تشخيصك غالبا كما قال طبيبك!
رسالة إلى د. وائل أبو الهندي؛
عند متابعتي لاستشاراتك بالنسبة للمواضيع التى تشبه حالتي أيقنت بإذن الله أن حل مشكلتي عندك بعد الاستشارة الأولى التي أرسلتها ولم يتم الرد عليها أبعث إليكم باستشارتي هذه لأني أريد تشخيصا دقيقا منك كعادتك. في سن 14-15 سنة حدثت لي مشكلة وهي صعوبة في بلع الطعام، لا أعرف كيف بدأت المشكلة ولا ترتيبها ولكن أتذكر ما يلي:
أنني كنت أحس أن هناك شيئا عالقا في حلقي وأيضا غصة في الحلق وعدم القدرة على بلع الطعام خوفا من الاختناق أو الشرقة. ذهبت إلى عدة أطباء أنف وحنجرة معتقدا أنني أعاني من التهاب الحنجرة الذين أكدوا سلامتي.
أتذكر أيضا أني كنت اعاني من ضيق شديد في التنفس إلى حد الاختناق حيث ذهبت عدة مرات إلى المستشفى لعمل تهوية بالأكسجين. لم أدرك حينها أن المشكلة نفسية بل كنت أظن أنها عضوية وهي التهاب الحلق.
ذهبت المشكلة مع الوقت وبقيت آثارها في شيء واحد فقط هو أنني أعاني من صعوبة في بلع الطعام عندما أكون بعيدا عن البيت وخصوصا عندما أسافر إلى مدينة أخرى أو في الجامعة أو في أي مكان لا أحس بوجود مساعدة في حالة تعرضت لاختناق أو شرقة.
بعد سنين قرأت عن القلق النفسي الحاد وأن من بين أعراضه صعوبة في بلع الريق وغصة في الحلق والشعور كان هناك شيئا عالقا بالحلق فأدركت أن المشكلة كانت نفسية عبارة عن قلق نفسي حاد ولم أدرك حينها ذلك. في انتظار الإجابة منكم حتى أعرف علتي تماما خصوصا أنه بعد، سنوات تعرضت لمشكلة نفسية أخرى بدأت على شكل قلق نفسي حاد ونوبات هلع راسلتكم عليها في موضوع مستقل في انتظار الرد على الاستشاريين.
هل بالإمكان أن أبعث لكم مشكلتي في ظرف بريدي أو أتصل شخصيا بكم على الهاتف حتى أشرح المشكل بالتفصيل الدقيق.
هل هناك احتمال أن سبب المشكلة هو قلق نفسي حاد خصوصا أنني في تلك الفترة لم أكن أدري ذلك
29/4/2016
ثم أضاف بعد أقل من أسبوع: ما هي الإفادات التي تريدها مني يا أستاذ وائل؟
شكرا لكم على الرد على استشارتي تحت عنوان تشخيصك غالبا كما قاله طبيبك تحت الموجودة في الرابط: http://www.maganin.com/consultanciesview.asp?key=11733
حسبما فهمت فإني أعاني من ثلاثة اضطرابات وهي اضطراب الهلع والقلق المتعمم والوسواس القهري. أنت طلبت مني مزيدا من الإفادات، ما هي هاته الإفادات اسأل وأنا اجيبك عن كل شيء بإذن الله.
أشير في الأخير إلى أمر واحد وهو أنك أشرت إلى العلاج النفسي وأنا أريد التعقيب على أمر
عندما بدأت حالتي فأهلي أخذوني عند psychologie الذي تابع حالتي لستة أشهر حسبما أعتقد وهو من حولني مع رسالة إلى ما يعرف بـ psychiatrie الذي وصف لي الأدوية والتي لم ألتزم بها، وللأسف فإني لا أستطيع الحصول على العلاج السلوكي المعرفي نظرا لعدم قدرتي على تحمل التكاليف إضافة إلى عدم توفرهم وعامل الثقة لهذا وضعت ثقتي فيك حتى أنني اتصلت بعيادتكم مرتين.
فقط هناك تعقيب على بعض الأمور في ردك، عند قولك أن لديك استجابة وسواسية لشبهة الوسواس القهري.
هذه الفكرة لم تأتي صدفة أو كفكرة واستجبت لها بل لأنها كانت اعتقادا راسخا بمعنى أنه عندما خطرت لي فكرة عن الخلق والوجود التي أزعجتني وأحسست بالضيق والقلق فبعدها بأيام أو أقل أردت تفسيرا وتشخيصا لها فقصدت الشبكة العنكبوتية وقرأت موضوعا بأن من تخطر له هذه الفكرة فإنه مصاب بالوسواس القهري فتكون اعتقاد راسخ في عقلي بأني مصاب بهذا المرض الذي لم أسمع عنه في حياتي فأخذت بالقراءة عنه في كل المواقع والشبكات وعن كل الأفكار والوساوس التي ترتبط بالمرض والأدوية وحالات من يعانون منه والذي دفعني لانتهاج هذا السلوك هو اعتقادي الراسخ بأني مصاب بهذا المرض (فهل هذا هو السلوك التجنبي؟) الأمر الذي سبب لي فزعا ورعبا شديدا لا يوصف وهو الذي حطمني هكذا بدأت المشكلة.
