كره الذات
السلام عليكم، جزاكم الله خيرا علي ما تقدمونه نفع الله بكم، أعاني من اضطراب عام منذ زمن ولكن ما دعاني للشكوي الآن هو كثرة كلامي مع نفسي بصوت عالٍ في أي مكان خصوصا عندما أكون منفردة ولكني صرت لا أتحكم في ذلك فيحدث في أماكن عامة وأتعرض للإحراج
هذا الحوار عبارة عن نقد دائم لنفسي على كل تصرفاتي أتذكر مواقف قديمة ممكن من أكثر من ١٠ أعوام وأعاتب نفسي على تصرفي ليس عتابا رقيقا وإنما سب وبغض ودعاوي على نفسي بالأمراض وبالموت وأقول دائما أنا هموت نفسي وأقسم بالله على ذلك
كل هذا بدون تحكم مني طوال الوقت أقول أنا أكره نفسي أكره كل الناس (أنا اصلا عايزة الحرق) يكثر هذا الحوار أيام المذاكرة والامتحانات وفي أي ظروف أشعر فيها بالحرج والضغط.
طوال المذاكرة وهذا الحوار يعطلني يعجزني عن التركيز تمضي ساعات وأنا لا أنجز إلا القليل جدا بسبب مداومة السرحان والتأنيب والحوار غير المتحكم فيه. آلمني جدا أنه يعطلني يؤخرني الحمد لله أنا متفوقة في دراستي رغم أني أعاني لأذاكر أعرف أن تحصيلي جيدا جدا ولكن بسبب تلك الوساوس أمضي الساعات.
مررت قبل ذلك بالوسواس القهري كان عن الجن وأمضيت أسبوعا لا أنام وأعيش في رعب، منذ عدة أعوام اضطربت عقيدتي تحديدا عندما كنت في الثانوية العامة وكنت تحت ضغط شديد كنت أحاور نفسي ليل نهار وأنعت نفسي بأقبح الألفاظ وأصر على أني سأنتحر وأتكلم في صلاتي بصوت عالٍ حتى أني كنت أقول لهذا الوسواس (سبني أذاكر وأنا هموت نفسي بالليل)
لم يسبق أن ذهبت لطبيب نفسي كنت أتحمل حتى تنقضي الضائقة وتتغير الظروف ولكني أنتكس تحت أي ضغط أنتكس عندما أحرج أمام الناس
أريد أن أتعالج حتى أستطيع أن أنجز المزيد حتى يقل إحراجي أمام الناس وأحفظ مكانتي
زاد هذا العام اضطرابي في النوم كان لدي أرق شديد جدا يستمر لأيام ونومي خفيف لدرجة أني أفيق من أتفه صوت لا أعرف إن كان لهذا علاقة بالاضطراب أم لا ؟
كما أني ألاحظ تغير شعري كلما زاد الاضطراب يتوقف عن الاستجابة للعلاج ويبدو جافا ومجعدا جدا وكثير التساقط ولا يتحسن إلا بهدوء الاضطراب
أحس أن شدة كرهي لذاتي تنعكس على علاقتي فأنا لا أطيق تقرب صديقاتي أمل سريعا وأحاول الابتعاد بأي شكل عندما يزداد الضغط أجد نفسي أعدد عيوب الناس بنفس الطريقة اللاإرادية بصوت عالٍ كأني أكلم نفسي ثم أتبعها بأني أكره الناس جميعا وأكره نفسي معهم وأريد أن أقتل نفسي
لم يسبق أن حاولت الانتحار فعليا ولكني أتصور نفسي وأنا أنتحر من بلكونتي مثلا ويكثر التصور في مخيلتي
اضطراب نومي ومللي من الأصدقاء وصوتي المرتفع في الحوار مع نفسي يجعل المعيشة المشتركة التي تفرضها علينا الحياة الجامعية أمرا صعبا وللأسف يصعب علي جدا أن أذهب لطبيب نفسي عائلتي غير متقبلة للفكرة ولا يشعرون بما أعاني منه على الأقل أريد حلا مؤقتا للسرحان وعدم التركيز وملازمة الحوار الهدام لأني في امتحانات الآن في كلية عملية أحتاج كل دقيقة من تركيز، الأمر الذي لا أظفر به أبدا
أرجو الرد
جزاكم الله خير
6/5/2016
رد المستشار
صديقتي
إذا كان أهلك غير متقبلين لفكرة أنك قد تحتاجين إلى علاج دوائي فمن اللازم إيجاد من يقنعهم بأنه احتمال قائم وليس فيه مسألة رأي أو تقبل.. إن كان لدينا مريضا يعاني من مرض السكري أو السرطان مثلا، فتقبل أهله أو عدم تقبلهم ليس له أي وزن.. يجب عليك زيارة الطبيب النفسي لوصف العلاج الدوائي إذا لزم الأمر .. ويجب عليك أيضا مراجعة معالج نفسي بصفة دورية لكي تتدربي على طريقة جديدة في التفكير.
مثلا: تقولين أنك تنتقدين نفسك دائما وتقولين لنفسك كلاما قاسيا ...لماذا؟؟ لن يجعلك هذا إنسانة سوية أو إنسانة أفضل.. إنه تطبيق خاطئ لفكرة النفس اللوامة... ولكن من الملاحظ أنك تفعلين هذا في أوقات التوتر أو الضعط النفسي بسبب الاختبارات الدراسية.. قد يكون هذا بسبب أنك تطالبين نفسك بالكمال وهو شيء مستحيل.
في العموم، الوسواس يخفي خلفه فكرة أو أفكارا تخافين من مواجهتها وهي مدفونة في اللاوعي وبالتالي فليس لديك علم بها.. هذا ما يستدعي العلاج النفسي..
من المهم أن تقولي لأهلك عن جميع أعراضك وأفكارك وأنك تريدين مراجعة الطبيب والمعالج النفسي.
لا شك أن هذا أسهل وفيه أمان أكثر ولو بقليل من الانتحار.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب.
ويضيف د. وائل أبو هندي الابنة الفاضلة "حسناء" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على الثقة، ليس لدي ما أضيف بعد ما تفضل به مجيبك د. علاء مرسي غير التأكيد على ضرورة عرض نفسك في أسرع وقت ممكن على طبيب نفساني لأن تخيلات الانتحار التي تمر بالوعي تلقائيا وبهذا المعدل من التكرار لا يمكن السكوت عليها لأنها في منتهى الخطورة، واقرئي أيضًا:
الانتحار لا يفارقني
أحلام اليقظة الاكتئابية ؟؟؟
تعتعة: المأزق الانتحاري، وأن تولد من جديد!
الانتحار بين المرض والاختيار : الجزء الثاني
وسواس الانتحار
وحيدة ومتعبة وأفكر في الانتحار
فكرة الانتحار والمرض النفسي
وحيدة وحائرة ومكتئبة! التفكير في الانتحار