وسواس
السلام عليكم؛ منذ الصغر أعاني من عدم الثقة المفرطة والشك في أن كل شيء قد يكون وراءه خدعة وكانت تتم في رأسي توقعات ونتائج مختلفة لما قد يحدث في أي موقف أمر به من خلال الاستنتجات التي أبنيها في عقلي وكأنني أحدث نفسي أو أتحدث مع شخص آخر وسمعت من أمي بأن جدتي لأبي كانت تعاني من الوسوسة ولم أسأل عن تفاصيل وأعتقد أنها كانت تقصد الشك وقد يكون ذلك من ثقافة المجتمع الريفي التي كانت تعيش فيه جدتي.
منذ عامين كنت رئيسا للقسم في محل عملي وحدثت مشكلة أدت إلى ذهابي إلى مديري في العمل وطلبي إعفائي من مكاني وبعد إصرار مني تم استبدالي بشخص آخر.
ومن هنا بدأت المشاكل تزداد من حيث محاولات استفزازي وإظهاري بأني السبب في المشكلة سبب انسحابي من منصبي ومحاولات إظهاري بأني السبب في فشل المؤسسة التي أعمل بها وكانت هذه المحاولات من قبل الشخص الذي أتى مكاني ومن مدير المؤسسة وهو شخص إمعة لا قرار له ولا مقدرة على إدارة سوبر ماركت ومن يتحكم به هو مساعده ولم يخلو الأمر من تلميحات من بعض الزملاء على سبيل المزاح ولم يدركوا أنها أثرت بي تأثيرا كبيرا.
وكان قرار انسحابي لأثبت للجميع بأن سبب الفشل هم وليس أنا والمتمعن في الأمور والمتابع لها أدرك هذا الكلام بالإضافة إلى الكثير من الشواهد الأخرى مثل كثرة المشاكل التي حدثت بعد انسحابي وتدني مستوى القسم على الجانب المهني بالإضافة إلى مشاكل أخرى ظهرت لم تكن موجودة عندما كنت أمسك بزمام الأمور وكان ذلك بشهادة الجميع حتى إدارة المؤسسة ولكن كانوا يصرون على عدم استبدال الشخص الذي أتى مكاني حتى أصبح السبب واضحا وهو أن هذا الشخص ينقل لهم كل شيء يحدث بيننا من كلام أو مناقشات بالإضافة إلى أنه لا يجرؤ على أن يراجعهم في أي شيء يخص الموظفين المسؤول هو عنهم وتحاشيه أن يقوم بحل أي مشكله قد تظهر وهو ما أعطانا دليلا بأن هذا ما تريده إدارة المكان (فرق تسد) وذلك حتى يغطوا على فشلهم في إدارة الكثير من الأمور وعدم قدرتهم على إدارة المكان الذي نعمل به.
وكان لما حدث تأثير على من كثرة المحادثات والحوارات التي تتم في رأسي إلى عدم القدرة على النوم بسهولة والتفكير في الموت كل ليلة وأن أجلي قد اقترب كما حدث أن أصبت بمرض الثعلبة في الذقن وقد لا يكون لهذا علاقة بالمشكلة ولكنه تخمين مني وازدادت عصبيتي (في الطبيعي أنا إنسان عصبي يحاول تمالك نفسه أحيانا)
ومن كثرة ما أحسست بالظلم بدأت أسأل نفسي بعض الأسئلة التي قد تخرجني من الإسلام والعياذ بالله ولكن كنت أستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وأرجع إلى صوابي سريعا وأسأل نفسي هل هو ابتلاء من الله ويحتاج إلى الصبر أم هو انتقام من الله بسبب ذنب أذنبته (وقد أذنبت وليغفر الله لي) وللأسف أن من كثرة ما يدور في رأسي من تساؤلات وحوارات أصاب أحيانا بالسرحان وأفقد التركيز مع من يتحدث ولكن لا أعتقد بصورة مرضية قد تكون لثوان فقط.
يسيطر عليّ كثيرا الرغبة في الانتقام منهم ولدي القدرة على ذلك ولكن ذلك قد يدمر حياتهم ويفقدهم الكثير فأرجع عن رغبتي وأخيرا قررت أن وصل الأمر لأذى فسوف أؤذيهم وأنتقم منهم ولكن من داخلي أريد الله أن ينتقم لي منهم ويريني فيهم آية من آياته.