فلو كنت أعرف من البداية بأن ما انتابني هو نوبات قلق وهلع لما أخذت هذا الاعتقاد أصلا في رأسي فتخيل أنني لم أكن أعرف أبسط الأمور عن أعراض القلق التي انتابتتي في البداية مثل دقات القلب والتعرق والأرق والتي أصبحت أعرفها منذ أيام فقط.
الأمر الآخر الذي حيرني هو أن psychologie كان يركز على الأعراض الجسدية وعند إرسالي إلى psychiatrie فهو أيضا سمع لي لكن الغريب أنهم لم يطرحوا أي أسئلة تحسسني بأنها تشخيص بل اكتفوا بالإنصات وكان الـ psychiatrie على يقين بأن ما لدي لا يخرج عن قلق وهلع.
الأمر المثير للعجب والذي حيرني أكثر هو نفس الأمر الذي لاحظته في بعض الاستشارات هنا في موقعكم لبعض الأطباء فبمجرد أن يطرح الشخص مشكلته بأن فكرة ما أزعجته كفكرة تتعلق بالخلق أو فكرة ذي طابع جنسي مثلا فمباشرة يقول له الطبيب أنت مصاب بالوسواس القهري دون أن يسألوا عن السياق والظروف التي أدت إلى وجود الفكرة وظهورها وكم دامت.... إلخ كما تفعل سيادتكم. وهذا ما هو منتشر عند عامة الناس أنه عندما تأتي فكرة مزعجة للشخص لا يستطيع دفعها خصوصا في أمور الخلق والغيببات فإنه مصاب بالوسواس القهري فعامة ناس يقسمون الوسواس إلى وسواس خناس وسواس قهري
بالمقابل فإنني عندما أقرأ لسيادتكم وحسبما أخبرني به أيضا الطبيب النفسي فإن الأمور ليست بهاته السهولة بل كل حالة تحتاج إلى تشخيص وأن المعايير في الطب النفسي وما يعتقده عامة الناس كالفرق بين السماء والأرض.
في الأخير أتمنى منك أن تذكر لي ما هي الإفادات التي تريدونها للقيام بتشخيص دقيق لحالتي فهدفي هو معرفة ما أعاني منه لأن هذا من الأسباب التي أخرت تشافي
4/5/2016
رد المستشار
الأخ الفاضل أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على الثقة.
في الطب النفسي ليس معنى وجود عرضٍ أو أعراض لاضطراب ما وجود هذا الاضطراب بل إن من الممكن أن يطرق المريض باب الطبيب النفساني لمرة أو مرات مشتكيا من أعراض اضطراب الهلع ثم يطرق بابه بعدها مشتكيا من أعراض الوسواس القهري وربما بعدها بفترة من أعراض الرهاب الاجتماعي وربما الاكتئاب وربما اضطرابات العرض الجسدي أو قلق المرض... إلخ..... ثم يصبح تشخيصه النهائي خلطة قلق واكتئاب... أو ربما تواكب اضطراب هلع واضطراب وسواس قهري واضطراب رهاب اجتماعي...إلخ إذا سمحت الأعراض كل مرة بتشخيص اضطراب كامل.
وليس صحيحا ما فهمت وعبرت عنه بقولك: (حسبما فهمت فإني أعاني من ثلاثة اضطرابات وهي اضطراب الهلع والقلق المتعمم والوسواس القهري).... الصحيح أن لديك أعراضا للهلع وللقلق المتعمم وربما أعراض وسواس قهري.... ولا يمكن الجزم بأن لديك أعراضا تكفي لإكمال تشخيص أي من الاضطرابات التي ورد ذكرها في ردنا هذا عليك بينما من الواضح والمؤكد أن لديك خليطا من أعراض كل منها.
ما حدث في طفولتك من صعوبة في بلع الريق وغصة في الحلق وعرفت أنه كان تعبيرا عن القلق يمثل واحدا من أعراض الاضطرابات الانفعالية في الطفولة، وهو إشارة إلى استعدادك البنيوي للقلق، وهذه المعلومات إضافة لما ورد في متابعتك تشير إلى أن تشخيص حالتك هو غالبا خلطة من اضطرابات القلق والوسواس القهري، ولم أعد بحاجة إلى إفادات بقدر ما أنت بحاجة الآن إلى الالتزام بما وصفه لك الطبيب النفساني Psychiatrist من عقاقير إلى أن يتاح لك العلاج المعرفي السلوكي..... وتابعنا بأخبارك.
ويتبع >>>>>>: تشخيصك غالبا كما قال طبيبك! م1