طلب نصيحة
دكتور.. أنا شخص أشرب الخمر في الأوقات التي أكون فيها بحالة نفسية سيئة فبماذا تنصحنيأن أفعل في مثل هذه الحالة؟
وأرجو أن تنصحني نصيحة أب لابنه.
أرجوك دكتور فأنا في حالة ملحة.
4/6/2004
رد المستشار
الابن العزيز؛
لم تذكر في رسالتك ماذا تعني بحالة نفسية سيئة. وتطلب النصيحة.... من الممكن أن أستشف من كلماتك القليلة أنك إنسان طيب وعاطفي وربما تعاني من إحدى ثلاث اضطرابات أو اثنتين منها أو الثلاثة مجتمعة وهي الحزن والتوتر والخوف، وأثناء المعاناة وزيادة الأعراض تهرب منها بشرب الخمر...
وهو حل هروبي عاصبي نحن نسمي هذه الأعراض الاكتئاب والقلق والرهاب وهي بحاجة إلى علاج دوائي لفترة من الزمن حيث من المتوقع أن تتحسن حالتك بعد حوالي ستة أسابيع ثم تستمر على هذا العلاج ولمدة ستة شهور تكون خلالها قد انتهيت من العلاج المعرفي السلوكي الذي سوف تتمتع في نهايته بالشفاء والإحساس بالنضوج والمهارة في أن تكون شخصية اجتماعية مقبولة وفعالة لها دور ومعنى في الحياة، متوافقا مع ذاتك، مكتسبا لخبرات اجتماعية وستبصر بنواحي الضعف والقوة في شخصيتك، وتصبح ذا قدرة على اتخاذ القرارات وتحمل أعباء هذه القرارات بما يضمن ضبط الانفعالات السلبية كالقلق والاكتئاب والخوف.
أما نصيحة الأب للابن التي طلبتها أولا فأذكرك:
أولاً: بما رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال "من وعك ليلة فصبر ورضي عن الله تعالى خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه" فعليك بالصبر فما أعطي عطاء خير وأوسع من الصبر، فأين العزيمة الصادقة والهمة العالية.
ثانيا: تفكر في المفاسد التي تحدث من تعاطي الخمر في غضب ربك ومرض جسمك.
ثالثا: تفكر في غضب الله تعالى إذا تماديت في شرب الخمر.
رابعا: تفكر في نعمة الله تعالى وإحسانه إليك، فلا تقابل بالإساءة من أحسن إليك.
خامسا: تفكر في الدنيا وسرعة زوالها وتزود منها إلى دار البقاء والخلود بالعمل الصالح، والبعد عن الخمر.
سادسا: اقبل العوض وهو ما وعد الله سبحانه من تعويض من ترك المحارم لأجله ونهى نفسه عن هواها.
كما أحيلك إلى بعض ما ظهر على صفحتنا من مشكلات خاصة بموضوع الإدمان كيف أساعد مدمن؟ بعد التدريب والفهم.
أخيرا....أطلب العفو والعافية ممن القلوب بين إصبعيه وأزمة الأمور بيديه وانتهاء كل شيء إليه فلعلك تصادف أوقات الإجابة التي لا يسأل الله فيها شيئا إلا أعطاه ولك مني كل الأمنيات الطيبة بالشفاء العاجل.