مع العلم أني حاولت ترك المكان ولا زلت أحاول وأيضا فأنا أصلي ومغترب عن بلدي وإدارة المؤسسة التي أعمل بها على مذهب غير مذهبي كما أنني لم أكف عن الدعاء إما بأن يخرجني الله من هذا العسر أو بالدعاء أن ينتقم الله منهم.
وأريد أن أعرف هل أنا مصاب بمرض نفسي هل أحتاج إلى علاج أم أحتاج إلى بعض التدريبات.
شكرا على سعة صدركم
7/5/2016
رد المستشار
أشكرك يا "علي" لثقتك بالقائمين على موقع الشبكة العربية للصحة النفسية الاجتماعية من خلال لجوئك للمستشارين على الموقع ليشاركوك مشكلتك ويساعدوك في تخطيها، أولا مجرد شعورك أن لديك مشكلة وتسعى لحلها فهي خطوة جريئة وصائبة وتشير أن لديك رغبة صادقة في التغيير والبحث عن حلول.
أشرت أثناء طرحك لمشكلتك أنك تعاني من عدم الثقة بنفسك المفرط والشك، أولا أذكرك بقول الله تعالى: ".... إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم..." (الرعد: 11)، فالمسؤولية تقع على عاتقك في التغيير وحتى تقوم بهذه المسؤولية فلابد أن يكون لديك الإرادة والرغبة في التغيير، فعليك أن تبحث عن نقطة الانطلاقة بداخلك للتغيير، فهل ستبدأ بنفسك وتغير وتطور علاقتك مع ربك؟؟ هل ستبدأ بممارسة رياضة جماعية محببة إلى نفسك؟؟ هل ستشترك في أنشطة جماعية مع المحيطين بك؟؟؟ هل ستقرر أن تخرج من غرفتك المظلمة والابتعاد عن الآخرين؟؟؟ هل ستضع لحياتك هدفا وتسعى لتحقيقه مع الآخرين؟؟؟.
أنت وحدك من يستطيع الإجابة عن هذه الأسئلة وفق قدراتك وإمكانياتك وما هو متاح لك، وإجابتك على هذه الأسئلة بشكل عملي وواقعي وإيجابي ستضعك إن شاء الله على بداية الطريق لتخرج من الدائرة المفرغة التي تعيش فيها، وتزيد من ثقتك بنفسك كلما خطوت خطوة باتجاه إنجاز أهدافك في الحياة وتوسيع دائرة علاقاتك مع الآخرين، إن الثقة تكتسب وتتطور ولم تولد الثقة مع إنسان حين ولد، فهؤلاء الأشخاص الذين تعرف أنت أنهم مشحونون بالثقة ويسيطرون على قلقهم، ولا يجدون صعوبات في التعامل والتأقلم في أي زمان أو مكان هم أناس اكتسبوا ثقتهم بأنفسهم اكتسبوا كل ذرة فيها.
فعدم الثقة بالنفس سلسلة مرتبطة ببعضها البعض تبدأ:
أولا: بانعدام الثقة بالنفس.
ثانياً: الاعتقاد بأن الآخرين يرون ضعفك وسلبياتك.
ثالثاً: القلق بفعل هذا الإحساس والتفاعل معه بأن يصدر عنك سلوك وتصرف سيئ أو ضعيف، وفي العادة لا يمت إلى شخصيتك وأسلوبك.
رابعاً: الإحساس بـالخجل من نفسك وهذا الإحساس يقودك مرة أخرى إلى نقطة البداية وهي انعدام الثقة بالنفس وهكذا تدمر حياتك بفعل هذا الإحساس السلبي اتجاه نفسك وقدراتك.
