ألمس هذي الأشياء النجسة وبعد ذلك ألمس بها أشياء وتتنجس معها فما الحكم؟؟
10/4/2016
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "علي"
ما تسأل عنه يا بني أمر معروف عند مرضى الوسواس القهري، حيث يميلون إلى التفكير السحري، وما تعاني منه هو انتشار النجاسة السحري!! إنك تعيش دوامة عجيبة من انتشار النجاسة في الأشياء، إذ تبدو بالنسبة لك وكأنها تمشي مسرعة من شيء إلى آخر، كما تسير النار في فتيل الديناميت، إلى أن تصل إليه فينفجر!!
تقول إنك تتيقن النجاسة، أليس من المحتمل أنه قد غابت عنك بعض الأحكام فظننت الطاهر متنجسًا، ما زلت صغيرًا وستتعلم أكثر كلما كبرت؟
كيف يمكن للنجاسة أن تنتقل من أسفل الحذاء أو من الفخذ إلى الجوال؟!!
لماذا تعتقد أن أمك لم تحسن تطهير السجادة؟
لماذا تفترض أن النجاسة تبقى تحت الأظافر بعد الاستنجاء من الغائط؟ وكيف يمكن أن يحصل هذا؟!! هل قال النبي صلى الله عليه وسلم هذا؟ هل قال أصحابه هذا؟ هل قال التابعون ومن بعدهم من المسلمين هذا؟
إذا كان كل ما حولك من طاولات وكراسٍ وأبواب ومقاعد، ومناشف، وسجاد...، متنجسًا في اعتقادك، فالنتيجة المنطقية لهذا: أن الكون معجون بالنجاسة، والناس يسبحون في النجاسة؟ ما رأيك؟ هل هذا معقول؟!!! القاعدة الفقهية تقول: (الأصل في الأشياء الطهارة) إذن هناك طهارة، بل هي الأصل في كل الأشياء، وليس كونًا معجونًا بالنجاسة!!
فكر في أجوبة منطقية لهذه الأسئلة، ستراها بعيدة كل البعد عن اعتقادك في نجاسة الأشياء!
إذن المشكلة الأساسية لديك ليست في أحكام الطهارات وإنما في طريقة التفكير السحري الخيالي، وشطحاتها البعيدة عن المنطق.
ثم اعلم أن النجاسة عندما تنتشر على النحو الذي تتحدث عنه تصبح معفوًا عنها، ونتعامل مع الأشياء كأنها طاهرة تمامًا، أرح بالك، فإذا ضاق الأمر اتسع، ويقول سبحانه: ((يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ)) [البقرة:185]. وقال: ((مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ)) [المائدة:6].
وأيضًا يا بني، النجاسة لا تنتقل إلى يدك المبلولة، إن أمسكت شيئًا متنجسًا جافًا كمقبض الباب، والجوال، وكرسي السيارة (لم تمسك النجاسة نفسها، وإنما كانت النجاسة في مكان ما، ثم هناك من نظفها بالصابون مثلًا، لكن لم يطهر المكان الذي كانت عليه بالماء)....، هكذا قال المالكية وقريب منهم الحنفية، ولا تنتقل إن ابتل مقبض الباب وأمسكته بيدك الجافة عند المالكية أيضًا.... ويجب على الموسوس أن يقلد أيسر الأقوال ريثما يعافيه الله من معاناته.
القلق الذي تفيض به رسالتك، وكثرة الأشياء التي نجستها في مخيلتك، يحتم عليك أن تعمل بقاعدة: (إذا ضاق الأمر اتسع)، وتعتبر كل ما حولك معفوًا عنه، وتعامله معاملة الأشياء الطاهرة، دون التفات للتفاصيل. إذا رأيت نجاسة بأم عينك اغسلها، وباقي الأشياء تبقى على أنها معفو عنها، تعامل على أنها طاهرة.
إن استطعت أن تتعامل مع الأشياء هكذا، فهي بشارة بعافيتك...
أخيرًا، من المهم جدًا أن تذهب إلى الطبيب النفساني، وكلما كان ذهابك وعلاجك في سن مبكرة كلما كانت النتيجة مبشرة.
عافاك الله، وطمئنّا عنك دائمًا.