نار تحرقني
أتساءل أحيانا حين ترصدني مرآتي، من أنا؟ أتسائل ماذا حصل؟
عقود مرت نصارع بها حياة أو شبه حياة، لننتهي وجبة لديدان الأرض، الموت يا صديقي هو كل ما يدور حولي... لا يبدو الموت سرمديا... يبدو وردياَ بصمته وسلامه وبحكمته، أتسائل لم يمنع من الموت من وجد فيه الطريق... والصديق....
أنا امرأة في عقدي الرابع، عقود من الظلام، نالت مني الخطوب وقهرت رغبتي بالحياة ...فباتت صدى حياة، ليست أزمة وليدة اللحظة، هي لعنة ولدت بها وتعادل هموم الخليقة، وسطور رسالة لا تكفي بأن تحدثك عن جراح دفينة....
بدأت باقتيادي لزواج قسري... زواج حيث تباع وتشترى من أجل دنانير تافهة، رفضت بكل قوتي وجوبهت بالقمع، فوجدت من يفترض به أن يكون شريك حياة... هادما لحياتي
عقد من الزمان وأنا أسيرة ذالك السجان..... عقد من الألم والبطش... عقد من الذل والهوان... عقد كامل من سنين وشهور وأيام وساعات ودقائق، أذاقني صنوفا من العذاب، ألوانا من الإهانة.
على سرير عنوانه الشرف.... أنزل بجسدي كل العذاب، لا يجد متعة إلا بجسد يضرب ويجرح، وبعقب سيجارة يحرق، فوق سرير الزوجية حول نفسه لإله يعبد، وجسدي قربان يذبح، وضحكات مجنونة تطلق وأنا ألمي ينطق، نحيبا أو عويلا ما الفرق، حتى الجدران لحالي لم ترق....
جاء اليوم، الذي أوقفت فيها الذبح وهربت وقيود عن تقديس الزواج وطاعة الزوج كسرت،..... ولكن روحي ما زالت تنزف، أحلامي أحالها كوابيس به تنبض....
حياتي انتهت، رغم عمل أشاغل به نفسي، وعائلة تدًعي بأنها تحتضنني...
لكن ثمة رغبة لا تفارقني.... رغبة انتقام تحرقني، رغبتي بغسل عار يؤرقني، رغبتي بقتل من قتلني، واجتثاث قلبه ونثر دمه وتعذيبه كما كان يعذبني.....
ما زلت بصدى الحياة أنبض..... وتلك الرغبة نار تتقد.... تحرقني ساعات وساعات ولا تبرد.... تنهك أنفاسي..
هنا أحتاج لسلام داخلي.... ولحظات هدوء....
19/5/2016
رد المستشار
حضرة الأخت "لمى" حفظك الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
كم هو أسلوبك الأدبي رائع وممتع فأنت بإمكانك أن تكوني أديبة, كاتبة, ولربما يكون الأسى هو المعلم الأول لك. فرب ضارة نافعة.
إن الأسى الذي تتحدثين عنه وبهذا الأسلوب الرائع والشيق كدنا نحسه سعادة وهناء لروعة التعابير وكأنما به يدفعنا لإعطاء الحق للشاعر حيث يقول:
اجرح القلب واسق شعرك منه فدم القلب خمرة الأقلام.
لنعود للطب النفسي ولنستفق من غفوتنا التي سرقتنا إليها أنغام آهاتك... فنجد أنفسنا أمام إنسانة معذبة كان شهر عسلها حنظل, مما يدفعنا لإعطائك الحق بأن إحساسك كان في مكانه وأن هذا الزوج لا يحمل لك السعادة المرجوة.
الآن وقد حصل ما حصل, فإن الذكريات السعيدة تدفعنا للتبسم والاسترخاء للرحيل على لقطات تفاصيلها.... كما وأن الذكريات الأليمة تدفعنا للتألم ولربما البكاء تأثرا بماضيها المفجع.
لذلك يا صديقتي فإننا غالبا ما ننصح بأن نغلق الباب على تاريخنا الأليم وأن ندفعه لسلة مهملات الماضي ونفتح الباب على مصراعيه للحاضر والمستقبل بحب وتفاؤل وأمل..... فالحياة تحمل لنا في طياتها من كل العناوين والفترات. فلنهيء أنفسنا لاستقبال زوج جديد أو صديق جديد ينسينا آلام الماضي ويجعلنا نشكر الله بأن مدّ في عمرنا لنصل إلى هذه اللحظات السعيدة. فهناك من يغني ويقول: "خذّ عمري كلو بس النهاردة خليني أعيش". فمن يدري ماذا تخبىء لك الأيام وأي أمير من أمراء الحكايا سوف يأتي ليستنقذ سندريلا التي تسكنك من العيش مع الأقزام السبعة.
سامحي وإن لم تستطيعي فتناسي المرارة. وأنا على يقين بأن عندك كميات هائلة من الحب لم تتمكني من إفراغها بعد. فالويل والثبور للأمير الذي سيقع فريسة لأحلامك.
افتحي بابا جديدا للعلاقة مع الله واعلمي بأن السعادة تنتظرنا إن لم يكن في الدنيا, فإن جنات الخلد قد شرعت أبوابها للمظلومين أمثالك. مع أفضل التمنيات بمستقبل سعيد.
* ويضيف د. وائل أبو هندي أديبتنا الرائعة "لما" أهلا وسهلا بك وبسطورك الذهبية على مجانين، ليس لدي ما أضيف على رد أخي د. قاسم كسروان إلا أن أعتب عليه قوله هناك من يغني ويقول: "خذّ عمري كلو بس النهاردة خليني أعيش"... كله إلا أم كلثوم يا قاسم هل غنت مثلها في الشرق سيدة؟ -بعيدا عن الابتزال الحديث للفن-.... فكيف تقول هناك من يغني؟ إلا إن كنت تقصد الشاعر أحمد شفيق كامل يرحمه الله.... ويبقى لدي أن أضع ارتباطات عن رغبة الانتقام:
زواجي الأول وذكريات الانتقام
غواية الانتقام : النار تحرق حاملها مشاركة1
غواية الانتقام : النار تحرق حاملها مشاركة
وأخيرا وليس آخرا سعدنا باستشارتك يا "لما" وفي انتظار إبداعاتك من هنا، ومتابعتك من هنا أو من أسفل الاستشارة.
ويتبع>>>>>>>>>> : على سرير عنوانه الشرف : إناث تدمى في شرف ! م
التعليق: أنت فتاة ملهمة بالتعبير
لفتني كلامك جدا حتى دعاني أن أسجل بالموقع لأجل شكرا على هذه الكلمات البديعة وتمنى السلامة من كل مكروه وخلاصك من أذى رونقك وكبريائك