لكن هل قررت التوقف عن جلد نفسك بتلك الأفكار السلبية، والتي تعتبر بمثابة موت بطيء لطاقاتك ودوافعك؟؟؟
إذا اتخذت ذلك القرار بالتوقف عن إلام نفسك وتدميرها. ابدأ بالخطوة الأولى:
تحديد مصدر المشكلة: أين يكمن مصدر هذا الإحساس؟؟
هل ذلك بسبب تعرضك لحادثة وأنت صغير كالإحراج أو الاستهزاء بقدراتك ومقارنتك بالآخرين؟
هل السبب أنك فشلت في أداء شيء ما كالدراسة مثلا؟ أو أن أحد المدرسين قد وجه لك انتقادا بشكل جارح أمام زملائك؟ هل للأقارب أو الأصدقاء دور في زيادة إحساسك بالألم؟
وهل ما زال هذا التأثير قائما حتى الآن؟؟
أسئلة كثيرة حاول أن تسألها لنفسك وتتوصل إلى الحل، كن صريحا مع نفسك. ولا تحاول تحميل الآخرين أخطائك، وذلك لكي تصل إلى الجذور الحقيقية للمشكلة لتستطيع حلها، حاول ترتيب أفكارك استخدم ورقة وقلما واكتب كل الأشياء التي تعتقد أنها ساهمت في خلق مشكلة عدم الثقة لديك، تعرف على الأسباب الرئيسية والفرعية التي أدت إلى تفاقم المشكلة.
البحث عن حل: بعد أن توصلت إلى مصدر المشكلة، ابدأ في البحث عن حل بمجرد تحديدك للمشكلة تبدأ الحلول في الظهور، اجلس في مكان هادئ وتحاور مع نفسك، حاول ترتيب أفكارك. ما الذي يجعلني أسيطر على مخاوفي وأستعيد ثقتي بنفسي؟
إذا كان الأقارب أو الأصدقاء مثلا طرفا أو عامل رئيسي في فقدانك لثقتك، حاول أن توقف إحساسك بالاضطهاد ليس لأنه توقف بل لأنه لا يفيدك في الوقت الحاضر بل يسهم في هدم ثقتك ويوقف قدرتك للمبادرة بالتخلص من عدم الثقة.
أقنع نفسك وردد:
٠ من حقي أن أحصل على ثقة عالية بنفسي وبقدراتي.
٠ من حقي أن أتخلص من هذا الجانب السلبي في حياتي.
٠ احرص على أن لا تتفوه بكلمات يمكن أن تدمر ثقتك بنفسك..فالثقة بالنفس فكرة تولدها في دماغك وتتجاوب معها أي أنك تخلق الفكرة سلبية كانت أم إيجابية وتغيرها وتشكلها وتسيرها حسب اعتقاداتك عن نفسك..... لذلك تبنى عبارات وأفكارا تشحنك بالثقة وحاول زرعها في دماغك.
٠ انظر إلى نفسك كشخص ناجح وواثق واستمع إلى حديث نفسك جيدا واحذف الكلمات المحملة بالإحباط، إن ارتفاع روحك المعنوية مسؤوليتك وحدك لذلك حاول دائما إسعاد نفسك. اعتبر الماضي بكل إحباطاته قد انتهى، وأنت قادرة على المسامحة اغفر لأهلك، لأقاربك لأصدقائك اغفر لكل من أساء إليك لأنك لست مسؤولا عن جهلهم وضعفهم الإنساني.
٠ ابتعد كل البعد عن المقارنة أي لا تسمح لنفسك ولو من قبيل الحديث فقط أن تقارن نفسك بالآخرين، حتى لا تكسر ثقتك بقدرتك وتذكر إنه لا يوجد إنسان عبقري في كل شئ، فقط ركز على إبداعاتك وعلى ما تعرف أبرزه، وحاول تطوير هواياتك الشخصية.
٠ وكنتيجة لذلك حاول أن تكون ما تريده أنت لا ما يريده الآخرون، ومن المهم جدا أن تقرأ عن الأشخاص الآخرين وكيف قادتهم قوة عزائهم إلى أن يحصلوا على ما أرادوا.... فالوسواس القهري هو نوع من الاضطرابات المرتبطة بالقلق، تتميز بأفكار ومخاوف غير منطقية (وسواسية) تؤدي إلى تصرفات قهرية.
والأشخاص المصابون باضطراب الوسواس القهري يكونون، أحيانا، واعين لحقيقة أن تصرفاتهم الوسواسية هي غير منطقية، ويحاولون تجاهلها أو تغييرها لكن هذه المحاولات تزيد من احتدام الضائقة والقلق أكثر. وفي المحصلة، فإن التصرفات القهرية هي، بالنسبة إليهم، إلزامية للتخفيف من الضائقة.
فالأعراض الوسواسية هي أفكار وتخيلات متكررة مرارا، عنيدة ولا إرادية، أو دوافع لا إرادية تتسم بأنها تفتقر إلى أي منطق. هذه الوساوس تثير الإزعاج والضيق، عادة، عند محاولة توجيه التفكير إلى أمور أخرى، أو عند القيام بأعمال أخرى، وتتمحور هذه الوساوس، بشكل عام، حول موضوع معين.
فالأعراض القهرية هي تصرفات متكررة، مرارا، نتيجة لرغبات ودوافع جامحة لا يمكن السيطرة عليها. هذه التصرفات المتكررة يفترض بها أن تخفف من حدة القلق أو الضائقة المرتبطة بالوسواس.
ما من مسبب صريح واضح لاضطراب الوسواس القهري، أما النظريات المركزية بشأن العوامل المسببة المحتملة لاضطراب الوسواس القهري فتشمل:
- عوامل بيولوجية: تتوفر بعض الأدلة التي تشير إلى أن اضطراب الوسواس القهري هو نتيجة لتغير كيماوي يحصل في جسم الشخص المصاب، أو في أداء دماغه. كما أن هنالك أدلة على أن اضطراب الوسواس القهري قد يكون مرتبطا، أيضا، بعوامل جينية وراثية معينة، لكن لم يتم تحديد وتشخيص الجينات المسؤولة عن اضطراب الوسواس القهري، بعد.
- عوامل بيئية: يعتقد بعض الباحثين بأن اضطراب الوسواس القهري ينتج عن عادات وتصرفات مكتسبة مع الوقت.
- درجة غير كافية من السيروتونين: السيروتونين هو إحدى المواد الكيماوية الضرورية لعمل الدماغ. وإذا كان مستوى السيروتونين غير كاف وأقل من اللازم، فمن المحتمل أن يسهم ذلك في نشوء اضطراب الوسواس القهري.
- عوامل قد تزيد من خطر نشوء، أو استثارة، اضطراب الوسواس القهري:
٠ التاريخ العائلي
٠ حياة مثقلة بالتوتر والضغط
٠ الحمل
وهنالك نوعان أساسيان متبعان في علاج الوسواس القهري، هما:
- العلاج النفسي
- العلاج الدوائي
يختلف العلاج الأفضل والأنجح لاضطراب الوسواس القهري تبعا للمريض نفسه، وضعه الشخصي وتفضيلاته. وغالبا ما يكون الدمج بين العلاج النفسي والعلاج الدوائي ناجعا جدا.
وتبين أن الطريقة العلاجية المسماة "المعالجة المعرفية (الادراكية) السلوكية" CBT أو ع.س.م هي الأكثر نجاحا في معالجة اضطراب الوسواس القهري، حيث يعيد تنظيم البنية المعرفية، ويؤدي فيها المريض بعض التدريبات مثلا التعرض التخيلي، ويكلف المريض ببعض الواجبات المنزلية، تدريبات التعرض في المواقف الحية، سواء بمعاونة المعالج أو على انفراد في البيئة الطبيعية، وأنصحك باستشارة طبيب نفسي لتشخيص حالتك بدقة وإعطائك العلاج الملائم لحالتك.
والله الموفق تابعنا دوما بأخبارك فنحن نعتز بك صديقا دائما على موقعنا
اقرأ على موقعنا:
الشك في نوايا الآخرين: التفكير الزوراني
اضطراب الشخصية الزوراني (البارانوي)
الاضطرابات الزورانية : اضطرابات التشكك Paranoid Disorders
قدرٌ ما من الزورانية !؟ نحتاج تفاصيل!
الوهامات الزورانية المنظمة كيفية التعامل؟
الـزوَر - البارانويا - أنواع، فأي الأنواع أنت؟
حيرة وحسرة...زوجي زوراني